الصحافة الإسرائيلية الملف اليومي صادر عن المكتب الصحفي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الاثنين 15/9/2025العدد 1409

الصحافة الاسرائيل- الملف اليومي افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات |
هآرتس 15/9/2025
نتنياهو مصمم على توسيع الحملة البرية في غزة، وفقط ترامب يمكنه منع المصيبة
بقلم: عاموس هرئيلِ
اسرائيل تقف امام توسيع كبير للعملية البرية في مدينة غزة. ورغم معارضة جارفة لرؤساء جهاز الامن، وعلى رأسهم رئيس الاركان ايال زمير، فقد حث بنيامين نتنياهو على تسريع العملية واحتلال مناطق اخرى في غزة في الفترة القريبة القادمة. نتنياهو والائتلاف اليميني – المسيحاني الذي شكله حوله يمكن أن يجرا الدولة الى كارثة اخرى، ستكون مقرونة بتورط سياسي وامني الذي في هذه المرة ستجد صعوبة في الخروج منه. الشخص الوحيد الذي ما زال يمكنه وقف التدهور هو الرئيس الامريكي. في هذه الاثناء ترامب يظهر فقط اهتمام محدود بما يحدث، ولا يتخذ خطوات يمكن ان تنقذ اسرائيل من الورطة التي وضعت نفسها فيها. لم يبق الكثير من الوقت للاصلاح.
هذه هي المرة الثالثة على التوالي التي يصمم فيها رئيس الحكومة على العمل ضد الرأي المهني لرئيس جهاز الامن ايال زمير ورئيس الموساد دافيد برنياع، وبدرجة اقل القائم باعمال رئيس الشباك ش. (نتنياهو جدد في الاسبوع الماضي جهوده لتعيين دافيد زيني كرئيس دائم للجهاز). القيادة العليا الامنية ايدت في النقاشات في نهاية شهر آب العودة الى مسار صفقة التبادل، بدلا من توسيع القتال. معظم القادة الكبار عارضوا ايضا توقيت الهجوم الاستثنائي في قطر في الاسبوع الماضي، الذي فشلت فيه اسرائيل في محاولة تصفية قادة كبار في حماس الخارج، الذين اجتمعوا لمناقشة المفاوضات حول المخطوفين. في حين انه في شهر آذار الماضي قرر نتنياهو تفجير صفقة التبادل التي تم التوقيع عليها في كانون الثاني قبل اداء ترامب لليمين كرئيس، واستئناف القتال بدلا من اجراء المفاوضات حول المرحلة الثانية في الصفقة.
في نهاية الاسبوع الماضي عقد اجتماع تشاوري لرؤساء القوائم التي تشكل الائتلاف من اجل مناقشة خطط مواصلة العملية في غزة. هذا منتدى مقلص اكثر من الكابنت الامني، وهو الجسم المخول باتخاذ القرارات الدراماتيكية بشان مواصلة القتال، ويشارك فيه بحكم المنصب ايضا عدد من الوزراء الذين لا يترأسون قوائم. في هذه الجلسة، مثلما في جلسات سابقة، ظهر التحالف الوثيق بين رئيس الحكومة وشركاءه في اليمين المتطرف، الوزير ايتمار بن غفير (قوة يهودية)، الوزير بتسلئيل سموتريتش (الصهيونية الدينية)، وزير الدفاع يسرائيل كاتس يكرر رسائل نتنياهو، لكن رأيه ليس له وزن كبير.
آريه درعي (شاس) لم يشارك في الجلسة. الوزير الوحيد في هذا المنتدى الذي يحذر بشكل دائم في الفترة الاخيرة من تداعيات توسيع الحرب هو وزير الخارجية جدعون ساعر، الذي يحذر من العزلة الدولية الواضحة التي توجد فيها اسرائيل، ومن الاخطار بسبب تفاقم الازمة الانسانية في القطاع، ازاء محاولة اسرائيل دفع حوالي مليون غزي في غزة ومحيطها نحو الجنوب، الى مخيمات اللاجئين في وسط القطاع ومنطقة المواصي. حسب التقديرات في الجيش فانه حتى الآن هرب فقط ربع سكان مدينة غزة. الظروف في مناطق اللجوء في الجنوب تصبح صعبة اكثر فاكثر ازاء الاكتظاظ وغياب حلول انسانية بالحد الادنى.
الى جانب ساعر، زمير يعبر عن الصوت البارز ضد توسيع العملية. يبدو ان رئيس الاركان يحركه الخوف من اللحظة التي ستدخل فيها القوات الى مناطق اخرى، في عمق المناطق المأهولة، وسيكون من الصعب وقف العملية بسرعة وسينجرون الى الداخل، الى مواجهات مع خلايا عصابات نشرتها حماس وتختبيء تحت الارض في الانفاق وتحت انقاض المباني. القصد هو ان يتم ادخال الى غزة عشرات آلاف الجنود، معظمهم من الوحدات النظامية. رئيس الاركان يقترح العودة الى مسار الصفقة الذي سيمكن على الاقل من تحرير عشرة مخطوفين احياء ونصف الجثث، هذا في المرحلة الاولى. وهي ايضا ستترك شهرين لاجراء مفاوضات اخرى على امل استكمال الصفقة وانهاء الحرب. حتى لو فشلت المفاوضات بعد ذلك، قال زمير للوزراء، فانه يمكننا استئناف القتال.
لا يوجد ضمانة لأمن المخطوفين
الجيش لا يمكنه ضمان أمن العشرين مخطوف الاحياء (من بين الـ 47 المحتجزين لدى حماس) الذين عدد كبير منهم يوجد كما يبدو في المنطقة التي اعلنت اسرائيل أنها ستنوي السيطرة عليها، في مدينة غزة ومحيطها. حماس لمحت مؤخرا بانها نقلت بشكل متعمد مخطوفين احياء الى هذه المنطقة. الى جانب الخوف من المس بالمخطوفين بالخطأ في عمليات القصف، لا توجد معلومات كافية عن مكان وجودهم الدقيق، يظهر قلق آخر وهو انه لا يمكن استبعاد امكانية ان حماس مع الظهر الى الحائط، اذا دخل الجيش الاسرائيلي وبحق الى داخل غزة، ستقرر اعدام المخطوفين.
