الصحافة الإسرائيلية الملف اليومي صادر عن المكتب الصحفي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الخميس 6/11/2025 العدد 1453
|
الصحافة الاسرائيل- الملف اليومي افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات |
معاريف 6/11/2025
اعمال الجيش في لبنان تؤثر على غزة، واعماله في غزة تؤثر على لبنان
بقلم: افي اشكنازي
أمس أيضا واصل الجيش الإسرائيلي اعمال الانفاذ والإحباط في لبنان. حسين جابر ديب، مخرب في وحدة قوة الرضوان من حزب الله كان هدفا لهجوم سلاح الجو في ساعات الظهيرة. حسب الجيش الإسرائيلي فان “المخرب عمل على مخططات إرهاب ضد دولة إسرائيل ومواطنيها”. في إسرائيل يقولون أنه في الشهر الأخير فقط صفي نحو عشرين مخربا كان عملهم مثابة خرق للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان. عدد مخربي حزب الله الذين صفوا في السنة الأخيرة منذ التوقيع على الاتفاق في لبنان يبلغ نحو 350 بل وربما أكثر.
في الجيش الإسرائيلي يلاحظون محاولات من حزب الله لاعادة بناء قوة عسكرية ذات مغزى تتحدى إسرائيل. لدى حزب الله كميات لا بأس بها من الصواريخ. وبالفعل قدراته التهريبية محدودة وذلك ضمن أمور أخرى بسبب نشاط نظام الجولاني في سوريا، اعمال حكومة لبنان في المطار في بيروت وفوق كل شيء بسبب الاعمال الناجعة التي يقوم بها سلاح الجو، شعبة الاستخبارات، سلاح البحرية وقيادة المنطقة الشمالية تجاه حزب الله في لبنان.
يحاول الجيش الإسرائيلي في هذه اللحظة منع إعادة تسلح وتنظيم حزب الله. وهو ينجح بشكل لا بأس به رغم أنه لم يدمر كل أسلحة حزب الله. في الجيش يستعدون لليوم الذي يكونون فيه مطالبين بان ينفذوا عملية ضد منظمة الإرهاب. بنك الأهداف واسع، ونموذج أبراج مدينة غزة هو الأساس للعمل في الضاحة في بيروت، مثلما أيضا البنى التحتية للمنظمة في البقاع اللبناني وشمالي الليطاني.
في الجيش الإسرائيلي يوضحون لحزب الله بان الجيش تفرغ من معظم الجبهات – ايران، سوريا وكذا غزة. والان معظم الاهتمام والقدرات العمليات للجيش الإسرائيلي وسلاح الجو جاهزة للهجوم في لبنان بقوة اكبر مما عمل فيها الجيش الإسرائيلي في حملة سهام الشمال قبل سنة.
في الجيش الإسرائيلي يفهمون بان العمليات التي تنفذ في لبنان تؤثر على حماس أيضا. إشارة أخرى لذلك جاءت امس في بيان حماس عن نيتها تسليم جثمان إسرائيلي آخر. سياسة الجيش الإسرائيلي هي ممارسة الضغط على حماس، في ظل سحب مقدراتها في الجانب المدني من الخط الأصفر. بالتوازي توجد حماس أيضا تحت ضغط السكان وضغط الوسطاء.
مثلما هي اعمال الجيش الإسرائيلي في لبنان تؤثر على غزة هكذا هي أيضا اعمال الجيش في القطاع تؤثر على لبنان. فتصميم الجيش الإسرائيلي في غزة، يفحص جيدا في حزب الله أيضا، وهذا على ما يبدو احد العوامل التي ردعت منظمة الإرهاب من تنفيذ عملية استعراضية في الميدان.
يحاول حزب الله فحص يقظة الجيش الإسرائيلي في الحدود الشمالية. هذا الأسبوع كانت بضع حوادث عديمة المغزى ظاهرا. الأول – بضع حوامات طارت في مجال هار دوف واعترضها الجيش الإسرائيلي. حدث آخر وقع عندما وصلت مجموعة من اللبنانيين لقطف الزيتون في منطقة الحدود. لاحظهم الجيش الإسرائيلي، اطلق نار تحذير وابعدهم. في قيادة المنطقة الشمالية يفهمون بان حزب الله يفحص، يراجع ويبحث عن نقطة الضعف في دفاع الجيش الإسرائيلي.
------------------------------------------
معاريف 6/11/2025
المعضلة في لبنان
بقلم: ميخائيل هراري
لقد تغيرت الساحة اللبنانية الى ان لم يعد ممكنا التعرف عليها منذ اتفاق وقف النار في 27 تشرين الثاني 2024. صحيح ان الهجمات الإسرائيلية تتواصل، ولكن صورة الوضع تشير الى ضعف دراماتيكي لحزب الله. رئيس الوزراء الجديد اتخذ قرارا بنزع سلاح المنظمة وهم يعملون بشكل اكثر إصرارا. الخطاب الجماهيري في لبنان يتضمن مواضيع لم يسبق ان سمعت من قبل، بالنسبة لحزب الله وبالنسبة للمفاوضات مع إسرائيل.
لكن مسيرة نزع سلاح حزب الله لم تصعد بعد الى المسار السريع، لاستياء إسرائيل وأساسا الولايات المتحدة. تقف إسرائيل الان امام معضلة: هل وكيف تبقي، بل وربما تصعد، الضغط السياسي والعسكري على حكومة لبنان كي تعمل بتصميم اكبر؟ هل ثمة في ذلك خطر (او فرصة) لتصعيد أوسع؟
في هذه الساعة يبدو ان في القدس وفي واشنطن قرروا تصعيد الضغط على بيروت. إسرائيل تشدد اعمالها وهي غير مستعدة لاتخاذ خطوات كفيلة بان تساعد الحكم اللبناني في التقدم. مثلا، انسحاب جزئي أو كامل من الاستحكامات الخمسة في جنوب لبنان. الولايات المتحدة تساند إسرائيل في ذلك. اقوال المبعوث الأمريكي باراك لا تترك مجالا للشك: “ثمن الجمود يفوق الان ثمن العمل (أي: نزع سلاح حزب الله). الشركاء الاقليميون مستعدون لمساعدة لبنان لكن بشرط أن يستعيد الجيش القانوني لنفسه وسائل القوة. اذا واصلت بيروت ذلك (أي: عدم الفعل)، فستعمل إسرائيل من طرف واحد وستكون لذلك تداعيات قاسية”. من المتوقع لباراك ان يصل الى بيروت في الأيام القريبة القادمة وربما ينقل عصا القيادة الى السفير الأمريكي الجديد.
امام إسرائيل توجد ثلاث إمكانيات. الأولى، الإبقاء على الوضع الراهن. استمرار الضغط العسكري – السياسي على حكومة لبنان، على أمل أن يفعل هو فعله دون الوصول الى تصعيد أوسع مما ينبغي. يوجد في ذلك منطق، لكن الساعة السياسية تدق، في بيروت (انتخابات للبرلمان ستكون في أيار)، وعلى ما يبدو في القدس أيضا. إمكانية ثانية، احتدام كبير وتوسيع القتال. حزب الله وايران ضعيفان اكثر من أي وقت مضى، ويمكن ان يكون التصعيد وحده سيحرك حكومة لبنان وحزب الله للتقدم في الاتجاه المرغوب فيه. من جهة أخرى ليس واضحا اذا كان ترامب سيؤيد ذلك، بعد “تحقيق السلام” في قطاع غزة، وليست واضحة التداعيات الإقليمية الواسعة. لا تزال على حالها مسألة اذا كان الامر سيخدم الحكم اللبناني ام سيؤدي الى اضعافه بل وانهياره. الامكانية الثالثة، خطوات سياسية لتشجيع الحكم اللبناني على التقدم، بتداخل مع استمرار الضغط العسكري. إسرائيل يمكنها أن تقبل التحدي الذي طرحه عليها الرئيس عون في شكل استعداد لاستئناف المفاوضات في مسائل الحدود. نجاح مثل هذه المفاوضات كفيل بان يخلق ضغطا فاعلا للتقدم في نزع سلاح حزب الله.
