الأمم المتحدة تجدد دعمها للأونروا وتُحذّر من كارثة إنسانية متفاقمة في غزة

أكدت الأمم المتحدة التزامها الكامل بمواصلة دعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، رغم الضغوط التي يمارسها الكونغرس الأمريكي ومحاولات تصنيف الوكالة كمنظمة إرهابية، معتبرة أن الأونروا تشكّل ركيزة أساسية في الاستجابة الإنسانية للاجئين الفلسطينيين منذ أكثر من سبعة عقود.

وفي إحاطة يومية، شدد نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة على أن الأونروا “منظمة حيوية” لجهود الإغاثة، ليس فقط في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بل في عموم الشرق الأوسط، مؤكدًا أن الجمعية العامة للأمم المتحدة جدّدت مؤخرًا دعمها القوي للوكالة، وأن الأمين العام يشجع استمرار عملها دون عوائق.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، أوضحت الأمم المتحدة أن فرقها وشركاءها يواصلون تقديم المساعدات للأسر الأشد ضعفًا، رغم أن الاحتياجات الإنسانية لا تزال تفوق بكثير قدرة الاستجابة، في ظل القيود المستمرة المفروضة على إدخال المساعدات، إضافة إلى الظروف الجوية القاسية من أمطار وعواصف وانخفاض حاد في درجات الحرارة.

وأشارت الإحاطة إلى توزيع حزم من المساعدات الأساسية، شملت مواد غذائية، ومستلزمات نظافة، ومواد إيواء، بهدف التخفيف من آثار العواصف الأخيرة والاستعداد لموجات طقس قاسية محتملة. كما جرى توزيع آلاف الخيام والأغطية البلاستيكية ومستلزمات الفراش على آلاف الأسر، إلى جانب تجهيز مجموعات خاصة للمواليد الجدد للحد من مخاطر انخفاض حرارة الجسم.

وفي قطاع الأمن الغذائي، أفادت الأمم المتحدة بأن عددًا من المطابخ المجتمعية أُجبر على الإغلاق مؤقتًا بسبب سوء الأحوال الجوية، قبل أن تستأنف معظمها عملها، مع زيادة عدد الوجبات الساخنة المقدمة يوميًا في المناطق المتضررة. كما جرى توزيع ما يقارب 1.6 مليون وجبة في يوم واحد، إضافة إلى وصول الحزم الغذائية إلى نحو 400 ألف شخص منذ بداية الشهر.

ورغم ذلك، حذّرت المنظمة من أن القيود المفروضة على إدخال المساعدات أجبرت الشركاء الإنسانيين على تقليص محتوى الحزم الغذائية، بحيث لم تعد تغطي سوى نصف الحد الأدنى من الاحتياجات اليومية من السعرات الحرارية للأسر المستفيدة حتى نهاية الشهر.

وفي مجال المياه والصرف الصحي، تم تسليم مضخات متنقلة لمعالجة مياه الصرف في المناطق التي غمرتها الفيضانات، إلى جانب تنفيذ أعمال طارئة لتصريف المياه وبناء حواجز ترابية. كما أُعلن عن تشغيل مرفق مؤقت لإدارة النفايات الطبية في وسط قطاع غزة، بهدف جمعها وتخزينها بشكل آمن.

وعلى صعيد التعليم، أُعيد فتح أكثر من اثني عشر فصلًا دراسيًا مؤقتًا لاستيعاب نحو خمسة آلاف طفل، في محاولة لإعادة جزء من العملية التعليمية، رغم استمرار القيود التي تعيق إدخال المستلزمات المدرسية.

وفي ختام الإحاطة، جدّدت الأمم المتحدة تحذيرها من أن العوائق المفروضة على العمل الإنساني تعرقل تسريع الاستجابة، داعية إلى رفعها فورًا وضمان وصول المساعدات دون انقطاع. كما شددت على ضرورة الحفاظ على الهدنة الهشة في غزة، محذّرة من أي تصعيد قد يعرّض الجهود الإنسانية للخطر ويزيد من معاناة المدنيين.

disqus comments here