الصحافة الإسرائيلية الملف اليومي صادر عن المكتب الصحفي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الاربعاء 2/4/2025 العدد 1273

 الصحافة الاسرائيل– الملف اليومي

افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

 

 

هآرتس 2/4/2025

 

 

بسبب شرط الولاء لنتنياهو، فمن سيتم تعيينه في منصب رئيس الشباك سيتم تشويهه

 

 

بقلم: مردخاي كرمنتسر

 

خطوات رئيس الحكومة نتنياهو في كل ما يتعلق باقالة رئيس الشباك رونين بار، بما في ذلك محاولة تعيين ايلي شربيط، والتراجع عن ذلك فيما بعد، تدل على عدم أهليته لهذا المنصب. أي رئيس حكومة معقول، حتى لو قليلا، يسمع بأن اشخاص من حاشيته الامنية خدموا بدون معرفته دولة اجنبية، كان سيطالب باجراء تحقيقي جذري، وحتى استيضاح الامر كان سيجمد عمل من اشتبهوا بذلك، حتى لو بشكل بسيط (خاصة أن الامر لا يتعلق بخدمة تم تقديمها لدولة صديقة).

الخدمة التي تم تقديمها حسب الادعاء كانت لقطر – الموولة الرئيسية لحماس والاخوان المسلمين والتي تعمل ايضا على الافتراء على اسرائيل في العالم. كل من سمع في أي يوم عن مواجهة الارهاب، حتى لو لم يكن “السيد أمن”، يعرف أنه بدون تمويل فانه لا وجود للارهاب المنظم. لذلك، من يمول في الحقيقة الارهاب ويمكنه من القيام بأفعال خبيثة، يعتبر مساعد للارهاب بكل معنى الكلمة. بدلا من ذلك نتنياهو هاجم، بأسماء مختلفة، اكثر من مرة التحقيق والمحققين، ووقف بكل ثقله وراء المشبوهين الى درجة مقارنتهم بالمخطوفين في انفاق حماس، وهي المقارنة المشينة من كل الجهات.

لا يمكن فهم اقالة بار إلا كمحاولة، من ناحية نتنياهو، لاعادة جهاز انفاذ القانون الى سابق عهده، أي وقف التحقيق الذي لا أساس له، وأنه جاء بدافع عداوته. رئيس الحكومة يشهد بنفسه على هذه النية، التي يمكن فهمها من تناوله للتحقيق كظلم كبير. هكذا هو وضع نفسه، ليس للمرة الاولى، ولكن بصورة اكثر قوة ووضوح، كعدو لسلطة القانون. سلطة القانون تسري حسب رأيه فقط على الخصوم السياسيين. وأنه هو نفسه والمقربين منه والمخلصين له ومن ينتمون لمعسكره فوق القانون. بنفس المناسبة، تم ارسال رسالة شديدة للمنظمات المسؤولة عن انفاذ القانون – من سيحاول تطبيق القانون عليه أو على الموالين له سيتم اقصاءه. رئيس الحكومة لم يكتف باقالة بار، بل وصفه ايضا كخائن – تهمة لا يوجد اكثر خطورة منها، فرية لا اساس لها، تدل على فقدان كامل للاتزان ولضمير من يقوم بنشرها. بار الذي حصل على المديح من نتنياهو، فقد كليا عالمه وحقوقه منذ اللحظة التي استخدم فيها صلاحية التحقيق على مقربي رئيس الحكومة.

تضارب المصالح الذي يوجد فيه رئيس الحكومة يتناول، سواء التحقيق في “قطر غيت” أو التحقيق في الوثائق، وايضا يمس بمسألة دوره في فشل 7 اكتوبر. مصلحة نتنياهو الواضحة، الذي يرفض تحمل المسؤولية، هي تقزيم الى درجة الاخفاء دوره في الكارثة. والطريقة هي القاء كل التهمة على الآخرين، الجيش والشباك. وحقيقة أنه بذلك يضر بجهاز الامن نفسه وبمكانته في اوساط الجمهور والثقة به، تهمه مثل قشرة الثوم. اذا كان ما زال يوجد شك بخصوص قدرة رئيس الحكومة على ادارة شؤون الدولة، فقد جاء تعيين الجنرال احتياط ايلي شربيط لفترة قصيرة (القائد السابق الذي يتمتع بحقوق كثيرة في سلاح البحرية) والتراجع عن هذا التعيين بدون خجل، من اجل الاثبات مثل مئة شاهد بأنه لا يمكن السماح لابقاء دفة الدولة في يديه.

