دائرة المقاطعة في الجبهة الديمقراطية تثمن القرار الإسباني بالانفصال التكنولوجي عن الصناعات العسكرية الإسرائيلية وإلغاء عقود تسليح معها
Wed 04 June 2025

تُحيّي دائرة المقاطعة في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين القرار السيادي والشجاع الذي اتخذته الحكومة الإسبانية بوضع خطة للانفصال التكنولوجي التدريجي عن الصناعات العسكرية الإسرائيلية، وإلغاء عقود تسليح معها تتجاوز قيمتها ربع مليار يورو، في خطوة نوعية تعكس تنامي المواقف الرسمية الدولية المعارضة للجرائم الإسرائيلية المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني، لا سيما في قطاع غزة.
إنّ هذا القرار يأتي استجابة لتوصية البرلمان الإسباني الصادرة في 20 أيار/مايو الماضي، والتي دعت صراحة إلى فرض حظر على العقود العسكرية مع دولة الاحتلال، في ظل مواصلة جيشها حرب الإبادة الجماعية ضد أكثر من 2.3 مليون فلسطيني في قطاع غزة المحاصر منذ نحو 18 عامًا.
وتشير التقارير الإعلامية الموثوقة إلى أن الحكومة الإسبانية ألغت عقودًا لتصنيع وتوريد 168 نظامًا مدفعيًا و1680 صاروخًا مضادًا للدبابات، كما ألغت ترخيص إنتاج صواريخ "سبايك" المدمّرة على أراضيها، وأوقفت عقدًا مع شركة "باب تكنوس"، الفرع الإسباني لشركة "رافائيل" الإسرائيلية، بقيمة نحو 285 مليون يورو.
إن دائرة المقاطعة ترى في هذه الخطوة الإسبانية تقدمًا ملموسًا في مسار المقاطعة العسكرية والأمنية لدولة الاحتلال، وتشكل صفعة جديدة لآلة الحرب الإسرائيلية، وتعبيرًا عن تنامي الضغوط الشعبية والسياسية في أوروبا لمحاسبة إسرائيل ووقف التواطؤ الدولي مع جرائمها ضد الإنسانية.
كما ترحب الدائرة بإعلان وزير الدولة الإسباني لشؤون الدفاع عن نية حكومته وضع خطط لتفادي أي اعتماد عسكري على إسرائيل، وتدعو إلى ترجمة ذلك بإقرار البرلمان الإسباني لقانون ملزم يحظر توريد الأسلحة إلى دولة الاحتلال، بما يتماشى مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.
وتثمّن دائرة المقاطعة في الجبهة الديمقراطية قرار مجلس بلدية برشلونة القاضي بقطع العلاقات المؤسسية مع الحكومة الإسرائيلية الحالية وتعليق اتفاقية التوأمة مع بلدية تل أبيب، وتدعو سائر البلديات والمؤسسات الأوروبية والعالمية إلى اتخاذ خطوات مماثلة نصرةً للعدالة وحقوق الإنسان.
إننا في دائرة المقاطعة نرى في هذه التطورات الهامة مؤشرًا واضحًا على تزايد عزل إسرائيل على المستوى الدولي، ونجاح الضغوط الشعبية المناصرة للقضية الفلسطينية في تحقيق مكاسب سياسية وأخلاقية ملموسة. وندعو الشعوب الحرة، وحركات المقاطعة (BDS) حول العالم، إلى تكثيف حملاتهم لوقف كافة أشكال التورط مع منظومة الاحتلال الاستعماري العنصري، سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا وثقافيًا.