"التهجير الطوعي" ..حرب إسرائيل الصامتة

شهدت الأسابيع الأخيرة هجمات إسرائيلية عنيفة على مناطق مختلفة بقطاع غزة مع صدور أوامر إخلاء فورية للسكان وقد بدأت إسرائيل شن عملية عسكرية برية واسعة النطاق في قطاع غزة، حسبما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن مصادر لم تكشف عنها، ووفقا للمصادر، فإن نتنياهو وفريقه الجديد للأمن القومي يخططون لشن هجوم بري كبير في غزة، اعتقادا بأن "احتلال أجزاء من أراضي القطاع والسيطرة عليها سيسمح أخيرا بهزيمة حركة حماس والضغط علي الغزيين لمغادرة القطاع بعد خنقهم في أماكن ضيقه أقرب إلي معسكرات الإعتقال
ما يجرى حاليا هو مخطط متكامل لتهجير الفلسطينيين وأسرائيل ماضية في إستكمالة دون رادع بإنهاء وتدمير غزه بالكامل والتخلص من حماس نهائيا كما سيتم استكمال مخطط ضرب خان يونس وبعض المناطق في غزه مع بعض الضربات النوعيه في الشمال لثني السكان عن فكرة الرجوع للشمال مره اخري بعد ما تم تدمير الشمال من قبل إسرائيل وأصبح غير صالح للحياه .
ماتقوم به إسرائيل الأن هو تهجير الفلسطينيين قسريا بشكل طوعي فيما يسمي " الهجره الطوعية "لكن الحقيقة أنه تهجير قسري عبر إعادة احتلال قطاع غزة وتضييق الخناق عليهم بعد القضاء على كل فرصة حياة في داخل القطاع ، بعد أن يفقد سكان غزة الامل في الحياه في القطاع ولن يعيشو في خيام طيلة حياتهم لإرغامهم علي الهجرة الطوعية على مدار سنوات
ثم تبدأ الخطه الثانيه من حرب غزة وهي الأهم والأخطر والتي تسمي "الحرب الصامته" وستكون مغلفة بالمساعدات الإنسانية لأخفاء هدفها الاساسي وهو التهجير الطوعي وتفريغ غزه من سكانها وستكون هذه الحرب بعيده عن الإعلام وهذا الهدف الرئيسي من حرب غزة وسيجبر فيها الفلسطينيون وبصمت وبعيدا عن الإعلام على "التهجير الطوعي" بعد تدمير كل مرافق الحياة في غزه والتي تحتاج الي ما لا يقل عن 10 سنوات لأعمارها فهل سيتحمل الفلسطينين المكوث في الخيام لعشر سنوات لحين الإنتهاء من الاعمار..؟؟
طبعا لن يستطيعوا ذلك والدول التي ستستقبلهم أصبحت جاهزة مع الوعود التي أطلقها ترامب للفلسطينيين في حالة
مغادرة القطاع بأنهم ستفتح
أمامهم خيارات كثيرة للسفر حول
العالم حيث قال ترامب في لقائه الأخير مع نتنياهو في البيت الأبيض أن "السيطرة على قطاع غزة وامتلاكه من قبل الولايات المتحدة سيكون أمرا جيدا،وإذا تم نقل الفلسطينيين إلى دول أخرى، وهناك العديد من الدول المستعدة لاستقبالهم، فسيمكن إنشاء ما أسميه منطقة الحرية (freedom zone)، حيث لن يتعرض الناس للقتل يوميا
وأشاد نتنياهو بخطة ترامب لإجلاء سكان قطاع غزة أثناء إعادة إعمار القطاع وقال عقب الاجتماع الذي عقده مع الرئيس الأمريكي في البيت الأبيض إن هناك "محادثات إيجابية مع دول أخرى ترغب في استقبال سكان قطاع غزة"، إلا أنه رفض الكشف عن هذه الدول.