بمجرد الغاء التعيين فان نتنياهو انتهك الاذن الذي حصل عليه من محكمة العدل العليا، اجراء مقابلات مع المرشحين، من اجل ابلاغنا بأن رئيس الوزراء لا يحترم أوامر القضاء. ومن المستحيل معرفة ما هو سبب اختيار شربيط، باستثناء عنصر المفاجأة والاعتماد المفترض على سابقة عامي ايلون. من المرجح أن يكون موقف شربيط المؤيد لنتنياهو في قضية الغواصات والسفن مهم بالنسبة له باعتباره شخص اصبحت قصة حياته التهرب من المسؤولية.

من المرجح ايضا أنه سنحت له فرصة مدهشة للاعلان على ضوء طريقة امسالم، بأن المهنية والخبرة المناسبة ليس لها أي اهمية في التعيين. وهكذا نجح ايضا في تعميق الشعور بالذنب في جهاز الشباك في 7 اكتوبر – تعيين شخص كان من المفروض أن يقوم بثورة، وأن يوقف على الارجل جهاز كان فشل وانهار. كلما كان التعيين اقل طبيعية ومهنية كلما ازدادت احتمالية أن يعرف الشخص المعين كيفية اظهار الامتنان واللطف للشخص الذي قام بتعيينه.

بعد ذلك تم فتح “صندوق الحشرات” لشربيط. فقد شارك، ليحفظنا الله، في مظاهرة ضد الانقلاب النظامي، وحتى أنه صرح، ليحفظنا الله، ضد سياسة المناخ لترامب. هذه بالنسبة لنتنياهو وقاعدته هي جرائم حقيقية لا يمكن غفرانها، وهكذا وصلت ولاية شربيط الى نهايتها. حتى آفي ديختر، مثل كل الوزراء، الذي حافظ على عدم الانحراف عن الخط الذي يرسمه رئيس الحكومة، اضطر الى الاعتراف بأن المشاركة في المظاهرات ضد الحكومة لا يوجد فيها أي عيب.

الامر ليس كذلك من ناحية رئيس الحكومة. احد شروط القبول لوظيفة عامة في اسرائيل، على الاقل الوظائف الرفيعة، هو بالنسبة له ليس فقط الولاء الكامل لرئيس الحكومة، بل الولاء الاعمى للرئيس الامريكي. سيكون هناك مرشحون للوظيفة العامة اشخاص ممتازون ومناسبون، لن يتحملوا هذا العبء المزدوج.

الخطر في تعيين من هو مخلص لنتنياهو، وليس مخلصا للجمهور وأمنه، هو خطر حقيقي وشديد. مع الاخذ في الحسبان الصلاحيات الكبيرة التي توجد للشباك، والرقابة غير الناجعة عليه، فان رئيس الشباك الذي يعمل من اجل ارضاء رئيس الحكومة هو خطير على المواطنين وعلى الدولة. يجب الحذر، نتنياهو يمكنه ايجاد شخص، الذي للوهلة الاولى لن يكون مناسب لهذه الصفة. ولكن بمجرد اختياره من قبل نتنياهو فانه يجب علينا معرفة أن من تم تعيينه من قبله قد تم تعيينه فقط من اجل ذلك. هوية من قام بالتعيين تلغي التعيين. لأن اعتبارات نتنياهو هي مصلحته وبقائه السياسي فانه تسري على أي تعيين له صفة أنه تعيين غير مناسب وغير معقول.

لا يوجد أي سبب لاقالة رونين بار، ويجب ابقاء في يده تقرير انهاء خدمته، الاستقالة التي تعبر عن تحمله للمسؤولية.