إسرائيل تميل لان تعتمد حصريا تقريبا على قوتها العسكرية، لكن ينبغي الاعتراف بان مسيرة نزع سلاح حزب الله معقدة ويجب أن تتضمن جوانب سياسية وتستغرق وقتا. الخطاب الجماهيري في لبنان تغير إيجابا. الى جانب المعارضة لمفاوضات سياسية مع إسرائيل تتكاثر الأصوات التي لا تخشى ذلك.
-------------------------------------------
معاريف 6/11/2025
فوز ممداني يبقي إسرائيل بلا عنوان في الجيل الجديد للولايات المتحدة
بقلم: هداس رغولسكي
بدت نيويورك في يوم الانتخابات شبه مملة. فقد جرت الانتخابات المصيرية دون فرحة بلالين زرقاء – حمراء، دون إعلانات على كل عامود كهرباء ودون مركبات حملة انتخابية صاخبة. وانتقل المركز الى الشبكات الاجتماعية.
على خط النهاية وقف مرشحان اشكاليان على طرفي الخريطة السياسية: أندرو كومو، الحاكم السابق الذي اعتزل المنصب بعد أن اتهم بتحرشات جنسية وكان في هذه الانتخابات ممثل المؤسسة الديمقراطية الكلاسيكية، وامامه زهران ممداني ابن 34، مسلم، من مواليد اوغندا، تربى في كوينز، مؤيد معلن لحقوق الفلسطينيين وذو مواقف لا إسرائيلية حادة، ممثل الجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي. كما كان مرشح ثالث، الجمهور كيرتس سيلفا، لكن في المدينة الديمقراطية والاهم في العالم جرت المعركة الحقيقية في داخل الحزب.
من زاوية نظر إسرائيلية، تناولت الانتخابات أولا وقبل كل شيء إسرائيل. لكن في نظر الكثير من النيويوركيين، ولا سيما الشبان منهم، كان المركز اجتماعي – اقتصادي. ايجار شقة خرج عن السيطرة، مواصلات عامة متعثرة ومنظومة ضريبة تخدم القمة وتهمل القاعدة. ممداني وعد بان يضع لهذا حدا: تقييد ايجار الشقة، الاستثمار في المواصلات وجعلها سهلة الوصول، وفرض الضرائب على الأغنياء لاجل تمويل كل هذا المرح. الشبان اشتروا هذا وملأوا البارات والساحات بـ “طاقة النصر”. سكان سود، مختلطون، لاتينيون وبيض احتفلوا معا بما اعتبر بالنسبة لهم كنصر للجيل الجديد.
في أوساط الجالية اليهودية في المدينة، بالمقابل، سجل ارتباك. ممداني الذي لم يكف عن التصريحات المتطرفة ضد إسرائيل وعد باقتطاع ميزانيات منظمات أمريكية تتبرع لجهات إسرائيلية تعمل في المناطق أيضا، الخطوة التي تهدد أيضا على الكنس او المنظمات المؤيدة لنجمة داود الحمراء او الصندوق القومي لإسرائيل. وهذا الأسبوع هدد بوقف التعاون بين جامعة CUNY وبين التخنيون. خطواته كرئيس لمدينة ذات عدد السكان اليهود الأكبر في العالم كفيلة بان تؤثر على العلاقة بين يهود الولايات المتحدة وبين إسرائيل.
علم في إسرائيل ان يهودا كثيرين ايدوه. اغلبية أولئك الذين التقيتهم قالوا انهم لم يؤيدون ممداني، لكن بعضهم اعترف بان كاريزمته، مضافة اليها الرسائل عن العدالة الاجتماعية والمساواة تصدح أيضا في داخل الجالية اليهودية، ولا سيما في أوساط الشباك والتقدميين. فوزه خطير ليس فقط لانه مناهض لإسرائيل بل لان الشعبوية التي يجلبها – إعلاميا، لفظيا، مسكرا – يبقي إسرائيل تقريبا بلا عنوان في الجيل الجديد للولايات المتحدة.
ان عدد الاحداث اللاسامية آخذ في التزايد وفي نيويورك سجل عدد الاحداث الأكبر في الولايات المتحدة. وأعرب ممداني عن مواقف ليس فقط لاإسرائيلية بل مواقف تقترب من اللاسامية. وعليه ثمة تخوف حقيقي من خطواته المتوقعة.
اليوم، اكثر من أي وقت مضى، واضح أن إسرائيل لم تتمكن حتى من الحفاظ على مؤيديها التاريخيين في الولايات المتحدة. 75 في المئة من اليهود يصوتون للديمقراطيين وقسم كبير منهم لم يعد مع إسرائيل. التأييد الذي فقدته لن يعود بسهولة.
*عضو مجلس بلدية تل ابيب – يافا وعضو حزب الديمقراطيين
------------------------------------------
يديعوت 6/11/2025
السياسة الإسرائيلية في أمريكا بحاجة إلى تغيير لتلائم قيم الجيل الجديد
بقلم: آفي شيلون
عند دراسة فوز زهران ممداني في انتخابات عمدة نيويورك، ينبغي الأخذ في الاعتبار، أولاً وقبل كل شيء، أن الأمر لا يتعلق فقط بموقفه تجاه إسرائيل، بل أيضاً بقضايا أخرى، بعضها يتعلق بتكلفة المعيشة وبعضها الآخر بسلامة الشوارع وغيرها من الأمور التي تُقلق سكان نيويورك يومياً.
لكن من الخطأ تجاهل حقيقة أن فوزه مرتبط أيضاً بموقفه تجاه إسرائيل. فوفقاً لاستطلاع رأي أجرته شبكة CNN عشية الانتخابات، رأى ثلث الناخبين أن موقفه تجاه إسرائيل قضية مهمة في تصويتهم، بينما اعتبره ثلث آخر قضية ثانوية، لكنها لا تزال من أهم القضايا التي تؤثر على تصويتهم. وهذا أمر لا يمكن تجاهله.
في هذا السياق، من المهم أن نفهم أن ممداني لم يعد شاباً أمريكياً، أو إسرائيلياً، ينتقد الحكومة الإسرائيلية كغيره. لم يكتفِ بالتهديد بإصدار أوامر للشرطة باعتقال نتنياهو إذا زار المدينة – فهو يرفض الصهيونية، كفكرة، من حيث المبدأ. هكذا رباه والده، البروفيسور محمود ممداني من جامعة كولومبيا، الذي دأب في السنوات الأخيرة على الترويج في أبحاثه لتعريف الصهيونية كمشروع استعماري استيطاني.
