مجازر وتجويع وحصار.. 63 شهيدا وأحزمة نارية متواصلة في غزة ونزوح جديد لأهالي شماليّ القطاع

غزة: يواصل الجيش الإسرائيلي حربه المفتوحة على قطاع غزة لليوم الـ633 على التوالي، وسط مشاهد كارثية من التجويع الممنهج، والدمار الواسع، والمجازر بحق المدنيين، خاصة أولئك الذين يحاولون الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات الإنسانية، التي تعرف بـ"المساعدات الأميركية"، لسد رمق أطفالهم في ظل الانهيار الكامل للمنظومة الإنسانية.
يتواصل القصف الإسرائيلي المكثف على قطاع غزة، مع تصعيد آلة الحرب الإسرائيلية غاراتها الجوية في مختلف أنحاء القطاع، في وقت تتفاقم فيه الأوضاع الإنسانية بشكل مأساوي.
في اليوم الـ105 من استئناف الحرب الإسرائيلية على غزة، بعد خرق اتفاق وقف إطلاق النار، ركز سلاح الجو الإسرائيلي ضرباته على مناطق قريبة من مراكز توزيع المساعدات، مستهدفا بشكل مباشر تجمعات مدنية.
واستشهد 66 طفلا في غزة، بسبب مضاعفات سوء التغذية والمجاعة جراء الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع في إطار حربها المستمرة منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بحسب ما قالت حركة حماس، الأحد.
وكثّف جيش الاحتلال، مساء الأحد، قصفه وغاراته على مناطق متفرّقة في غزة، وبخاصّة على شماليّ القطاع، حيث أصدر أوامر إخلاء واسعة، ما تسبب مجدّدا، بنزوح واسع للأهالي؛ كما استشهد وأُصيب العشرات.
قال رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، إن فرصا عديدة، أُتيحت بعد ما وصفه بـ"النصر؛ مشيرا إلى أن أوّلها هو استعادة الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، وهزيمة حركة حماس، تتبعها "فرص إقليمية واسعة".
ارتفاع حصيلة الضحايا
ارتفعت حصيلة حرب الإبادة الجماعية، والعدوان الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 56,500 شهيد، و133,419 مصابا، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأوضحت مصادر طبية، يوم الأحد، أن من بين الحصيلة 6,175 شهيدا، و21,378 مصابا، منذ 18 آذار/ مارس الماضي، أي منذ استئناف الاحتلال عدوانه على القطاع عقب اتفاق وقف إطلاق النار.
ووصل إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية، 88 شهيدا، و365 مصابا، نتيجة المجازر والاستهدافات الإسرائيلية المتواصلة.
ولفتت إلى أن حصيلة من وصل إلى المستشفيات من شهداء المساعدات خلال الساعات الـ24 الماضية 18 شهيدًا وأكثر من 41 مصابا، ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا إلى المستشفيات إلى 583 شهيدًا وأكثر من 4,186 مصابا.
وقالت المصادر الطبية، إن طواقم الإسعاف والدفاع المدني تجد صعوبة في الوصول إلى الضحايا حيث ما زال عدد كبير منهم تحت الأنقاض والركام وفي الطرقات.
مجازر متواصلة.. شهداء وجرحى
استشهد ثمانية مواطنين وأصيب عدد آخر، مساء يوم الأحد، في قصف للاحتلال استهدف مدرستين تؤويان نازحين في جباليا البلد ومدينة غزة، ونقطة توزيع مساعدات وسط القطاع.
وأفادت مصادر محلية باستشهاد ثلاثة مواطنين وإصابة آخرين جراء قصف استهدف مدرسة الحرية الواقعة في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، فيما استشهد أربعة مواطنين وأصيب آخرون جراء قصف الاحتلال مدخل مدرسة زينب بالقرب من دوار حلاوة في جباليا البلد شمال غزة.
وأضافت أن مواطنا استشهد وأصيب آخرون أثناء انتظارهم المساعدات الغذائية قرب محور وادي غزة، وسط القطاع.
استشهد 21 مواطنا وأصيب آخرون، مساء يوم الأحد، في قصف لقوات الاحتلال الإسرائيلي على جباليا وخان يونس في قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية باستشهاد 18 مواطنا وإصابة آخرين في قصف للاحتلال استهدف منزلا لعائلة الصادق في جباليا شمال القطاع، كما استشهد مواطنان في قصف استهدف شارع غزة القديمة ببلدة جباليا.