-------------------------------------------

إسرائيل اليوم 2/4/2025

 

 

الاشتباه: تسريب معلومات سرية لقطر

 

 

بقلم: الينور شركاني – كوفمان

 

 

رفعت محكمة الصلح في ريشون لتسيون امس أمر حظر النشر في قضية قطر غيت، التي تسمى في الشرطة “قطار على الباب”.

 

 

الى جانب ذلك اعتقال المشبوهين في القضية – يونتان اوريخ، مستشار نتنياهو، وايلي فيلدشتاين، الناطق السابق بلسان مكتب رئيس الوزراء – مدد بيومين، رغم أن الشرطة طلبت تسعة أيام اعتقال وبالتالي سيجلب الرجلان مرة أخرى غدا لتمديد اعتقالهما.

 

 

يشتبه بالرجلين بمخالفات اتصال مع عميل اجنبي، تسريب معلومات سرية، اخذ رشوة، تبييض أموال وكذلك مخالفات الغش وسوء الائتمان. وحسب تقرير امس في “كان 1” يحتجز اوريخ وفيلدشتاين في ظروف السجناء الأمنيين، كونهما مشبوهين في مخالفة الاتصال بعميل اجنبي.

 

 

كما سمح بالنشر، بان تسفيكا كلاين، المحرر الرئيس لصحيفة “جيروساليم بوست” هو الصحافي الذي حقق معه أول امس بشبهة اتصال مع عميل اجنبي ويوجد اليوم في الإقامة الجبرية.

 

 

كلاين دعي في السنة الأخيرة من حكومة قطر بالزيارة واجرى مقابلات مع مسؤولين كبار نشر عنهم في تقاريره بل وأجريت معه لقاءات صحفية عن زيارته.

 

 

في أيار 2024 زار العاصمة الدوحة والتقى بمسؤولين كبار في حكومة قطر، بمن فيهم محمد بن عبد الرحمن بن جاسر آل ثاني. وكان نظم الزيارة ايلي فيلدشتاين، الذي شغلته محافل قطرية لتحسين صورة الدولة في إسرائيل.

 

 

 

 

 

 

 

 

المصالح والدفعات

 

 

حسب الاشتباه الذي سمح بنشره، فان شركة أمريكية توجد ظاهرا بملكية رجل الضغط السياسي جي بوتليك، التي تعنى ضمن أمور أخرى في تحقيق مصالح قطر في عدة دول بما فيها إسرائيل، عقدت اتصالا مباشرا وغير مباشر مع اوريخ بهدف القيام بعلاقات عامة بشكل إيجابي عن قطر في موضوع صفقة المخطوفين، ونشر رسائل سلبية بالنسبة لمصر كوسيطة.

 

 

كما زعم بانه نشأ ارتباط تجاري واقتصادي بين الشركة وبين اوريخ ومشبوه آخر مقابل دفعات مالية نقلت من الشركة الى فيلدستاشن من خلال رجل الاعمال غيل بيرغر.

 

 

في اثناء المداولات كشفت المحققة بان اوريخ خضع للتحقيق على أنه نقل رسائل الى وسائل الاعلام زعم انها من محافل سياسية وامنية، فيما أنها جاءت في واقع الامر من محفل مقرب من قطر.

 

 

وكتب القاضي يقول “عمليا، حسب الاشتباه، عمل الثلاثة لنقل رسائل الى مراسلين صحف بشكل عرضت  في وسائل الاعلام، في تقارير عاطفة على قطر في ظل تقليص دور مصر كوسيط نزيه في الصفقة، في ظل املاء جدول الاعمال الإعلامي”. وفي اثناء المداولات أشار القاضي الى انه في ملف التحقيق توجد امثلة عديدة على مثل هذه المنشورات.

 

 

كما تبين في اثناء المداولات بان الشرطة فحصت اذا كان اوريخ اخرج ظاهرا مواد من داخل مداولات في الكابنت.

 

 

كما ان المحققة سئلت أمس اذا كانت واجهت اوريخ بتسريب معلومات سرية من الكابنت في التحقيق معه كما تبين أن نتنياهو أيضا سئل عن ذلك في الإفادة التي أدلى بها.