قيادة حماس التي بقيت في غزة هي قاتلة بما فيه الكفاية كي تقرر مثل هذه الخطوة المتطرفة. خلافا للانطباع الذي حاول مكتب رئيس الحكومة خلقه في الاسبوع الماضي فان المس المحدد، اذا فشلت العملية، بقيادة حماس الخارج لم يكن ليؤثر للافضل كما يبدو على تقدم المفاوضات نحو الصفقة. طوال المفاوضات من بداية السنة الحالية فان قيادة الداخل التي تختبيء في الانفاق تعبر عن المؤشر المتشدد في حماس وتقود خط يقلل من الموافقة على تقديم تنازلات.
ازاء هذه الاخطار تدهش اللامبالاة المطلقة التي يظهرها معظم وزراء الحكومة. بتشجيع من نتنياهو تم تخصيص جزء من جلسة الحكومة امس للتحريض ضد المستشارة القانونية للحكومة وحيونة وزراء تجاه العنف الذي يوجه اليهم في حملة الاحتجاج. هذا التباكي حول يوم سبت لم يصب فيه الا مصور صحفي مخضرم تعرض للضرب من قبل الشرطة ليس صدفيا. هو استمرارية لمحاولة اغتيال المؤثر الامريكي اليميني تشارلي كيرك وربطها بالمبالغة في خطر اليسار الكامن في اسرائيل. من المؤسف قول ذلك، لكن يبدو ان حياة المخطوفين والجنود لا تهم معظم الوزراء مقارنة مع شؤونهم الخاصة. فلديهم امور ملحة اكثر للاهتمام بها مثل المشاركة في مناسبات لاعضاء مركز الحزب. في نهاية المطاف هناك سنة انتخابات قريبة.
نتائج الهجوم
الهجوم في قطر ادى الى توحيد الصفوف في العالم العربي، على الاقل ظاهريا، اظهار الدعم في اوساط جيرانها ازاء ما وصفوه كعمل عدواني وخرق للسيادة من قبل اسرائيل.
في جهاز الامن في اسرائيل يقلقون من تاثير القصف على قدرة الاستعانة بقطر في مهمة الوساطة في المفاوضات مع حماس. وهناك من يشككون بان نتنياهو اراد تحقيق من هذا الهجوم هدفين. الاول، تشويش مرة اخرى على الامكانية الضئيلة بقدر الامكان، التقدم في المحادثات. والثاني، ابعاد نفسه علنا عن قطر ازاء الاكتشافات الكثيرة بشان العلاقات الاقتصادية التي اقامها ثلاثة من مستشاريه مع هذه الامارة في الخليج.
وزير الخارجية الامريكي ماركو روبيو الذي وصل امس الى اسرائيل تناقش مع نتنياهو حول تصريحات اسرائيل حول نيتها ضم مناطق في الضفة الغربية ردا على العملية المخطط لها لدول غربية للاعتراف بالدولة الفلسطينية. دولة الامارات هددت اسرائيل في السابق بازمة خطيرة ستعرض للخطر اتفاقات ابراهيم اذا اتخذت مثل هذه الخطوة. هذا التعقيد السياسي يحدث في موازاة المقامرة العسكرية التي من شانها ان تعرض للخطر حياة الكثير من الاشخاص: اضافة الى المخطوفين، ايضا جنود الجيش الاسرائيلي وفلسطينيين كثيرين يوجدون في خطر متزايد. المفتاح الوحيد للخروج من هذه الورطة يوجد كما يبدو لدى الرئيس الامريكي ترامب. ربما هذه هي الفرصة الاخيرة: لقد حان الوقت لامساكه من ياقته.
------------------------------------------
إسرائيل اليوم 15/9/2025
الزيارة تشهد على قوة العلاقات بين امريكا واسرائيل
بقلم شيريت افيتان كوهين
لم يمر أسبوع على هجوم إسرائيل في الدوحة، والذي لا تعرف بعد نتائجه بشكل لا لبس فيه. وها هو هبط هنا أمس وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو لزيارة مجرد وجودها هو رسالة مدوية الى العالم العربي وبخاصة تجاه مخربي حماس ومؤيديهم.
من الصعب أن نتخيل زيارة كهذه لبلينكن في عهد الإدارة السابقة. كل زيارة لسلف روبيو الى إسرائيل تسببت باعصاب متوترة في القدس. الابتسامات كانت دوما امام الكاميرات، لكن طرحت قوائم من المطالب لم تنسجم بالضرورة مع المصلحة الإسرائيلية في الحرب في غزة. في مقارنة واجبة بين اليهودي إياه والمسيحي الكاثوليكي المتزمت الذي التقطت صوره امس في المبكى لا حاجة للإشارة الى الامر المفهوم من تلقاء نفسه.
في موضوع التوقيت، بعد بضعة أيام من خروج الولايات المتحدة عن طورها كي تتنكر للهجوم الإسرائيلي في الدوحة لاجل الحفاظ على العلاقات المزدوجة (مع إسرائيل وقطر)، لم تلغى زيارة روبيو التي كان مخططا لها وخرجت الى حيز التنفيذ. يوجد في الزيارة ما يشهد، ربما اكثر من كل مقابلة صحفية، سواء لترامب ام لروبيو نفسه على قوة العلاقات بين الدولتين.
قبل لحظة من اقلاعه أوضح وزير الخارجية الأمريكي أيضا بانه حصل ما حصل في قطر، الامر لن يؤثر على العلاقات بين الدولتين. لكن لا يوجد ما هو افضل مما تراه العيون – مع قبعات صغيرة سوداء، كتفا بكتف، في صلاة مشتركة في المبكى مع رئيس الوزراء، على أمل متبادل لعله لم يكتب في البطاقة التي وضعت في جدار المبكى، لكنه سمع الى مسافات بعيدة: في أن يبقى الدعم الأمريكي لإسرائيل طالما تحتاجه.
التقدير الذي يطلقه مقربون من الإدارة في الغرف المغلقة هو أنه حتى نهاية السنة المدنية سينتهي مفعول الائتمان السخي الذي أعطاه ترامب للحرب في غزة وسيتعين على إسرائيل أن تكيف نفسها. ليس مؤكدا أن هذا الجدول الزمني سيتوافق مع الاحتياجات العملياتية في الميدان. ولا يزال، بين الحكومتين يجري خطاب إيجابي وليس انزال اياد على نمط حظر السلاح من جانب إدارة بايدن.
صحيح أن هذا لا يضمن ما سيحصل في المستقبل، كون ترامب يطلب توافقات في الجداول الزمنية نحو قطار السلام الإقليمي، لكن في هذه اللحظة توجد لإسرائيل شبكة دعم أمريكية. عشية الدخول الى مدينة غزة، ليس هذا ائتمانا يمكن التقليل من قيمته.
