مجازر متواصلة.. أكثر من 50 شهيدا الجمعة وغارات مكثفة في أنحاء متفرقة من قطاع غزة

غزة: في اليوم الـ34 من استئناف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، واصل الجيش الإسرائيلي، الأحد، غاراته الجوية وقصفه المدفعي على مناطق متفرقة من القطاع، ما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى، في مقدمتهم نازحون استهدفت خيمتهم في منطقة المواصي غربي مدينة خانيونس، بالإضافة إلى تدمير مبان سكنية في مدينة غزة.

وباستخدام مختلف أنواع الأسلحة، تواصل إسرائيل ارتكاب حرب إبادة جماعية في قطاع غزة للعام الثاني على التوالي، في ظل صمت دولي لافت. مرتكبة مجازر مروعة يكون ضحاياها في الغالب من الأطفال والنساء.

وفي وسط القطاع، شن الطيران المسير الإسرائيلي غارة على محيط أرض أبو معلا شمال غرب مخيم النصيرات، بينما استهدفت نيران المدفعية والإطلاق العشوائي للنار المناطق الشرقية والغربية لمدينة غزة، ما تسبب في حالة من الذعر والخوف بين السكان المدنيين.

وفي ذات السياق، فتحت الزوارق الحربية الإسرائيلية نيران أسلحتها الرشاشة تجاه سواحل بحر مدينة غزة، بالتزامن مع قصف مدفعي مكثف على حي التفاح شرقي المدينة. وأقدم الجيش الإسرائيلي على نسف عدد من المباني السكنية جنوب شرق مدينة غزة، بينما شنت الطائرات الحربية غارات جديدة على حي التفاح، مما أدى إلى سقوط المزيد من الضحايا المدنيين.

ارتفاع حصيلة الضحايا

ارتفعت حصيلة عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إلى 51,201 شهيد، و116,869 مصابا.

وأفادت مصادر طبية، بأن من بين الحصيلة 1,827 شهيدا، و4,828 مصابا منذ 18 آذار/ مارس الماضي.

وقالت، إن 44 شهيدا، و145 مصابا وصلوا إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية.

وأوضحت أن عددا من الشهداء ما زالوا تحت أنقاض المنازل والمنشآت المدمرة، وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والطواقم المختصة الوصول إليهم، بسبب قلة الإمكانيات.

مجازر متواصلة.. شهداء وجرحى

 استشهد مواطن، مساء يوم الأحد، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي شرق مدينة غزة.

وأفادت مصادر محلية باستشهاد المواطن أسامة نوفل راضي برصاص طائرة مُسيرة إسرائيلية في محيط ساحة الشوا في حي التفاح شرق مدينة غزة.

 استشهد 12 مواطنا وأصيب آخرون، يوم الأحد، في قصف الاحتلال مدن غزة وخان يونس ورفح.

وأفادت مصادر محلية، بأن طائرات الاحتلال الحربية قصفت شارع النخيل شرق حي التفاح شرق مدينة غزة، ما أدى لاستشهاد خمسة مواطنين.

وأضافت أن طائرات الاحتلال الحربية قصفت منزلا يعود لعائلة العقاد بحي المنارة جنوب مدينة خان يونس، ما أدى لاستشهاد مواطنين هما: إسماعيل العقاد، ونجله أحمد.

وأشارت إلى أن الاحتلال قصف منطقة كف صوفا شرق مدينة رفح، ما أدى إلى استشهاد خمسة مواطنين لم يتمكن الدفاع المدني والإسعاف من انتشالهم حتى اللحظة.

استشهد سبعة مواطنين وأصيب آخرون، يوم الأحد، في قصف الاحتلال مدينتي غزة وخان يونس.

وأفادت مصادر محلية، بأن طائرة مسيرة للاحتلال استهدفت مجموعة من المزارعين في بلدة عبسان شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، ما أدى لاستشهاد مواطنين وإصابة آخرين.

وانتشلت طواقم الدفاع المدني والإنقاذ الشهيد عايش قديح من منزل تعرض لقصف الاحتلال قبل أيام في بلدة خزاعة شرقي خان يونس.

وأضافت أن مدفعية الاحتلال قصفت منطقة المواصي ما أدى لاستشهاد الشاب وسيم عطية أبو موسى.

كما استشهد مواطنان إثر استهداف طائرة مسيرة للاحتلال تجمعا للمواطنين في شارع وادي العرايس بحي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، إضافة إلى استشهاد مواطنين آخرين في قصف الاحتلال حي الشجاعية.

 أفادت مصادر طبية باستشهاد 56 مواطنا، بينهم أطفال ونساء، وأصيب العشرات، جراء غارات الاحتلال المتواصلة على عدة مناطق في قطاع غزة، منذ فجر  السبت.

وأفادت مصادر محلية، بانتشال جثمان شهيدة، وإصابة أربعة آخرين من الأطفال والمسنين، عقب قصف مدفعي استهدف خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس، جنوب القطاع.

