أمطار تغرق خيام النازحين وغارات إسرائيلية لا تتوقف
في ظلّ استمرار الخروقات الإسرائيلية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، تتكثف التطورات السياسية والميدانية والإنسانية، وسط مساعٍ إقليمية ودولية للانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، في وقت تؤكد فيه مصر تمسكها بوحدة الأراضي الفلسطينية ورفضها أي ترتيبات من شأنها تكريس التقسيم أو فرض وقائع جديدة على الأرض. وتأتي هذه التحركات الدبلوماسية بينما يعيش القطاع أوضاعًا إنسانية شديدة التعقيد، مع تدهور في الخدمات الأساسية، وتواصل القيود الإسرائيلية على إدخال الوقود والمياه ومواد إعادة الإعمار، ما ينذر بتفاقم الأزمة في مختلف مناطق غزة ولا سيما في الشمال الذي تصفه البلديات بأنه منطقة منكوبة.
ميدانيًا، تتواصل تداعيات حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، مع ارتفاع حصيلة الشهداء والجرحى نتيجة القصف المستمر وعمليات انتشال الضحايا من تحت الأنقاض. وفي الوقت الذي تكافح فيه المستشفيات لمواصلة العمل في ظل نقص حاد في الوقود والإمدادات الطبية، حذّرت مؤسسات صحية من أن أي انقطاع جديد قد يؤدي إلى توقف كامل للخدمات المنقذة للحياة. كما تكشف المعطيات الميدانية عن دمار واسع طاول البنية التحتية، بما في ذلك شبكات الطرق والمياه والأراضي الزراعية، ما يعمّق معاناة السكان ويقوّض أي قدرة على الصمود أو التعافي في المدى القريب.
سياسيًا وأمنيًا، تتزايد المؤشرات على تعقيدات المشهد في مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار، مع بروز خلافات بين الولايات المتحدة ودولة الاحتلال الإسرائيلي بشأن ترتيب أولويات المرحلة المقبلة في غزة، بين إعادة الإعمار ونزع السلاح. وفي موازاة ذلك، تلقي تقارير إسرائيلية الضوء على إخفاقات استخبارية طويلة الأمد في اختراق قيادة حركة المقاومة الفلسطينية “حماس”، في مقابل ما تصفه إسرائيل بـ”اختراقات” حققتها في ساحات إقليمية أخرى.