الصحافة الإسرائيلية الملف اليومي صادر عن المكتب الصحفي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الخميس 20/11/2025 العدد 1465

الصحافة الاسرائيل- الملف اليومي

افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

 

 

 

القناة 12 العبرية 20/11/2025

 

 

قرار مجلس الأمن سابقةٌ ستُغيّر وجه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

 

 

بقلم: براك رافيد

 

يُعد القرار الذي اتخذه مجلس الأمن الدولي الليلة (ليلة الثلاثاء) تاريخيًا بكل معنى الكلمة. فلأول مرة، سيتم نشر قوة عسكرية دولية في قطاع غزة في إطار محاولةٍ لحل الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني.

لماذا يُعد هذا القرار مهمًا؟

* منذ احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة، منذ 58 عامًا، تحاول إسرائيل بكل الطرق الممكنة صد التدخل الدولي المباشر في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

* شغل بنيامين نتنياهو، لنصف هذه الفترة، مناصب محورية في الصراع – مندوبًا في واشنطن، وسفيرًا لدى الأمم المتحدة، ونائبًا لوزير الخارجية، ورئيسًا للوزراء. لكن “تدويل” الصراع قد بدأ الآن في عهده. ويمكن القول إن الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني لن يعود إلى سابق عهده.

في مركز الأنباء

* يُفوض قرار مجلس الأمن هيئتين دوليتين بإدارة قطاع غزة مؤقتًا: “مجلس السلام” – الذي سيمثل الحكومة المؤقتة، وقوة الاستقرار الدولية، التي ستكون الجيش المؤقت. ستعمل الهيئتان لمدة عامين على الأقل، وربما لفترة أطول بكثير.

* ستعمل هاتان الهيئتان بالفعل “بالتنسيق” مع إسرائيل – لكنهما لن تتلقى أوامر منها. يشير السلوك المحيط بقطاع غزة خلال الشهر الماضي إلى أن إسرائيل هي التي ستضطر إلى قبول التنازلات.

 خلف الكواليس

* يُعد قرار مجلس الأمن إنجازًا دبلوماسيًا هائلًا للرئيس ترامب وفريقه، وخاصةً صهره جارد كوشنر، والمبعوث ستيف ويتكوف، وسفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة مايك فالز.

* لقد صاغوا قرارًا حظي بأكبر دعم دولي، وحشد العالم العربي والإسلامي إلى جانبهم، ومنع القيادتين الإسرائيلية والفلسطينية من معارضة هذه الخطوة، وعزل روسيا والصين، اللتين لم تجرؤا حتى على محاولة إفشالها باستخدام حق النقض (الفيتو).

* لم يبقَ أمام السفير الروسي سوى إلقاء خطاب سلبي عدواني، ادعى فيه أن الخطوة الأمريكية القسرية محكوم عليها بالفشل. وقال: “عندما يحدث ذلك، تذكروا أننا قلنا لكم ذلك”.

 بين السطور

* لم ترغب إسرائيل في تمرير هذا القرار في مجلس الأمن. ومع ذلك، أوضحت إدارة ترامب أنه بدونه، لن توافق الدول على إرسال قوات إلى القوة الدولية في غزة، ولن تتمكن إسرائيل من الجدال.

لطالما سببت قرارات مجلس الأمن الدولي صعوباتٍ لبنيامين نتنياهو. نتنياهو نفسه هو من أوضح قبل بضعة أشهر فقط استحالة الموافقة على صفقة أسرى ووقف إطلاق نار لأن حماس ستطالب بتصديق مجلس الأمن عليها.

* ادعى نتنياهو آنذاك أن قرارًا في مجلس الأمن سيُقيّد إسرائيل ولن تتمكن من التحرك مجددًا ضد حماس. أمس، وتحت عجلات جرافة ترامب، أُجبر نتنياهو على قبول مثل هذا القرار بتواضع.

* لا يختلف النهج الإسرائيلي تجاه القرار الذي تقوده الولايات المتحدة في مجلس الأمن كثيرًا عن النهج الروسي. نتنياهو ومستشاروه متشككون للغاية في إمكانية تنفيذه، وفي إنشاء القوة الدولية نفسها، وفي قدرتها على نزع سلاح حماس وتهدئة غزة.

* على الأقل في هذه المرحلة، تلتزم الحكومة الإسرائيلية الصمت. لا مباركة ولا لعنة، بل تنتظر احتمال فشل الخطوة الأمريكية. حينها، يمكن لنتنياهو أن يطلب من ترامب الضوء الأخضر لتجديد الحرب على حماس. وليس من المؤكد أن الرئيس الأميركي سيسمح بذلك.

 الصورة الكبرى

* أثار بند القرار المتعلق بـ”مسار نحو دولة فلسطينية” عاصفة سياسية تجاوزت حدود إمكانياته. وكانت صياغة هذا البند أضعف بكثير من قرارات مجلس الأمن السابقة.

* ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى إقراره دون معارضة إسرائيلية حقيقية في ظل أكثر الحكومات يمينية في تاريخ إسرائيل. كانت إدارة ترامب بحاجة إلى هذا البند في القرار لحشد دعم الدول العربية والإسلامية، ولمحاولة تلبية الشرط الذي وضعته السعودية للتطبيع مع إسرائيل.

* لا يزال من غير الواضح ما إذا كان السعوديون سيكتفون بقرار مجلس الأمن، أم أنهم يريدون سماع هذه الكلمات من فم رئيس الوزراء الإسرائيلي مباشرةً. يمكن لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي يصل إلى البيت الأبيض، أن يزعم بالفعل فوزه الأول في ضوء إعلان الرئيس ترامب بيع طائرات إف-35 للسعودية.