وأضاف "سكان غزة محتجزون في القطاع ولا يتم السماح لهم بالمغادرة أو الهجرة ، في حين أنها منطقة نزاع. ولسنا نحن من يحتجزهم او من يمنعهم من الهجرة ولكن هناك دول أخري تمنعهم " في تلميح واضح لمصر حيث يعلم نتنياهو تماما أنه لن يكون هناك تهجير بدون موافقة مصر وأن كل الطرق الأخري لتهجير الفلسطينيين بعيدا عن مصر ومعبر رفح ستكون ضعيفة وغير مجدية مهما أتيحت لها من إمكانيات مقارنة بالعدد الكبير من الفلسطينيين داخل غزة الذي يريد نتنياهو تهجيرة لذلك يعلم نتنياهو تماما أن كلمة السر في مشروع التهجير هو مصر
وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن وكالة خاصة من أجل "الهجرة الطوعية" للغزيين سيتم إنشاؤها، مع إبداء إسرائيل التزامها بالمقترح الأميركي بالسيطرة على القطاع الفلسطيني وتهجير سكانه وأمر كاتس الجيش الإسرائيلي في وقت سابق من الشهر الماضي بإعداد خطة تسمح بالهجرة الطوعية لسكان قطاع غزة، مرحّبا بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي "يمكن أن توفّر فرصا واسعة لسكان غزة الذين يرغبون في المغادرة، وتساعدهم على الاندماج بشكل مثالي في دول الاستضافة، وأن تسهل كذلك التقدم في برامج إعادة الإعمار لغزة منزوعة السلاح وخالية من التهديدات"، على حد قوله
وقال كاتس في تغريدة علي منصة إكس أنه "على عكس الماضي، الجيش الإسرائيلي لا ينسحب من المناطق التي تم تطهيرها والسيطرة عليها. وسيبقى الجيش الإسرائيلي في مناطق الأمن كحاجز بين العدو والمستوطنات في أي واقع مؤقت أو دائم في غزة - كما هو الحال في لبنان وسوريا"، مبينا أنه "حتى الآن، تم إخلاء مئات الآلاف من السكان وضم مئات الكيلومترات من المنطقة إلى مناطق الأمن
وأفاد كاتس بأنه "بالتوازي، يتم التقدم في خطة الانتقال الطوعي لسكان غزة، والضغط الكبير على حماس لتنفيذ الصفقة والتصاعد بينه وبين السكان المحليين يتزايد"، كاشفا أنه "لأول مرة، وضع المصريون" نزع سلاح حماس" كشرط لصفقة شاملة وإنهاء الحرب وإخلاء غزة من السلاح".
وقد بدأت إسرائيل بالفعل مخطط
" التهجير الطوعي " كخطوه أولي نحو التهجير فقد غادر قطاع غزة عبر مطار رامون الإسرائيلي، 70 مواطناً فلسطينيا إلى دول أوروبية. حسب مواقع عبرية.وقالت أن المغادرين هم أشخاص أو أسر يحملون جنسية أجنبية تسمح لهم بالإقامة هناك ،وكشفت وسائل الإعلام العبرية، أن حكومة نتنياهو ساعدت في عملية التسفير كجزء من خطتها التي أقرتها قبل أيام فيما تسميه تشجيع "الهجرة الطوعية"
وأصبحت دول كثيرة في هذا العالم جاهزة لاستقبالهم وعلى رأسهم الشعوب المتعاطفة معهم وأولهم الولايات المتحدة الأمريكية،
وكانت وكالة أسوشيتد برس قد أفادت في وقت سابق بأن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين تواصلوا مع مسؤولين من ثلاث حكومات في شرق إفريقيا لمناقشة إمكانية نقل فلسطينيي غزة النازحين إلى أراضيها وأن الدول الثلاث هي السودان والصومال ومنطقة "أرض الصومال الانفصالية "
