الطيبي: توافق على قائمة مشتركة تجمع «الجبهة» و«التغيير» و«التجمع»
أكد رئيس «الحركة العربية للتغيير» النائب أحمد الطيبي أن أفضل طريق لإزاحة حكومة الاحتلال العنصرية برئاسة بنيامين نتنياهو وإيتمار بن غفير هو إعادة تشكيل القائمة العربية المشتركة بصيغة تعددية واسعة.
وأعلن باسم أحزاب «الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة» و»الحركة العربية للتغيير» و»التجمع الوطني الديمقراطي» الموافقة على قائمة مشتركة تعددية تمثل كل مكونات مجتمعنا، تخوض الانتخابات في إسرائيل.
وأشار الطيبي أيضاً إلى أن المواطنين العرب الفلسطينيين في إسرائيل يقفون أمام فرصة جديدة لإعادة الثقة بالتصويت العربي، شريطة التوحيد وتقديم خطاب سياسي واضح ونضالي.
جاء ذلك خلال ندوة سياسية أدارها المحاضر في جامعة حيفا د. محمد خلايلة، ضمن المؤتمر السنوي الاحتفالي لـ «المركز العربي للتخطيط البديل»، بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسه، وشارك فيها رؤساء الكتل العربية: أيمن عودة، ومنصور عباس، وسامي أبو شحادة.
عباس: مشروعنا إسقاط نتنياهو
وشدد رئيس «القائمة العربية الموحدة» النائب منصور عباس على أن الموقف العاطفي يميل إلى الوحدة، لكنه قال إن «العقلانية السياسية تتطلب دراسة متأنية للخيارات المطروحة»، مضيفاً: «مشروعنا ليس فقط رفع نسبة التصويت، بل إسقاط حكومة نتنياهو».
وفي ردّ على التساؤلات بشأن إمكانية العودة إلى التحالف مع «الجبهة والتغيير»، قال عباس إن هناك فجوات سياسية وخطابية يجب معالجتها، مضيفاً بابتسامة: «لا أستطيع أن أتحدث مثل سامي أبو شحادة وأيمن عودة، وربما بالكاد أستطيع التعايش مع خطاب الطيبي».
ولاحقاً، قال عباس إنه في حال تعذرت الوحدة الرباعية، فإنه يرى فرصة لتشكيل قائمتين: الأولى تضم «الجبهة» و«التجمع»، والثانية تضم «القائمة العربية الموحدة» والحركة العربية للتغيير.
وشددّ رئيس حزب «التجمع» النائب سامي أبو شحادة على أن أي إطار سياسي مستقبلي يجب أن يُحافظ على الثوابت الوطنية العربية، ويواجه سياسات الحكومة اليمينية بوضوح، مؤكداً أن إعادة بناء الثقة مع الشارع العربي تشكل التحدي الأول قبل الانتخابات.
عودة: الوحدة مطلب الناس
أما النائب أيمن عودة، فدعا هو الآخر إلى قائمة مشتركة، وتوجّه إلى منصور عباس بالقول إن خلافات سياسية ومبدئية قائمة بينهما، غير أن المسافة بينهما وبين حكومة الأحزاب الصهيونية أكبر بكثير، مشدداً على أن إسقاط نتنياهو سيكون أفضل هدية لشعبنا الفلسطيني وأهلنا في غزة، بعد شنه حرب الإبادة الإجرامية.
وتابع: «هذا هو مطلب الشارع العربي في البلاد، وحيثما توجهت يطالبنا الناس بالوحدة».
ويُشار إلى أن رؤساء الكتل العربية يفضّلون قائمة وحدوية سياسية، في حين تطالب «القائمة العربية الموحدة» برئاسة د. منصور عباس بأن تكون القائمة المشتركة تقنية، احتراماً لواقع التعددية السياسية القائمة، انطلاقاً من رغبتها في المشاركة في ائتلاف حاكم بهدف التأثير في صنع القرار، وعدم الاكتفاء بالتمثيل السياسي.
في المقابل، ترفض بقية الكتل هذا التوجه، وترى أن دورها يتمثل في إسقاط حكومة الاحتلال العنصرية برئاسة نتنياهو، ومحاولة المناورة السياسية من خلال البرلمان فقط، من دون المشاركة في الائتلاف الحاكم، لا بشكل مباشر ولا من خلال ما يعرف بـ «كتلة مانعة» أو «سلّة أمان» لائتلاف بديل قد تُشكله المعارضة الحالية بعد الانتخابات في حال فوزها.
وشارك المئات من المهتمين بقضايا التخطيط والأرض والمسكن في مؤتمر «المركز العربي للتخطيط البديل»، من بينهم رؤساء وأعضاء سلطات محلية حاليون وسابقون، ومهندسون، ومخططون، ومهنيون في مجالات التخطيط والتطور العمراني، إلى جانب مشاركين آخرين.