وفي وسط القطاع، استشهد المواطن إسماعيل درويش متأثرًا بجروح خطيرة أصيب بها الليلة الماضية، جراء قصف استهدف منزل عائلته في مخيم النصيرات.

واستشهد تسعة مواطنين في قصف طائرات الاحتلال الحربية منزلا لعائلة درويش قرب مقبرة السوارحة في مخيم النصيرات.

كما استهدفت مدفعية الاحتلال حي التفاح شرقي مدينة غزة، بالتزامن مع قصف شرق مخيم المغازي وسط القطاع، وإطلاق نار كثيف من آليات الاحتلال.

وفي رفح جنوب القطاع، أطلقت زوارق الاحتلال الحربية نيران رشاشاتها الثقيلة تجاه ساحل المدينة.

برنامج الأغذية العالمي: عائلات غزة لا تعرف من أين تأتي وجبتها التالية

 قال برنامج الأغذية العالمي، يوم الأحد، إن "العائلات في قطاع غزة لا تعرف من أين ستأتي وجبتها التالية"، في ظل الحصار الخانق الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على القطاع منذ نحو 7 أسابيع.

وحث البرنامج الأممي، في منشور عبر حسابه في منصة "إكس"، جميع الأطراف على إعطاء الأولوية لاحتياجات المدنيين، وحماية العاملين في المجال الإنساني، والسماح بدخول المساعدات لغزة فورا، وسط تواصل الحصار والإبادة الإسرائيلية.

وأرفق برنامج الأغذية العالمي منشوره بمقطع مصور يظهر لافتة كتب عليها: "المخبز مغلق حتى إشعار آخر"، وأخرى تقول: "غزة بحاجة إلى الغذاء".

ومنذ 2 آذار/ مارس الماضي أغلق الاحتلال معابر القطاع أمام دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية والبضائع، ما تسبب بتدهور كبير في الأوضاع الإنسانية، وفق ما أكدته تقارير حكومية وحقوقية ودولية.

في يوم الإعلام العربي: 210 شهداء إعلاميين في غزة ودعوة عاجلة لتعديل قانون الحماية

في ظل صمت دولي مريب تشهد فلسطين واحدة من أبشع الحملات المنظمة لاستهداف الحقيقة وصناعها، فبينما تحيي الأمة العربية "يوم الإعلام العربي"، تكشف الأرقام الصادمة عن مشهدٍ كابوسي للإعلام في زمن الحرب، إذ تحولت سترات الصحفيين من دروع حماية إلى أهداف واضحة لقناصة الاحتلال الإسرائيلي.

وتشير وثائق الأمم المتحدة إلى أن 92% منها كانت عمليات قتل متعمد، بينما تقف المنظمات الدولية عاجزة عن تنفيذ قراراتها، يروي الصحفيون الناجون قصصا عن قصف مقرات إعلامية بغارتين متتاليتين: الأولى للتحذير، والثانية لضمان القضاء على كل من يحاول النجاة.

"هذه ليست مجرد انتهاكات عابرة، بل إستراتيجية ممنهجة"، كما يؤكد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، رئيس قطاع الإعلام والاتصال السفير أحمد رشيد خطابي بهدف خنق الرواية الفلسطينية وإخفاء جرائم الحرب تحت أنقاض الاستوديوهات المدمرة.

وأكد السفير خطابي أن استهداف الصحفيين في غزة جريمة حرب تستدعي تدخلا دولياً عاجلاً، موضحا أن 210 صحفيين فلسطينيين وعرب ودوليين سقطوا شهداء منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، مشيراً إلى أن هذه الأرقام "تمثل سابقةً خطيرةً في تاريخ الصراعات المسلحة"، حيث لم تشهد الحروب السابقة مثل هذا الكم من الاستهداف المتعمد للعاملين في المجال الإعلامي.

وقال: "هذه ليست أرقاماً، بل أسماء وشهداء كانوا ينقلون الحقيقة.. العالم يشهد إبادة ممنهجة للإعلاميين كجزء من سياسة إسكات الرواية الفلسطينية".

جرائم ضد الصحفيين

وكشف السفير خطابي، خلال كلمته لمناسبة الذكرى السنوية ليوم الإعلام العربي، الذي تحييه جامعة الدول العربية في 21 نيسان/أبريل من كل عام، عن الأبعاد الكارثية للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مُسلطاً الضوء على استهداف الصحفيين بشكل ممنهج، والذي وصل إلى مستوى "جرائم حرب" وفقا للقانون الدولي.

وأضاف أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي لم تكتفِ باغتيال الصحفيين، بل مارست ضدهم "انتهاكات ممنهجة" تشمل الاعتقال التعسفي، والمصادرة القسرية للمعدات، وحجب المواقع الإخبارية، ومنع وصول الإنترنت، في محاولةٍ واضحةٍ لإسكات الصوت الحقيقي للأحداث وإخفاء جرائمها.

