من الأهم للإسرائيليين نتنياهو ام اسرائيل

يطفو هذا السؤال على سطح الاحداث ، مع تسارع "الاحداث"، في اسرائيل، هذه الايّام!!!،
هل اسرائيل هي الاصل ونتنياهو يتبع لها؟؟؟، أم على العكس نتنياهو اصبح هو الثابت واسرائيل تلفّ وتدور حوله؟؟؟!!!،
السؤال ربما كان ويكون سهلا، لكن الجواب ليس بهذه السهولة،
خاصة واننا نحن الشعب الفلسطيني ما زلنا نرزح تحت احتلال اسرائيل ونزق نتنياهو ، الذي يزيد الاحتلال قتامة وبشاعة،
دون شك، ومنذ ما قبل السابع من اوكتوبر، الاوضاع الداخلية الاسرائيلية متوتّرة، كما لم تتوتّر قبلا في حياتها، منذ احتلالها فلسطين واعلان نفسها دولة، في العام 1948،
لقد تعاقب على حُكم اسرائيل العديد من الزعامات والقادة الذين تركوا بصماتهم في الداخل الاسرائيلي، وعلى مستوى الشرق الاوسط، وربما حتى وصولا إلى مستوى العالم،
لكن نتنياهو، الذي يعدُّ من اكثر زعماء اسرائيل تعميرا في منصبه كرئيس للوزراء، يبدو شيئا مختلفا عن كلّ من سبقوه، بالنسبة للإسرائيليين اولا وبالنسبة للمنطقة ثانيا،
أمّا نحن الشعب الفلسطيني فان الصراعات الداخلية في اسرائيل لا تُخفف من وطأة الاحتلال علينا، بل ربما تزيدها سوءا، لبروز متطرفين جدد من حول نتنياهو، هدفهم جميعا التنكيل بالشعب الفلسطيني وسرقة اراضيه وجعل حياته مستحيلة، تمهيدا لتطبيق مخططاتهم الجهنّمية في تهجيره وابعاده عن ارضه،
فيما يتعلّق بنتنياهو، بالتحديد، يبدو انه تماهى في ذاته واهميّته مع ذات واهمية اسرائيل، بالنسبة للاسرائيليين، او هكذا تبدو الامور، فلم يعد يبان تمييزا بين نتنياهو وبين اسرائيل،
ومن هو الاصل ومن هو الفرع؟؟؟!!!،
الاسرائيليون غاطسون في هذه الدوّامة هل يمشون وراء نتنياهو ومصالحه هي الاهم بالنسبة له أم يمشون في مصلحة اسرائيل التي تبدو تتعارض مع مصلحة نتنياهو، وتنال منه كل ازدراء "وتطنيش"، حتى يُحافظ على بقائه السياسي،
لان الخيارات امامه تبدو ضيقة، إما يفعل ما يريد ويستمر في الحرب والحُكم، ويطيل عمره السياسي، وامّا الخيار ذاته دون غيره،
لهذا يتعارك نتنياهو مع الاجهزة الامنية ومع الجيش، الذي يزداد التململ في صفوفه رفضا للحرب ورغبة في استعادة الاسرى المحتجزين،
لكن سيف نتنياهو، في هذا الشأن الداخلي، يبدو مُشرعا لا يرجع إلى غمده ابدا،
ويطغى على ويبتلع كلّ سيوف اسرائيل.