* إن الهستيريا المحيطة بهذه الصفقة مبالغ فيها، وجزئيًا زائفة. تستذكر حالة الذعر التي أعقبت قرار إدارة ترامب عام 2020 ببيع طائرات إف-35 للإمارات العربية المتحدة بعد توقيع اتفاقيات إبراهيم. بعد خمس سنوات، لم تُبرم الصفقة، ويعود ذلك جزئيًا إلى عدم موافقة الإمارات على الشروط والقيود الأمريكية على استخدام الطائرات.

* لا يزال يتعين على الصفقة تجاوز العديد من العقبات، بما في ذلك الكونغرس الأمريكي، الذي قد يخضع لسيطرة الديمقراطيين في غضون عام. حتى لو مضت الصفقة قدمًا ومرت، فسيستغرق الأمر ست سنوات على الأقل قبل هبوط أول طائرة في المملكة العربية السعودية. حتى بعد وصول الطائرات إلى المملكة العربية السعودية، سيكون لدى الأمريكيين القدرة على الحد من استخدام السعوديين لها.

* السؤال المحوري هو ما إذا كانت صفقة إف-35 مع المملكة العربية السعودية ستكون جزءًا من عملية التطبيع مع إسرائيل. إذا كانت الإجابة بنعم، فهذا إنجاز دبلوماسي كبير لنتنياهو. إذا كانت الإجابة بلا، فهذا فشل دبلوماسي مدوٍّ لرئيس الوزراء له تداعيات أمنية خطيرة.

 السطر الأخير

شكّل قرار مجلس الأمن بشأن قطاع غزة سابقة سياسية يصعب على إسرائيل التراجع عنها. بل قد تُشكّل هذه السابقة نموذجًا لتحركات مماثلة في الضفة الغربية مستقبلًا. لقد تراجعت قدرة إسرائيل على التصرف باستقلالية في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بشكل ملحوظ أمس.

-------------------------------------------

إسرائيل اليوم 20/11/2025

 

كيف أصبح الإرهاب اليهودي في الضفة الغربية خطراً على إسرائيل يفوق “النووي الإيراني”؟

 

 

بقلم: غيرشون هكوهن

 

لقد عاد مطلب إقامة دولة فلسطينية في حدود 1967 مرة أخرى ليتصدر الساحة الدولية. بالنسبة لدولة إسرائيل، هذا تهديد وجودي بمخاطر أكبر حتى من النووي الإيراني. ولإحباط هذا التهديد الذي قد يعمل عليه مباشرة حتى الرئيس ترامب، فإن إسرائيل ملزمة بالتصرف بكل تصميم وبتفكر محسوب وبدعم جماهيري واسع.

في هذه الظروف، تبدو أعمال الشغب التي تقوم بها مجموعات من الشبان اليهود ضد الشبان الفلسطينيين في أرجاء “يهودا والسامرة” تعرض للخطر قدرة إسرائيل على الصمود في صراعها في سبيل حقوقها في القدس وفي أرجاء “المناطق”. صحيح أنها مجموعة صغيرة لا تزيد عن بضع مئات، لكن الضرر الذي تلحقه جسيم.

في الوقت الذي يجب أن يكون التأييد ضرورياً لصمود الحكومة في وجه الضغط الدولي، فإن أعمال الشغب تقوض أساس دعم الأغلبية الإسرائيلية لمشروع الاستيطان في “المناطق”. وهي تسرع معارضة الساحة الدولية لاستمرار سيطرة إسرائيل على “الضفة الغربية”. في هذه النظرة، فإن جماعات المشاغبين وأعمالهم العنيفة ضد مدنيين فلسطينيين، تشكل تهديداً استراتيجياً على المصالح الحيوية للأمن القومي الإسرائيلي.

 

في توقع للاحتكاك والمواجهات

 

في بداية اضطرابات 1936 – 1939 عارض بن غوريون أعمال الثأر التي يقوم بها اليهود ليأخذوا القانون في أيديهم، وطالب بسيطرة كاملة من القيادة السياسية على كل استخدام للقوة في الصراع لحماية الحاضرة اليهودية وبيان مدى رفض أعمال الثأر المستقلة حتى من الجانب القيمي والعملي.

“أحد مؤشرات الذوبان في الآخرين هو أن اليهودي لا يفعل ما هو ملزم بفعله حسب وضعه، بل ما “يفعله الغير”، قال بن غوريون في مؤتمر الأحزاب الصهيونية في 1936. “في البلاد ذوبان جديد – يحاكون أفعال العرب. يقولون لنا بأن العرب سيفعلون هكذا، إذن فستفعل هكذا. ويجب أن نشرح لأولئك: الوسائل حسب الغاية؛ لو كانت غايتنا كغاية العرب، لكانت وسائلهم هي وسائلنا”.

لفهم ظاهرة شغب الشباب اليهود، من الضروري أن نعرف الفرق بين معظم “فتيان التلال” الذين يعملون في أكثر من مئة مزرعة تم إنشاؤها بتنسيق مع قيادة المنطقة الوسطى، وبين جماعات المشاغبين التي تعمل من مزارع أنشئت على التلال دون أي تنسيق.

المزارع التي أنشئت بالتنسيق مع محافل الجيش، فحصت مكانة الأرض بعناية في تعريف ملزم بعدم التموضع على أرض فلسطينية خاصة. أما المزارع الأخرى للجماعات المارقة فتتموضع في قسمها الأكبر عن قصد على أرض خاصة في توقع لاحتكاكات ومواجهات.

 

مطلوب عمل ممنهج ومصمم

 

اليشع يراد، من الزعماء المتصدرين في أرجاء التلال، نشر في صحيفة السبت “عالم صغير” بياناً لرؤيا عمل الجماعات المارقة. مساعي الاستيطان السليمة على أرض الدولة في المناطق “ج” فقط وصفها كاستسلام “لحدود احتواء المنظومة”. بالمقابل، فإن الجماعات المارقة توصف كمن يعمل بهدف “تركيز الجهد على الاقتحام نحو المرحلة التالية: أراضي “ب” وأماكن تعرف بسخافة كأرض خاصة فلسطينية”.

