تقرير : الاحتلال الإسرائيلي يستهدف أجنّة مجمّدة في غزة ويحرم آلاف العائلات من حلم الإنجاب
وصلت عمليات القصف الإسرائيلي إلى مستوى جديد من الإجرام، حيث استهدفت القوات الإسرائيلية مراكز الإخصاب وأطفال الأنابيب في قطاع غزة، بما في ذلك الأجنّة المجمّدة، ما أدى إلى تدمير سبعة مراكز بالكامل وحرمان آلاف العائلات من فرصة الإنجاب.
استهداف مركز البسمة
تعرّض مختبر مركز البسمة للإخصاب وأطفال الأنابيب في شارع الجلاء للقصف المباشر، ما أدى إلى إحراق نحو خمسة آلاف بويضة مجمّدة، إضافة إلى أضرار جسيمة في الأجهزة والمعدات الطبية. هذا الهجوم أوقف تقديم خدمات الإخصاب بالكامل، وحرم آلاف العائلات من الاستفادة من عمليات أطفال الأنابيب وتقنيات تجميد الأجنّة، التي كانت بمثابة بارقة أمل لهم بعد سنوات من المحاولات والفحوصات المكلفة.
قصص فلسطينية مأساوية
الزوجان باسل عبد الرحمن وعلياء، بعد 18 عاماً من الزواج ومحاولات متكررة للإنجاب، فقدا الأمل في إجراء المحاولة الرابعة بعد تدمير الأجنّة المجمّدة. وبحسب عبد الرحمن: “كنا نخطط لإتمام المحاولة الرابعة، لكن القصف دمّر كل آمالنا، ولم يعد أمامنا سوى السفر لإتمام العملية”.
أما الفلسطيني زكي بشير، الذي كان يملك أجنّة مجمّدة في المركز، فقد خسر فرصته في زيادة عدد أفراد أسرته بعد أن أُتلفت الأجنّة نتيجة القصف المباشر، رغم الخضوع لمرحلة تحضيرية استمرت 60 يوماً من الحقن والفحوص المكلفة.
آثار استهداف الأجنّة
أوضح مدير مركز البسمة، بهاء الغلاييني، أن المركز كان يضم نحو أربعة آلاف بويضة وألف نطفة مجمّدة، محفوظة في نيتروجين سائل بدرجة حرارة 180 تحت الصفر. ومع نقص المواد الحيوية أثناء الحرب، فشل المركز في الحفاظ على الأجنّة بسبب رفض الاحتلال السماح بنقل النيتروجين الضروري لإنقاذها. وأضاف أن “هذه الأجنّة كانت تمثل سنوات من المعاناة والعلاج للأسر الفلسطينية، إلا أن القصف أجهض كل هذه الجهود وخطف حلم الإنجاب من آلاف العائلات”.
تداعيات مستمرة على الصحة الإنجابية
إضافة إلى تدمير المعدات والمختبرات، توقف تقديم خدمات الإخصاب في جميع مراكز القطاع، ما يضاعف معاناة الحوامل والأسر الفلسطينية، ويعيق حصولها على العلاج اللازم. ويشير مدير مركز “قرة عين للإخصاب وطفل الأنابيب”، أكرم جمعة، إلى أن خسائر المراكز بلغت مئات آلاف الدولارات، وأن “الفرح والأمل اختفيا، وصارت ذكريات المرضى حبيسة الدمار”.
خلاصة التقرير
تُظهر هذه العمليات استمرار الاستهداف الإسرائيلي للقطاع المدني والصحي، حيث استهدف الاحتلال مرافق حيوية لملايين السكان المدنيين، ما يعكس سياسات ممنهجة لتكبيد الفلسطينيين خسائر جسيمة على الصعد الإنسانية والاجتماعية والصحية، ويشكل تهديداً مباشراً على مستقبل الصحة الإنجابية في غزة.