غزة تنتظر معجزة تنقذها من هذا الجحيم ...!

إلى مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة،
إلى كل من يزعم الدفاع عن القانون الدولي وحقوق الإنسان:
غزة ليست عنوانًا خبريًا عابرًا، بل هي جرح مفتوح في جسد الإنسانية، ومسرحًا لجريمة إبادة جماعية تُرتكب أمام أعين العالم.
منذ السابع من أكتوبر 2023 وحتى اليوم، قُتل أكثر من سبعين ألف مدني وجُرح اكثر من مئة وخمسون ألفا عدا آلاف الأسرى، فيما يعيش أكثر من مليون نازح في خيام بائسة بلا ماء ولا كهرباء ولا غذاء، ما يجري في غزة ليس حربا، بل عدوان وإبادة ممنهجة وفق التعريف الصريح لاتفاقية منع جريمة الإبادة لعام 1948.
الاتهام واضح ومباشر: الاحتلال الإسرائيلي يمارس سياسات القتل والتجويع والتدمير بهدف محو شعب بأكمله من الوجود.
الولايات المتحدة تمنح الغطاء السياسي والعسكري لهذه الإبادة، مستخدمة الفيتو في مجلس الأمن كسلاح موازٍ للقصف، لتمنع أي قرار بوقف إطلاق النار أو حماية المدنيين.
بريطانيا وألمانيا ودول أوروبية أخرى تبرر العدوان وتشارك في حصار غزة، متجاهلة القانون الدولي وحقوق الضحايا.
أما الأمم المتحدة، فقد شُلّت قدرتها بفعل الفيتو الأمريكي، وتحولت من مؤسسة لحماية السلم والأمن الدوليين إلى شاهد عاجز على انهيار قواعد القانون الدولي، وتعطيل دورها.
رسالة غزة إليكم تقول:
أنتم لستم مجرد متفرجين؛ صمتكم، وتسليحكم، وتواطؤكم السياسي يجعل منكم شركاء مباشرين في الجريمة.
أنتم تتحملون مسؤولية قانونية وأخلاقية أمام شعوبكم وأمام التاريخ.
المطلوب ليس بيانات قلق ولا لجان تحقيق مؤجلة. المطلوب فورًا:
1. وقف شامل لإطلاق النار وفتح ممرات إنسانية دائمة.
2. رفع الحصار كليًا، وضمان تدفق الغذاء والدواء والوقود بلا قيود.
3. إرسال قوة حماية دولية لحماية المدنيين من الإبادة المستمرة.
4. إحالة ملف الاحتلال إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة المسؤولين عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة.
غزة تنتظر منكم قرارًا شجاعًا، لا معجزة ....
التاريخ يسجّل: إما أن تنقذوا شعبًا أعزل من الجحيم، أو أن تُسجلوا في ذاكرة الإنسانية شركاء في إبادة كبرى ستلاحقكم وصمة عار لا تُمحى.
د. عبد الرحيم جاموس
رئيس المجلس الإداري للإتحاد العام للحقوقيين الفلسطينيين
الرياض/ الأحد
7/9/2025م
ا. عادل جوده طاب صباحكم
إلى الدكتور عبد الرحيم جاموس
وإلى كل ضمير حي في العالم:
لقد وصفت الواقع المؤلم بكلمات تدمي القلب وتوقظ الضمير.
غزة ليست مجرد بقعة جغرافية بل هي مرآة تعكس عري هذا العالم الذي يدعي الإنسانية.
مقالكم ليس مجرد رسالة بل هو صرخة حق في وجه صمت مطبق وتواطؤ مفضوح.
كلامكم يمثل حقيقة راسخة:
ما يجري في غزة ليس حربًا بل محو وإبادة ممنهجة.
والمؤسف أن هذه الجريمة تُرتكب بغطاء سياسي دولي وتخاذل عربي مؤلم
وعجز أممي فاضح.
التاريخ حقًا لن يرحم
وسيكتب بأحرف من نار أسماء من صمتوا وتواطأوا
ومن خانوا قضيتهم.
غزة لا تنتظر معجزة بل تنتظر موقفًا شجاعًا من عالم فقد بوصلته الأخلاقية.
إن هذا الصوت الصادق المعبِّر عن آلام شعب محاصر هو بصيص أمل في ليل الظلم.
لا شك أن مقالكم سيجد صداه في نفوس الأحرار وسيظل شاهدًا على جريمة العصر.
تحياتي واحترامي ا. عادل جوده