إن تعالي هذه الجماعات على أغلبية المستوطنين الذين يحترمون القانون ينبع مباشرة من الخلاف منذ عهد فك الارتباط بين قيادة “يشع” للمستوطنين والحاخامات الذين اختاروا طريقة عمل أخرى ورسمية، وبين شباب رأوا في ذلك ضعفاً وانهزامية وادعوا بأنهم لو كانوا يتصدرون صراعاً عنيفاً حتى النهاية، لأمكن وقف الخطوة. وكمن عمل كقائد في قوات الإخلاء، يمكنني أن أصف مدى انقطاع تقديرهم للواقع عن القراءة الصحيحة للخريطة.

في أجواء الاحتقار الذي يكنه الفتيان المارقون للقيادة المسؤولة للاستيطان، نشأت في أرجاء التلال منابت لأسراب من المشاغبين تنعدم لديهم كل طاعة لمصادر الصلاحيات – لا صلاحيات أبوية، ولا صلاحيات حاخامية، وبالتأكيد لا صلاحيات الجيش والقانون.

لا أمل للجيش الإسرائيلي وشرطة إسرائيل في عمل حراسة عادي، لمنع أعمال ثأر جماعات المشاغبين. هذا جهد بلا منفعة، وكأن بك تطارد الريح. لذا، المطلوب عمل منظوماتي مبادر إليه، مشترك من قوات الجيش، والشرطة و”الشاباك” لقمع شروط عمل محافل الشغب. مطلوب لذلك أيضاً اعتقالات إدارية على نطاق واسع. من أجل مصالح إسرائيل في “المناطق” وفي غور الأردن، على قيادة المنطقة الوسطى بصفتها صاحبة السيادة في المجال، أن تعمل بنحو ممنهج واسع النطاق ومصمم وناجع.

------------------------------------------

هآرتس 20/11/2025

 

الأوسع منذ 1967.. مصادرة 1800 دونم في سبسطية الأثرية.. ومنظمات حقوقية: التهويد مبتغاهم

 

 

بقلم: نير حسون

 

أعلنت الإدارة المدنية نيتها مصادرة 1800 دونم من الأراضي الخاصة في شمال الضفة الغربية لتطوير الموقع الأثري في سبسطية. الأمر الذي نشر في الأسبوع الماضي يتضمن الموقع القريب من حقول واسعة فيها آلاف أشجار الزيتون التي هي بملكية الفلسطينيين. تقع في محاذاة الموقع القرية الفلسطينية سبسطية التي يرتزق جزء من سكانها من محلات بيع الآثار والمطاعم وتقديم خدمة الإرشاد للسياح. تمتد المصادرة في أغلبها على مناطق مملوكة بشكل خاص لسكان القرية والقرية القريبة منها، بُرْقة. وقد أعطي للسكان الفلسطينيين 14 يوماً لتقديم اعتراضات على هذا الأمر.

هذا هو أمر المصادرة الأوسع لغرض تطوير موقع أثري منذ العام 1967. حتى اليوم، المصادرة الأكبر لغرض الآثار كانت في موقع سوسيا جنوبي جبل الخليل في 1985، حيث تم في حينه مصادرة 286 دونماً، سدس المصادرة المخطط لها في سبسطية. في حالة سوسيا، تم نقل الموقع إلى إدارة المجلس الإقليمي جنوب جبل الخليل، والسكان الفلسطينيون الذين كانوا يعيشون في المنطقة طردوا منها وحظر عليهم الوصول إلى الموقع.

من تولى فحص الموقع الأثري في سبسطية هم علماء الآثار مع المدينة التوراتية “شومرون”، عاصمة مملكة إسرائيل في القرن الثامن والقرن التاسع قبل الميلاد. يدور الحديث عن تل أثري كبير يضم طبقات رومانية وبيزنطية وإسلامية. في أيار 2023 قررت الحكومة تخصيص 30 مليون شيكل من أجل الحفريات الأثرية وتطوير الموقع في سبسطية. في الوقت نفسه، بدأت أعمال ترميم وتطوير أيضاً في موقع محطة القطار القديمة في سبسطية، وبدأت هناك حركة الاستيطان في المنطقة في 1974 حيث تمترس مستوطنون في المحطة وطالبوا بإقامة مستوطنة. حسب الخطط التي أعدها المستوطنون، سيتم شق طريق جديدة تصل إلى موقع سبسطية، الذي لن يمر في القرية الفلسطينية. المنطقة التي سيتم ضمها تقع في مناطق “ج” الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، لكنها قريبة من مناطق “ب” الواقعة تحت السيطرة المدنية الفلسطينية.

قالت حركة “السلام الآن” إن “إسرائيل تواصل المس بحقوق الفلسطينيين، ومصادرة آلاف الدونمات خلافاً للقانون الدولي والاستيطان في شمال الضفة الغربية، التي تتميز بوجود بضعة آلاف من المستوطنين مقارنة مع أكثر من مليون فلسطيني”. وأضافت “السلام الآن” بأن سبسطية تعد موقع تراث واقعاً في قرية فلسطينية وجزء من الدولة الفلسطينية العتيدة. الجشع الإسرائيلي لا يمس فقط بأصحاب الأراضي، بل بإمكانية إيجاد حل يحترم الشعبين وحقوقهم وتراثهم.

وجاء من المنظمة الأثرية “عيمق شفيه”: “بذريعة القلق على التراث، تستثمر الحكومة عشرات ملايين الشواكل لتحويل مواقع أثرية إلى سلاح للطرد والمصادرة. نية مصادرة الأراضي الخاصة هي كل شيء باستثناء الحماية، وهدفها إقامة مستوطنة سياحية تصادر تراث سبسطية من القرية وتهويد المنطقة بواسطة السياح الذين سيأتون لزيارة الموقع”.