وقالت وسائل إعلام عبرية بأن أرض الصومال الإنفصالية غير المعترف بها رسميا لا تمانع في استيعاب أهالي قطاع غزة لديها شريطة الاعتراف بها وأفادت بأن وزير خارجية أرض الصومال عبد الرحمن ضاهر آدان قد قال" إن أرض الصومال لا تستبعد استيعاب سكان غزة لكن يجب على جميع الدول المهتمة بمناقشة قضايا معينة معنا أن تُنشئ أولا علاقات عمل معنا وأن تفتح بعثات دبلوماسية في أرض الصومال " وأعتبرت هيئة البث الإسرائيلية أن "أرض الصومال" تحاول استغلال الوضع في غزة والساحةالفلسطينية لتحقيق مكاسب سياسية مع الولايات المتحدة وإسرائيل
وأفادت شبكة "إن بي سي" NBC الأميركية أن إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب تدرس نقل جزء من سكان غزة لخارج القطاع خلال عملية إعادة الإعمار.وأضافت أن إدارة ترمب تقترح إندونيسيا من بين الدول المستضيفة مؤقتا لسكان غزة البالغ عددهم مليوني نسمة، بعدها صرح الرئيس الإندونيسي برابو سوبيانتو إن بلاده مستعدة لأن تستقبل مؤقتا فلسطينيين متضررين من الحرب في غزة.وجاء تصريح سوبيانتو في مستهل جولة في منطقة الشرق الأوسط وتركيا ،
وفيما أكدت مجلة أمريكان تنيكر موافقة الدبيبة على استقبال 200 ألف لاجئ من غزة وفق المقترح الأمريكي لم يصدر أي تعقيب من حكومة الدبيبة علي هذا الخبر .
وكانت تقارير إعلامية إسرائيلية أفادت بموافقة مصر على نقل نصف مليون مقيم من غزة بشكل مؤقت إلى مدينة مخصصة لهم في شمال سيناء لحين الانتهاء من عملية إعادة الإعمار الإ أن هيئة الاستعلامات المصرية نفت في بيان رسمي صحة هذه التقارير ووصفتها ب"الإدعاءات الباطلة "ومن المعروف أن هذه التقارير الغرض منها بالون إختبار لقياس مدي قابلية مصر لمخطط التهجير
وأظهر استطلاع للرأي نشرته صحيفة تلغراف البريطانية، وأجراه معهد غالوب ، أن ما يقرب من نصف سكان غزة مستعدون لمغادرة القطاع إذا أتيحت لهم الفرصة،وحقيقة من كان يمتلك المال في القطاع خرج اساسا حيث دفعت ملايين الدولارات لشركات مصرية ساعدتهم على الخروج فترة الحرب ولو يفتح المعبر الان لتري الآلاف يهربون من القصف والموت .
ما تقوم به إسرائيل الان هو تدمير ما تبقى من غزة فهذه الفرصة الذهبية لهم وستدفع سكان الشمال إلى مغادرته والنزوح وتجميع الغزيين في أماكن تسهل عليهم لاحقا الخروج طوعا من غزة على مراحل وسنوات ،حيث قال الصحفي الاسرائيلي يانون ماجال : أن الجيش يعتزم هذه المرة إخلاء جميع سكان قطاع غزة إلى منطقة إنسانية جديدة سيتم إنشاؤها للإقامة الطويلة ،وسيتم تحديدها وسيتم أولاً فحص أي شخص يدخل إليها للتأكد من أنه ليس إرهابياً وأي شخص يبقى خارج المنطقة الإنسانية سيتم (إعتقاله أو قتله) فيما أشبه ب" معسكرات إعتقال "كبيرة علي غرار ما فعلته إيطاليا مع ليبيا إبان إحتلالها وهذه الخطة مدعومة من الولايات المتحدة ، وستسلم إسرائيل بعدها قطاع غزة الي امريكا بعد تدميرة مع عدة دول أخري تحت مسمى حفظ السلام وإعادة الإعمار ولكن الحقيقة أنها ستكون إمارة أمريكية وقاعدة عسكرية بكل المواصفات
لم تعد حرب غزة، في نسختها الحالية، معركة ضد حماس أو رهائن أو صواريخ. ما يجري على الأرض يتجاوز كل العناوين الظاهرة، ليكشف عن هدف خفي وواضح هو تفريغ غزة من سكانها.
