المحررون من غزة يروون فصول العذاب: خرجوا بأجساد منهكة وذكريات من الجحيم

قال مكتب إعلام الأسرى إن الأسرى المحررين من سجون الاحتلال في غزة خرجوا بأجسادٍ منهكة ووجوهٍ شاحبة، حاملين حكايات موجعة عن سنوات من التعذيب والمعاناة داخل المعتقلات الإسرائيلية.
وأوضح المكتب في بيان أن الأيام الأخيرة قبل الإفراج كانت الأشد قسوة، حيث تعرّض الأسرى لضربٍ مبرح وتعذيبٍ متعمّد وإيذاء جسدي ونفسي، وصفه البعض بأنه “أقسى من كل سنوات الأسر”.
ونقل المكتب شهادات مؤلمة؛ إذ قال الدكتور أحمد مهنا إنه شاهد زملاءه الأطباء يُعذّبون حتى الموت داخل المعتقل، بينما وصف الأسير المحرر إسلام أحمد سجن “سدي تيمان” بأنه أشد فظاعة من سجن أبو غريب.
أما الأسير المحرر محمود أبو فول (28 عامًا) فقد فقد بصره وطُعنت قدمه أثناء التعذيب، ويعيش الآن في خيمة بلا قدرة على الرؤية، في حين خرج الأسير هيثم سالم ليجد أن زوجته وأطفاله قد استشهدوا، بعدما كان قد صنع لهم سوارًا أثناء أسره.
وأشار المكتب إلى أن شهادات الأسرى المحررين تكشف حجم الجرائم والانتهاكات الممنهجة التي ارتكبها الاحتلال ضد الفلسطينيين، داعيًا المؤسسات الحقوقية الدولية إلى فتح تحقيق عاجل وضمان محاسبة المسؤولين عن تلك الجرائم.
ويأتي الإفراج عن مئات الأسرى ضمن صفقة تبادل مرتبطة باتفاق وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية وكيان الاحتلال، بعد عامين من حرب الإبادة على قطاع غزة، والتي خلّفت جروحًا عميقة في الذاكرة والوجدان الفلسطيني.