 وجاء من منسق أعمال الحكومة في “المناطق”: “طبقاً لتوجيهات المستوى السياسي، فقد أبلغت الإدارة المدنية أصحاب الأراضي في الموقع الأثري في سبسطية بأنها بدأت في عملية مصادرة مؤقتة لصالح حماية الموقع، وتمكين الزوار من الوصول وتطوير المنطقة. هذه الخطوة تم دفعها قدماً على خلفية إهمال الموقع، إلى جانب تجاهل أصحابه وتجاهل السلطة الفلسطينية من المس والخراب في الموقع خلافاً للاتفاقات المؤقتة.

-------------------------------------------

هآرتس 20/11/2025

 

لتبرئة نتنياهو.. برئاسة “الانقلابي” وعضوية “الثنائي المتطرف”: لجنة تحقيق أم “مسخرة”؟

 

 

بقلم: أسرة التحرير

 

حكومة 7 أكتوبر غير مهتمة بالتحقيق في الإخفاقات التي أدت إلى أخطر فشل في تاريخ البلاد. على مدار العامين الماضيين، ركزت الحكومة جهودها على إزالة المسؤولية عن الكارثة الأمنية التي أودت بحياة آلاف الإسرائيليين.

أقر جميع المسؤولين المعنيين بالمسؤولية وأنهوا مهامهم، بمن فيهم رئيس الأركان، ورئيس الاستخبارات العسكرية، ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)، ووزير الدفاع المقال. وحده المجلس الوزاري السياسي الأمني ​​واصل عمله – كما لو أن الحادث لا يعنيه. لم يُبدِ أحد فيه أي ندم أو ذنب أو محاسبة للذات. بل على العكس، أُلقي اللوم في كل مكان؛ في الجهاز القضائي، والمنظمات الاحتجاجية، ووسائل الإعلام. فشلت آلاف من عائلات الثكالى في اختراق جدار غطرسة أعضاء الحكومة.

 عملت الأحزاب الحاكمة على مدار العامين الماضيين على إفشال أي تحقيق حقيقي في إخفاقات السياسة الإسرائيلية التي أدت إلى أحداث السابع من أكتوبر. استهدفت حملة التحريض ضد رئيس المحكمة العليا، إسحق عميت، تقويض ثقة الجمهور بلجنة التحقيق الرسمية التي سيحدد تشكيلها قانونًا. إن “لجنة التحقيق”، التي تم تشكيلها هذا الأسبوع، ليست سوى خدعة ساخرة للتملص من المسؤولية، مما يُذل ضحايا السابع من أكتوبر، وسكان منطقة الغلاف، والجنود الذين سقطوا في ذلك اليوم.

يرأس الفريق الوزاري الذي سيحدد صلاحيات اللجنة الوزير يريف ليفين، الذي ألقى بدولة إسرائيل في حالة من الاضطراب عقب الانقلاب القضائي وأضعف المجتمع الإسرائيلي عشية هجوم حماس. وسيضم فريقه أيضاً الوزير سموتريتش، وهو عضو في مجلس الوزراء دعا إلى سياسة “حماس ذخر” واعترف بأنه لم يكن يعرف حتى يوم الهجوم من هي “النخبة”. ومن بين الأعضاء الآخرين في اللجنة: وزيرة المخابرات جيلا جمليئيل في 7 أكتوبر، والوزير المجرم بن غفير، والوزيرة أوريت ستروك، التي تعتبر الكارثة الخطيرة في تاريخ البلاد عمومًا “فترة معجزات”، لذا ربما لا يوجد ما يستدعي التحقيق.

تشير تصريحات الوزراء وتشكيل الفريق التمهيدي إلى أن اللجنة لا تنوي التحقيق في الإخفاقات التي أدت إلى هجوم حماس ومذبحة العائلات في منازلها. لقد تم تشكيل هذه اللجنة لتبرئة نتنياهو وحكومة 7 أكتوبر. ستسعى اللجنة لإلقاء اللوم، وستجده، على أعدائها المعروفين: القضاء، والمستشارة القانونية للحكومة، ومنظمات الاحتجاج، ووسائل الإعلام.

لن تمنع هذه اللجنة الجمهور من إجراء تحقيق معمق وشامل فحسب، بل تهدف أيضاً إلى تأجيج الكراهية، ونشر الفوضى، ونسج المؤامرات، وحقن السم في عروق بلدٍ بحاجة إلى الشفاء.

يجب على كل من يتعاون مع هذه اللجنة أن يعرف أهدافها الحقيقية.

-------------------------------------------

يديعوت أحرونوت 20/11/2025

 

إسرائيل.. بين غياب الاستراتيجية و”7 أكتوبر الإقليمي”

 

 

بقلم: آفي شيلون

 

يبدو وضع إسرائيل الاستراتيجي بعد انتهاء الحرب خادعًا، فما نعتبره مشكلةً وخطرًا هو في الواقع ميزةٌ وفرصة، والعكس صحيح. أولاً، من المهم إدراك أن الحروب، كلما اتسع نطاقها، غالبًا ما تُحدث تغييراتٍ جذرية في أعقابها. من منظور التاريخ الصهيوني، ساهمت الحرب العالمية الأولى، مع اقترابها من نهايتها، وفي ضوء هزيمة الإمبراطورية العثمانية، في إصدار وعد بلفور، الذي اقترح إقامة وطنٍ قومي لليهود في أرض إسرائيل. في نهاية الحرب العالمية الثانية، كان السعي إلى نظامٍ عالمي جديد هو الذي ساهم بشكلٍ كبير في قرار الأمم المتحدة في العام 1947 بتأسيس دولةٍ يهودية. كما ساهمت حروبٌ على نطاقٍ أصغر، مثل حرب يوم الغفران، في التوصل إلى تسويةٍ سلميةٍ مع مصر.