فهذه ليست حربًا ضد تنظيم كما يصورونها لنا بل هي حرب تصفية لمنطقة كاملة، لإنهاء غزة ديموغرافيًا وجغرافيًا وتفريغها من سكانها وتهجيرهم خارج القطاع . إسرائيل لا تنوي احتلال القطاع، ولا حتى إدارته. من سيقوم بذلك لاحقًا هي الولايات المتحدة، بغطاء دولي، وعبر ترتيبات إقليمية.
الخطة وإن لم يُصرّح بها علنًا تبدو جليّة: تفريغ القطاع من مليون ونصف فلسطيني. قد يبدو الأمر خياليًا، لكنه ليس كذلك. فعدد السكان قليل نسبيًا، والضغط النفسي والمعيشي الهائل كفيل بدفع عشرات الآلاف للهجرة إن فُتحت الأبواب. أما من سيتبقى، فسيُدار ضمن إطار أمني مشدد، أو تحت وصاية دولية.
ترامب، العائد بقوة إلى المشهد السياسي الأمريكي، لن يتردد في مكافأة الدول التي تستقبل الغزيين: بإعفاءات مالية، دعم اقتصادي، وربما شطب ديون. وإن لم تفعل هذه الدول، فستفعل أمريكا بنفسها، فقد استوعبت من قبل عشرات الملايين من المهاجرين، ولن يعجزها استقبال مليون طفل غزي.
الحرب الدائرة الآن، بكل قسوتها، ليست إلا واجهة لمشروع أخطر: تغيير وجه غزة إلى الأبد، وتحويلها من أرض فلسطينية ، إلى بقعة متعددة الجنسيات، تحت إدارة أمريكية جديدة، وواقع جديد
أما بالنسبةلحماس فإن الورقة التي راهنت عليها والمتمثلة في احتجاز الرهائن لفترة طويلة، فقد فقدت بريقها فإسرائيل ستحصل على الرهائن بالقوة أو ستضحي بهم،والأغلبية أنها ستضحي بهم وأرى أن حماس نفسها قد تكون طرفًا في إنهاء العدد القليل المتبقي منهم ، وحتى لو سلمت حماس ما تبقى من الرهائن، وهم عدد لا يُذكر، فإن الحرب لن تتوقف، بل ستستمر لتدمير ما تبقى من غزة، ودفع أهلها للفرار منها نحو التهجير القسري خوفًا من القصف والجوع والبرد أو الطوعي أملا في حياه افضل خارج القطاع وهذا ما تخطط له إسرائيل .
حماس التي راهنت على الرهائن، تدرك جيدًا أن إسرائيل لا تفاوض اليوم، ولن تفعل غدًا. الرهائن لم يعودوا ورقة ضغط، بل عبء تكتيكي على الطرفين.النتيجة التي نراها اليوم ليست نصرًا لحماس ولا هزيمة لها، بل نهاية مرحلة حماس،
أما إسرائيل، فقد تجاوزت هذه المرحلة، وبدأت بتنفيذ ما يبدو أنه المخطط الأوسع: تجميع الفلسطينيين في مناطق محاذية للمعابر، ودفعهم نفسيًا وإنسانيًا نحو خيارٍ واحد فقط هو التهجير أو الخروج
اما بالنسبه لمصر والأردن فلا أعتقد أن تتدخل اي من الدولتين عسكريا في حالة اجتاحت إسرائيل غزة بريا وبدأت فعليا في تنفيذ الخطة الثانية من حرب غزة لتهجير الفلسطينيين لأن دخولهما الحرب ضد إسرائيل سيعني دخول امريكا في الحرب مباشرة وهذا لن يحدث أو صعب الحدوث في الوقت الحالي ، لكن في العلن سيكون هناك تصريحات مصريه رافضة للاجتياح الإسرائيلي ومندده به لكن علي ارض الواقع لن يغير من الواقع شئ