في يوم الأسير الفلسطيني،(مركز حريات) يدعو المجتمع الدولي لحماية الأسرى في السجون الإسرائيلية

في الذكرى السنوية المجيدة ليوم الأسير الفلسطيني أكد مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية “حريات”، أن الحركة الأسيرة الفلسطينية في سجون الاحتلال الإسرائيلي تتعرض لجرائم حرب غير مسبوقة في تاريخها وتاريخ البشرية، مما يستدعي تدخلاً دولياً عاجلاً لوقف هذه الجرائم وتوفير الحماية القانونية للأسرى والأسيرات وقبل فوات الأوان. وذلك على ضوء القرارات التي أعلنتها الحكومة الأسرائيلية بهدف تشديد الخناق وفرض إجراءات وعقوبات جماعية إضافية على الحركة الأسيرة أهمها تجويع الأسرى، والامتناع عن تقديم العلاج لهم بما في ذلك الأسنان، وارتكاب الجرائم الطبية بحقهم، وقطع المياه الساخنة عنهم، واستمرار منع زيارات الأهل والصليب الأحمر لهم، ومنعهم من الخروج إلى الفورة (النزهة)، مما أدى إلى انتشار الأمراض الجلدية في صفوفها خاصة مرض السكايبوس (الجرب).

وأكد حريات، المتخصص في ملف الأسرى المرضى، أن جميع الأسرى يُعتبروا مرضى ويحتاجون إلى علاج ورعاية صحية ملائمة وعاجلة. فالتدهور العام في الحالة الصحية لهم نتيجة لغياب العلاج اللازم يُشكل انتهاكاً لحقوقهم الأساسية ويستدعي تدخلًا عاجلاً لتوفير الرعاية الطبية اللازمة لهم. وتؤكد الصور والمشاهد المؤلمة للأسرى الذين تحرروا، والذين ظهرت عليهم بوضوح علامات الضعف الجسدي والنحول الشديد، أن غالبيتهم يعانون من أمراض مزمنة بسبب الإهمال الطبي والجرائم الطبية المتواصلة، وأن هذه الشواهد الحية تشكل دليلاً قاطعاً على أن الوضع الصحي داخل السجون يتطلب معالجة فورية وشاملة.

وأضاف حريات، أن هذه الإجراءات تضاف لسلسة من العقوبات الجماعية التي فرضت على الحركة الأسيرة منذ السابع من أكتوبر والتي أدت إلى استشهاد ( 66) اسيراً. وحذر من الخطر الحقيقي الذي يتهدد صحة الأسرى وحياتهم جراء التعذيب الممنهج واسع النطاق، والتنكيل الدائم والجرائم الطبية والعزل والإكتظاظ ومصادرة ممتلكاتهم وسحب الأدوات الكهربائية ومصادرة الكتب والأقلام والدفاتر والمصاحف والراديو والتلفاز وإغلاق الكانتينا، والإمعان في الاعتقال الإداري التعسفي، وحرمانهم من أبسط احتياجاتهم الأساسية.

وفي ذات السياق، تواصل إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية اتباع سياسة التجويع بحق الأسرى، في انتهاك صارخ للمعايير الإنسانية والأخلاقية والقانونية. حيث يُحرم الأسرى من الحصول على الغذاء الكافي والملائم، سواء من حيث الكمية أو الجودة، مما يؤدي إلى تدهور واضح في أوضاعهم الصحية. ويشكو الأسرى من تقديم وجبات تفتقر إلى العناصر الغذائية الأساسية، إلى جانب تقليص كميات الطعام بشكل متعمد، الأمر الذي يُستخدم كأداة ردع وضغط وعقاب جماعي.

في ظل هذا الخطر الداهم على صحة الأسرى وحياتهم، فإن مركز حريات يدعو المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لحماية الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال الإسرائيلي وإدانة السياسة الإسرائيلية بهذا الشأن، وتحميل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن حياتهم وتوفير الحماية الدولية لهم، ومساءلة كل الجهات الإسرائيلية المسؤولة عن تعذيب الأسرى وتجويعهم والتنكيل بهم أمام القضاء الدولي والمحكمة الجنائية الدولية.

 
مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية

16 نيسان 2025

disqus comments here