 لذلك، كان من المتوقع أن تُفضي حرب غزة، التي تطورت إلى حرب إقليمية بين إسرائيل وجيرانها، وأثرت بالتالي على أجزاء كبيرة من العالم، إلى آفاق سياسية جديدة بعد انتهائها. وها هي ذي أمامنا. يُثير تدخل المجتمع الدولي في غزة قلقًا في إسرائيل من فقدان السيادة، وغضبًا من رفع علمَي قطر وتركيا في القطاع، وكأن رفع علمَي حماس أفضل لنا. لكن من الأفضل لإسرائيل أن تُبادر بنفسها إلى إيجاد حل، بدلًا من انتظار فرض الأمور عليها، لكن مجرد التدخل الدولي إيجابي بحد ذاته. فإذا كان هناك ما يضمن لنا عدم تجرؤ حماس على تكرار ما حدث في السابع من أكتوبر، فهو أن جنودًا وعناصر أجنبية ستعترض طريقها. بل إن التاريخ يُثبت أن الإسرائيليين والفلسطينيين عاجزون عن إيجاد حل فيما بينهم، لذا من الجيد أن تتحمل العوامل الخارجية العبء. وبشكل عام، كلما زادت الدول المُشاركة في الدولة الفلسطينية المُحتملة، قلّ احتمال تهديدها لنا.

تكمن المشكلة في أن إسرائيل تُفضّل التركيز على مخاوفها (منع قيام دولة فلسطينية!) بدلًا من إدراك أن الوقت الحالي هو الأنسب لعملية السلام – من حيث ضعف الفلسطينيين واستعدادهم للإصلاح، ومن حيث الاعتراف الدولي باحتياجات إسرائيل الأمنية.

الأمور مُحيّرة أيضاً فيما يتعلق بلبنان. فوفقًا للتقارير، يطلب لبنان مفاوضات مباشرة بشأن الانسحاب من المواقع التي تركناها في جنوب لبنان، مقابل استمرار تفكيك حزب الله والتوصل إلى اتفاق سلام. من المُحتمل أن تكون الحكومة اللبنانية ضعيفة للغاية، ومن الأفضل لها البقاء في جنوب لبنان ومواصلة ضرب أهداف من حين لآخر، لكن من المُؤكد أن أفضل طريقة لإحباط تهديد حزب الله هي التوصل إلى اتفاق مع لبنان. على أي حال، لم نسمع عن أي نقاش جاد حول السياسة الإسرائيلية في هذا الشأن.

وينطبق الأمر نفسه على سوريا. فمع سقوط نظام الأسد، استولى الجيش الإسرائيلي على جبل الشيخ السوري، وهي خطوة لم تُعتبر يومًا هدفًا إسرائيليًا. الآن، يقترح الجولاني اتفاقية أمنية مقابل الانسحاب. هل يدور نقاش في إسرائيل حول جدوى انسحابنا واغتنام هذه الفرصة التاريخية؟ يبدو الآن أن إسرائيل تُفضل بالأساس الحفاظ على ما هو قائم، والتركيز على الجانب الأمني ​​الضيق، وعدم إدراك أن الأمن الحقيقي ينبع من الاتفاقيات. وينطبق الأمر نفسه على السعودية. فمزايا السلام مع السعوديين واضحة. لكن المفارقة تكمن في أن التبادل الذي يسعى إليه السعوديون – وهو طريقٌ نحو دولة فلسطينية منزوعة السلاح وخاضعة للإشراف – يُنظر إليه في إسرائيل على أنه تهديد، بينما هو في الواقع مكسبٌ ضخمٌ آخر: إنهاء الصراع مع الفلسطينيين بشروط تضمن أمن إسرائيل.

في غضون ذلك، ما لم تسع إسرائيل إلى قيادة الطريق نحو الاتفاقيات وتتمتع بإنجازاتها العسكرية، فسيحصل السعوديون على الطائرات التي كان من المفترض ألا يحصلوا عليها إلا مقابل التقرب منا. إن الافتقار إلى استراتيجية دبلوماسية شجاعة، نابع من وجهة النظر (التي ثبت فشلها في 7 أكتوبر) القائلة إن الحل مع الفلسطينيين الذي يمكن أن يتم تخطيه، وأن السلام قد يتحقق في الشرق الأوسط، سيُذكر بأنه الفشل الأعظم للحرب.

-------------------------------------------

معاريف 20/11/2025

 

هكذا أفقدت حكومة اليمين قدرة إسرائيل في الحفاظ على أمنها ومستقبلها

 

 

بقلم: أفرايم غانور

 

ستذكر أيام ولاية حكومة اليمين الحالية وستخط في تاريخ شعب إسرائيل على أنها الأيام الأكثر ظلامية في تاريخ دولة إسرائيل، ليس فقط بسبب كارثة 7 أكتوبر وحرب “السيوف الحديدية” الطويلة والمضنية.

في الليلة التي بين الاثنين والثلاثاء في أروقة مجلس الأمن في الأمم المتحدة، سجلت حكومة اليمين هذه فشلاَ ذريعاً آخر وفصلاً بائساً وأليماً في تاريخ الدولة – اعتراف الأمم المتحدة بمجلس السلام الذي أقامه ترامب للإشراف على القوة الدولية التي سترابط في قطاع غزة وستحيد قدرات الجيش الإسرائيلي على العمل في الحاضر وفي المستقبل في القطاع. في هذه المكانة الاحتفالية في أروقة الأمم المتحدة، باتت حكومة اليمين هذه -نتنياهو على رأسها مع سموتريتش وبن غفير- شريكاً عملياً في وضع حجر الزاوية للدولة الفلسطينية، والتي ابتعدوا عنها كما يبتعد المرء عن النار.

