هل تأتي نار قطر بالبرد والسلام لغزة

بات واضحا ان قطر واحدة من اهم دول العالم ان لم تكن الاولى في القدرة على ادارة الصراعات دون خسائر تذكر اللهم الا خسارة المال الذي تدرك قطر كيف توظفه لذاتها وقد ظهر ذلك في التأييد المطلق لقطر ضد جريمة دولة الاحتلال في الاعتداء على اراضيها لاغتيال ضيوفها من قادة حماس ووحدها دولة الاحتلال كانت يتيمة في مجلس الامن امام اجماع مطلق على ادانتها بما في ذلك الولايات المتحدة.
عدم تصويت الولايات المتحدة ضد الادانة بل والحرص على انتقاد الضربة وتمجيد دور قطر الساعي للسلام جعل صورة اسرائيل اكثر وحشية الى جانب الجريمة الابشع في التاريخ ضد غزة فقطر دولة مضيفة لوفد حماس المفاوض بناء على طلب الولايات المتحدة ودولة ساهمت فب كل المفاوضات بين الاحتلال والمقاومة الفلسطينية منذ عقدين وفي المفاوضات بين حزب الله واسرائيل في حرب 2006 وحتى في الصراعات اللبنانية الداخلية عام 2008وفي كل حروب المنطقة تقريبا بل والعالم فهي الوسيط بين امريكا وطالبان والوسيط في اليمن والسودان وليبيا واوكرانيا وروسيا والكونغو ورواندا ووساطة الرهائن والاسرى في اوكرانيا والعراق وفلسطين وهو ما ظهرت اثارة في موقف عالمي موحد ساهم في زيادة عزلة دولة الاحتلال عالميا وفي جعل الولايات المتحدة مرتبكة ومحرجة على كافة الاصعدة ولو كذبا.
قطر ولسنوات طويلة كسبت خبرة الوساطة وسمعة الحياد وقد حافظت على ذلك دوما بل وكانت قادرة على دفع اثمان باهظة في سبيل ذلك ومن اهم هذه الاثمان امتصاص الضربة الايرانية لقاعدة العيديد على الاراضي القطرية مقابل وقف الحرب الامريكية الاسرائيلية على ايران وقد كان لها ذلك.
اليوم وبعد الضربة الاسرائيلية للعاصمة القطرية ولحي سكني وبإعلان واضح عن الهدف وهو اغتيال وفد حماس المفاوض التي اعلنت قطر اكثر من مرة وبحضور قادة امريكيين او وجود قادة حماس بالدوحة جاء بطلب امريكي ولم تنفي امريكا ذلك بل ان بلينكن وزير خارجية بايدن اعلن اقراره بذلك وبذا تكون الولايات المتحدة هي المقصودة اذن بالضربة بينما المتضرر هي قطر.
اسرائيل تريد الاضرار بقطر لأسباب كثيرة وفي مقدمتها مكانة قطر في السياسة الدولية واسرائيل لا تريد لدولة عربية أيا كانت ان تكون لاعبا في السياسية الدولية يشار له في البنان كما ان قطر لاعب ناجح ومتقدم في الوعي الانساني لصالح صورة العرب ومكانتهم ومعركة المونديال اكبر شاهد على ذلك كما ان قطر تستخدم امكانياتها المالية بشكل لم يعتده احد من العرب في صانع ولاعب سياسي بامتياز وتوظف مالها بشكل ناجح لتحقيق اهداف سياسية كونية واخر اخطر تلك الاستخدامات ما ظهر ف بإسرائيل باسم قطر غيت وهي اكبر عملية اختراق سياسي لدولة الاحتلال في تاريخها بالمال القطري كما ان قطر تحظى بمصداقية اكثر من اسرائيل لدى الغرب والولايات المتحدة وظهر ذلك جليا في الرد العالمي على جريمة اسرائيل ضد الدوحة.
السؤال المهم هو هل ستوظف قطر كل قدراتها وخبراتها في تحويل الضربة الى فرصة لايقاف الحرب على غزة خصوصا وانها تعلم ان اسرائيل في ورطة في غزة ومعها الولايات المتحدة فهل تستفيد قطر في اشتراط التوقيع على الاتفاق الامني مع الولايات المتحددة ان يترافق ذلك بإعلان ترامبي بإنهاء المقتلة ووقف الحرب شرطا للتوقيع وعودة قطر لدور الوساطة.
ان كل المؤشرات تدل الان على ان قطر ستفعلها وتطلب استرضائها من الولايات المتحدة بإنهاء المقتلة على غزة خصوصا وانها تعلم جيدا ان الولايات المتحدة واسرائيل يبحثون عن فرصة غير الهزيمة للخروج من وحل هذه الحرب التي لن تنتهي باستلام حماس والمقاومة الفلسطينية مهما طال امدها واسرائيل والولايات المتحدة لا ترغبان بحرب لا نهاية لها.
وحدها قطر اليوم القادرة على احتمال وجعها لصالح غزة وبنفس الوقت افهام الولايات المتحدة انها هي من انقذها من ورطتها في غزة بل وترك لقاتلها الماجور ان يهرب من المواجهة دون اعلان الهزيمة وتعطي لحماس والمقاومة القدرة على اطالة المناورة السياسية الى ان يتحد الموقف الفلسطيني ويتمكن من الانتقال لمرحلة متقدمة على طريق احقاق حقوا الشعب الفلسطيني فهل تصبح قطر منقذ الجميع وبندول ساعة الشرق الاوسط السياسة فتكسب وتجعل الجميع يشعرون بالربح ايضا؟ وان غدا لناظره قريب علما ان الناظرين كثر والمنظور هي قطر وكيف ستوظف ضربة الاحتلال لقيادة حماس على ارضها.