بيان صادر عن النسائية الديمقراطة ندى في ذكرى وعد بلفور المشؤوم
Mon 03 November 2025
108 أعوام على الوعد الاستعماري الذي مهّد لزرع الاحتلال فوق أرض فلسطين، وفتح صفحات الظلم والتهجير والمذابح، ومعه بدأت رحلة شعبٍ اقتلع من وطنه ليحمل مفاتيح البيوت في المنفى وراية العودة في القلب.
ومنذ ذلك اليوم، لم تكن المرأة الفلسطينية مجرّد شاهدة على التاريخ، بل كانت في قلبه:
تحمل ذاكرة الأرض، وتكتب حقّ العودة في خريطة الأجيال، تودّع أبناءها الشهداء، وتواصل تعليم بناتها، وتقود العمل المجتمعي والنضالي، لتثبت أن فلسطين تُكتب بوعي وإرادة وصمود لا ينكسر.
واليوم، من غزة التي واجهت أعتى آلة إبادة عرفها العصر الحديث بصمود أسطوري وبسالة مقاوميها،
إلى الضفة التي تصمد رغم الاقتحامات اليومية،
وإلى مخيمات الشتات في لبنان، والأردن، وسوريا التي بقيت حارسة للهوية رغم كل محاولات التفتيت والتهجير والمعاناة الاقتصادية والاجتماعية…
يتجذر الحق ولا يموت.
يسمو شعبنا فوق الركام، وتعلو رايات النصر على أنقاض البيوت، ويعود الصوت ليؤكد أن الاحتلال فشل في تحقيق أهدافه، وأن مشروع التهجير سقط أمام صمود شعبٍ يعرف طريقه وحقه.
إن وقف إطلاق النار في غزة، وإدخال المساعدات، وتراجع الاحتلال عن أهدافه المعلنة، يؤكد مجددًا أن إرادة الشعوب أقوى من أسلحة الإبادة، وأن المقاومة حق مشروع نابع من حق الحياة والحرية والعودة.
وفي هذه اللحظة التاريخية، ندعو الحوار الوطني و للإسراع بتشكيل حكومة توافق وطني تدير شؤون شعبنا في غزة والضفة، وتحصّن وحدتهما السياسية والجغرافية، وتقطع الطريق على مشاريع الوصاية والانتداب، وتدفع نحو تحقيق هدف تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين وفق القرار 194.
كما نؤكد أن ذكرى وعد بلفور محطة للاضاءه على مخطط شطب قضية اللاجئين عبر التضييق على الأونروا ووقف تمويلها، خصوصًا في غزة والضفة، ما يفرض علينا المطالبة الجادة بحماية التفويض الأممي للانروا وضمان استمراره.
ونرفض بشكل قاطع أي تقليص في خدمات الأونروا في لبنان بذريعة العجز المالي ، خاصة التخفيصات التي تطال الاستشفاء والتعليم والبرامج الاجتماعية، ونؤكد حق أهلنا النازحين من سوريا في الحصول على كامل الخدمات دون تأخير، وضرورة استكمال إعمار مخيم نهر البارد دون مماطلة.
نحن النساء الفلسطينيات في لبنان، وإلى جانب شعبنا وقوانا الوطنية والديمقراطية، نتمسك بأفضل العلاقات الفلسطينية–اللبنانية القائمة على احترام السيادة، ونطالب بتأمين مقومات الصمود لشعبنا، وفي مقدمتها الحقوق الإنسانية والحق في العمل وامتلاك المسكن.
وعد بلفور لا يمكن ان بمر ، وحق العودة لا يسقط بالتقادم ،
وفلسطين تُكتب بالدم، والصمود، والوعي، لا بالحبر وحده.
المجد للشهداء
الحرية للأسرى
الشفاء للجرحى
والعودة حقٌ ثابت على مر الاجيال 

النسائية الديمقراطية الفلسطينية – ندى