ذروة زيارة روبيو ستكون هذا المساء في مدينة داوود في القدس. ثمة من يقول ان الزيارة السياسية كلها واللقاءات مع رئيس الوزراء والوزراء حيكت حول هذا الهدف. أناس إدارة ترامب الذين يزورون الضفة وشرقي القدس دون إعلانات كبيرة وكأن الحديث يدور عن موضوع اعتيادي، يطبعون الدولة اليهودية في المناطق خلف الخط الأخضر أيضا.
عندما هبط روبيو هنا بعد الهجوم على كبار المخربين في الدوحة مزدودجة الاخلاق هو يقول بالضبط هذا دون كثير من الكلمات: من حقهم أن يعيشوا في المجال والدفاع عن مواطني إسرائيل بصفتهم هذه. هذه الشرعية يجب إيجاد تعبير لها في اقرب وقت ممكن في عودة المخطوفين وفي النصر في جبهة غزة.
------------------------------------------
اسرائيل اليوم 15/9/2025
بعد الفي سنة، مرة أخرى يمكن السير في الطريق المؤدية الى الهيكل
بقلم نداف شرغاي
ذات يوم عندما هدد سكان سلوان بتعطيل مشروع الحفريات الاثرية في مدينة داود، وقدموا التماس للمحكمة العليا بدعوى “حق الملكية” على الارض الموجودة تحت بيوتهم، كانت تلك قاضية المحكمة العليا عدنا اربيل التي رفضت طلبهم تماما.
اربيل قررت في حينه كم هو هذا المشروع العظيم مهم لـ “المصلحة العامة متعددة الجوانب” بسبب الاسهام الذي يقدمه لفهم تاريخ البلاد وتاريخ الشعب اليهودي. بعد ذلك هددت حماس عشرات العاملين العرب الذين شغلتهم مدينة داود وسلطة الاثار وتم اشراكهم في الحفريات الاثرية الضخمة هذه، وهكذا تركوا المشروع وفقدوا مصدر رزقهم.
لكن العمل لم يتوقف للحظة. ففي مساء أمس، بعد حوالي الفي سنة على خراب الهيكل على يد الرومان، سيتم تدشين، بحضور وزير الخارجية الامريكي ماركو روبيو، نفق الحجاج – شارع قديم بعرض 8 امتار، الذي اوصل الحجاج الى الهيكل، وتم الكشف عنه بالكامل على طوله الذي يبلغ حوالي 700 متر بعد اكثر من عقد على بدء الحفريات.
الكثير من التصورات والفرضيات الاساسية انهارت خلال العمل هنا: في وقت ما رجال الاثار اعتقدوا ان سكان تلة مدينة داود، البلدة السفلى، كانوا فقراء – لكن ما تم الكشف عنه على طول طريق الحجاج كشف مبان مدهشة وادوات باهظة الثمن، من بينها بقايا طاولات حجرية مزينة، مجوهرات مرصعة بالحجارة الكريمة وما شابه.
فقط مؤخرا انهارت بضجة كبيرة فرضية اساسية اخرى وهي بركة هشيلوح، الموجودة في بداية مسار الحجاج، حيث انها لم تكن فقط من ايام الهيكل الثاني – هي بنيت على خزان مياه اقدم من ايام الهيكل الاول. هذا الامر اكتشف مع اكتشاف سد كبير، الذي العينات التي اخذت منه من قبل باحثين في معهد وايزمن اخبرتنا عن ذلك.
اوعية طعام المتمردين
طريق الحجاج وما تحته ايضا مليء بالمكتشفات التي اكتشفت في الـ 15 سنة الاخيرة. في نفق هشيلوح الذي تحته اكتشفت مكتشفات مدهشة على صورة اوعية وادوات طعام التي اكل فيها المتمردون اليهود وجباتهم الاخيرة، قبل ان يكتشفهم الرومان في مكان مخبأهم (في قناة الصرف) وقتلوا (حسب يوسف بن متتياهو) حوالي 2000 منهم.
في نفق الصرف اكتشف حتى سيف كان يعود لفيلق روماني، وهو موجود حتى الآن في جراب مصنوع من الجلد؛ ايضا صورة للشمعدان المقدس الذي رسم على قطع من الفخار تم تحطيمها على يد شخص مجهول في تلك الفترة. هذا الشخص كما يبدو شاهد الشمعدان الحقيقي قبل أن يرسمه. في نفق هشيلوح اكتشف ايضا اكتشاف فريد مثير للفضول: جرس ذهبي في طرفه حلقة. الجرس تمت حياكته على ثوب لبسه شخص مقدر في القدس، ومن غير المستبعد ان يكون الكاهن الاكبر بجلاله.
في نهاية طريق الحجاج الطريق يلتقي باساسات حائط المبكى، في الزاوية الجنوبية، الى جانب كهوف سكنية قديمة وبرك للتطهر، التي كانت توجد في المكان، حتى قبل بناء حائط المبكى. كل الطريق ستفتح امام الجمهور الواسع بعد بضعة اشهر، عند استكمال الاعمال في المكان.
-------------------------------------------
معاريف 15/9/2025
حرب الاثمان
بقلم افي اشكنازي
يستكمل الجيش الإسرائيلي الاستعدادات لدخول مدينة غزة، ويتدرب ضمن أمور أخرى في الاحياء التي توجد قيد البناء في عسقلان، في نتيفوت وفي سديروت. المزيد فالمزيد من قوات الجيش الإسرائيلي ومعها دبابات وآليات تجمعت من الان في مناطق الاحتشاد. كما أن الجيش يرفع وتيرة الهجمات في مدينة غزة بهدف تسريع وتيرة اخلاء السكان من المدينة.
أمس نشر أمران مقلقان: الأول – معطى نشرته شعبة إعادة التأهيل في وزارة الدفاع عن مدى جرحى الحرب الذين اعترف بهم كمعوقي الجيش. يصل العدد الى اكثر من 20 الف معالج جديد تعترف بهم الشعبة. اما المعطى المقلق الثاني جاء من وزارة المالية التي تبلغ منذ الان عن تجاوز ميزانية الدفاع والذي يقدر بأكثر من 30 مليار شيكل. وكل هذا قبل بداية المناورة في غزة وقبل ان يكون واضحا الى أن السير من هنا.
