اتحاد لجان العمل النسائي يطالب بوقف الانتهاكات فورا بحق الأسيرات الفلسطينيات اللواتي يتعرضن لعنف ممنهج
في ظلّ تصاعد العدوان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، يكشف الواقع اليوم واحدة من أبشع جرائم الاحتلال، حيث تتعرض الأسيرات الفلسطينيات داخل السجون الإسرائيلية لعنفٍ ممنهجٍ، وانتهاكاتٍ جسيمةٍ تمسّ الجسد والكرامة والإنسانية.
لقد وثّقت مؤسسات حقوقية فلسطينية ودولية، وعلى رأسها المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، شهادات مروّعة عن اعتداءات جنسية، وتحرش، وتعذيب نفسي وجسدي، وإهانات متكررة تمارسها سلطات الاحتلال ضد النساء الفلسطينيات المعتقلات، وبخاصة في سجن “سديتمان” الذي بات شاهدًا على ممارسات لا تمتّ للإنسانية بصلة.
إنّ ما يجري بحق الأسيرات الفلسطينيات ليس سلوكًا فرديًا أو تجاوزًا ميدانيًا، بل سياسة إسرائيلية منظّمة تهدف إلى إذلال المرأة الفلسطينية وكسر إرادتها الثورية والوطنية، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف واتفاقية مناهضة التعذيب واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (سيداو).
فالاحتلال يستخدم أجساد الأسيرات كساحة انتقام وكأداة قمع نفسي وجسدي، في محاولة لتدمير روح المقاومة والصمود المتجذرة في المرأة الفلسطينية منذ عقود.
ورغم القيد والقهر، تُجسد الأسيرات الفلسطينيات أنبل معاني البطولة والكرامة، حيث يواجهن التعذيب والإهانة بالعزيمة والصمود، ويحملن صوت الحرية والكرامة من خلف الجدران إلى كل العالم.
إنّ صمتهن المشرّف وصمودهن في وجه العنف الممنهج، هو شهادة على أن الاحتلال لا يستطيع أن يهزم إرادة المرأة الفلسطينية، ولا أن يطفئ نور الحرية مهما اشتدّ ظلام الزنازين.
وانطلاقًا من مسؤوليتنا الوطنية والنسوية والإنسانية، فإن اتحاد لجان العمل النسائي الفلسطيني يطالب بما يلي:
- وقف فوري لجميع أشكال العنف الجسدي والنفسي والجنسي ضد الأسيرات الفلسطينيات، وضمان احترام كرامتهن وحقوقهن الإنسانية وفق المعايير الدولية.
- تمكين اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمؤسسات الدولية الحقوقية من الوصول الفوري إلى السجون الإسرائيلية، خاصة سجن “سديتمان”، والاطلاع على أوضاع الأسيرات بحرية ودون رقابة.
- دعوة الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالعنف الجنسي في النزاعات المسلحة إلى زيارة الأرض الفلسطينية المحتلة على وجه السرعة، وتوثيق شهادات الأسيرات وتقديم تقرير عاجل إلى مجلس الأمن.
- تحميل حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن الجرائم والانتهاكات بحق النساء الفلسطينيات الأسيرات، والمطالبة بمحاسبة المسؤولين عنها أمام المحاكم الدولية.
- تفعيل آليات الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان ولجنة مناهضة التعذيب لمساءلة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه الممنهجة بحق الأسيرات الفلسطينيات والأسرى عامةً.
- دعوة الحركات النسوية والحقوقية العربية والعالمية إلى رفع الصوت عاليًا تضامنًا مع الأسيرات الفلسطينيات، ورفض كل أشكال الصمت الدولي المتواطئ الذي يمنح الاحتلال غطاءً للاستمرار في جرائمه.
ويؤكد الاتحاد أنّ ما تتعرض له الأسيرات الفلسطينيات جريمة ضد الإنسانية وجريمة اضطهاد جندري، وأنّ السكوت الدولي عن هذه الجرائم يمثل تواطؤًا مع الجلاد واعتداءً على القيم الأخلاقية والإنسانية. كما يشير إلى أنّ معاناة الأسيرات تأتي ضمن سياسة قهر ممنهجة تطال الأسرى الفلسطينيين جميعًا، رجالًا ونساءً، في محاولة لطمس صوت الحرية الفلسطينية وإرادتها.
إن اتحاد لجان العمل النسائي الفلسطيني إذ يحيي صمود الأسيرات الفلسطينيات، يؤكد أن الدفاع عنهن هو دفاع عن كرامة المرأة والإنسانية جمعاء، ويجدد التزامه بالنضال من أجل حريتهن وفضح جرائم الاحتلال في كل المحافل الإقليمية والدولية.
الحرية لأسيراتنا الباسلات،
الحرية لأسرى الحرية،
والمجد للمرأة الفلسطينية التي تواجه القيد بالعزيمة والكرامة.
اتحاد لجان العمل النسائي الفلسطيني
13/11/2025