غزة تحت النار والمطر: خروقات متواصلة للهدنة، كارثة إنسانية في الشمال، وتعقيدات سياسية تلوح بالأفق

تتواصل الخروقات الإسرائيلية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بالتوازي مع تصعيد ميداني وغارات جوية وقصف مدفعي طال مناطق متفرقة من القطاع، في وقت فاقمت فيه الأمطار الغزيرة والرياح القوية معاناة آلاف النازحين بعد غرق وتطاير عشرات الخيام، لا سيما في منطقة المواصي جنوبًا.

ميدانيًا، شنت طائرات الاحتلال غارات على شرق خانيونس ومحيط المقبرة الشرقية في مخيم البريج، فيما تعرضت المناطق الشرقية من حي التفاح بمدينة غزة لقصف مدفعي، وسط تحليق مكثف للطيران الحربي. وأفادت مصادر طبية بوصول عشرات الشهداء والجرحى إلى المستشفيات خلال الساعات الماضية، في ظل تحذيرات من توقف الخدمات الصحية نتيجة النقص الحاد في الوقود والمستلزمات الطبية.

إنسانيًا، حذّرت بلديات محافظة غزة من أن الاحتلال حوّل شمال القطاع إلى منطقة منكوبة، مع استمرار تدمير البنية التحتية وقيود مشددة على إدخال الوقود والمياه ومواد الإغاثة، ما يهدد بتفاقم غير مسبوق للأزمة الإنسانية.

سياسيًا، تتصاعد الخلافات بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، وسط تباين في المواقف بين الولايات المتحدة ودولة الاحتلال حول أولويات ما بعد الحرب، بين إعادة الإعمار ونزع السلاح، في وقت تؤكد فيه مصر تمسكها بوحدة الأراضي الفلسطينية ورفض أي ترتيبات تفرض واقعًا جديدًا أو تقسيمًا دائمًا.

وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، وما خلّفته من دمار واسع وخسائر بشرية جسيمة، في مشهد ينذر بمزيد من التعقيد الميداني والسياسي في المرحلة المقبلة.

disqus comments here