«عن النصر والحسم».. معهد إسرائيلي يكشف خلاصة حرب غزة ويقرّ بتهديد عودة قوة حماس
كشف معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب قراءة معمّقة لنتائج حرب غزة، في دراسة حملت عنوان «عن النصر والحسم وما بينهما»، قدّم فيها مدير المعهد والجنرال في الاحتياط تامير هايمان رؤية تعكس حجم القلق داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من مستقبل المواجهة مع المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها حركة حماس.
وقال هايمان إن ما تعتبره إسرائيل “إنجازًا” في الحرب يبقى مؤقتًا، طالما لم يتم “تفكيك قدرات حماس نهائيًا” وإخراج مقاتليها من دائرة القتال، محذرًا من أن التنظيم “يتعافى ويعيد تنظيم صفوفه ويسيطر على نصف قطاع غزة تقريبًا”.
وأضاف أن الحرب “لم تحقق القضاء التام على حماس”، وأن الحركة ما زالت تمتلك نحو 10% من صواريخها، إضافة إلى قرابة 10 آلاف بندقية موزعة على 17 ألف مقاتل، يخوضون حالياً “حرب عصابات مرنة”.
النصر والحسم.. مفاهيم متشابكة وفشل سياسي واضح
وأوضح هايمان أن العقيدة العسكرية الحديثة تميّز بين:
النصر: تحقيق الأهداف السياسية–العسكرية وتحسين الواقع الأمني.
الحسم: تدمير القدرة القتالية للعدو وإفقاده الإرادة على مواصلة القتال.
وأكد أن المستوى السياسي في إسرائيل تجنّب المطالبة بالحسم الكامل في معظم الحروب منذ عام 1973، إما لارتفاع كلفته أو لعجز الجيش عن تحققه في مواجهة تنظيمات غير نظامية.
هل انتصرت إسرائيل؟ قراءة الأهداف المعلنة للحرب
وبحسب الدراسة، فإن تقييم الحرب يجب أن يستند إلى الأهداف المعلنة، ومنها إسقاط حكم حماس، إزالة التهديد من غزة، تعزيز الردع، وتهيئة الظروف لإعادة الأسرى. ويقرّ هايمان أنّ:
قدرات حماس العسكرية والصناعية تضررت بشدة،
قادتها البارزين قُتلوا،
كتائبها تفككت،
لكن التنظيم ما زال موجودًا ويعيد إنتاج نفسه، ما يجعل النتيجة بعيدة عن “الحسم”.
كما يرى أن تنفيذ خطة ترامب (مجلس السلام، حكومة تكنوقراط، قوة حفظ الاستقرار) هو المسار الوحيد – وفق التصور الإسرائيلي – لإضعاف حماس واستبدالها.
“تسونامي نفسي” في إسرائيل بعد الحرب
وفي موازاة التحليل الأمني، كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن مليونَي إسرائيلي يعانون اضطرابات نفسية مرتبطة بالحرب، وسط تحذيرات من موجة غير مسبوقة من “الكرب ما بعد الصدمة”، اعتبرتها جهات مهنية “تسونامي نفسيًا” يهدد المجتمع الإسرائيلي.
خلاصة
تحاول الدراسة رسم صورة لـ”نصر” إسرائيلي، لكنها في جوهرها تكشف فجوة عميقة بين الأهداف والنتائج، وإقرارًا بأن حماس لم تُهزم استراتيجيًا، وأن إسرائيل تواجه تحديات أمنية ونفسية متصاعدة بعد أطول وأعنف حرب في تاريخها