تصدّع غير مسبوق داخل جيش الاحتلال بسبب حرب غزة

كشفت قناة PBS News الأمريكية عن تصاعد الانقسامات العميقة داخل المؤسسة العسكرية في دولة الاحتلال، مع استمرار حرب الإبادة في غزة، حيث تشهد البلاد موجة احتجاجات غير مسبوقة من جنود سابقين وضباط احتياط.
وأوضحت القناة أن رسالة مفتوحة وقعها نحو ألف من قدامى الطيارين الإسرائيليين طالبت بإنهاء الحرب، ما دفع الجيش للتهديد بفصل كل من يوقع من الجنود الاحتياط. غير أن الحملة توسعت بسرعة ليوقع آلاف آخرون من مختلف القوات المسلحة رسائل دعم مشابهة، كاشفين عن حجم الغضب والانقسام داخل الجيش والمجتمع
الحركة الاحتجاجية، التي تتهم الحكومة بإطالة الحرب لأهداف سياسية وإهمال قضية الأسرى، أثارت تساؤلات عن قدرة الجيش على الاستمرار في القتال، وذكّرت بالأزمات الداخلية الكبرى التي عصفت بدولة الاحتلال عام 2023 خلال محاولة تمرير تعديلات قضائية مثيرة للجدل.
وقال الطيار المتقاعد جاي بوران، أحد المبادرين بالرسالة: “من الواضح تمامًا أن تجدد الحرب لدوافع سياسية لا أمنية”، مشيرًا إلى أن قرار نتنياهو استئناف القتال بدلاً من إبرام صفقة لوقف إطلاق النار كان الشرارة التي فجرت هذا الغضب.
وفي ظل استمرار الحرب منذ استئنافها قبل شهر، لم يتم تحرير أي من الأسرى الـ59 المحتجزين في غزة، وهو ما عمّق خيبة الأمل وأجج مشاعر الغضب الشعبي.
التقارير تشير إلى أن عشرات الآلاف من الأكاديميين والأطباء والطلاب والعاملين في قطاع التكنولوجيا قد وقّعوا أيضاً على رسائل تضامن تطالب بوقف الحرب فوراً.
يُذكر أن حرب الإبادة التي بدأتها دولة الاحتلال في غزة منذ أكتوبر 2023 أدت إلى دمار واسع ومقتل أكثر من 51 ألف فلسطيني، وسط إدانات دولية وتصاعد الغضب الداخلي من استمرار الحرب رغم فقدان أهدافها المعلنة.
وفي الوقت الذي يتآكل فيه الالتزام بالخدمة العسكرية الاحتياطية، ومع تزايد أعداد الممتنعين عن أداء الخدمة، يحذر خبراء عسكريون واجتماعيون من أن هذه الانقسامات قد تهدد تماسك الجيش في معركة طويلة الأمد.