علاوة على ذلك، لا ينكر ممداني الصهيونية فحسب، بل يُشدد في كثير من الأحيان على ضعف النفوذ السياسي للمسلمين في نيويورك. ورغم صحة كلامه، وأن دعم المسلمين ليس بالضرورة أمرًا ينبغي على اليهود معارضته، بل قد يكون العكس أحيانًا، فمن الواضح أنه في ظل الظروف السياسية للصراع، فإن الحجج المؤيدة لضرورة تعزيز نفوذ السياسة الإسلامية في نيويورك تنطوي على فكرة أن اليهود يتمتعون بنفوذ كبير. بهذا المعنى، لا يُبشر فوز الابن بالخير.
هذا لا يعني، بالطبع، أن نيويورك، في الواقع، أهم مدينة يهودية في العالم، ستُنقلب رأسًا على عقب. فمنصب عمدة المدينة ليس سوى منصب واحد في نظام سياسي معقد، والمدينة مبنية على مؤسسات عديدة يصعب تغييرها. لكن ممداني يستطيع إلغاء التعاون والاستثمار في المؤسسات الإسرائيلية، كما وعد بالفعل. وإذا كانت المظاهرات المناهضة لإسرائيل قد رافقها حتى الآن ضباط شرطة أقوياء، وفروا الأمن في الشوارع وضمنوا عدم تصاعد المظاهرات إلى عنف جسدي، فإن المظاهرات الآن، مع وجود الشرطة تحت سيطرته، قد تكون أكثر تهديدًا، باسم “حرية التعبير” وتقليص القوة الشرطية.
ومع ذلك، من الناحية الإيجابية، يشير فوز ممداني – ونيويورك دائمًا ما تتصدر التوجهات، بما في ذلك التوجهات السياسية – إلى الرغبة في سياسات جديدة، سواءً هنا أو هناك. ففي النهاية، يجب ألا ننسى أن فوز ممداني، من بين أسباب أخرى، كان بسبب مواجهته لمرشح غير جذاب، وكبير في السن، وكان حاكمًا سابقًا، ومشتبهًا بتحرشه الجنسي، وممثلًا للمؤسسة السياسية القديمة.
لذلك، يتطلب فوز ممداني أيضًا تغييرًا في أنماط تعامل السياسة الإسرائيلية مع أمريكا. فهي تركز حاليًا بشكل رئيسي على الحفاظ على العلاقات مع ترامب وجماعته، وعلى التأكيد على القيم الديمقراطية والليبرالية المشتركة بين البلدين. لكن في ظل اهتزاز الموقف تجاه الديمقراطية وبُعدها الليبرالي هنا وهناك، وترامب لا يزال رئيسًا مثيرًا للجدل هناك، فمن الواضح أن السياسة الإسرائيلية في أمريكا بحاجة إلى تغيير أيضًا.
على إسرائيل إرسال ممثلين يتحدثون لغة ممداني، ولا يقتصر الأمر على قدرته على الرقص والغناء وغناء الراب كأي انسان، بل يشمل أيضًا تقديم قيم تُخاطب الجيل الجديد، الذي لا ينبهر فقط بالحديث عن الانتصارات المطلقة والإنجازات العسكرية والتكنولوجية، بل يسعى أيضًا إلى حياة أكثر راحةً وتضامنًا، وإلى الأخوة بين الناس. بهذا المعنى، يُعد فوز ممداني دليلًا إضافيًا على أن عهد نتنياهو، الذي بنى مسيرته المهنية على إلمامه بالسياسة الأمريكية القديمة (ولا يزال السياسيون الإسرائيليون يحاولون تقليده هناك)، قد ولّى. للتعامل مع ممداني وأنصاره، تحتاج السياسة الإسرائيلية في أمريكا أيضًا إلى التفكير بشكل مختلف.
------------------------------------------
هآرتس 6/11/2025
نحن نحسد نيويورك، متى سيكون لدينا ممداني كهذا؟
بقلم: جدعون ليفي
لم يكن لدينا في أي يوم شيء كهذا، ولن يكون أيضا، مرشح يأتي من مكان معين، ليس جنرال متقاعد أو نجم لامع أو امير من النخبة أو صاحب امتيازات، وليس أيضا رجل اعمال يعمل في لا شيء وفي كل شيء، الذي سنه صغيرة وسيرته الذاتية هي لشخص اجنبي، مهاجر، مجهول الى ما قبل لحظة، الذي مواقفه قاطعة، راديكالية ولا يخاف من قول ما يفكر فيه، ولا يتردد في التفكير بما يقوله. ولا يسال المستطلعين ولا يخضع للنصائح، ان يكون معتدل اكثر. هو ينقض الى الامام مع حقيقته التي يؤمن بها، وينتصر.
يفوز على المؤسسة، على المرشح الآخر ابن السلالة. لم يكن لنا في أي يوم شيء كهذا. لم يكن لنا في أي يوم زهران ممداني. اذا واصلت السياسة الإسرائيلية الاستحمام في المياه الضحلة، فليس فقط ان بنيامين نتنياهو لن يذهب، بل أيضا كل خصومه الذين هزموا مرة تلو الأخرى سيرفضون الخروج من حياتنا – لن يكون لنا ممداني في أي يوم. هذا امر يبعث على اليأس.
من اجل ان نفهم عمق ثورة ممداني، الذي انتخب امس لرئاسة البلدية الأكثر أهمية على وجه الأرض، يجب التفكير بمرشح عربي أو مهاجر من اريتيريا يفوز في الانتخابات هنا. يجب علينا التفكير بدوف حنين كي يتم انتخابه لرئاسة الحكومة. يمكن أيضا التفكير بكاتب هيب هوب مثل السيد “كردمون”، اللقب الموسيقي لممداني، الذي تحول بين عشية وضحاها الى زعيم.
خلال بضعة اشهر اثار ممداني انفعال مدينة وجذب اليه شبابها، الذين لم تهمهم السياسة. لقد انتخب في مدينة فيها الجالية اليهودية الأكثر في ارجاء العالم، رغم انهم حاولوا الصاق به، بخبث، تهمة اللاسامية. لقد انتخب في احدى المدن الرأسمالية في العالم على أساس حملة اشتراكية، بدون تردد. أمريكا اثبتت مرة أخرى انها بلاد الفرص غير المحدودة. ممداني ربما سيجعلها مرة أخرى كبيرة، اكبر من دونالد ترامب.
ربما أيضا سيواجه فشل ذريع. المؤسسة القديمة ستفعل كل ما في استطاعتها لتصفيته، مثلما فعلت في المملكة المتحدة مع جيرمي كوربن من حزب العمال، الذي كان الأمل للتغيير الذي تم القضاء عليه. ربما أيضا ان وعوده سيتبين انها غير ممكنة رغم سحرها الكبير في خلق العدالة والمساواة في مدينته وخارجها. ربما حتى انه غير مؤهل للقيادة والتنفيذ كما هو مؤهل لاعطاء الوعود. ولكن مجرد انتخابه احدث تغيير كبير. فقد بث الامل لشخص آخر وجلب نسيم عليل، غاب لفترة طويلة عن إسرائيل. نحن نحسد سكان نيويورك.