وأضافت أن مواطنا استشهد جراء قصف الاحتلال منطقة الشيخ ناصر شرق خان يونس، جنوب القطاع.
استُشهد 8 مواطنين، مساء يوم الأحد، بعد قصف طيران الاحتلال ومدفعيته مناطق مختلفة في قطاع غزة.
وأفاد مصدر طبي، باستشهاد 3 أشقاء أطفال جراء قصف مدفعية الاحتلال شارع أحمد فكري أبو وردة بجباليا النزلة شمال القطاع.
كما استُشهد 4 مواطنين بينهم طفلة، وأصيب آخرون بجروح متفاوتة، جراء قصف الاحتلال منزلا في حي الصبرة بمدينة غزة، واستُشهد مواطن على الأقل وأصيب عدد آخر، بقصف لطيران الاحتلال على حي التفاح شرق مدينة غزة.
وقصفت مدفعية الاحتلال السطر الغربي شمال شرق مدينة خان يونس، كما قصفت شمال المحافظة الوسطى وسط القطاع.
استُشهد 5 مواطنين، وأصيب العشرات، ظهر يوم الأحد، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء انتظارهم المساعدات، شمال مدينة رفح، جنوب قطاع غزة.
وحسب تقارير أممية، فقد استُشهد أكثر 550 مواطنا، أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء في نقاط توزيع المساعدات الإسرائيلية الأميركية المرفوضة أمميا، التي تحولت منذ تأسيسها أواخر الشهر الماضي إلى مصايد للقتل الجماعي، فضلا عن تعمد امتهان كرامة المواطنين وإجبارهم على النزوح، وسط ظروف إنسانية كارثية.
استشهد عدد من المواطنين وأصيب آخرون، يوم الأحد، بعد قصف الاحتلال مناطق في مدينة غزة.
وأفاد مصدر طبي في مستشفى المعمداني، بوصول 5 شهداء وعدد من المصابين بعد قصف طيران الاحتلال الحربي منزلا في حي التفاح شمال شرق مدينة غزة.
كما استشهد عدد من المواطنين وأصيب آخرون، بعد استهداف مسيّرة للاحتلال سوق الزاوية بحي الدرج في مدينة غزة.
وقصفت مدفعية الاحتلال وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
استشهد سبعة مواطنين، وأصيب آخرون، منذ فجر يوم الأحد، في قصف طائرات الاحتلال الحربية مدينة غزة وخان يونس جنوب القطاع.
وأفادت مصادر طبية، باستشهاد 5 مواطنين، بينهم سيدتان وطفل، وأصيب آخرون، في قصف الاحتلال خيمة تؤوي نازحين في مواصي غرب خان يونس.
وأضافت المصادر ذاتها، أن طفلين استشهدا، وأصيب عدد آخر من المواطنين، جراء قصف الاحتلال منزلا لعائلة عزام محيط محطة دلول للبترول، في حي الزيتون بمدينة غزة.
ويواصل الاحتلال نسف مبانٍ سكنية وسط مدينة خان يونس، فيما يتواصل القصف المدفعي في مواصي مدينة رفح.
جيش الاحتلال يجبر المواطنين على النزوح قسرا من مناطق في مدينة غزة وجباليا
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، إجبار آلاف المواطنين في العديد من المناطق من قطاع غزة على النزوح قسرا إلى مناطق أخرى، وهذه المرة من مناطق في مدينة غزة، وجباليا شمال القطاع، وسط مواصلته حرب الإبادة الجماعية منذ 21 شهرا، ومخططات التهجير القسري.
وطالب الاحتلال عبر منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، صباح اليوم الأحد، كل المتواجدين في منطقة مدينة غزة، وجباليا، وفي أحياء الزيتون الشرقي، والبلدة القديمة، والتركمان، واجديدة، والتفاح، والدرج، والصبرة، وجباليا البلد، وجباليا النزلة، ومعسكر جباليا، والروضة، والنهضة، والزهور، والنور، والسلام، وتل الزعتر، الاخلاء فورا جنوبا إلى منطقة المواصي".
وحذر جيش الاحتلال المواطنين من العودة إلى المناطق التي وصفها بأنها أماكن "قتال خطيرة"، أي المناطق التي أنذرهم بإخلائها.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل إبادة جماعية بغزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية، وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة نحو 189 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.