اليوم الـ40 بعد استئناف الحرب: الاحتلال يرتكب مجازر جديدة في غزة ويصعّد عملياته جنوب القطاع

يواصل جيش الاحتلال عدوانه على قطاع غزة لليوم الأربعين على التوالي منذ استئناف حرب الإبادة في 18 آذار/مارس، حيث شنّ هجمات واسعة خلفت عشرات الشهداء والجرحى، في ظل أوضاع إنسانية كارثية وتهجير قسري مستمر.
فقد ارتكبت قوات الاحتلال مجازر جديدة خلال الساعات الأخيرة، أبرزها قصف مدرسة تؤوي نازحين في حي التفاح شرق مدينة غزة، ما أسفر عن استشهاد وإصابة عشرات المدنيين بينهم أطفال ونساء. كما استُهدفت عيادة تابعة لجمعية الهلال الأحمر في مدينة غزة، وأحياء سكنية في رفح وخان يونس، وسط تصاعد وتيرة الغارات الجوية والمدفعية.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع عدد الشهداء إلى أكثر من 34 ألفًا منذ بدء العدوان، معظمهم من النساء والأطفال، فيما يُخشى أن تكون أعداد كبيرة لا تزال تحت الأنقاض، وسط عجز فرق الإنقاذ نتيجة انعدام الوقود ونقص المعدات.
في رفح، وسّعت قوات الاحتلال عملياتها البرية بشكل ملحوظ، واقتحمت أحياء جديدة في المنطقة الشرقية من المدينة، ترافق ذلك مع قصف عنيف طال مناطق مكتظة بالسكان، مما أدى إلى موجات تهجير جديدة نحو مناطق أقل أمنًا في غرب المدينة والمحيط الساحلي.
في المقابل، أعلنت كتائب القسام وسرايا القدس وفصائل المقاومة عن تنفيذ عمليات نوعية في مناطق التوغل، شملت استهداف آليات وجنود بعبوات ناسفة وقذائف مضادة للدروع، مؤكدين سقوط قتلى وجرحى في صفوف جنود الاحتلال.
سياسيًا، تتصاعد الخلافات داخل كيان الاحتلال، حيث دعا وزراء في الحكومة إلى توسيع العدوان على رفح رغم التحذيرات الدولية، فيما عبّرت أوساط أمنية عن القلق من فشل الخيارات العسكرية في تحقيق أهدافها، خاصة في ظل استمرار الفشل في استعادة الأسرى.
أما إنسانيًا، فالوضع يزداد تفاقمًا مع انهيار المنظومة الصحية ونقص الغذاء والدواء، حيث حذّرت الأمم المتحدة من مجاعة وشيكة في شمال القطاع، وتدهور غير مسبوق في الظروف المعيشية جنوبًا، فيما لا تزال المساعدات الإنسانية محدودة بسبب إغلاق المعابر واستهداف قوافل الإغاثة.
في ظل كل ذلك، تستمر المقاومة، ويستمر الصمود الشعبي، رغم الألم والجوع والدمار، في وجه آلة حرب لا تتوقف، للِّيوم الأربعين على التوالي بعد استئناف المجازر.