في السنة القادمة سنذهب الى الانتخابات “الأكثر مصيرية”. لا يوجد أي شخص نتحمس له ونتمنى فوزه والتجند من اجله. لا يوجد شخص واحد يمكن ان نصدقه، يعرض إعادة التشغيل والثورة. فقط كل ما لديه هو نفس الشيء، كل الاحترام للجيش الإسرائيلي ولكن دولة فلسطينية ليس الآن. وفوق كل شيء – استمرار التفوق اليهودي الى الابد. كل ذلك في الدولة التي هي بحاجة الى إعادة التشغيل، ربما اكثر من أي دولة أخرى في العالم، اكثر من أي وقت مضى. لدينا فقط كل شيء من نفس الشيء: الزعيم الأعلى، من يطالبون بالعرش، الفاسدين، الشعارات الفارغة، الفساد، الفراغ واليأس.
ممداني إسرائيلي ضروري الان مثل جهاز التنفس لشخص يختنق. عندما لا يتجرأ أي أحد على طرح شيء مختلف، طريقة لم يتم تجربتها، موقف لم يتم فحصه، وعندما تكون الدولة والمجتمع عالقة في الوحل – نحن بحاجة الى ممداني. ربما لذلك آلة التحريض والتخويف ضده قد بدأت تعمل في إسرائيل، لا يوجد تقريبا أي محلل في الاستوديوهات لم يخوف منه. الم يقل ان إسرائيل قتلت الأطفال في غزة، تخيلوا، حتى انها نفذت إبادة جماعية. هذا يعني انه لاسامي ولديه شهادات على ذلك. هو أيضا ضد الاسلاموفوبيا، وهذا يعني انه اسلاموي، أي داعش في نيويورك.
ليته ينجح في تحقيق على الأقل القليل من وعوده الكبيرة. ليته ينجح أيضا في تحطيم الحملة الدولية ضد التقدم. ليته يهتم بالمضطهدين في نيويورك. المضطهدون ايضا في دولة إسرائيل يستحقون ممداني.
------------------------------------------
إسرائيل اليوم 6/11/2025
مفاوضات مباشرة بين إسرائيل، السعودية والولايات المتحدة
بقلم: داني زاكن
إسرائيل والسعودية ستبدآن مفاوضات مباشرة على وضع بنية أساسية لاقامة تطبيع، بوساطة ومساعدة أمريكية. وعلمت “إسرائيل اليوم” من مصادر أمريكية، عربية وإسرائيلية انه في إطار اتصالات متواترة في الأسابيع الأخيرة وتبادل الرسائل توجد محاولة أمريكية للوصول الى اعلان عن بدء المحادثات عند زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الى واشنطن بعد نحو أسبوعين.
يشارك في المحادثات وفي الاتصالات صهر الرئيس الأمريكي ومستشاره لشؤون الشرق الأوسط جارد كوشنر، الوزير رون ديرمر وفريق إسرائيلي ضيق، سفيرة السعودية في واشنطن ريما بندر آل سعود والمستشارون المقربون من ابن سلمان. السعوديون، الذين اوشكوا قبل الحرب على التوقيع على التطبيع مع إسرائيل، غيروا الاتجاه في اثنائها وطرحوا مطالب جديدة اكثر تصلبا ولا سيما في المسألة الفلسطينية، وانتقدوا إسرائيل بشدة على إجراءاتها في الجبهات المختلفة. إضافة الى ذلك، فانهم لا يرون في الحكومة الإسرائيلية بركيبتها الحالية شريكا في اتجاه التطبيع. ومع ذلك فان موافقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على خطة الرئيس دونالد ترامب والتي تتضمن بندا صريحا عن مسار لدولة فلسطينية، شقت الطريق لتسريع الاتصالات.
وسبق أن اقتبس عن مصدر امريكي في تقرير سابق هنا قوله: “في السنة القادمة سيحل تقارب حقيقي بين إسرائيل والسعودية، ليس مؤكدا أن يكون هذا انضماما كاملا لاتفاقات إبراهيم لكن على الأقل خطوة سياسية – اقتصادية هام. هذا ليس رهانا بل جغرافيا سياسية ومصالح اقتصادية. ما كان ينبغي أن يحصل منذ زمن بعيد سيحصل قريبا”.
ويقول المصدر إياه الان انه في الأسابيع القادمة سيكون اختراق للطريق – إذ ان المصالح السعودية، الإسرائيلية والأمريكية تتداخل الان ولا حاجة الا الى إيجاد الحلول للمسائل موضع الخلاف.
المطالب موضع الخلاف
المسألة المركزية موضع الخلاف هي رغبة السعودية في إقامة منشأة نووية على أراضيها يمكنها فيها أن تخصب اليورانيوم. رئيس هيئة الامن القومي مئير بن شباط كتب بان ابن سلمان يبرر مطلبه هذا بإعلان القيادة الإيرانية عن تصميمها إعادة بناء برنامجها النووي. على جدول الاعمال حل محتمل في شكل منشأة نووية أمريكية على أراضي السعودية مع عاملين وحراسة أمريكيين. وليس واضحا اذا كانت إسرائيل مستعدة لمثل هذا الحل. في الماضي نشر انها لطفت معارضتها لمجرد الفكرة لكن الاتصالات في هذه المسألة لا تزال في ذروتها.
مطالب سعودية أخرى تتعلق بإدخال السلطة الفلسطينية الى مسار الاعمار في القطاع، خطوة تعارضها إسرائيل. لكن حسب مصادر ضالعة في الاتصالات فان المسألة لن تشكل عائقا حقيقيا. يؤيد السعوديون الموقف الإسرائيلي من حيث تنفيذ نزع سلاح حماس وفقا لخطة ترامب، ويشترطون مشاركتهم في اعمار غزة وفي القوة متعددة الجنسيات بتجريد القطاع. سيحاول الامريكيون اقناع السعوديين بالانضمام رغم ذلك – على الأقل لاعمار ذاك القسم في غزة الذي يوجد تحت سيطرة امنية إسرائيلية.
مسألة الطائرات
ان مبرر وصول ابن سلمان الى واشنطن هو التوقيع المرتقب على اتفاق دفاع موازٍ لذاك الذي وقع مؤخرا مع قطر، وكذلك اتفاقات لمشتريات امنية واسعة النطاق. المصلحة الإسرائيلية في هذا الشأن تتعلق بطبيعة المشتريات، ولا سيما طائرات الـ اف – 35.
الامريكيون والسعوديون يعدون منذ الان الأرضية لامكانية أن يعلن بالفعل عن محادثات مباشرة مع إسرائيل. وتسرب هذا الأسبوع ان البنتاغون، أقر منذ الان بيع طائرات اف – 35 للسعودية، فيما أن هذا لا يزال معلقا بإقرار الكابنت الأمريكي وربما أيضا بنقاش في الكونغرس. لكن الأهم هو توقيع الرئيس ترامب.
لقد بيعت الطائرة الخفية المتطورة حتى الان الى 19 دولة معظمها دول غربية من أوروبا، لكن أيضا لسنغافورة، اليابان وكوريا الجنوبية. في الشرق الأوسط إسرائيل وحدها تحوز الطائرة المتطورة، فيما أن السعودية، تركيا، مصر والامارات معنية جدا بشرائها. وتعد الطائرة جزءا من التفوق النوعي العسكري الإسرائيلي على جيوش المنطقة. لدى سلاح الجو يوجد الطراز المحسن والمتطور مع منظومات خاصة لا توجد الا في طائراته.
