فضيحة "سيغنال": تهم تطال كبار موظفي البنتاغون وزوجة الوزير..نفي رسمي

واشنطن: تواجه وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أسبوعاً ثانياً مضطرباً، بعد 3 إقالات لمسؤولين رفيعي المستوى بينهم كبير مستشاري وزير الدفاع بيت هيغسيث إثر مزاعم بـ "تسريبات"، وتقارير كشفت عن محادثة ثانية على تطبيق "سيغنال"، شارك خلالها الوزير بحسب مصادر "معلومات حساسة" في مجموعة نقاش ضمت زوجته وشقيقه ومحاميه الشخصي.

ففي تطور جديد يعكس تصاعد الفوضى داخل وزارة الدفاع الأميركية، كشف مسؤول كبير في الإدارة أن جو كاسبر، رئيس أركان وزير الدفاع بيت هيغسيث، سيغادر منصبه خلال أيام لتولي دور جديد داخل الوزارة، وسط تداعيات متصاعدة لفضيحة التسريبات المعروفة بـ "سيغنال".

وبحسب موقع "بوليتيكو"، فإن ثلاثة من كبار موظفي مكتب هيغسيث قد وُضعوا في إجازة إدارية خلال هذا الأسبوع، ضمن إطار تحقيق مستمر بشأن تسريبات حساسة تتعلق بإدارة الحرب في اليمن.

المعنيون هم: دان كالدويل، المستشار الأول، ودارين سيلنيك، نائب رئيس المكتب، وكولين كارول، رئيس مكتب نائب الوزير ستيفن فاينبرغ.

وأكدت مصادر مطلعة أن هؤلاء المسؤولين تم إنهاء خدماتهم رسميًا يوم الجمعة، وسط صمت من وزارة الدفاع وامتناع المعنيين عن التعليق، في حين يعتزم كل من كارول وسيلنيك رفع دعوى قضائية بتهمة الفصل التعسفي.

وتشير المعلومات إلى أن جو كاسبر، الذي كان قد طالب سابقًا بفتح عدة تحقيقات في ملفات حساسة من بينها تسريبات متعلقة بقناة بنما والبحر الأحمر، دخل في صراع شخصي مع المستشارين الثلاثة المفصولين.

وقال مصدر دفاعي: "لم يكن بينهم انسجام. لكل منهم أسلوب مختلف، والتوترات كانت شخصية بحتة".

نفي البنتاغون

ونفى البنتاغون الأنباء حول مشاركة وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث، معلومات حول ضربات جوية على اليمن في مجموعة دردشة ثانية عبر تطبيق "سيغنال" ضمت كلا من زوجته وشقيقه ومحاميه الشخصي.

وأكد المتحدث باسم البنتاغون، شون بارنيل، في بيان اليوم الاثنين أن ما أشيع مجرد أخبار كاذبة، روجت لها "وسائل الإعلام الكارهة للرئيس دونالد ترامب، والمهووسة بتدمير كل من يلتزم بأجندة الرئيس" وفق تعبيره.

كما وصف تلك الاتهامات بـ "الهراء"، مضيفا أن وسائل الاعلام التي روجت تلك الإشاعات اعتمدت على "موظفين سابقين ساخطين وأقوال الأشخاص الذين فصلوا هذا الأسبوع".

واعتبر المتحدث أن الدافع وراء روايات هؤلاء الأشخاص هو "التخريب على وزير الدفاع وأجندة الرئيس"، مشيرا أن "أي محادثة سرية على سيغنال لم تتضمن معلومات حول اليمن".

وشدد المتحدث على أن "وزير الدفاع يزداد قوة وكفاءة في تنفيذ أجندة ترامب".

فراغ في مكتب الوزير

وتسببت الإقالات الأخيرة في فراغ إداري حاد داخل مكتب وزير الدفاع، إذ أصبح بيت هيغسيث بدون رئيس مكتب، ولا مستشار أول، ولا نائب له في مكتبه الأمامي.

وكشف مسؤول دفاعي كبير أن "ما يحدث هو انهيار فعلي يعكس طريقة قيادة الوزير، الذي اختار أن يحيط نفسه بأشخاص لا يضعون مصلحة المؤسسة في الأولوية".

تأتي هذه التطورات بعد عملية تطهير سابقة في فبراير الماضي، شملت إقالة كبار الضباط العسكريين، بينهم رئيس هيئة الأركان المشتركة السابق الجنرال سي. كيو. براون، ورئيسة العمليات البحرية الأدميرال ليزا فرانشيتي.

وأشار مسؤول ثالث إلى أن "الفوضى مرشحة للتصاعد، وهناك شعور واسع داخل الوزارة بأن أحدًا ليس بمأمن من الإقالة".

ومع فقدانه لمعظم كبار مستشاريه، تتصاعد التساؤلات بشأن بقاء هيغسيث نفسه في منصبه، في ظل الانتقادات المتزايدة لافتقاره إلى الخبرة والخلفية العسكرية.

وقال كريس ميجر، المسؤول السابق في وزارة الدفاع خلال إدارة بايدن، إن "كل ما شهدناه منذ تعيينه - من إقالات جماعية بدعوى انعدام الولاء، وتجاهل أزمة (سيغنال جيت)، وانعدام الشفافية، وانهيار الكادر السياسي - يؤكد ضعف قيادته".

وأثارت زيارة مثيرة للجدل قام بها إيلون ماسك إلى البنتاغون تساؤلات بشأن تسييس الوزارة وتأثرها بعلاقات غير تقليدية، في ظل استمرار الانقسامات الداخلية وتسرب معلومات حساسة عبر قنوات غير رسمية مثل تطبيق "سيغنال".

وشومر يطالب بإقالة الوزير

طالب زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر، بإقالة وزير الدفاع بيت هيغسيث من منصبه، على خلفية تسريبات لمعلومات حساسة تتعلق بضربات أميركية على اليمن، وصفت بأنها "عرضت حياة أميركيين للخطر".

وقال شومر في منشور عبر حسابه على منصة "إكس"، إن "تفاصيل المعلومات الحساسة ما زالت تتكشف"، مضيفا: "لا بد من طرد وزير الدفاع، لكن (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب لا يزال أضعف من أن يتخذ هذا القرار".

disqus comments here