في هذا الواقع كما هو، فإن من يرفض دخول قوة حفظ نظام من السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة في اليوم التالي لإدارة الحياة هناك، سيحصل الآن على جنود أتراك، وقطريين، ومصريين ومن السلطة الفلسطينية أيضاً، وأساساً كان سبق أن حصل على فرع للبنتاغون في “كريات غات” والذي تحسم الأمور بموجب كلمته.

في إطار هذا كله، ستنمو نواة حماس في غزة من جديد دون أن تنزع سلاحها. سموتريتش ورفاقه في أحلامهم المسيحانية قد يواسي بعضهم بعضاً بحقيقة أن الأتراك سيرحلون، ومن ثم تجديد الاستيطان اليهودي في قطاع غزة. إلى جانب كل هذا، بُشرنا هذا الأسبوع -بقلق عظيم- أن الإدارة الأمريكية تعتزم تزويد السعودية بطائرات F35.

في إطار استعراض تاريخ إخفاقات هذه الحكومة وخطاياها، سنذكر معظمها دون أن نركز عليها كلها، مثل نوايا الانقلاب النظامي وتداعياته، وقانون التملص من الخدمة للحريديم، وانعدام الحكومة، والجريمة والفساد المستشري، وحوادث الطرق، والاعتراض القاطع على إقامة لجنة تحقيق رسمية، وإهمال القتل والجريمة في الوسط العربي، والفشل في إعادة الحياة إلى شمال الدولة وجنوبها، والشرخ الرهيب الذي أحدثته هذه الحكومة بالشعب، وإهمال التعليم والصحة.

يصعب التباهي والتفاخر بثلاث سنوات حكم ظلامية. وحتى الإنجازات التي تحققت هي بالأساس ثمرة مشاركة ترامب والجيش والموساد.

من يومها الأول، عملت الحكومة للحفاظ على بقائها من خلال إضعاف منظومة القانون والقضاء والحكم وإلقاء الديمقراطية إلى سلة القمامة، وذلك بهدف إقامة نظام جديد يسمح لها بأن تفعل كما تشاء من أجل وفي صالح جماعاتها ومقربيها.

حكومة يمين تحدثت فقط عن مبادئ يمين، وفي لحظات الحقيقة اختفت المبادئ واختفى اليمين. انظروا إلى سلوكها اليوم، حين فقدت دولة إسرائيل في عهد حكمها حريتها الكاملة وأصبحت دولة مرعية أمريكية. الرئيس ترامب “يتاجر” بأمنها ومستقبلها كما يتاجر بالعقارات ولا أحد ينبس ببنت شفه.

-------------------------------------------

هآرتس 20/11/2025

 

من قال إن طائرات “إف35” وعد إلهي لشعب دون الآخر؟

 

 

بقلم: جدعون ليفي

 

تسقط علينا البشائر كأنها هبات من السماء. ورغم أن وسائل الإعلام تصور كل شيء على أنه كوارث وهزائم، لم يحدث منذ زمن أي تغيير يبشر بالأمل. هاكم القائمة: يمر الإسرائيليون والفلسطينيون بعملية متسارعة لتدويل الصراع، ويتخذ مجلس الأمن قراراً يشير إلى الاتجاه الصحيح، وتستعيد إسرائيل أبعادها الحقيقية بسرعة مشجعة، ويزداد خروج مصير الفلسطينيين عن سيطرتها الحصرية. يصعب طلب المزيد. فما تم تقديمه في إسرائيل على أنه سلسلة من الهزائم المهينة، هو في الواقع سلسلة من التطورات المشجعة.

التطور الأهم هو استعادة إسرائيل لمكانتها الحقيقية. لقد عادت القوة العظمى إلى هيبتها، وعادت دولة الرعاية إلى مكانتها الطبيعية. لقد انتهى الوضع الذي كان يصعب فيه معرفة من الموجود في جيب من، وانتهى اختلاط الأدوار بين القوة العظمى ودولة الحماية، الذي استمر عقوداً. هذه بشرى سارة لإسرائيل.

لقد انتهى جنون العظمة، جنون عظمة الدولة القادرة على كل شيء. لم يعد موجوداً، وهذا جيد. لم يعد بإمكان إسرائيل فعل ما تشاء. كان لا بد من إنهاء الإبادة الجماعية في قطاع غزة، لا لأن نتنياهو أراد ذلك، بل لأن ترامب أمر بذلك. لولاه لاستمرت المجزرة.

حتى “الهزيمة” التي تتمثل في تزويد السعودية بطائرات إف35 ليست هزيمة بالضرورة. إن توزيع السلاح في المنطقة قد يؤدي إلى احتواء دولة إسرائيل التي تصرفت حتى الآن كقوة متنمرة يخشاها الجميع. تقصف وتدمر من الهند وحتى إفريقيا، منتهكة بذلك كل سيادة ممكنة في المنطقة، حيث كان كل شيء مسموحاً لها، ثم لا أحد يعاقبها على شيء.

انتهى، وهذا أمر جيد لإسرائيل؛ لأن بعض الكوارث التي أصابتها كانت نتيجة مباشرة لغطرستها وعدوانيتها، وكأنه لم تكن هناك دولة أخرى غيرها. الآن انتهى الأمر. لم تعد الطائرة الأكثر تقدماً في العالم في يدها وحدها، وسيتعين عليها الحذر قبل أي قصف قادم في المنطقة. وسيطرة الولايات المتحدة على ما يحدث في قطاع غزة تطور إيجابي. ما تجيد إسرائيل فعله في قطاع غزة أصبح واضحاً منذ عقود، لا سيما في السنتين الأخيرتين. والنتيجة أن قطاع غزة أصبح مقبرة. الآن، جاء فتى جديد إلى الحي، سنشاهد ما الذي يقدر على فعله. لا يمكن أن يحدث أسوأ مما فعلته إسرائيل.