لقد سبق لنتنياهو أن اقر في الماضي بيع هذه الطائرة للامارات في اطار اتفاقات إبراهيم، وان كان نفى ذلك في البداية. والان يستند السعوديون الى هذا الإقرار لجارتهم وشريكتهم حين يأتون بطلب مشابه. ان تحريك مسيرة الإقرار في الإدارة أي مصادقة البنتاغون وطرح المسألة على طاولة ترامب يشهد على أن السعوديين مستعدون لان يأخذوا التزاماتهم أي الحل الوسط مع إسرائيل مقابل الطائرات.
الجانب الأمني
يساهم في هذا الموضوع أيضا التعاون الأمني الإقليمي القائم منذ زمن بعيد تحت مظلة القيادة المركزية الامريكية سنتكوم. السعوديون، المهددون هم أيضا من ايران، سيسرهم توثيق هذه العلاقة مع إسرائيل، وذلك أيضا بسبب قدراتها الدفاعية المتفوقة ضد الصواريخ، استخباراتها وقدرات أخرى لديها. نذكر، الجانب الأمني تجسد بالذات بالاتجاه المعاكس: المساعدة السعودية لإسرائيل في زمن الحرب مع ايران في حزيران. وكما كشفنا في “إسرائيل اليوم” فان مروحيات الجيش السعودية اعترضت مُسيرات إيرانية كانت في طريقها الى إسرائيل.
ومع ذلك، بسبب تعقيدات الوضع في القطاع والنفور الواضح للسعوديين من الاجنحة اليمينية في حكومة نتنياهو التوقع هو ان تؤدي المحادثات مع المملكة الى اتفاقات اقتصادية وتجارية وليس بعد تلك الدبلوماسية والسياسية. ويقول دبلوماسي من الخليج لـ “إسرائيل اليوم” انه يوجد تقدم لكن ليس مؤكدا ان يكون منذ الان اعلان عن محادثات مباشرة. في كل الأحوال هناك شك عظيم في التطبيع مع الحكومة الحالية، لكن احتمال جيد باتفاقات اقتصادية تجارية أولية.
حتى هذا سيكون اختراقا هائلا للطريق في علاقات إسرائيل مع العالم العربي، اذا لم تتوقف على الطريق وتعلق مثلما حصل في 7 أكتوبر 2023.
------------------------------------------
هآرتس 6/11/2025
نتائج الانتخابات في نيويورك هي أيضا إشارة تحذير لإسرائيل
بقلم: أمير تيفون
العناوين في إسرائيل صباح امس (الأربعاء) تناولت بصورة حصرية انتصار زهران ممداني في الانتخابات لرئاسة بلدية نيويورك، وتجاهلت القصة الكبيرة للانتخابات التي جرت أمس في الولايات المتحدة: سلسلة انتصارات واضحة للحزب الديمقراطي على طول البلاد وعرضها. يمكن فهم هذا الانشغال الواسع بممداني: رئيس بلدية مسلم أول في تاريخ نيويورك ومنتقد شديد بشكل خاص لإسرائيل، انتخب في مدينة فيها العدد الأكبر في العالم من اليهود، هو قصة إخبارية دراماتيكية تبرر التغطية الكبيرة. ولكن من المهم الفهم بان هذه فقط قطعة صغيرة من فسيفساء اكبر، تعرض واقع سياسي اشكالي جدا بالنسبة لإسرائيل في الساحة الامريكية.
الانتخابات جرت بعد مرور سنة بالضبط على فوز ترامب في تشرين الثاني 2024، وتضمنت سلسلة تصويتات في ولايات مختلفة. باختصار، جميعها انتهت بانتصار ساحق للديمقراطيين.
فرجينيا مثلا، انتخبت افيغيل سبنبرغر الديمقراطية بعد اربع سنوات من حكم الجمهوريين، بفجوة لا تصدق تبلغ 15 في المئة. هذه ولاية خسر فيها ترامب في السنة الماضية بـ 5 في المئة فقط، والاستنتاجات توقعت نتيجة مشابهة أيضا في هذه الانتخابات، ولكن غاب عنهم “طوفان الأزرق” الذي اغرق الجمهوريين في هذه الولاية.
نفس القصية في نيوجرسي، هناك الاستطلاعات الأخيرة أظهرت تنافس متقارب جدا لمنصب الحاكم، الى درجة ان ترامب نفسه اختار التدخل في الحملة الانتخابية وتوسل مرتين خلال يوم واحد للمصوتين الحريديين في هذه الولادة من اجل التصويت لصالح المرشح الجمهوري. ولكن الاستطلاعات أخطأت، والتجند الحريدي تبين انه غير مهم، والمرشحة الديمقراطي ميكي شريل فازت بفجوة تبلغ اكثر من 10 في المئة، التي دحضت كل تقديرات الخبراء وواضعي الاستطلاعات ومواقع المراهنة.
في كاليفورنيا، المصوتون صادقوا بأغلبية كبيرة على خطة الحاكم الديمقراطي غافيين نيوسن لاعادة رسم محافظات الانتخابات للكونغرس في الدولة بصورة تجلب للديمقراطيين عدة مقاعد جديدة في انتخابات منتصف الولاية في السنة القادمة. في موازاة ذلك، في بنسلفانيا اعيد انتخاب ثلاثة قضاة ليبراليين للمحكمة العليا في الولاية. هذه الانتصارات كانت متوقعة، لكن الفجوة لصالح الديمقراطيين، التي ارتكزت على نسبة تصويت عالية، بشكل خاص في أوساط الشباب، هي أساس القصة.
هذه قصص غير عادية، وواضحة اكثر من قصص انتخابات 2017، التي جرت في ظل الولاية الأولى لترامب. أيضا في حينه كانت للديمقراطيين إنجازات جيدة، لكن ليس مثل هذه.
ترامب سارع الى الرد على النتائج بالقول ان الجمهوريين خسروا بسبب انه هو نفسه لم يظهر في هذه المرة في بطاقات التصويت. هذه مقولة صحيحة لكن فقط جزئيا. صحيح في الواقع انه منذ 2016 الحزب الجمهوري يجد صعوبة في اثارة الحماسة في أوساط مصوتيه اذا لم يظهر ترامب نفسه في بطاقة التصويت، لذلك فقد حدثت له خسائر مؤلمة في 2017 و2018، في حين ان الديمقراطيين نجحوا في ان يفاجئوا للافضل في انتخابات منتصف الولاية لبايدن في 2022.
لكن في حين ان الجمهوريين لا يخرجون للتصويت، اذا لم يظهر اسم ترامب في البطاقة، لصالح من هو في الجانب الآخر، فان الرئيس الحالي كان مدرج أمس في بطاقات الاقتراع، وقد خرجوا باعداد غفيرة للتصويت ضده. لا يوجد تفسير آخر لهذا التسونامي الأزرق في صناديق الاقتراع.
علاوة على ذلك، في نيويورك وفي نيوجرسي، ترامب بالتحديد اختار التدخل بشكل كبير، وهذا الامر كما يبدو فقط عزز المرسحين الديمقراطيين. ممداني مثلا، يجب ان يرسل للرئيس باقة ورود لتدخله في الدقيقة التسعين لصالح رئيس البلدية السابق اندرو كؤومو، لان تدخله كما يبدو ابعد عنه آخر المترددين الديمقراطيين.
