لعنة الدم والحرب تطارد إسرائيل في كل مكان

مع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، لم تعد تداعيات الحرب محصورة في الميدان فقط، بل تجاوزتها لتلاحق إسرائيل في المحافل القانونية والأخلاقية الدولية.
عشرات الصور والمقاطع التي نشرها جنود الاحتلال بأنفسهم وهم يمارسون القتل والتدمير بشكل سادي، تحولت إلى أدلة تُستخدم في دعاوى جنائية ضدهم، ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى فرض قيود صارمة على الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي خوفًا من تحول أبطاله إلى مجرمين دوليين.
ونقلت صحيفة “فايننشال تايمز” أن جنديًا احتياطيًا اضطر لمغادرة البرازيل على وجه السرعة بعد فتح تحقيق رسمي ضده بتهمة ارتكاب جرائم حرب، بينما أكدت مؤسسة هند رجب متابعة مئات الجنود الإسرائيليين مزدوجي الجنسية في أكثر من عشر دول أوروبية.
بدورها، أصدرت القيادة الإسرائيلية تعليمات عاجلة لمنع نشر أسماء وصور الجنود المشاركين في الحرب، وحذرت نحو 30 جنديًا من السفر إلى بلدان مثل ألمانيا وهولندا خشية الاعتقال، مطالبًا بحذف منشوراتهم وتجنب الظهور الإعلامي.
ويشهد الرأي العام العالمي تحوّلًا جذريًا في صورة إسرائيل، التي لم تعد تُنظر كدولة محاطة بالأعداء فقط، بل كمحتل يمارس الإبادة بحق المدنيين، ما أدى إلى حملات شعبية لمقاطعة الإسرائيليين في العديد من الدول.
وخسر الاحتلال ليس فقط معارك الميدان، بل سرديته الإعلامية التي أُعيدت صياغتها في الوعي العالمي، لتتحول صورة الجنود الإسرائيليين من أبطال إلى متهمين أمام الضمير الدولي.