صهر ترامب: نتمنى علاقات أفضل مع الجزائر.. وإعلان الرئيس الأمريكي سيادة المغرب على الصحراء الغربية لم يكن مطلقًا بل مشروطًا

أكد مسعد بولس، مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشؤون إفريقيا والشرق الأوسط، أنه يعتزم القيام بزيارة قريبة إلى كل من الجزائر والمغرب لبحث ملف الصحراء الغربية، مشددًا على أن الاعتراف الأمريكي بسيادة الرباط على هذا الإقليم ليس مطلقا، بل مشروطا برضا الصحراويين.
وللإشارة فمسعد بوليس، اللبناني الأصل والمولد، هو صهر ترامب، فهو والد مايكل بولس زوج تيفاني ترامب ابنة الرئيس الأمريكي.
وعاد بولس في تصريحات لقناة الحدث إلى إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب سيادة المغرب على الصحراء الغربية، قائلا: “لو رجعنا إلى ذلك الإعلان في 2020، صحيح أنه منح السيادة للمغرب، ولكن تضمن كلامًا مهمًا جدًا يتعلق بالحوار والتوصل لحل مرضٍ لجميع الفرقاء. لم يكن إعلانًا مطلقًا بشكل مقفل، بل تُرك الباب للحوار للتوصل لحل يرضي الطرفين”.
ولفت مستشار الرئيس الأمريكي إلى أهمية التوصل إلى حل نهائي يراعي أوضاع اللاجئين الصحراويين، مشيرا إلى أن “الصحراء الغربية ملف مهم جدًا عمره 50 سنة”. وأضاف قائلا: “يهمنا الحل النهائي للصحراويين، لا ننسى أن هناك 200 ألف صحراوي لاجئ يعيشون في الجزائر”.
ويرى بولس الذي كان يتكلم باللغة العربية أن “الجزائر مستعدة أن تقبل بأي حل تقبل به البوليساريو”. وعبّر عن أمل الولايات المتحدة في “أن تكون أفضل العلاقات هي علاقات الجيرة والأخوة بين الجزائر والمغرب، والتي ليست بأفضل حالاتها في الوقت الحالي”، مشددًا في ذات السياق على أن “المغرب بلد شريك وحليف، لكن نحن نتمنى أن تكون لنا أفضل العلاقات بيننا وبين الجزائر، ليس فقط بين الجزائر والمغرب، لذلك سنشتغل على هذا الموضوع”.
وأشار مستشار ترمب إلى أن وزير خارجية المغرب كان قد التقى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو قبل نحو أسبوعين، واصفا اللقاء بـ”المهم جدًا”، لكنه اعتبر أن “الأهم كانت كلمة الوزير روبيو الذي أكد على الإسراع في الحل، وأكد أن الحل يجب أن يكون مقبولًا من الطرفين، وأكد على الدفع الأمريكي بهذا الاتجاه”.
وينظر في الجزائر إلى هذه التصريحات على أنها تأتي لتعيد التوازن في النظرة الأمريكية لملف الصحراء الغربية، بالتأكيد على حق الصحراويين عبر ممثلهم جبهة البوليساريو في التفاوض كطرف أساسي في النزاع. وكانت عدة تأويلات صاحبت التطورات الأخيرة، بعد اللقاء الأخير بين بوريطة وروبيو، حول مستقبل البوليساريو مع ذهاب البعض إلى حد الحديث عن اقتراب أمريكا من تصنيفها كمنظمة إرهابية.
وكانت الجزائر بعد لقاء روبيو وبوريطة، قد عبرت عن أسفها على لموقف الخارجية الأمريكية الذي يعتبر مخطط الحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية كحل أوحد لنزاع الصحراء الغربية. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان لها أن الجزائر “تؤكد من جديد أن قضية الصحراء الغربية تتعلق بالأساس بمسار تصفية استعمار لم يستكمل ويحق في تقرير المصير لم يستوف والواقع أن الصحراء الغربية لا تزال إقليما غير متمتع بالحكم الذاتي بالمعنى الوارد في ميثاق الأمم المتحدة، ولا يزال شعب هذا الإقليم مؤهلاً لممارسة حقه في تقرير المصير على النحو المنصوص عليه في قرار الجمعية العامة 1514 (152) بشأن منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة”.
واعتبرت الخارجية الجزائرية أن “أي حياد عن هذا الإطار لا يخدم بالتأكيد قضية تسوية هذا النزاع، مثلما أنه لا يغير البتة من الحقائق الأساسية اللصيقة به والتي أقرتها وثبتتها الأمم المتحدة عبر جميع هيئاتها الرئيسية، بما في ذلك الجمعية العامة ومجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية”.
خارج خلاف الصحراء الغربية
وخارج خلاف الصحراء الغربية، تتجه العلاقات الجزائرية الأمريكية إلى تعزيز العديد من مجالات الشراكة الاستراتيجية، وفق ما طرحه مسؤولون جزائريون وأمريكان مؤخرا. وفي الأيام الأخيرة، وقعت شركة سوناطراك عدة اتفاقيات في مجال التنقيب وإنتاج المحروقات مع الشركات البترولية العملاقة مثل شيفرون وإكسون موبيل.
وكان السفير الجزائري لدى الولايات المتحدة، صبري بوقادوم، قد صرح مؤخرا بأن الجزائر والولايات المتحدة بصدد وضع خطط تنفيذية قصيرة المدى لتعزيز شراكتهما الأمنية، مع إمكانية عقد صفقات تسليح، وذلك في إطار الاتفاقية الثنائية الجديدة التي تم توقيعها في يناير الماضي.
وأوضح بوقادوم، خلال لقاء مع صحفيين في السفارة الجزائرية بواشنطن شهر آذار/مارس، أن الجزائر مستعدة لبحث فرص التعاون مع الولايات المتحدة في مجال الموارد الطبيعية والمعادن الأساسية المطلوبة عالميًا، كما أكّد أن بلاده تمتلك بيئة مناسبة لاستضافة مراكز البيانات بتكاليف أقل مقارنة بالخيار المتاح حاليًا.