الى هذين المعطيين ينبغي أن تضاف قائمة أخرى من الاثمان التي سيدفعها الجمهور الإسرائيلي: ضائقة المخطوفين في غزة، المقاطعة الاخذة في الاتساع ضد إسرائيل – من ملاحقة سياح إسرائيليين، مظاهرات في الشوارع في العالم ضد إسرائيل، مقاطعة اكاديمية، وقف صفقات وحظر تجاري وعسكري، عزلة سياسية، أوامر اعتقال لرؤساء الدولة وجهاز الامن – وكذا جنود مسرحين. الى هذا ينبغي أن يضاف العبء الجسيم على رجال الاحتياط، رجال الخدمة الدائمة ومقاتلي الجيش النظامي.
القائمة مستمرة وهي تعنى بقلق عائلات المقاتلين الذين حتى في الأعياد قريبا سيحتفلون دون اكتمال نصابهم للمرة الثانية على التوالي. في ظل القلق على اعزائهم في الجبهة إضافة الى الانخفاض في قدرة التصدير الإسرائيلي، في مستوى التعليم الأكاديمي والقائمة طويلة طويلة.
المشكلة الكبيرة المتعلقة باجراءات القتال القريبة هي أنه لم يجرى بحث معمق في عموم التداعيات للمدى القصير، المتوسط والطويل. تحديد هدف تصفية حماس هو ليس اكثر من احبولة إعلامية من مصنع نتنياهو.
برأي مسؤولين كبار في جهاز الامن فان موضوع حسم المعركة مع حماس تحقق منذ الان. حماس ليست جيش إرهاب، بل منظمة عصابات مع قوات محدودة تعمل في مناطق محددة. كان ينبغي لإسرائيل منذ زمن بعيد أن تكون في مكان آخر، حيث تقود الخطوة السياسية الخطوة العسكرية. حتى بعد المناورة في غزة التي على ما يبدو ستعيدنا الى نقطة المنطلق، فان السؤال سيبقى فقط ما هو الثمن الذي سندفعه على مغامرات الحكومة في مدينة غزة.
------------------------------------------
يديعوت احرونوت 15/9/2025
السلاح الوحيد لدى رئيس الأركان هو الوقت، هو يضطر لان يسير الى الهوة ببطء
بقلم ناحوم برنياع
مؤخرا صدر كتاب بعنوان “جولاني خاصتي” من اصدار “يديعوت للكتب”. فقد شجعت الصحافية حن كوتس 18 قائد لواء من اللواء على اجياله على الحديث. احدى المناجاة اثرت فيّ حتى الدموع. والاهم من ذلك هي انها علمتني فصلا في العلاقات بين المستوى العسكري والمستوى السياسي. ماذا يمكن لضابط في الجيش الإسرائيلي ان يفعل حين يهبط اليه من فوق امر مثير للحفيظة، منقطع عن الواقع، مصدره رئيس الوزراء أو وزير الدفاع. لشدة الأسف الموضوع جد حار هذه الأيام، بعد الغباء في الدوحة، عشية التورط في غزة.
ايلان بيران كان قائد لواء جولاني في الأعوام 1979 – 1981. في الكتاب اختار التركيز على قصته الشخصية في حرب يوم الغفران. كان في حينه مقدما، نائب قائد كتيبة 13. يروي فيقول “كنت ابن 27، ولم اقبل الامرة ابدا”. اليوم الثاني للحرب وجده في قيادة الكتيبة في القنيطرة. في التاسعة صباحا جاء أمر بالانسحاب الى ما وراء نهر الأردن. “قلت لهم كجولاني عادي: الاستحكامات تقاتل. ماذا يعني الانسحاب؟ انصرفوا”. الامر بالانسحاب أصدره وزير الدفاع موشيه دايان، الذي في تلك الأيام اشتكى من خراب البيت الثالث.
“رفضنا الامر”، يروي بيران. من ناحيتي كانت هذه القصة الاصعب في كل الحرب. هناك شعرت بمقطع الامر، انعدام المسؤولية، الغرور الرهيب إياه عشية الحرب. أرسلت سرية القيادة والجنود غير الحيويين الى روش بينا. بقينا 13 مقاتلا في خندق القيادة”.
قبل أسبوعين من الحرب اصطدام بيران في احد الاستحكامات بوزير الدفاع. دايان قال انه يكفي ثمانية مقاتلين للدفاع عن الاستحكام. “ليس اقل من 16″، اصر بيران. دايان رد باستخفاف. “بدأت اكرهه”، يروي بيران. “عندما جاء أمر الانسحاب لم يعد هو قائما من ناحيتي – حتى اليوم.
قائد اللواء، امير دروري، أعطاه اسنادا. من قاتل في حينه في هضبة الجولان كان مقتنعا بانه يحمي طبريا. القتال كان قاسيا جدا، كتيبة مقابل فرقة سورية مدرعة: الكثير من قصص البطولة المؤثرة؛ الكثير من القتلى. في اليوم الخامس للحرب صد السوريون وبدأ الاختراق. الكتيبة واصلت القتال.
“حرب يوم الغفران هي صدمة حياتي”، يروي بيران.
المعاضل التي يتصدى لها اليوم رئيس الأركان وجنرالات هيئة الأركان لا تقل دراماتيكية عن معضلة بيران في 1973. واضح أن القرار بالتوجه الان الى حملة السقوط في قطر جاء من نتنياهو، وليس من الجيش. زمير أعرب عن معارضته للتوقيت. في نهاية الأسبوع سألت رئيس أركان سابق هل كان يمكن لزمير أن يفعل اكثر – ان يضرب على الطاولة، يشرح الاثمان التي من شأن إسرائيل أن تدفعها أيضا واساسا اذا كانت العملية ستنجح. قال لي ان هذا ما يمكن لرئيس الأركان أن يفعله في مثل هذه الظروف.
يحتمل أن يكون محقا. لكن التباهي على الملأ بهذا الفشل الذريع كان سيكون عملا متسرعا. في الجيش يعرفون جيدا بان الهدف الحقيقي للحملة، الهدف الذي تحقق، كان عرقلة صفقة المخطوفين. حتى ترامب يفهم هذا. على الرغم من ذلك، في الجيش يحرصون على التغطية بالمخطوفين: من اجلهم فقط طارت الطائرات بعيدا حتى 2500 كيلو متر عن حدود الدولة. يا له من مريح يا له من كاذب. الدوحة هي اللعبة المسبقة قبيل احتلال مدينة غزة. القصة في غزة اكثر تعقيدا؛ السخافة صارخة اقل. لكنها أيضا اكثر خطرا واكثر ثمنا. في هذا الموضوع أيضا السلاح الوحيد لدى رئيس الأركان هو الوقت. فهو يضطر لان يسير بعينين مفتوحتين الى الهوة لكنه يصر على السير ببطء. وفي هذه الاثناء تصبح إسرائيل منبوذة العالم، كريهة اكثر من روسيا، ملعونة اكثر من ايران. حتى اوربان الهنغاري يهجرنا. والمخطوفون يذوون في الانفاق.