بالنسبة لإسرائيل الامر المهم هو ليس فقط فوز ممداني في نيويورك، بل الدمج بينه وبين الانتصار الديمقراطي الشامل في ارجاء الولايات المتحدة. فوز الديمقراطيين، الذي سيعيد من جديد تشكيل الخطاب والتوقعات قبيل انتخابات منتصف الولاية للكونغرس في السنة القادمة، يأتي في فترة فيها مكانة إسرائيل في الحزب الديمقراطي موجودة في حضيض غير مسبوق. أيضا الديمقراطيين الأكثر اعتدالا من رئيس بلدية نيويورك الجديد، يزيدون قوة انتقادهم لإسرائيل ويجدون صعوبة في مواصلة دعمها مثلما كان في السابق.
فوز ممداني يعطي دعم للجناح الأكثر انتقادا لإسرائيل في الحزب الديمقراطي، لكن الانتصارات في نيوجرسي وفرجينيا وكاليفورنيا وجورجيا وبنسلفانيا وولايات أخرى، تعزز كل الحزب الديمقراطي. من غير المفاجيء ان الانتصارات ترتكز الى نسبة تصويت محترمة للشباب، وهي الفئة العمرية الأكثر انتقادا لإسرائيل.
في المدى البعيد، على ضوء الوضع البائس لإسرائيل في الرأي العام الأمريكي، فان هذه تطورات مهمة تحتاج الى تكييف السياسة والرسائل الإسرائيلية. مهم التذكر انه أيضا في الحزب الجمهوري وضع إسرائيل ليس مثلما كان أمس على خلفية زيادة قوة جهات مناهضة لإسرائيل ولاسامية في صفوف اليمين الأمريكي الشاب. اذا ما هي احتمالية ان الحكومة الحالية ستلائم نفسها مع هذا الوضع أو حتى تناقشه؟. لا تبالغوا. لدينا سنونو، العفو، مدعية عسكرية.
------------------------------------------
هآرتس 6/11/2025
طريق الاصلاح: الموافقة على مبادرة ترامب، الاعتراف بالنكبة ودمج العرب في الحكومة
بقلم: أوري عراد وامير هسكل
في مثل هذا الأسبوع قبل ثلاثين سنة قتل اسحق رابين. لم يكن بالإمكان عدم ملاحظة ان جميع الخطابات في مسيرة احياء ذكرى قتله استخدمت كلمة سلام، وأنه في كل مرة ذكرت هذه الكلمة الجمهور رد بالهتافات. يوجد للكلمات قوة كبيرة. هي تعبر عن الوعي وقادرة على تشكيله. في الستينيات والسبعينيات تربينا على كلمة سلام. وقد ظهرت في الخطاب السياسي، التعليم والثقافة. الأغاني التي تربينا عليها – “غدا” لناعومي شيمر، “عندما يحل السلام” لثلاثي جسر اليركون وغيرها – عبرت عن تطلعات كانت موجودة لدى الجميع في إسرائيل. عندما كان يسأل الناس عن حلمهم، كان الجواب شبه الدائم هو السلام. السلام كان يمثل الطموح والوعي العام لم يسمح للسياسيين بتجاهله.
نشوة القوة في اعقاب النصر الباهر في 1967 اطفأت الرغبة في السلام. ولكن في 1969 ولدت “اغنية للسلام”، التي لم تعبر عن الامل فقط، بل دعت أيضا الى العمل: “لا تقل ان اليوم سيأتي، بل احضروا ذلك اليوم”. بعد ثلاث سنوات دفعت إسرائيل ثمنا باهظا بالدم بسبب تجاهل حكومة غولدا مئير لاشارات السادات.
لكن الصدمة من حرب يوم الغفران والتطلع الى السلام تمت ترجمتها الى فعل سياسي: في 1978 وقعت حكومة اليمين برئاسة مناحيم بيغن على اتفاق سلام تاريخي مع مصر. باستعداده للتنازل عن كل شبه جزيرة سيناء، اظهر بيغن قدرة على القيادة وشجاعة واعتراف بضرورة السلام من اجل الازدهار وأمن إسرائيل. اسحق رابين وشمعون بيرس واصلا ذلك عندما وقعا على اتفاق أوسلو وعلى اتفاق السلام مع الأردن، الذي هو نتيجة مباشرة للاعتراف بالفلسطينيين.
قتل رابين كان نقطة حاسمة. فمعه قتل في الميدان الأمل بالسلام. نتنياهو في الواقع اعلن عن سعيه للسلام، لكن عمليا، خلال سنوات حكمه، فوت كل فرصة للتوصل الى اتفاق، وقوى حماس واضعف السلطة الفلسطينية. هذا مكنه من تجنب اجراء المفاوضات من اجل تسوية سياسية وشرعنة السلام. مع مرور الوقت اختفى السلام من الخطاب العام وتحول الى خيال سخيف لاقلية “يسارية”. إسرائيل تعززت عسكريا واقتصاديا، لكنها عانت من الغطرسة.
هزيمة نتنياهو في 1999 فتحت في الواقع نافذة فرص، لكن فشل اهود باراك والانتفاضة الثانية فقط زادت الازمة. أيضا مبادرة الانفصال لاريئيل شارون واتصالات اهود أولمرت مع محمود عباس فشلت. وعندما عاد نتنياهو الى مكتب رئيس الحكومة انتهت جهود السلام. إسرائيل عمقت الاحتلال ووسعت مشروع الاستيطان ورفضت كليا أي مبادرة سياسية. الفلسطينيون قاموا بدورهم في مسيرة الحماقة وزادوا الإرهاب وتولدت لدينا دائرة من جولات العنف المتكررة.
الاحتلال هو جذر مشاكل إسرائيل. السيطرة المتواصلة على شعب آخر افسدت المجتمع الإسرائيلي أخلاقيا، واضرت بسيادة القانون وكرست موارد ضخمة لصالح المستوطنات. ان استمرار الاحتلال هو الدافع الرئيسي لاحزاب اليمين المتطرفة لدعم الانقلاب النظامي. هي تدرك انه لا يمكن تجسيد حلم “ارض إسرائيل الكاملة” في ظل النظام الديمقراطي.
في موازاة ذلك التطرف الديني في المجتمع الفلسطيني، الذي ساهم في تعزيز قوة حماس (بدعم نتنياهو أيضا)، رافقه تطرف ديني في إسرائيل. لقد نشأت هنا صورة مشابهة للتطرف الديني الذي تاثيره المدمر آخذ في الازدياد. وبعد ذلك جاءت مذبحة 7 أكتوبر، التي أدت الى فقدان الثقة بشكل مطلق، وتحرك الرأي العام نحو اليمين ومشاعر الغضب والانتقام. الحرب التي بدات كحرب مبررة تحولت الى حرب انتقام، التي استمرت لسنتين لاسباب سياسية وشخصية.
هذه المشاعر مفهومة، لكن المشاعر هي بوصلة سيئة للسياسة. بالتحديد الان، بعد الحرب وثمنها الفظيع الذي دفعه الشعبين، فانه من الواضح لنا ان السلام فقط هو الذي يجلب الامن. وللحقيقة، في 7 أكتوبر، إضافة الى تحطم الثقة بالسلام، تحطمت أيضا الرؤية التي تقول يمكن “إدارة” الصراع. مواجهات عسكرية بدون حل سياسي فقط تبشر بالحرب القادمة، التي ثمنها يمكن ان يكون اعلى.
ان خيبة الامل من وهم إدارة الصراع تضع إسرائيل في موقف يجبرها على اختيار واحد من خيارين: الديكتاتورية والحرب الدائمة أو الديمقراطية الليبرالية والعمل على انهاء الصراع. حسب رأينا الخيار واضح: يجب ترسيخ السلام كهدف وطني سامي، ليس شعار، بل هدف استراتيجي وضرورة وجودية.