إن انتزاع السيطرة من إسرائيل قد يؤدي إلى خطوة مشابهة في الضفة الغربية. والآن، يتحول الأمر إلى حلم: دخول قوة دولية إلى الضفة الغربية وحده الكفيل بوضع حد للوضع الذي يعيش فيه شعب عاجز، بلا حماية أو حقوق، بينما يتم انتهاكه من قبل شعب آخر بلا هوادة. ما زال حلماً بعيد المنال، لكنه قد يتحقق.

في هذه الأثناء، الولايات المتحدة تعزز علاقاتها مع السعودية: ماذا يضير ذلك إسرائيل؟ إسرائيل تطالب بتعويض على المس بـ “التفوق النوعي”، كما يبدو أن التفوق النوعي أعطي لها كوعد إلهي، مع حقوقها الحصرية في البلاد. علام يستند اعتقاد إسرائيل أنه مسموح لها التسلح من أخمص القدم وحتى الرأس دون غيرها؟

هجمات في كل مكان يحدث فيه شيء ما لا يرضيها، انتهاكات صارخة لوقف إطلاق النار، تصفيات وأعمال إرهابية. إسرائيل لا تؤمن فقط بأن كل شيء مسموح لها، بل هي على قناعة أيضاً بأن ذلك غير مسموح لغيرها.

هذا التوجه أفسدها، ربما ينتهي الآن. عندما تكون إسرائيل أكثر تواضعاً في طموحاتها وأقل تسلحاً، فربما تزداد فرص قبولها في المنطقة. في 1970 نشر شبتاي تيفت كتابه بعنوان “لعنة النعمة”، عن ثمن باهظ للنجاح العسكري المدهش في 1967. والآن، حان وقت “نعمة اللعنة”: ليس لعنة ما يحل علينا، بل ربما بركة تشير إلى نهاية عصر المسيحانية والتعالي على الجميع، بداية العودة إلى الواقع.

------------------------------------------

 

 

 

 

 

 

 

هآرتس 20/11/2025

 

 

هل ستغير الانتخابات شيئا

 

 

بقلم: يوسي كلاين

 

لا، الانتخابات لن تغير شيئا. الكتلة الخاسرة لن تقبل بفوز الآخر، سواء مع وجود نتنياهو أو بدونه. التسوية غير محتملة. الفروقات كبيرة والكراهية عميقة. ليس فقط بين السياسيين بل في اوساط الجمهور. بعد هزيمة أكتوبر الليبراليون لن يسلموا بدولة يقودها اشخاص متدينون قوميون ومتطرفون، حتى لو فازوا في الانتخابات. كيف سيردون على الهزيمة؟ بمنشورات غاضبة. هم ليسوا مصممين للعصيان المدني، لن يهددوا المراسلين ولن يضربوا المتظاهرين. هم لن يقتلوا، ربما سيتنازلون، أو يهاجرون.

الليبراليون لا يستطيعون مواجهة العنف القومي الديني المتطرف.

هم تحالف من الشركاء في الرأي، من قضاة يرتدون ربطة العنق وحتى آخر المخربين اليهود. زيني، نتنياهو، بن غفير، كرعي، سولبرغ، عميت سيغل ويانون ميغل، ومساعدوهم واصدقاءهم – جميعهم لديهم هدف واحد يؤمنون به، جميعهم يريدون دولة يهودية من البحر حتى النهر. جميعهم يريدون ايران جديدة.

الحدث لا يدور عن مؤامرة مخططة. هم لا يعرفون التخطيط. يدمرون من اجل البناء، لكنهم لا يعرفون البناء. التدمير عفوي، ولا تتم السيطرة عليه. كل واحد يدمر بقدر استطاعته، يدمر حسب قوته. لفين يدمر جهاز القضاء، كرعي يدمر الاعلام، وكيش يدمر التعليم وريغف تدمر المواصلات. المحكمة العليا تنهار، أجزاء منها تسقط فوق رأسنا كل أسبوع. مع كل ذلك، هم الذراع السياسي للمستوطنين. كذراع سياسي هم غير قادرين على المساعدة. اذا لم يستطيعوا الضم، التهجير، التجويع أو القصف من الجو، هم يستطيعون التدليل بواسطة الميزانيات ويلغون أوامر إدارية. ولكن 7 أكتوبر القادم اصبح على عتبة بيتهم. أيضا الابرتهايد لن ينقذ نصف مليون محتل من انياب 2 مليون شخص تحت الاحتلال.

لم يكن في أي يوم فيل في الغرفة اكثر من 2 مليون شخص. السياسيون تم دفعهم الى الحائط لان هذا الفيل يملأ الغرفة، وهم حتى الآن لا يرونه. لا يتطرقون اليه، بل يتجاهلونه. فقط “الأعشاب الضارة” تراه، وهم يفعلون به “ما يريد المستوطنون الصالحون” فعله، لكنهم لا يملكون الشجاعة.

الأعشاب الضارة هي الذراع العسكري للمستوطنين الصالحين.

المستوطنون الصالحون لا يقتلعون الأشجار ولا يذبحون الأغنام، هم يريدون ان يكونوا “متوطنون وليس مستوطنين”، “طلائعيون وليس محتلين”. على منابر الاستوديوهات هم يظهرون الصلاح ويكونون منافقين. هم يعرفون ان قادة لواء شاي في الشرطة متهمون بمساعدة المخربين اليهود، ومع ذلك يلقون عليهم المسؤولية. بسبب المستوطنين الصالحين فانه لن يتحرك أي شيء الى ان يتم سفك الدماء. أي حكومة سترغب في التعامل مع نصف مليون مستوطن، لديهم جيش مسلح من الملثمين اليهود؟. ليس فقط الحكومة، أيضا الجيش.