ليس لدي توقعات من نتنياهو. هو يعيش في داخل عالم مصالحه الخاصة، اناني وهدام؛ ليس لدي توقعات من وزرائه، الذين قلة منهم مسيحانيون ومعظمهم بعوضات. لكني أتساءل لاعرف اين الجنرال، قائد الفرقة، قائد اللواء، قائد الكتيبة، الطيار الذي يقول حتى هنا. يخيل أن أطول حروب إسرائيل – أطول لان هذا ما يريده رجل واحد – انهكت لابسي البزات ليس بينهم ايلي جيفع ولا حتى ايلان بيران. في هذه الاثناء لا احد.
في الموضوع ذاته – العلاقات بين المستوى العسكري والمستوى السياسي – بودي أن اضيف ملاحظة هامشية. في اثناء الاستجواب المضاد لنتنياهو، في الأسبوع الماضي، في رد على سؤال عن اجتهاده لاجل ارنون ميلتشن أشار الى أن ميلتشن ليس الوحيد: عندما اشتبه مصدر في الإدارة الامريكية باللواء إسرائيل زيف دون ذنب اقترفه في أنه عقد صفقات غير شرعية في افريقيا، توجه نتنياهو وساعد.
المشُبه لا يشبه المشُبه به: مع ميلتشن كانت لنتنياهو علاقات خذ واعطِ؛ من اجل زيف هو عمل في اطار منصبه. لكن النائبة تالي غوتليف سارعت لان تصعد الى منصة الكنيست لتصرخ: “اللواء إسرائيل زيف، رئيس الوزراء بنفسه، يا لك من ناكر للجميل” .
فليعرف كل جنرال في الجيش الإسرائيلي: اذا تجرأ على أن ينتقد رئيس الوزراء، فان رئيس الوزراء سيبعث له بالسيدة غوتليف. لا غرو أن الجنرالات يفضلون الصمت.
------------------------------------------
هآرتس 15/9/2025
جندي يخدم شمالي قطاع غزة: “تعبت من قتل الأطفال.. وقادتي يريدون المزيد”
بقلم: توم لفنسون
عدد من الجنود يتنقلون بين البيوت، والأكثر دقة بين المباني المدمرة التي استخدمت ذات يوم للسكن، جدران بقيت على حالها، بقايا حياة. هذه قوة من لواء الناحل في مهمة تمشيط، ستأتي الجرافة على الفور وتهدم المزيد. سيحيط بها الجنود ويحمونها، وسيحاولون عدم النوم. على الأغلب لا يحدث شيء ولا أحد يقترب. “لم أتخيل في ذات يوم بأنني سأفعل ذلك أثناء الخدمة. التحول إلى حارس لمعدات هندسية”، قال يوني، وهو أحد الجنود.
لكن في اليوم نفسه حدث شيء في بيت لاهيا، كما قال يوني (اسم مستعار مثل كل الأسماء الأخرى في المقال). “مخربون، مخربون”، صرخ أحد الجنود. صعدتُ مباشرة على الرشاش وبدأت أطلق النار. أطلقت مئات الرصاصات. بعد ذلك انقضضنا إلى الأمام، وعرفت عندها بأن تحذير خاطئ. لم يكن هناك أي مخرب. شاهدت جثتين لطفلين، ربما في سن 8 أو 10 سنوات، لا أعرف، يتذكر يوني. كل شيء كان مغطى بالدماء وعلامات على إطلاق النار. عرفت أن كل شيء كان بسببي، أنا الذي فعلت ذلك. رغبت في التقيؤ. بعد بضع دقائق، وصل قائد السرية وقال ببرود، وكأنه ليس إنساناً: لقد دخلوا إلى منطقة تدمير، هذا ذنبهم، هكذا هو الأمر في الحرب.
كان هذا في نهاية أيار الماضي، لكن المشهد لم يتقادم، وما حدث في أعقابه أيضاً. قال يوني لقادته بأنه يريد رؤية ضابط الأمن، ولم يكشف لماذا. حدثته عن كل شيء، وهو شرح لي بوجود أمر يسمى “إصابة أخلاقية”. وقال إنه وضع تعمل فيه ضد قيمك، وعندها تصل إلى نوع من التناقض بين القيم التي تؤمن بها، وسلوكك. في نهاية اللقاء، أوصى ضابط الأمن بأن لا يعود يوني إلى القتال، وتم نقله إلى وظيفة مساند للقتال. “أعاني من ذكريات الماضي التي تعود إلي، ولا أعرف إذا كنت سأنساها ذات يوم”.
“هآرتس” تحدثت مع عدد من الجنود في الخدمة النظامية الذين أدركوا في الأشهر الأخيرة بأنه لا يمكنهم مواصلة الخدمة في وظيفة قتالية. بعضهم فسر ذلك بالتآكل في حالتهم النفسية. ولكن كان هناك آخرون، قلائل نسبياً، برروا هذا القرار بـ “إصابة أخلاقية”، التي جرحت روحهم. الشهادات التي وصلت “هآرتس” في الأشهر الأخيرة من كل هؤلاء الجنود، توضح بأن الأمر لا يتعلق بالشذوذ أو استثناء إحصائي. إضافة إلى ذلك، حسب تقدير مصادر في قسم القوة البشرية، فإنه منذ بداية الحرب أوقفت خدمة آلاف الجنود النظاميين؛ وكان هناك من تسرحوا من الجيش كلياً بسبب حالتهم النفسية، وآخرون نقلوا إلى وظائف مساندة للقتال أو وظائف في الجبهة الداخلية. ضباط تحدثوا مع الصحيفة قالوا إن الأمر يتعلق بتقدير أقل من الواقع، وأن العدد الفعلي أعلى بكثير.
التقديرات، إضافة إلى القصص، ترسم صورة مختلفة كلياً عما ينشره المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي، التي تقال بلسانهم صبح مساء. “كان لدينا عشرات الجنود الذين أرادوا الانسحاب من القتال”، اعترف ضابط في قيادة أحد ألوية المشاة. “هذه ظاهرة كانت موجودة دائماً، لكنها لم تكن بهذه الأرقام. هذا أمر خرج عن السيطرة. الجنود متعبون ولا يستطيعون المواصلة”. حتى في الألوية النظامية القتالية الأخرى، يتحدثون عن وضع مشابه. “لا يوجد يوم إلا وأسمع فيه عن جندي يتوسل كي يسمحوا له بالانتقال من وظيفته”، قالت ضابطة في كتيبة مدرعات.
