بعد وصول الجيش اللبناني للمبنى المهدد.. جيش الاحتلال يتراجع عن مهاجمة بلدة يانوح

بيروت: تراجع الجيش الإسرائيلي عن مهاجمة بلدة يانوح جنوبي لبنان بعد أن كان قد أنذر بإخلاء مبان فيها لاستهداف أحد المباني التي ادعى أن بداخله بنى تحتية عسكرية لحزب الله، وذلك مع تواصل هجماته وغاراته في الأراضي اللبنانية بشكل يومي ضد ما يقول إنه لمنع إعادة تأهيل قدرات حزب الله.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

وقال الجيش الإسرائيلي، إنه "في وقت سابق اليوم تم إصدار إنذار لإخلاء سكان من مبنى في بلدة يانوح بجنوب لبنان تمهيدا لاستهدافه، إذ وبعد إصدار الإنذار توجه الجيش اللبناني عبر الآلية بطلب الوصول مجددا إلى الموقع المحدد الذي تم تجريمه ومعالجة خرق الاتفاق".

وأضاف "لقد قرر الجيش السماح بذلك، وبناء عليه تم تجميد الغارة مؤقتا حيث يراقب الجيش الهدف بشكل مستمر ويبقى على تواصل مع الآلية".

يأتي ذلك بعدما شوهد تحرك لدوريات الجيش اللبناني وقوات حفظ السلام الدولية (يونيفيل) باتجاه المنطقة والمبنى المهدد بالاستهداف.

وأورد إعلام لبناني، أن فريقا موفدا من لجنة "الميكانيزم" انضم إلى الجيش اللبناني في مهمة تفتيش المنزل المهدد في بلدة يانوح، ويقومون بعملية حفر في أرضية المنزل للتأكد من ادعاءات الاحتلال بوجود أسلحة.

وفي وقت سابق السبت، استهدف الجيش الإسرائيلي بقذائف الهاون، أطراف بلدة الضهيرة في الجنوب اللبناني، بالتزامن مع تحليق مكثف لطيرانه المسير في أجواء الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت.

يأتي ذلك في تواصل للخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار مع "حزب الله" التي دخل حيز التنفيذ أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر 2024.

وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية بأن المدفعية الإسرائيلية استهدفت بقذائف هاون أطراف بلدة الضهيرة في قضاء صور (جنوب) بعدد من قذائف الهاون.

وفي القضاء ذاته، ألقت طائرة مسيرة إسرائيلية قنبلة صوتية على بلدة رأس الناقورة، حسب الوكالة اللبنانية.

ولم توضح الوكالة ما إذا كان القصف المدفعي أو الاستهداف بالقنبلة الصوتية أسفر عن وقوع إصابات أو أضرار مادية من عدمه.

وفي سياق الانتهاكات، وسع الطيران الإسرائيلي من نشاطه ليصل إلى العاصمة، حيث أفادت الوكالة اللبنانية برصد تحليق مكثف لطيران مسير في أجواء الضاحية الجنوبية لبيروت المعقل الرئيسي لـ"حزب الله".

ويأتي تواصل الانتهاكات، بعد يوم من كشف وزير الخارجية اللبناني، يوسف رجي، عن تلقي "تحذيرات من جهات عربية ودولية" تفيد باستعداد إسرائيل لشن عملية عسكرية واسعة ضد بلاده.

وأشار رجي، وفق ما نقلت عنه الوكالة اللبنانية، إلى تكثيف الاتصالات الدبلوماسية لحماية المنشآت اللبنانية، في وقت أكدت فيه هيئة البث العبرية الرسمية أن الجيش الإسرائيلي استكمل خطة لشن هجوم واسع "إذا فشل تفكيك سلاح حزب الله قبل نهاية 2025".

وأقرت الحكومة اللبنانية، في 5 آب/ أغسطس الماضي، خطة لحصر السلاح وضمنه ما يملكه "حزب الله" بيد الدولة قبل نهاية 2025، غير أن الحزب يرفض نزع سلاحه، ويطالب بانسحاب الجيش الإسرائيلي من كامل أراضي البلاد.

وخلال الأسابيع الأخيرة، صعدت إسرائيل عمليتها العسكرية تجاه الأراضي اللبنانية بما يشمل عمليات قصف مكثفة لمناطق شرق وجنوب البلاد، إضافة لتنفيذ عمليات اغتيال لعناصر تدعي أنهم من "حزب الله".

وقتلت إسرائيل أكثر من 4 آلاف شخص وأصابت نحو 17 ألفا آخرين، خلال عدوانها على لبنان الذي بدأته في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، قبل أن تحوله في أيلول/ سبتمبر 2024 إلى حرب شاملة.

كما عمدت إلى خرق اتفاق وقف إطلاق النار أكثر من 4500 مرة، ما أسفر عن مئات القتلى والجرحى، فضلاً عن احتلالها 5 تلال لبنانية سيطرت عليها في الحرب الأخيرة، إضافة إلى مناطق أخرى تحتلها منذ عقود.

disqus comments here