في باريس.. اتّهام مجموعة “أكسا” للتأمين بالتواطؤ في الإبادة الجماعية بغزّة

نظّم نشطاء من حملة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) ونقابة “سي جي تي” (CGT) هذا الخميس وقفة احتجاجية في باريس، بالتزامن مع انعقاد الجمعية العامة لمجموعة AXA للتأمين، التي يتهمها الناشطون بالاستثمار في شركات أسلحة متورطة في الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة.
“إبادة جماعية في غزة، وAXA شريكة!”، هكذا هتف الناشطون المشاركون في حملة BDS. وبدعم نقابة CGT، وجّهت الحملة رسائل مباشرة إلى المساهمين في شركة التأمين AXA خلال اجتماعها السنوي العام. الهدف: دعوة الشركة إلى وقف استثماراتها في شركات الأسلحة المتهمة بالتواطؤ في الإبادة الجماعية في غزة.
أحاطت قوات الأمن بالمتظاهرين الذين رفعوا الأعلام الفلسطينية وحملوا دمى تمثل جثث أطفال ملطّخة بالدماء، قبل أن يأخذوا الكلمة عبر مكبرات الصوت لمخاطبة مسؤولي المجموعة مباشرة: “اليوم نُذَكّر AXA باستثماراتها ووعودها الأخلاقية. لا يمكن لـAXA أن تستمر في انتهاك القانون الدولي”.
تتّهم حملة BDS مجموعة AXA العملاقة للتأمين بأنها استثمرت أكثر من 150 مليون دولار في 11 شركة أسلحة، تزود بعضها الجيش الإسرائيلي بأسلحة تُستخدم في القصف الدموي على غزة، وخصوصًا في منطقة المواصي في 10 سبتمبر/أيلول عام 2024 وتل السلطان في 26 مايو/أيار عام 2024.
وتؤكد حملة BDS أن الهجوم على غزة “يملك كل خصائص الإبادة الجماعية”، مستشهدة بتصريحات فرانشيسكا ألبانيزي، المقرّرة الخاصة للأمم المتحدة بشأن الأراضي الفلسطينية المحتلة.
كما حضرت منظمة Attac والنائب البرلماني عن حزب “فرنسا الأبية” اليساري الراديكالي توماس بورت لدعم هذه المبادرة. وألقى بنوا مارتين، الأمين العام لـنقابة CGT، كلمة قال فيها: “استخدموا أموالكم في مهام السلام، وفي مشاريع التنمية البشرية والمستدامة”.
وقبل أن تفرّق قوات الأمن التجمع بسرعة، بثّ الناشطون تسجيلاً صوتيًا مدته خمس دقائق يحتوي على أصوات القصف والانهيارات والصراخ، إلى جانب مشاهد من الحياة في غزة، وأغانٍ تضامنية من مختلف أنحاء العالم. كما تم الوقوف دقيقة صمت تكريمًا لأرواح جميع الفلسطينيين الذين قُتلوا في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول عام 2023.
يُذكر أن حملة BDS ليست جديدة على استهداف AXA، فقد سبق أن خضعت الشركة للضغط في عام 2019 وتخلّت عن استثماراتها في شركة Elbit Systems الإسرائيلية لصناعة الأسلحة. كما حقق الناشطون انتصارًا آخر في صيف عام 2024، لكنهم يطالبون اليوم بانسحاب كامل ونهائي من كل استثمار في هذا المجال.
لكن AXA لم تكن هدف الاحتجاج الوحيد. فعلى الرصيف المقابل، نظّمت حركة ANV Cop21 وقفة متزامنة لتسليط الضوء على استثمارات AXA في شركات الطاقة الأحفورية مثل توتال إنرجي. وقالت بيرين جوليان، المتحدثة باسم الحركة: “AXA تستمر في تأمين مشاريع الوقود الأحفوري وفي الوقت نفسه تعوّض ضحايا الكوارث المناخية، وهذا تناقض غير منطقي”. وتم توزيع منشور جاء فيه: “التمويه البيئي (الغسل الأخضر) الذي تمارسه AXA غير مقبول (…) إنهم يعرّضون كوكبنا والتنوع البيولوجي والبشرية للخطر”.
وفي ختام الوقفة، عبّر ممثلو النقابات الحاضرون أيضًا عن غضبهم من غياب الزيادات في الأجور. وقالت ماري-هيلين برونييه، نقابية في CGT AXA فرنسا: “لم أحصل على زيادة فردية منذ 12 عامًا”. وأضافت: “هذا العام قررت الإدارة عدم منح أي زيادة جماعية… وهذا غير مقبول، لأن المليارات التي تُجنى [من قبل المجموعة] هي بفضلنا في النهاية. نرى أن الوضع غير عادل إطلاقًا”.