بالنسبة لبني، قناص في لواء الناحل، تغيير الوظيفة لا يكفي. الجرح الذي يصفه كبير جداً. لقد اخترق عميقاً. “بدأ هذا قبل شهرين تقريباً”، قال. “كل يوم في نفس المهمة، تأمين حماية المساعدات الإنسانية في شمال القطاع”. يبدأ يومه هو وزملاؤه في الساعة 3:30 فجراً، ترافقهم المسيرات والقوات المدرعة، وهكذا يقيمون موقعاً للقناصة وينتظرون. حسب قوله، بين الساعة السابعة والنصف والثامنة والنصف صباحاً، تأتي الشاحنات وتبدأ بإنزال الحمولة. في هذه الأثناء، يحاول السكان التقدم لأخذ مكان جيد في الطابور، لكن أمامهم حدوداً لا يلاحظونها. “خط إذا اجتازوه يمكنني إطلاق النار عليهم”، قال بني. “هذا مثل لعبة القط والفأر؛ يحاولون المجيء كل مرة من طريق مختلفة، وأنا موجود هناك مع بندقية القنص والضباط يصرخون علي: اقتله، اقتله. أطلق 50 – 60 رصاصة في اليوم، توقفت عن العد. لا فكرة لدي عن عدد الذين قتلتهم، كثيرين، أطفال”.
حسب قوله، لم يرغب في إطلاق النار في مرات كثيرة، لكنه شعر بأنه لا خيار أمامه. هم أجبروني، هددوني. قائد الكتيبة كان يصرخ في جهاز الاتصال: لماذا لا تقتلون. هم يتقدمون نحونا وهذا خطير. وقد وصف مثالاً من الضغوط. “الشعور أنهم يضعوننا في وضع غير محتمل، ولا أحد أعدّنا لذلك. لا يهم الضباط أن يموت الأطفال، ولا يهمهم أيضاً ماذا يفعل ذلك بنفسيتنا. بالنسبة لهم، أنا مجرد أداة”.
الآن، يحاول أن يتسرح من الجيش، ويقول: “لا يمكنني البقاء هناك ولا حتى دقيقة واحدة. لقد فعلت ذلك لأنني اعتقدت أنني أدافع عن أصدقائي وعائلتي، لكن هذا خطأ، لا أصدق الضباط أو الحكومة. أريد تسريحي من الجيش والبدء في حياتي. لا أعرف إذا كنت سأنجح في ذلك أو إذا كان هذا ممكناً أصلاً”.
------------------------------------------
يديعوت أحرونوت/ واي نت 15/9/2025
“قنبلة موقوتة” في خزينة زامير: هل تنفجر تزامناً مع “دخول الجيش مدينة غزة؟
بقلم: يوآف زيتون
جمّد رئيس الأركان العامة الفريق إيال زامير التعامل مع ونشر استنتاجات لجنة اللواء (احتياط) سامي ترجمان للتحقيق في إخفاقات السابع من أكتوبر في جيش الدفاع الإسرائيلي، حتى لا يصدم جيش الدفاع الإسرائيلي عشية المناورة في مدينة غزة، والتي تتطلب وحدة الصفوف في قمة الجيش والهدوء الصناعي المطلوب للتحرك الحساس الذي من المفترض أن يستمر حتى عام 2026. ووفقًا لعدة مصادر في جيش الدفاع الإسرائيلي، فإن لدى زامير أسباباً وجيهة لذلك.
أحد محاور تحقيق اللجنة، بقيادة اللواء (احتياط) ترجمان، الذي عيّنه رئيس الأركان بنفسه قبل نحو خمسة أشهر، يتعلق بالتحقيق في أداء شعبة العمليات، التي يُفترض بها أن تشغّل قوات جيش الدفاع الإسرائيلي في الحالات الاعتيادية والطارئة. ووفقًا لمصادر عديدة، خلصت اللجنة إلى وجود ثغرات في هذا التحقيق، على أقل تقدير، وأنه ينبغي إعادة إجرائه. ينصب التركيز الرئيسي على التحقيق الجزئي وغير المكتمل الذي أُجري، في أداء شعبة العمليات ليلة 7 أكتوبر/تشرين الأول، وعدم تقديم هيئة الأركان العامة إحاطات في الوقت المناسب، وغيرها.
يقول الجيش إنه على الرغم من المؤشرات السلبية التي ظهرت في تقرير شعبة العمليات المقدم إلى زامير، فإن رئيس الأركان يدعمه، على الأقل في المستقبل المنظور. من المفترض أن يُتخذ القرار بعد أن يقدم ترجمان وفريقه النتائج والاستنتاجات إلى رئيس الأركان، إلا أن الخطوة أُجِّلت على الأقل حتى انتهاء المناورة في مدينة غزة، والتي ستُجرى بعد أشهر. أوضح بيندر في التحقيق أنه أُبلغ لأول مرة بالأحداث في غزة حوالي الساعة 2:30 صباحًا، وكان على اتصال طوال الليل بعناصر عمليات القوة في سلاحي الجو والبحرية والقيادة الجنوبية، وأمر بتفعيل جهاز استشعار مركزي فوق القطاع، وحدد موعدًا لتقييم الوضع مع كبار قادة جيش الدفاع الإسرائيلي الساعة 8:30 صباحًا. لا ينكر جيش الدفاع الإسرائيلي أن تقرير ترجمان بشأن تحقيق شعبة العمليات قد وُضع عليه علامة حمراء، ما يعني أنه يتطلب إعادة التحقيق. لا استنتاجات شخصية. في هذه الأثناء، تُوضع تقارير لجنة ترجمان كقنبلة موقوتة في خزنة رئيس الأركان في الطابق الرابع عشر من مبنى الكريا، وتُثير ضجةً وشكوكًا متبادلة بين كبار قادة جيش الدفاع الإسرائيلي. كان رئيس الأركان السابق، هليفي، ناجحًا نسبيًا في الحفاظ على تماسك صفوفه طوال الحرب، على الرغم من احتمالية اندلاع حروب عامة وتبادل الاتهامات حول الإخفاقات التي أدت إلى اندلاع الحرب. ولكن منذ استبدال رئيس الأركان، في آذار الماضي، بدأ هديرٌ يهزّ بعض القيادات في هيئة الأركان العامة.
