غزة بعد الهدنة: استمرار البؤس وانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي رغم وقف إطلاق النار
على الرغم من إعلان وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2025 بوساطة أمريكية، تواصل دولة الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاتها في قطاع غزة، ما يجعل مصطلح “الهدنة” وهمًا بالنسبة للفلسطينيين المحاصرين في ما تبقى من أراضي القطاع، أي 42% فقط خلف “الخط الأصفر”.
صحيفة الغارديان البريطانية أكدت استمرار البؤس في كافة مجالات الحياة اليومية، مع مقتل أكثر من 360 فلسطينيًا منذ إعلان الهدنة، بينهم نحو 70 طفلاً. كما رصدت استمرار الانفجارات والاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين، حتى في المناطق التي يفترض أنها آمنة
الخطط الأمريكية والإسرائيلية لإعادة الإعمار بقيت غامضة، مع فرض “الخط الأصفر” كواقع تقسيمي جديد، وفرض مناطق تحت سيطرة إسرائيلية مباشرة ومناطق أخرى محصورة للفلسطينيين. معظم الأراضي الزراعية الخصبة أصبحت تحت سيطرة الاحتلال، بينما يُحاصر السكان في مناطق فقيرة الموارد، مما يضاعف من الأزمة الإنسانية.
تعيش نحو 2.2 مليون فلسطيني في هذه المساحة المحدودة، حيث 81% من المنازل دُمّرت أو تضررت بشدة، وتسعة من كل عشرة بلا مأوى. ومع حلول الشتاء، ازدادت معاناتهم بسبب الأمطار التي أغرقت المخيمات المدمرة وانهارت الخيام، ما يزيد من خطر تفشي الأمراض، بما في ذلك الكوليرا والإسهال الحاد، وفق اليونيسف.
رغم زيادة شحنات المساعدات الإنسانية من 91 إلى 133 شاحنة يوميًا، واعتماد الفلسطينيين على المساعدات بشكل كامل، لا تزال الأسعار مرتفعة، والدخل شبه معدوم بعد عامين من الصراع المستمر.
كما أشارت التقارير إلى أن أي قوة دولية مرشحة لنشر قواتها لم تتخذ خطوات فعلية بسبب رفض الاحتلال لأي وجود وطني فلسطيني مسيطر على غزة، وأن مواقع الاحتلال المؤقتة تتحول إلى دائمة، مع استمرار تدمير الأحياء الفلسطينية وبناء “مخيمات آمنة بديلة” لا تعدو كونها مخيمات لاجئين مقيدة الحركة، تشمل وحدات جاهزة ومراحيض مشتركة، مع رقابة صارمة على هوية السكان.
وبهذا، يظل الفلسطينيون في غزة محاصرين، محرومين من أبسط حقوقهم في الحياة والأمان، وسط غياب أي سلطة فلسطينية قادرة على إدارة شؤون القطاع، بينما تستمر دولة الاحتلال في فرض سيطرتها الكاملة على الأرض، في انتهاك واضح لاتفاقات وقف إطلاق النار والقرارات الدولية.