نحن لسنا ساذجين، السلام لن يتحقق في الغد. ولكن لا يمكننا الاستمرار في تجاهل الواقع. بين البحر والنهر يعيش شعبان، كلاهما لديه تطلعات وطنية، ولن يختفي أي واحد منهما. الطريقة الوحيدة لإنقاذ الشعبين من دوامة المعاناة وسفك الدماء هي تسوية تاريخية – مؤلمة ولكنها حيوية. ومن اجل تحقيق ذلك يجب ان يكون السلام محور التفكير والعمل السياسي، وباستثناء ذلك فان إسرائيل ستصبح ديكتاتورية، ونحن سنواصل التمرغ في الدماء.
من اجل توحيد المجتمع الإسرائيلي خلف السلام كهدف استراتيجي فانه من الضروري وجود قيادة شجاعة تقود الشعب ولا تنجر وراءه. نحن بحاجة الى زعماء يسألون انفسهم كل يوم حول ما فعلوه لتقريب السلام، زعماء مثل بيغن، السادات، رابين وبيرس، الذين خلافا للزعامة الحالية عملوا على تغيير سير التاريخ وتشكيل واقع جديد لشعوبهم.
امام إسرائيل تقف فرصة على شاكلة مبادرة ترامب للسلام الإقليمي. وزعامة شجاعة يجب عليها تبني هذه المبادرة، والمبادرة الى خطوات تبني الثقة في الطريق الى تحقيق السلام. الخطوة الأولى هي تصريح صادق من إسرائيل عن استعدادها لاجراء المفاوضات بهدف التوصل الى حل النزاع. الخطوة الثانية هي الاعتراف بالنكبة الفلسطينية، ليس من خلال الشعور بالذنب، بل من خلال المسؤولية الأخلاقية. نحن لا نتجاهل مسؤولية الفلسطينيين عن رفض خطة التقسيم وتمسكهم بحلم العودة، لكن يجب الاعتراف بان إقامة الدولة كانت مقرونة بالصدامات والظلم، التي سببناها للشعب الفلسطيني. هذا الاعتراف لن يضعفنا، بل العكس، هو سيعزز قوة اخلاقنا ويعطي إشارة عن استعدادنا للمصالحة، ويعزز القوى المعتدلة في أوساط الفلسطينيين.
الخطوة الثالثة هي الدمج الكامل للمجتمع العربي في إسرائيل في كل أجهزة الدولة، خاصة السلطة والحكومة. المواطنون العرب هم جزء لا يتجزأ من المجتمع الإسرائيلي، وابعادهم والتحريض ضدهم، هو بالنسبة لنا خطأ استراتيجيا، هم يعبرون عن رغبتهم في مواصلة الاندماج في المجتمع الإسرائيلي، ويمكنهم ان يشكلوا جسر للسلام بين الشعبين.
الهدف النهائي واضح: دولتان لشعبين – دولة فلسطينية منزوعة السلاح الى جانب إسرائيل، والحرية لكل شعب بتحقيق تقرير مصيره. نحن نعتبر انفسنا صهاينة بالمعنى الأصلي للصهيونية، ونرفض الرؤية الراديكالية التي تعتبر الصهيونية حركة كولونيالية. نحن نعتقد انها حركة تحرر وطني شرعية، وان إقامة دولة يهودية تستند الى مبررات تاريخية واخلاقية راسخة. هكذا أيضا إقامة دولة فلسطينية الى جانبها.
ستكون صعوبات كثيرة: معارضة، إرهاب، مواجهة الماضي المؤلم. كثيرون سيتشككون في ذلك وسيقولون ان السلام غير حقيقي. ولكن اذا كانت المانيا وفرنسا، رغم العداوة بينهما التي استمرت مئات السنين ووصلت الى الذروة في الحربين العالميتين، نجحتا في إقامة معا الاتحاد الأوروبي، واذا كانت بولندا وألمانيا بعد ان دمر القتل الفظيع عالميهما، نجحتا في إقامة علاقات جيرة وتعاون، فنحن أيضا نستطيع ذلك.
لقد خدمنا عشرات السنين في سلاح الجو، ومرت علينا حروب وفقدان، نحن نؤمن بانه لا توجد طريق أخرى. السلام هو مصلحة إسرائيلية واضحة. وبغياب السلام فان إسرائيل ستقف امام تهديدات وجودية آخذة في الازدياد، وهناك شك في أن تتجاوزها. إسرائيل اثبتت انها قوية بما فيه الكفاية لتقاتل، لكن حان الوقت لأن تكون قوية بما فيه الكفاية لصنع السلام.
السلام ليس هدية، والمصالحة ليست ضعف. السلام هو قرار – قرار شجاع اكثر من أي حرب. التنازل عن السلام يعني التنازل عن الامل. اذا واصلنا الاعتقاد بانه لا يوجد من نتحدث معه – فسنبقى لوحدنا، محاطين باسوار الكراهية والخوف. فهل هذه هي الدولة التي نريد توريثها لاولادنا؟.
“يجب أن تطلب السلام وتسعى اليه”، هذا هو الامر الأخلاقي، الأمني واليهودي. هذا طلب وجودي للدولة.
------------------------------------------
هآرتس 6/11/2025
توحيد القوى من بينيت حتى غولان: الفرصة الوحيدة والأخيرة لإسقاط نتنياهو ومسيحانييه
بقلم: أوري مسغاف
مع مرور ثلاثين سنة على قتل رابين، وانتهاء أسبوع آخر فظيع من التحريض والهستيريا مثلما في الأيام الجيدة، يجب علينا إخراج رأسنا من المياه، والبحث عن ضوء في نهاية النفق المظلم. المسار هو الخيال الموجه: رسم صورة محتملة للنصر، بعد ذلك استنباط ما يلزم لتحقيقه. هندسة عكسية إذا استعرنا مصطلحاً من مجال الصناعة.
هاكم صورة النصر الوحيدة التي يمكن تخيلها في الظروف السياسية والاجتماعية الحالية في إسرائيل: انتخابات، ثم تشكيل حكومة جديدة. نفتالي بينيت رئيساً للحكومة، وغادي آيزنكوت وزيراً للدفاع، ويئير لبيد وزيراً للخارجية، وأفيغدور ليبرمان وزيراً للمالية، ويئير غولان وزيراً للأمن الداخلي، ونعمه لزيمي وزيرة للتعليم، وتسيبي لفني وزيرة للعدل، وعيناف تسانغاوكر وزيرة للداخلية، وشكما بارسلر وزيرة للعلوم والابتكار، وجلعاد كريب وزيراً للأديان، وميراف بن آري وزيرة للمساواة الاجتماعية، وحيلي تروفر وزيراً للثقافة والرياضة. هل توافقون على ذلك؟
هذه الحكومة ستشكل لجنة تحقيق رسمية للتحقيق في كارثة 7 أكتوبر، وتقييد ولاية رئيس الحكومة، ومنع أشخاص ادينوا واتهموا بمخالفات جنائية من الترشح للانتخابات. ستقود خطة خماسية لترميم الجيش الإسرائيلي وإعادة بناء الشرطة ومصلحة السجون، والإعلان عن جهود وطنية لمكافحة الجريمة، الإهمال والتمييز ضد المجتمع العربي في إسرائيل. وستجد وتحدد طرقاً لفرض واجب التجنيد أو الخدمة الوطنية والمدنية على أكبر عدد من شباب الدولة. وبمساعدة الأمريكيين والأوروبيين والدول الإسلامية المعتدلة ستجدد بحذر ومسؤولية، العمل السياسي على حساب إدمان استخدام القوة والقوة الزائدة وفقط القوة.
