هآرتس: ترامب يرفض "الخط الأصفر" ويضغط لانسحاب إسرائيلي أقرب للخط الفاصل مع غزة
أوضحت رسائل سياسية وعسكرية نُقلت من واشنطن إلى تل أبيب خلال الأسبوع الأخير إلى اتساع الفجوة بين الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب وحكومة الاحتلال الإسرائيلي بشأن مستقبل انتشار جيش الاحتلال الإسرائيلي داخل قطاع غزة، ولا سيّما عند ما يُعرف بالخط الأصفر الذي يسيطر، فعليًا، على أكثر من نصف مساحة القطاع.
ووفق هذه الرسائل، فإن ترامب يعارض استمرار تمركز القوات الإسرائيلية في هذا الخط، ويرجّح أن يطالب نتنياهو بتنفيذ انسحاب إضافي خلال الأسابيع المقبلة.
وكشفت صحيفة هآرتس عن أن تمسّك ترامب بالانتقال إلى المرحلة الثانية من خطته لوقف الحرب على غزة أصبح أكثر وضوحًا، وأنه يسعى لفرض هذا المسار على إسرائيل، رغم أن تنفيذ الخطة يتوقف إلى حد كبير على نتائج لقائه المرتقب مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، نهاية الشهر الجاري.
وفي الوقت الذي ساد فيه اعتقاد داخل إسرائيل بأن الانسحاب إلى الخط الأصفر يشكل واقعًا ثابتًا أشبه بسور برلين جديد، جاءت المواقف الأمريكية قاطعة برفض هذا التوجه.
وذكرت الصحيفة أن الإدارة الأمريكية فوجئت إيجابيًا بالتزام حركة حماس بتعهداتها في إطار التفاهمات الأخيرة، ونجاحها في العثور على جثث المحتجزين الإسرائيليين وتسليمها، باستثناء جندي واحد.
وهذا التطور دفع واشنطن إلى إعادة تقييم موقفها من الوجود العسكري الإسرائيلي، معتبرة أن خروقات الاتفاق من جانب الفصائل الفلسطينية ليست مرتفعة بحسب توصيف جيش الاحتلال الإسرائيلي نفسه.
وفي المقابل، توضح الصحيفة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل إطلاق النار على عناصر من حماس عند اقترابهم من الخط الأصفر، بزعم محاولتهم جمع معلومات استخباراتية أو التخطيط لهجمات، فيما لا تشير المعطيات إلى وجود محاولات منظمة للاشتباك المباشر.
ويتركز معظم الاحتكاك داخل جيب الأنفاق في رفح، حيث يُعتقد أن عشرات المقاومين ما زالوا يتحصنون.
ومن المتوقع خلال الفترة الممتدة بين 15 ديسمبر وعيد الميلاد الإعلان عن تشكيل مجلس السلام الدولي الذي سيشرف على حكومة خبراء جديدة في القطاع.
وتفيد المعلومات بأن هناك توافقًا مبدئيًا على أسماء هذه الحكومة، التي ستضم شخصيات ذات صلات مع حماس أو قريبة من حركة فتح والسلطة الفلسطينية.
كما يجري التحضير للإعلان عن تشكيل قوة دولية للانتشار في غزة منتصف يناير المقبل، إلا أن الدول المرشحة للمشاركة لا تزال مترددة بسبب خشيتها من مواجهة مباشرة مع حماس في حال أوكلت إليها مهمة نزع سلاح الحركة.
وتشير الصحيفة إلى وجود تسوية مطروحة تقضي بأن تسلّم حماس سلاحها الهجومي مثل الصواريخ مقابل احتفاظ عناصرها بسلاح خفيف شخصي.
إسرائيل تسعى للحصول على موافقة أمريكية للتحرك بحرية ضد حماس
وتحاول إسرائيل، في خضم هذه التطورات، الحصول على موافقة أمريكية تمنحها حرية التحرك ضد حماس داخل القطاع، على غرار ما تعتبره حرية عمل في لبنان ضد حزب الله، غير أن هذه الموافقة، ترتبط بمدى تقدم خطة ترامب ونجاح القوة الدولية، بينما يظهر ترامب متفائلًا حيال ذلك، وفقًا للصحيفة ذاتها.
وتتضمن الخطة الأمريكية تقسيم القطاع إلى غزة القديمة التي ستبقى تحت سيطرة حماس، وغزة الجديدة الواقعة تحت سيطرة إسرائيلية، مع إنشاء أحياء حديثة بتمويل خليجي تُنقل إليها أعداد من سكان القطاع.