اجتماع مرتقب للوسطاء غداً الجمعة لبحث المرحلة الثانية من اتفاق غزة وسط تصعيد إسرائيلي وأزمة إنسانية خانقة
من المقرر أن يعقد الوسطاء في اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة اجتماعًا، يوم غدٍ الجمعة، لبحث آليات الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، في وقت يتواصل فيه الغموض حول شكل القوة الدولية المزمع نشرها في القطاع وأدوارها المستقبلية.
وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن الاجتماع يهدف إلى وضع تصور واضح للمرحلة المقبلة، مشيرًا إلى أن الخروقات الإسرائيلية المتواصلة لاتفاق وقف إطلاق النار تعرقل جهود الوسطاء وتضعهم أمام تحديات متزايدة. وأكد أن استمرار القصف وعمليات الاغتيال يهدد فرص تثبيت التهدئة والانتقال إلى مسار أكثر استقرارًا.
وفي الميدان، يواصل جيش الاحتلال قصف مناطق متفرقة من قطاع غزة، لا سيما في المناطق الشرقية، مستخدمًا الطائرات والمدفعية، ما يزيد من معاناة السكان في ظل أوضاع إنسانية متدهورة. ويواجه مئات آلاف النازحين ظروفًا قاسية داخل خيام تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، مع اشتداد موجة البرد والأمطار.
وحذرت مؤسسات إنسانية من أن العراقيل الإسرائيلية المستمرة تهدد بانهيار عمليات الإغاثة في غزة، في ظل مخاطر إغلاق عشرات المنظمات الدولية العاملة في القطاع، الأمر الذي قد يؤدي إلى توقف خدمات أساسية تشمل المستشفيات الميدانية، والرعاية الصحية الأولية، وخدمات المياه والصرف الصحي، ودعم الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية.
كما حذّر جهاز الدفاع المدني في غزة من موجة برد قارس تهدد حياة الأطفال، في ظل غياب المأوى ووسائل التدفئة، واصفًا الوضع الحالي بأنه كارثة إنسانية حقيقية تستدعي تدخلاً عاجلًا.
وتأتي هذه التطورات في وقت يؤكد فيه الوسطاء ضرورة الإسراع بتشكيل آلية لإدارة قطاع غزة، محذرين من أن استمرار الوضع الراهن يعرّض اتفاق وقف إطلاق النار لخطر الانهيار في أي لحظة.