صراع الهوية يهز كيان الاحتلال: بين “تل أبيب الليبرالية” و”يهودا المتطرفة”

سلّط موقع Middle East Eye البريطاني الضوء على تصاعد أزمة الهوية داخل كيان الاحتلال الإسرائيلي، في ظل واقعين سياسيين متصارعين بين “دولة تل أبيب” ذات الطابع الليبرالي، و”دولة ما يسمى يهودا والسامرة” ذات الطابع الديني القومي في الضفة الغربية المحتلة.
وأشار التقرير إلى أن الحرب الطويلة على غزة، إلى جانب الإنهاك العسكري لقوات الاحتلال وتزايد الاحتجاجات الداخلية، عمقت الانقسام داخل مؤسسات الاحتلال الأمنية، وأبرزت حدود القوة العسكرية الإسرائيلية.
في الوقت الذي يحاول فيه نتنياهو الحفاظ على تماسك ائتلافه الحاكم، بدأ مسؤولون بارزون سابقون من معسكر اليمين مثل موشيه يعالون ودان ميريدور ودان حالوتس في انتقاد سياسات الحرب والتطرف، محذرين من أن الاحتلال لم يعد مجرد إدارة للنزاع بل يسير نحو مشروع هيمنة ثقافية ودينية شاملة.
وسلط التقرير الضوء على انقسامات خطيرة داخل أجهزة الأمن مثل الشاباك والشرطة، حيث يتزايد الصدام بين أنصار نتنياهو والمعارضة الأمنية التقليدية، وسط اتهامات بالتسريبات وانفلات عنف المستوطنين في الضفة الغربية.
وأكد التقرير أن المجتمع الإسرائيلي يُظهر قدرة مذهلة على الانفصال النفسي عن واقع الإبادة الجماعية في غزة ولبنان، حيث تستمر الحياة اليومية بلا اكتراث رغم مشاهد الجرائم والانفجارات.
وحذّر محللو Middle East Eye من أن الطبقة المتوسطة في تل أبيب، التي شكّلت سابقًا حجر الأساس للاقتصاد والصورة الليبرالية للكيان، قد تختار الهجرة الجماعية إذا استمر الانزلاق نحو التطرف، مما يهدد بانهيار داخلي سياسي واقتصادي عميق.