لحدوث ذلك، يجب على الكتلة التي تمتد من بينيت وحتى الديمقراطيين، أن تحقق في الانتخابات على الأقل 21 مقعداً، ويفضل أن يكون 64. “راعم” ستؤيد من الخارج. وبعد ذلك، يمكن فحص توسيع الصفوف بواسطة صيغة معتدلة لـ “شاس” أو أجزاء منها، أما موشيه أربيل هو موظف عام ممتاز، ومن كانوا في “شاس” مثل يغئيل غويتا أو الحاخام الحنان دنينو وأمثالهم، فجديرون بأن يكونوا جزءاً في حكومة الإصلاح والترميم الإسرائيلية.
هل يمكن حدوث هذا؟ لا أعرف. لا أثق بالاستطلاعات. وفي كل الحالات، لم أكن لأصدق توقعات مبتذلة. قبل عقد، اعتقدت أن هرتسوغ قد يفوز على نتنياهو. وبعد الغزو والمذبحة، ظهر لي أنه من المنطقي أن الحكومة التي أدت إلى مثل هذا الدمار سيتم رميها في مزبلة التاريخ. كان لغانتس الخاسر وساعر المخادع، خطط مختلفة.
باختصار، لا فكرة عندي إذا كانت هناك أي فرصة. ولكن لأن هذا الخيار الوحيد لإنقاذ إسرائيل، فمن الجدير اشتقاق ما يجب حدوثه لتهيئة الظروف: أولاً، توحيد القوى. هناك توحيد ضروري موجود خلفنا، توحيد “ميرتس” وحزب العمل، الذي تشكلت حكومة نتنياهو – بن غفير قبل ثلاث سنوات بسبب رفض ميراف ميخائيلي للسماح بذلك. الآن، مطلوب زرع يمين عقلاني ورسمي لدى بينيت، يمين يضم يوعز هندل وحيلي تروفر، والعثور على صيغة تمكن لبيد وآيزنكوت من التنافس معاً. لا حلول لمشكلة غانتس الآن. ونأمل ألا يملك مصوتين.
الأمر الثاني هو “المهمة”، التي يجب على معسكر اليسار في إسرائيل، أخذها على عاتقه، رغم أنها تعارض طبيعته، وهي الهدوء قليلاً. بعد ذلك تهدئة المخاوف، والانقسام، والتطهر، والتشاؤم واليأس. لا يجب تسمية بينيت مسيحانياً، وليبرلمان عنصرياً، ولبيد فاشياً، وآيزنكوت عسكرياً. هم ليسوا كذلك، هم أشخاص يفكرون بطريقة مختلفة عنا بشأن بعض المواضيع والقضايا، هم غير كاملين، الوضع بعيد عن أن يكون مثالياً – هذه هي الفرصة الوحيدة (والأخيرة) لإنقاذ هذا المكان. الخيار الثاني هو المواصلة مع نتنياهو والكهانية والأصولية. النصر هو الأمر الوحيد المهم. احضروا ذلك اليوم.
------------------------------------------
هآرتس 6/11/2025
مشروع كرعي… حين يجثو الإعلام الإسرائيلي على ركبتيه أمام نفوذ اليمين والحكومة
بقلم: أسرة التحرير
تمت الموافقة على مشروع قانون البث الذي قدمه يوم الإثنين وزير الاتصالات شلومو كرعي نيابة عن الحكومة في الهيئة العامة في قراءته الأولى على الرغم من معارضة المستشارة القانونية للحكومة، وهو أمر مطلوب للموافقة على أي مشروع قانون حكومي. ووفقًا لأفيتال سومبولينسكي، نائب المستشارة القانونية للحكومة للقانون الدستوري العام، فإن مشروع القانون يحتوي على عيوب إجرائية وموضوعية لا تسمح بالموافقة عليه في هذه المرحلة، كما أن طرحه للتصويت على خلاف موقف المستشارة القانونية يزيد الأمر صعوبة.
تستند عدة بنود من مشروع القانون إلى توصيات من لجان عامة عملت سابقًا على دراسة تنظيم سوق الاتصالات، مثل قرار إنشاء هيئة اتصالات مستقلة، والتي من شأنها دمج أنشطة مجلس السلطة الثانية ومجلس الكابلات والأقمار الصناعية، وإزالة العوائق أمام دخول لاعبين جدد في شكل التزامات استثمارية عالية. هذه البنود ليست كافية لموازنة البنود السيئة من القانون. على سبيل المثال، يُقترح إلغاء بعض البنود التي تحظر الملكيات المتداخلة، مما قد يُقلل فعليًا من عدد الجهات الفاعلة في السوق، ويُلغي بعض المحظورات المتعلقة بالفصل الهيكلي بين هيئات البث وشركات الأخبار. هذه المحظورات التي يُفترض أن تضمن استقلاليتها وقدرتها على بث “محتوى ينتقد الحكومة ومراكز رأس المال والسلطة في المجتمع”، وفقًا لسومبولينسكي.
لقد خلص رأي الاستشارات القانونية إلى أن مشروع القانون يُهدد في الواقع حرية التعبير والصحافة في ضوء الخوف من التدخل السياسي في عمل هيئات البث. كتب الوزير كرعي على مواقع التواصل الاجتماعي أن وراء مشروع القانون الرغبة في تفكيك “احتكار” آراء وسائل الإعلام القائمة، و”تنويع الأصوات” وإعادة السلطة للمشاهدين. لكن كرعي يعلم جيدًا أن عصر احتكار الآراء في سوق الإعلام قد ولّى منذ زمن، وللأسف انقلب إلى طيف من الآراء اليمينية. ليس هذا فحسب، بل يعلم أيضاً، استنادًا إلى تجارب سابقة – اندماج القناتين 10 و13 – والآراء الاقتصادية ذات الصلة، أنه لا جدوى طويلة الأجل للقنوات التجارية القائمة على الإعلانات. والبديل هو تدهور المحتوى منخفض التكلفة وضئيل القيمة الحقيقية، أو التقارب مع قنوات يسيطر عليها الرأسماليون وأصحاب المصالح الخاصة.
ليس من قبيل المصادفة أن ملفات 2000 و4000 حدثت في الصحافة المطبوعة (2000) والإلكترونية (4000)، وهي غير خاضعة للرقابة وتخضع لحسن نية المالكين ورؤساء التحرير، وليس في الصحافة التلفزيونية الخاضعة للرقابة. هذه الأخيرة، رغم كل شيء، لا تزال تجذب ملايين المشاهدين وتتحكم في أجندتها. لا يضمن التنظيم الحصانة من التأثيرات السياسية والمصالح الخاصة، ولكنه يقلل من المخاطر.
كغيرها من حراس العتبات، تتعرض سوق البث هي الأخرى لاستهداف كرعي وحكومته لإلغاء الرقابة المحدودة أصلًا عليها. هذا ليس في مصلحة المستهلك والمشاهد، ولم يكن كذلك قط.
-----------------انتهت النشرة-----------------