هذا ليس جيش الدفاع الإسرائيلي الذي يسوقونه لنا في التلفزيون. هذا جيش دفاع إسرائيلي آخر، مجهول. ليس جيش ابناءنا الابطال، بل جيش اشخاص مجهولين، كائنات من الفضاء. هذا جيش الدفاع الإسرائيلي الذي يسرق الزيتون ويعتقل المتظاهرين. جيش الدفاع الإسرائيلي هذا يقف الى جانب الملثمين اليهود. خلال 12 سنة من التربية القومية المتطرفة العسكرية يتعلم ابناءنا الابطال ان يتلقوا بمحبة الحجارة اليهودية. الاولاد من بئر السبع الذين هتفوا “الموت لليساريين” في وجه طلاب صف الموهوبين سيكبرون ويصبحون جنود مثلهم. انهم المستقبل. وسيبنون ايران الجديدة.

 

ايران الجديدة لن تكون مدينة متنورة.

 

التنور لن يكون هنا بعد ان هاجر حوالي 80 ألف في السنة الماضية، معظمهم من الشباب والمثقفين. دولة متنورة لن تكون هنا اذا كان 300 ألف من مواطنيها يحصلون على المعلومات فقط من قناة دعائية رخيصة وعنيفة. لن يكون تنور في مكان فيه تقريبا مليون من سكانه سينتخبون (حسب الاستطلاعات) المسؤول عن الهزيمة الأكبر في تاريخنا.

الديمغرافيا الى جانبنا، يقول القوميون المتطرفون المتدينون. صحيح، لكن الحضارة ضدنا. يوجد جاهلين واغبياء اكثر من المثقفين العقلانيين. صحيح انهم الأغلبية. لذلك فان المثقفين والعقلانيين سيهزمون في الانتخابات، وذلك بسبب الخضوع الاعمى لـ “الأغلبية هي التي تقرر”، حتى لو قررت الأغلبية انه يجب تصفية الديمقراطية.

عندما سيهزمون فان إسرائيل لن تمحى، بل ستتغير. هي ستكون ضعيفة وفقيرة اكثر. أمريكا ستقوم باعالتها، واذا كانت محظوظة – أيضا ستدافع عنها.

-------------------------------------------

 

عن "كان 11" 20/11/2025

 

 

وعود نتنياهو منذ أعوام.. تتحطّم

 

 

بقلم: غيلي كوهين

 

قرار مجلس الأمن، الذي صدر، الليلة قبل الماضية، يقضي على سلسلة الوعود التي سمعناها في الأعوام الأخيرة من القيادة الإسرائيلية، ومن رئيسها بنيامين نتنياهو، أكثر من كونه يمهّد الطريق إلى إقامة دولة فلسطينية. لقد قيل لنا طوال أعوام، إنه يجب محاربة الخطوات الفلسطينية في المؤسسات الدولية؛ فهم يريدون "تدويل" الصراع، أي تحويل الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني إلى مشكلة عالمية، ولن نسمح لهم بذلك. حسناً، لم نكتفِ بالسماح لهم بذلك فقط، والحقيقة أن الأمر لم يكن له علاقة بأفعالنا أصلاً، بل إن نتنياهو نفسه بارك ذلك، صباح الثلاثاء.

حرفياً، سيتم إدخال قوة متعددة الجنسيات إلى قطاع غزة، وإقامة مجلس دولي، أي مجلس السلام الذي يقوده ترامب، وهو الذي سيدير شؤون الحياة اليومية في القطاع، وسيشارك فيه قادة العالم البارزون؛ نعم، أردوغان أيضاً، ونعم، أمير قطر أيضاً.

لقد تعهد رئيس الحكومة سابقاً، في أيار 2024، بأنه لن يسمح باستبدال "حماستان" بـ"فتحستان"، وخان يونس بجنين. حسناً، من أين بالضبط سيأتي الثلاثة آلاف شرطي فلسطيني الذين من المتوقع أن يعملوا، كتفاً إلى كتف، داخل القطاع؟ إن قرار مجلس الأمن، تماماً مثل مبادرة السلام التي يقودها ترامب، يرسّخ تشغيل قوة الشرطة الفلسطينية هذه، التي يناقش الاتحاد الأوروبي كيفية تدريبها وتأهيلها.

هذه المقولة ليست الوحيدة التي عُرضت علينا كحقيقة مطلقة، ثم تحولت، الآن، إلى نوع من الأخبار المضللة؛ فخلال هذه الأعوام كلها شرحوا لنا لماذا من المهم الفصل بين غزة والضفة، وبين رام الله والقطاع، لدرجة أن هذه المقولات باتت حججاً لرئيس الحكومة نتنياهو أمام كتلة "الليكود" بشأن الأموال القطرية. وهكذا، مرّت مئات الملايين من الدولارات من الأموال القطرية فعلاً، وتركت لدى "حماس" مزيداً من السيولة للتسلح والاستعداد لـ"مجزرة" السابع من تشرين الأول. أمّا الفصل بين الضفة وغزة فيبدو أنه سيبقى مجرد كلام شفوي.

هذان الوضعان الجديدان يمكن أن يشكلا مفتاحاً لمستقبل أفضل في المنطقة. ويمكن أن نكون وصلنا إلى النقطة التي يمكن فيها حل المشكلة الفلسطينية، أو حسبما وصفها نفتالي بينيت بأنها "شظية في المؤخرة"؛ إذاً، يبدو أن الحل سيأتي، فقط عندما تتحطم جميع الفرضيات الأساسية التي رافقتنا في الأعوام الأخيرة، ومع دخول الولايات المتحدة وعدد من الدول العربية التي يمكنها أن تمد يداً طويلة وتنتشلنا من هذا المأزق.

لكن يجب على كل أولئك الذين ادّعوا أنهم وحدهم مَن سينجح في إسقاط حُكم "حماس"، وتحقيق النصر الحاسم، والقول، "لا" لرئيس الولايات المتحدة، أن يشرحوا لنا كيف حدث هذا كله.

-----------------انتهت النشرة-----------------

disqus comments here