كما حضر عدد كبير من المديرين والموظفين في مؤسسات المجتمع المدني، إضافة إلى حضور لافت لممثلي جميع الأحزاب الفاعلة في المجتمع العربي داخل أراضي 48. وافتتح المؤتمر د. سامر سويد، المدير العام لـ «المركز العربي للتخطيط البديل»، حيث استعرض مسيرةَ بناء المركز واستمراره ونجاحه على مدار 25 عاماً، مؤكداً أن المركز يمتلك طاقات شابة قادرة على مواصلة العمل لعشرين عاماً إضافية على الأقل.
وقدّم رئيس لجنة المتابعة العليا في أراضي 48 د. جمال زحالقة تحية أثنى فيها على دور المركز بوصفه مؤسسة مهنية ومرجعية للجنة المتابعة في قضايا الأرض والمسكن. كما قدّم د. ثائر قزل، رئيسُ مجلس مدينة المغار، تحية تحدث فيها عن التعاون وتكامل الأدوار بين العمل المهني والعمل الشعبي، بينَ المركز والسلطات المحلية عموماً وبلدية المغار على وجه الخصوص.
وبعث رئيس بلدية رهط، ورئيس منتدى السلطات المحلية العربية في النقب، تحيةً ناشد فيها المركزَ إعلانَ عام ِ2026 عاماً للنقب ضمن نشاطاته، وهو ما تعهّد به لاحقاً مدير المركز د. سامر سويد.
المدن الفلسطينية التاريخية
وأُديرت الجلسة المهنية المركزية من قبل د. عناية بَنّا جريس، حيث قدمت المهندسة المعمارية سمادار عوكل محاضرة تناولت آخر المستجدات في تعديل المخطط القُطري 35، وقدّمت عرضاً لورقة الموقف التي رفعها المركز إلى هيئات التخطيط باسم جميع السلطات المحلية العربية.
وفي أعقاب ذلك، عُقدت ندوة حوارية أدارتها د. عناية بَنّا جريس، حاورت خلالها د. حنا سويد حول قضايا تخطيطية وسياسية في القدس، وعطية الأعسم، رئيس المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها في النقب، حول قضايا النقب، والمحامي إدغار دكور، رئيس مجلس فسوطة، حول قضايا تسويق الأراضي لأبناء المكان والمرافعة أمام الوزارات المختلفة، إضافة إلى المحامي هشام شعبان حول التعديل المقترح لإعادة فرض ضريبة الأملاك على أصحاب الأراضي الخاصة، والمهندسة المعمارية رنين عودة حول التجدد الحضري في البلدات العربية. لاحقاً، انقسم المشاركون إلى جلسات متوازية، من بينها جلسة حول المدن المختلطة أدارتها أديلا بياضي – شلون من طاقم «المركز العربي للتخطيط البديل»، وشارك فيها أعضاء بلديات عرب في المدن المختلطة: فاخر بيادسة من حيفا، ولميس موسى من الناصرة، وأشرف عامر من عكا، وأكرم ساق الله من اللد، وأمير بدران من تل أبيب – يافا، إلى جانب سهى سلمان موسى من «مركز مساواة»، ولَمَا ياسين من «مبادرات إبراهيم». وشهدت الجلسة مداخلات من الحضور، أعقبها نقاش عام وتبادل للآراء والمقترحات.
أما الجلسة التي تناولت موضوع صناعة المكان، فقد نُظمت بشراكة مع مركز «منبت» في القدس، وأدارتها المهندسة المعمارية سيرين حسن من طاقم «المركز العربي للتخطيط البديل»، والمهندسة المعمارية ثراء قرش من «مركز منبت».
وتحدثت خلال الجلسة كل من نور قربي وياسمين شبيطة، وشارك فيها عدد من صنّاع المكان من مركز «منبت» ومن حركة «شبيبة بيتنا»، واتسمت بتبادل الخبرات حول آليات صناعة المكان ودورها في إعادة الجمهور إلى استخدام الحيّز العام.
وتناولت الجلسة الأخيرة قضايا تخطيطية مُلحّة في عدد من البلدات العربية، في ظل سياسات التخطيط الإسرائيلية العنصرية، حيث عرضت المهندستان المعماريتان هيا زعاترة وهبة سعدي من طاقم «المركز العربي للتخطيط البديل» مسوحات ودراسات أظهرت تفاقم البعد السياسي في القرارات التخطيطية.
وشارك بمداخلات، كل من المحامي فراس بدحي، رئيس بلدية كفر قرع، ومنير زبيدات، رئيس مجلس بسمة طبعون، وباسل زريق، مهندس المجلس المحلي في عيلبون، ومخططة المدن كوثر عنبوسي من بلدية أم الفحم. وأكد د. سامر سويد، مدير عام «المركز العربي للتخطيط البديل»، أن النجاح غير المسبوق لهذا المؤتمر يُشكّل دلالة واضحة على مكانة المركز ودوره المركزي بين الجمهور، معتبراً أن ذلك يُحمّل المركز مسؤولية مواصلة المسيرة التي بدأها قبل ربع قرن، بالمستوى المهني والشعبي العالي ذاته.
كما شَكَر سويد الشركة المنظّمة والمُنتجة للمؤتمر، مكتب لمسة ميديا، بإدارة الإعلامي وطن القاسم.