قلق واسع بعد تقارير عن خطط ترامب لتمويل مؤسسة مساعدات “مشبوهة” في غزة مدعومة من إسرائيل

واشنطن – أطلقت منظمة “أوكسفام أمريكا” تحذيرًا شديد اللهجة، بعد تقارير عن نية إدارة الرئيس دونالد ترامب تقديم عشرات ملايين الدولارات لمؤسسة “صندوق غزة الإنساني” (GHF)، وهي مؤسسة مساعدات مدعومة من إسرائيل وتستعين بشركات عسكرية أمريكية خاصة، وتواجه اعتراضًا شديدًا من الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية.

وكانت وكالة “رويترز” أول من كشف، الثلاثاء، عن خطط إدارة ترامب لتقديم 30 مليون دولار للصندوق. وبحسب وثائق اطلعت عليها الوكالة، فإن التمويل تم تفويضه الأسبوع الماضي بأمر “أولوية خاصة” من البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية. ووفقًا للتقرير، تم بالفعل صرف 7 ملايين دولار، وهناك احتمال بالموافقة على منح شهرية منفصلة مستقبلًا.

وفي بيان يوم الثلاثاء، قالت آبي ماكسمان، الرئيسة التنفيذية لمنظمة “أوكسفام أمريكا”، إن إدارة ترامب بصدد تمويل مؤسسة إغاثة “توزّع طرودًا غذائية دون أي فهم حقيقي للواقع الكارثي في غزة”.

واتهمت ماكسمان الصندوق بتوزيع كميات من الطعام لا تفي بحاجة السكان، وأن الطعام الموزّع لا يمكن طهيه بسبب انعدام الوقود والمياه النظيفة. كما أشارت إلى أن مواقع التوزيع التي يعتمدها الصندوق بعيدة عن متناول الفئات الأكثر ضعفًا، والتي لا تستطيع السير لمسافات طويلة للوصول إليها، وفقاً لمنصة “كومن دريمز”.

ودعت ماكسمان إدارة ترامب والكونغرس إلى دعم المنظمات الإنسانية المعروفة والموثوقة، وتوفير التمويل وضمان الوصول الآمن لها، مؤكدة أن “هذه المنظمات أثبتت قدرتها على إنقاذ الأرواح”.

وأضافت أن مواقع توزيع المساعدات شهدت أعمال عنف وسقوط ضحايا.

وذكرت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، الثلاثاء، أن ما لا يقل عن 410 فلسطينيين استشهدوا برصاص الجيش الإسرائيلي “أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات من مراكز توزيع مثيرة للجدل داخل غزة”، وهو ما وصفته الأمم المتحدة بأنه “جريمة حرب محتملة”، وفقًا لموقع أخبار الأمم المتحدة.

كما صرح جوناثان ويتال، مدير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، الإثنين، أن الناس يُقتلون بشكل شبه يومي أثناء محاولتهم الوصول إلى الطعام، منذ أن خففت إسرائيل الحصار الكامل على غزة جزئيًا في أواخر مايو/ أيار الماضي.

في المقابل، دافع صندوق غزة الإنساني عن نفسه في بيان لقناة CBS، ورفض ما وصفه بـ”الادعاءات الكاذبة حول وقوع هجمات قرب مواقع توزيع المساعدات”. واتهم البيان وزارة الصحة التابعة لحركة حماس بأنها “ليست مصدرًا موثوقًا للمعلومات”، لأنها لا تُبلغ عن حوادث العنف المرتبطة ببعثات الأمم المتحدة أو مواقع التوزيع.

وأوردت CBS في تقريرها، نقلًا عن وزارة الصحة في غزة، أن 79 فلسطينيًا استشهدوا في غزة خلال يوم واحد، من بينهم 51 شخصًا لقوا حتفهم قرب مواقع تابعة للصندوق.

وفي سياق متصل، أرسلت أكثر من 12 منظمة حقوقية، الإثنين، رسالة إلى الصندوق تطالب بوقف نموذج الإغاثة “الخصخصي والعسكري”، داعية المجتمع الدولي إلى الضغط من أجل توزيع المساعدات عبر منظمات الإغاثة الدولية المعروفة.

وجاء في الرسالة تحذير من أن “الأفراد أو الشركات المتورطة في التخطيط أو تمويل أو تنفيذ مشروع GHF قد تواجه مسؤولية جنائية، بما في ذلك بموجب قوانين الولاية القضائية العالمية، لدعمها جرائم حرب محتملة مثل التهجير القسري، والتجويع كسلاح حرب، وحرمان المدنيين من المساعدات الإنسانية”.

ومن بين الجهات الموقعة على الرسالة: المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، ومركز الحقوق الدستورية، ومركز الدراسات القانونية التطبيقية، وغيرها.

disqus comments here