وطرح السفير خطابي تساؤلاتٍ جوهريةً حول فعالية الآليات الدولية الحالية في حماية الصحفيين، داعيا إلى مراجعة شاملة لاتفاقيات جنيف والقرارات الأممية ذات الصلة، وخاصة تلك الصادرة عن منظمة اليونسكو، مؤكدا أن الوضع في فلسطين "يفرض إصلاحات عاجلة" لضمان بيئة عمل آمنة للصحفيين في مناطق الصراع.

أبطال الحقيقة والتميز الإعلامي

وفي كلمته، أشاد السفير خطابي بـ"البطولة الاستثنائية" للإعلاميين الفلسطينيين، الذين واصلوا نقل المأساة الإنسانية في غزة بمهنيةٍ وتضحياتٍ غير مسبوقة، رغم تعرضهم للقصف والتضييق.

ووجه نداء إلى وسائل الإعلام العربية والعالمية لدعم "الرواية الفلسطينية" وكشف زيف الدعاية الإسرائيلية، قائلا: "الإعلام الفلسطيني أصبح خط الدفاع الأول عن الحقيقة… وصمودهم جزء من ملحمة شعب يرفض التهجير والاستسلام."

وأعلن خطابي أن شعار جائزة التميز الإعلامي لهذا العام سيكون "الشباب والإعلام الجديد"، داعيا الصحفيين والمؤثرين وصناع المحتوى إلى توثيق جرائم الحرب عبر منصات التواصل، والمشاركة بأعمالهم التي تكشف "الوجه الدموي للاحتلال"، مؤكدا أن الترشيحات ستُدرس بالتعاون مع المندوبيات الدائمة للدول الأعضاء.

أرقام وحقائق صادمة

وفي السياق ذاته، وصفت المنظمات الدولية ما يحدث تجاه الصحفيين في غزة من جرائم قتل واعتقال هي الأعلى في التاريخ وتصنف كجرائم حرب.

وأوضحت منظمة "مراسلون بلا حدود" أن 92% من الصحفيين المستهدفين في غزة قتلوا عمداً، وأن الاحتلال اعتقل 45 إعلاميا ودمر 50 مؤسسة إعلامية، وفقا لتقرير لجنة حماية الصحفيين" “CPJ آذار/ مارس 2024، وأن هناك حوالي 40 صحفيا قتلوا في يوم واحد، كما أن هناك 45 صحفيا معتقلون في سجون الاحتلال، بينهم 12 امرأة، وتعرضوا للتعذيب وفق تقرير هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية.

وطالبت منظمة العفو الدولية بمحاكمة قادة إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية بعد توثيقها 10 حالات قتل متعمد لصحفيين كانوا يرتدون سترات واضحة عليها علامة "PRESS" .

كما أعلنت نقابة الصحفيين الفلسطينيين أنه تم الاستيلاء على 300 كاميرا ومعدات بث ومنع دخول البدائل.

وصرحت "اليونسكو" أن هناك 50 مبنى إعلاميا دمرت بالكامل، كما أدانت 3 مرات استهداف الصحفيين، لكن دون إجراءات فعلية، ما دفع 500 مؤسسة إعلامية عالمية للتوقيع على عريضة تطالب بفرض عقوبات على إسرائيل.

وأكد الفريق الطبي في مستشفى الشفاء أن 70% من الصحفيين الشهداء وصلت جثثهم مصابة بطلقات في الرأس أو الصدر، ما يدل على القنص المتعمد، وفقا تقرير منظمة "أطباء لحقوق الإنسان".

ووفقاً لتقرير "المفوضية لحقوق الإنسان" (2024)، فإن 78% من الصحفيين المعتقلين تعرضوا لشكل من أشكال التعذيب، بما في ذلك لحرمان من النوم، والتهديد بالأذى الجسدي أو الجنسي، والاحتجاز الانفرادي لفترات طويلة.

وأكدت منظمة "مراسلون بلا حدود" أن إسرائيل تستخدم "قانون الاعتقال الإداري" كأداة لسجن الصحفيين دون تهم أو محاكمة.

وتثبت الأرقام والوثائق أن إسرائيل تتعمد تحويل غزة إلى مقبرة للصحفيين، بينما تقف الآليات الدولية عاجزة، فيما يطرح السؤال الآن: كم صحفيا آخر يجب أن يقتل قبل أن يتحرك المجتمع الدولي بشكل فعلي وحقيقي لوقف جرائم الاحتلال بشكل رادع؟

الأونروا: أكثر من 90 ألف نازح في 115 مركز إيواء بقطاع غزة

قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، إنها تدير حاليا 115 مركز إيواء موزعة في مختلف أنحاء قطاع غزة، تؤوي فيها أكثر من 90 ألف نازح.

وأضافت الوكالة عبر منصة "إكس"، أن الوضع الإنساني المتدهور يزداد سوءا نتيجة القصف واستمرار الحصار، الذي يحظر دخول المساعدات الإنسانية والإمدادات التجارية.

وقدرت الأمم المتحدة أن نحو 420 ألف شخص قد نزحوا مجددا منذ انهيار وقف إطلاق النار.

disqus comments here