إذا كان جيش الدفاع الإسرائيلي قد وعد في البداية بأن لجنة ترجمان ستُتاح لها أيضاً إمكانية تقديم توصيات شخصية لفصل الضباط الذين كان دورهم كبيرًا في الإخفاقات، فيبدو أن جيش الدفاع الإسرائيلي قد ندم على ذلك، وقد أوضح في الأشهر الأخيرة أن اللجنة الخارجية غير مخولة بهذا. إذا كان الأمر كذلك، فإن الضباط المتورطين شخصيًا في إخفاقات السابع من أكتوبر، والتي كانت جزءًا من الخطة، والذين ثبت أن أداءهم كان قاصرًا – قبل الساعة 6:29 صباحًا وبعدها في ذلك اليوم المروع – سيظلون يخدمون في الجيش.
تشك قيادة جيش الدفاع الإسرائيلي في أن جهات سياسية تُثير مرجل نتائج ترجمان الصعبة، مستفيدةً من مكاسب مضاعفة: إضعاف جيش الدفاع الإسرائيلي، ومواصلة تحميله وحده مسؤولية إخفاقات السابع من أكتوبر، وتصويره في نظر الرأي العام على أنه المسؤول الوحيد عن الغزو القاتل لإسرائيل. هذا في حين يتمتع وزراء مثل سموتريتش وزعيمهم، رئيس الوزراء نتنياهو، بإعفاء في غياب لجنة تحقيق حكومية، ولم يُوفوا بمسؤوليتهم رغم الفشل الظاهر على جباههم. هم من قادوا بكل حماسة، السياسة التي تقضي بتعزيز حماس “كذخر” بعشرات الملايين من الدولارات شهريًا، حتى لو استُخدمت هذه الأموال في التعزيز العسكري للمنظمة الإرهابية، وهو ما أدى في النهاية إلى النتائج التي شهدناها في السابع من أكتوبر.
“المناخ السام” قبل المناورة
في هذا الصدد، سيدخل الجيش قريبًا معاقل حماس في الشاطئ والرمال والصبرة والشيخ عجلين، في مناخ سام خالٍ من الثقة بين وزراء الحكومة ونتنياهو وقيادة جيش الدفاع الإسرائيلي، دون وحدة، وبالتأكيد دون دعم شعبي واسع الذي كان موجودًا في إسرائيل في بداية الحرب.
يُضاف إلى ذلك الفوضى العارمة التي تسعى القيادة السياسية إلى إثارتها في أعلى هرم الجيش، بإلغاء تعيينات العمداء التي قررها رئيس الأركان. ألغى وزير الدفاع يسرائيل كاتس، قرار رئيس الأركان زامير بتعيين الفريقين إلياد موعطي ومنور يناي، قائدين لفرقة الجولان ورئيسين لأركان القوات البرية، لمجرد أنهما شغلا في 10 يوليو/تموز مناصب تدريبية أو أركانية غير مباشرة على الإطلاق فيما يتعلق بعمل القيادة الجنوبية، إن وُجدت أي صلة بينهما.
لقد اختار الوزير كاتس، تجاهل التعيينات الأخرى في الوقت نفسه، كما وافق عليها، لو كان قد وضع معايير أكثر صرامة، مثل تلك التي طالت ضباطًا كبارًا آخرين شغلوا مناصب رئيسية خلال العام أو العام ونصف العام الذي سبق كارثة 10 يوليو، في القيادة الجنوبية، وشعبة الاستخبارات، والقوات الجوية، والبحرية. وقد تمت ترقيتهم دون عوائق، كما ذُكر، على الرغم من أن بعضهم كان قد تم التشكيك فيه، على الأقل، من قِبل لجنة ترجمان. وردّ متحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي قائلاً: “لم يُنظر بعد في تقرير فريق الخبراء برئاسة اللواء (احتياط) سامي ترجمان من قِبل رئيس الأركان في ضوء التركيز الحالي على المرحلة التالية من المناورة. لجنة اللواء معنية بفحص التحقيقات واستخلاص الدروس المنهجية من أحداث 7 أكتوبر. وليس من المقصود باللجنة النظر في الإجراءات الشخصية ضد أيٍّ من المتورطين.
------------------------------------------
هآرتس 15/9/2025
بإغراءات من الوزارة للمدارس.. “مسارات يهودية” في الضفة الغربية لنشر “الدين الاستيطاني”
بقلم: أسرة التحرير
يعمل مشروع الاستيطان كدين تبشيري: يستغل سيطرته في الحكومة لنشر دين الاستيطان، ولا مكان أكثر ملاءمة لتسريب الأيديولوجيات أفضل من جهاز التعليم. فقد أبلغت وزارة التربية والتعليم مدراء المدارس بأن الجولات التعليمية ستمول من طرفها بشكل كامل عندما يدور الحديث عن جولات إلى الضفة الغربية في صلة بقصص الكتب المقدسة “التناخ”.
التعليل الرسمي هو أن الجولات إلى هذه الأقاليم الخطيرة تنطوي على كلفة حراسة أعلى، والوزارة تعوض المدراء لإعطاء فرصة مساوية لهذه الجولات. الآن، يمكن لأطفال إسرائيل أخيراً أن يتجولوا في وادي القلط وفي “شيلو” القديمة، وأن يزوروا الخليل ويدخلوا مغارة “الماكفيلا” [الحرم الإبراهيمي] كي يتعلموا عن حق آبائنا في البلاد الكاملة. كل هذا دون أن يخشى المدراء من تجاوز الميزانية إذ سيضطرون إلى باصات محصنة ضد النار لاستكمال التجربة الساحرة في المناطق المحتلة.
التعليل الأمني ليس سوى ذريعة. الجولات جزء من إصلاحات الهوية اليهودية التي يقوم بها الوزير يوآف كيش. في إطار الإصلاحات، فإن المدراء ملزمون بتخصيص قسم مهم من ميزانية مرونة تربوية إدارية – وهذه من مخزون البرامج الخارجية التي أقرتها وزارة التعليم – لبرامج معينة تستهدف تعزيز الهوية اليهودية والصهيونية. وهذه لا تتضمن برامج تعددية على أنواعها. الهوية اليهودية التي تريد الوزارة أن تشجعها هي المسيحانية، والعنصرية، اللاديمقراطية.
