غزة بين من يحاربها او يحارب بها

غزة " باهلها فقط " ومعها فقط من دفع الدم معها ولها ودفاعا عنها " اليمن ولبنان " ومن كان ولا زال معهم فقط وما دون ذلك فالعالم منقسم الى اقسام ثلاثة فالأول يحارب غزة علنا وعلى رؤوس الاشهاد بيد دولة لاحتلال ودعمه ومشاركته العلنية المطلقة ودعمه واسناده غير المحدود والثاني صامت حد التآمر والثالث غاضب من الاول والثاني ويريد لغزة ان تحارب عنه دون ان يفعل شيئا لعل وعسى وفي كل الحالات تمون غزة ويبقى السفلة من كل الانواع والاصناف وخصوصا السفلة الكتبة ممن يزوقون كل شيء ويلونون كل شيء ويجعلون من الموت حكاية طبيعية وعادية وكان ما يجري هناك مجرد احداث يومية طبيعية يمكن ان تحدث باي مكان او ان الامر ارادة الهية لا مرد لها.
النوع الاسوأ هم المتباكين كذبا
- البعض يريد ادخال الدواء ليحمى الغزي المجروح من الموت من المرة الاولى فينقذه ليموت مرات ومرات
- البعض يريد للغزي ان لا يموت جائعا حتى لا يؤنبه ما بتقى من اشباه ضمير
- البعض يريد للغزي ان يشرب ليسيل دمه اكثر ويكتب عن الدم القصائد ويصور الافلام ويذرف الماء دمعا على الشاشات
- البعض يتغنى بالصمود وهو على سريره في ابعد عاصمة ممكنة ولم ينقطع اطفاله يوما عن شرب كوكا كولا وتناول مكدونالد والذهاب الى مدارسهم وشراء ملابس العيد
- والاسوأ من الجميع اولئك الذين يدعون الله ان يحفظ غزة ثم لا ينامون من التخمة ويصلون جالسون لان كروشهم لا تحتمل السجود والركوع.
- والبعض يتمنون موت كل الغزي كي لا يطأطئ راسه غدا حين تلتقي عيناه بما تبقى من عيون اطفال غزة
هذا هو حال غزة
امريكا ترسل 100 مليون كغم متفجرات تنهال على ارض غزة ويعلن رئيسها انه ينوي التخلص من اهل غزة والسطو على ارضهم والعالم يتعامل معه على انه وسيط سلام.
قبائل العرب مشغولين بقصص الثأر المختبئ بين جلابيبهم من ايام داحس والغبراء
المسلمين اكتشفوا انهم ليسوا على دين واحد فكفروا بعضهم ونسوا الاسلام هو العدل ورفع الظلم فظلموا البعض وتركوا غيرهم يظلمهم واستكانوا لحكايات يسوغونها كذبا وتزويرا حسب الحاجة او يلغونها حسب الحاجة
بعض رجال الدين خرجوا في الليل يلملمون اقوالا سابقة ويحرقون فتاوي باتت تلق امريكا عن الجهاد وانواعه وم قال بجهاد النكاح عاد للقول ان هذا ليس مكانه المعارك
واصحاب الحرية والديمقراطية والثورة الفرنسية صاروا انسباء للسامية ونسوا انهم كانوا يوما يحرقونها واخرين جمعوا كل تهمهم والصقوها بغزة
ومن كان مع الحق تذكر انه مع ماله المستثمر في تل ابيب
ومن صاغ الكون يوما على نسق الفقراء عاد الى ما كان عليه قبل ذلك واستكان
ومن كان وطنيا صار قوميا واستصغر غزة
وم كان قوميا صار امميا واستصغر غزة
ومن كان امميا صار روحانيا واستصغر الدنيا

الاحتلال يذبح ويقتل ويدمر 24/24 ساعة كل شيء في غزة بالبث الحي والمباشر والنبيل من بينهم يقول انه يرفض المشاركة في اغاثة مشروطة فلا الاغاثة تصل ولا غزة تحيا ولا هو يغادر منصته
افضل الجميع ذاك الذي ارسل اطنانا من المساعدات الى بوابة رفح وهو يعلم ان طول  وجودها في حر سيناء ستتلف فلا يأكلها الغزي ويظل الفقير في بلاده هو نفسه جائع ويسجل انه ارسل الغوث لغزة لكنها ماتت قبل ان يسمح القاتل له بالوصول اليها قبل الموت فالذنب ذنب الوقت لا ذنب احد فالقاتل مشغول بالقتل وه لا يمكنه منعه عن فعل القتل لينشغل بإدخال الطعام للمقتول فليس من المنطق ان يطلب من القاتل السماح بإطعام المذبوح قبل الذبح
في غزة موت والعالم تحول الى مكاتب احصاء
- هناك من يحصي الشهداء المسجلين
- من يتابع الشهداء المحتملين " المفقودين "
- من يبحث عن عدد الاسرى
- من يسجل عدد الحجارة المهدومة
- عدد المدارس ومقاعد الدراسة والسبورات السوداء وما ضاع بين الغبار من طباشير لم تعد بيضاء
انهم يحصون الموت ولا يحمون الحياة وكل له سببه
الاحياء في هذا العالم هم فقط من في غزة واهلها ومن سال دمهم مع غزة واهلها وما عداهم هذا هو العالم الاسود والبذيء والمجرم والظالم والوقح والدنيء وهو على شاكلتين فقط لا غير
البعض يحارب غزة حتى تموت
والبعض يحارب بغزة حتى تموت
وفي الحلتين يريدون الحياة لهم والموت لغزة

disqus comments here