وكما كشفت “هآرتس” النقاب، فإن هذه الإصلاحات تحركها منظمة يمينية مقربة من آفي ماعوز. هدفها، مثل هدف الدعم المالي الاستثنائي للجولات إلى الضفة الغربية، هو الغمز للقاعدة، وإرضاء رموزها الأكثر يمينية، وتصدر ثورة هوية عبر التعليم أيضاً. لمدراء كثيرين، الذين يصارعون دوماً على نقص في الميزانية، فالاقتراح لتمويل كامل بدا إغراء كبيراً. والآن، سيضطر الأهالي مرة أخرى ليكونوا يقظين كي لا يسمحوا لأبنائهم بالخروج إلى مثل هذه الجولة.
لقد اجتاز تلاميذ إسرائيل سلسلة من السنين المأزومة بما فيها إغلاقات كورونا، و7 أكتوبر، والحرب التي تلتها ولا تنتهي، بصافراتها، برجال احتياطها وبالتخلي عن مخطوفيها. تنضم إلى هذا أزمات محتدمة لجهاز التعليم والتي يحاولون اجتيازها، مع نقص في المعلمين والصفوف الأكثر اكتظاظاً في العالم، والطاقم الناقص للمعالجين النفسيين التعليميين، وتربية لا تعدهم لحياتهم الراشدة.
إن إنجازات التلاميذ التعليمية، كما قيست في الاختبارات الدولية، تهبط بما يتناسب مع ذلك. هذه المشاكل الحادة يجب إيجاد حلول لها والنظر إلى الأمام إلى مستقبل الأطفال، لكن وزير التعليم ينظر إلى الانتخابات التمهيدية. المسار إلى هناك يمر عبر جولات في الضفة الغربية.
------------------------------------------
هآرتس 15/9/2025
كم يساوي زعماء الدول العربية؟ صفر!
بقلم: عودة بشارات
زعماء الدول العربية يساوون صفر، هذا في افضل الحالات. هم يجلسون على مربع الناقص في خارطة النظام العالمي: لا يوجد تاثير، لا يوجد صوت أو وجه. هؤلاء الزعماء مقموعون على يد الدولة العظمى الامريكية، وفي المقابل هم يقومون بقمع شعوبهم. في موازاة ذلك، كلمة واحدة لآخر الوزراء في دولة اسرائيل تؤثر على الدولة العظمى اكثر من كل العالم العربي، بما فيه الملايين الذين يعيشون فيه.
اجهزة الامن في هذه الدول مخصصة لمعالجة “العدو الداخلي”، في حين أن معالجة الاخطار من الخارج تم ايداعها في ايدي “صديقتنا”، امريكا – استمرارا لتقليد “صديقتنا بريطانيا” قبل مئة سنة. ولكن كما يقولون، “كأننا يا قمر لا رُحنا ولا جينا”. الكولونيالية تسيطر ايضا وهي موجودة وراء البحار.
يمكن لاسرائيل اليوم، بواسطة السلاح الامريكي، أن تدمر قصر أي زعيم عربي. واذا لم يدمروه فان هذا بسبب عظمة روح النجم الصاعد الوزير كاتس. بماذا اخطأت قطر، ايها الامريكيون الاعزاء، كي تهدروا دمها؟. انتم اقمتم على اراضيها القاعدة العسكرية الاكبر في المنطقة للحفاظ على مصالحكم. وحسب تعليماتكم هي قامت بدور حلقة الاتصال مع حماس. القطريون اعتقدوا بأنهم محميين، لأنكم الى جانبهم. هل هكذا تكافئون الاصدقاء؟ اضافة الى ذلك، منذ فترة قصيرة اعطوا طائرة تبلغ قيمتها 400 مليون دولار، وقاموا بالاستثمار بمئات الملايين.
ايضا ما الذي فعلته لكم دول الخليج، التي فقط في الزيارة الاخيرة لدونالد ترامب اغدقت عليه مبالغ خيالية، وحتى امنية واحدة لا تحققونها. هي تريد عدم ضم الضفة، وفي موازاة ذلك الوزير بتسلئيل سموتريتش الذي حتى ولا اغورة واحدة يعطيها للامريكيين، هو الغالب وينفذ تطهير عرقي. حقا من اين برزت مشاعر الدونية لدى هؤلاء القادة؟.
المثل العربي يقول: “من أمنك فلا تخونه وان كنت خائنا”. بالمناسبة، حتى الحيوانات المفترسة تظهر نوع من الحنان واللطف عندما يظهر امامها شبل صغير، هي لا تخون مشاعرها الحيوانية. دول الخليج وثقت بامريكا، لكن الاخيرة غرست سكين في ظهرها. في نهاية المطاف من اجل ماذا انفقوا المليارات واودعوا امنهم في ايدي امريكا، اذا كانت في اللحظة الحاسمة هذه المنظومات تعطلت. امريكا تدعي الان بانها لم تعرف عن الهجوم في قطر الا في اللحظة الاخيرة. صديقتكم هي خائنة، وكاذبة ايضا. العملية في الدوحة هي عملية كبيرة جدا، وستكون لها تداعيات في المستقبل. ضمن امور اخرى، البحث عن حراس جدد للمنطقة: الصين تنتظر الاستدعاء، وروسيا ايضا. الرد، كما أقدر، سيكون بعيد المدى لانه توجد امور اذا تحطمت فانه لا يمكن اصلاحها، لا سيما عندما يدور الحديث عن الحياة.
انا اكتب هذه الاقوال ايضا للجمهور اليهودي في دولة اسرائيل: من الخطير جدا العيش قرب جار مهان. المواطن العادي في العالم العربي يشاهد انهار الدماء وراء الحدود ويرى زعماءه الذين لا يحركون ساكنا، وحتى يحطمون حركة الاحتجاج ضد الفظائع في غزة. ولكن الخبز هناك الذي يتحجج به القادة من اجل تبرير غياب ردهم، طعمه مر، وفي لحظة ما سيرميه الجمهور.
موقف قوي للعرب هو جيد للجمهور اليهودي. موقف قوي ضد استمرار الحرب في غزة كان سيجبر نتنياهو على انهاء الحرب منذ فترة واعادة جميع المخطوفين. الرأي العام في اسرائيل الذي يعارض استمرار الحرب والتخلي عن المخطوفين يلتقي مع ضغط الدول العربية على امريكا، المسؤولة الاولى عن استمرار هذا الوضع الصعب.
ان منطقة احادية القطب هي منطقة خطيرة، لان القطب الواحد لا يكتفي بعملية في الخارج، بل هو سيواصل العمل في الداخل. رئيس اركان الجبهة الداخلية ياريف لفين، لا يضيع الوقت.
-----------------انتهت النشرة-----------------