 

 

العلاقات والنوايا

 

 

حسب رواية فيلدشتاين لدى التحقيق معه، لم يكن على علم بدور قطر. فقد بدأ يعمل في ديوان ريس الوزراء في أكتوبر 2023 وفي نيسان 2024 فشل في التصنيف الأمني. 

 

 

وادعى فيلدشتاين بان مكتب نتنياهو أصر على أن يبقى في المنصب رغم غياب التنصنيف وحرص على اجره من خلال بيرغر. وادعى بانه التقى بيرغر لأول مرة بعد شهرين فقط من اصدار فاتورة له.

 

 

جي بوتليك الذي يوجد الان في الولايات المتحدة، استدعته وحدة لاهف 433 لادلاء افادة متفوحة في القضية، ووافق على التعاون. وفي هذه المرحلة يفحصون إمكانية سفر المحققين لاخذ الإفادة.

 

 

في محيط نتنياهو ادعوا امس بانه لم يكن يعرف عن علاقة اوريخ التجارية مع بوتليك ولا عن ان فيلدشتاين يشغله بوتليك.

 

 

وكيله المحامي اوري كورف، قال لـ “إسرائيل اليوم” ان “بوتليك هو يهودي صهيوني حقيقي كل عمله هو كان تحت عنوان مركزي واحد: استغلال علاقاته الطيبة لمساعدة عائلات المخطوفين وبناء على طلبها، فيما هي تعرف انه يعمل مع قطر. عمله كرجل ضغط سياسي سمح له بان يساعد العائلات التي كانت على اتصال به وفي صالح دولة إسرائيل”.

 

 

“أمر الحظر بقي خجلا”

 

 

في بداية المداولات امس جرت مداولات بناء على طلب وسائل الاعلام بما فيها “إسرائيل اليوم”، الغاء حظر النشر في القضية. القاضي مناحم مزراحي انتقد عمل الشرطة بشدة ضمن أمور أخرى بسبب تسريبات متكررة لم تضبطها الشرطة. وقال: “هذه حالة شاذة في اطارها امر حظر النشر بقي خجولا”، وأضاف: “لم ارغب في أن اكتب أمورا اكثر حدة”.

 

 

في شهر شباط من هذا العام تناول كلاين بحسابه على X لقضية قطر غيت وكتب: “الحقيقة هي أني لم التقِ ايلي فيلدشتاين ابدا. المرة الأولى التي تحدثت فيها معه (هاتفيا) كانت بعد الزيارة في قطر، كرجال علاقات عامة، مثلما أشار رفيع دروكر، لغرض تنسيق أولي بيني وبين دروكر في القناة 13 مثلما مع عوفر حداد في القناة 12.

“حكومة قطر هي التي توجهت الينا، “جيروسالم بوست” لعلمها أننا وسيلة اعلام متوازنة ومؤثرة، تكرهها أيضا محافل حكم ويهود امريكيون مؤثرون – مثلما تفعل دول عديدة أخرى – ولا حاجة لنا لجهات بسيطة.

-------------------------------------------

 

 

هآرتس 2/4/2025

 

 

نحن الدولة العميقة في شتاء 2025

 

 

بقلم: تسفي برئيل

 

 

تعالوا نعترف بالحقيقة ونغلق الموضوع. نحن مواطنو دولة اسرائيل، الدولة العميقة الحقيقية. جميعنا يجب أن يتم اجتثاثنا وطردنا واقتلاعنا من الجذور واقالتنا من كل المؤسسات الحكومية والمحاكم والمدارس والجامعات والمسارح ودور السينما، ايضا يجب منعنا من القاء المحاضرات واحراق كتبنا وفرض الرقابة على مقالاتنا.

 

 

الحكومة المسؤولة، التي يجب عليها التعامل مع سبع جبهات تهدد البلاد، لا يجوز لها التصرف بتفهم وتسامح مع الاعداء في الداخل، والطابور الخامس الذي يزداد قوة ويتآمر طوال الوقت باسقاط زعيمها الاعلى وطرده.

 

 

هذا وقت طواريء، ومحظور الاكتفاء بتحييد العملاء المكشوفين للدولة العميقة وتوقع ارتداع المواطنين والتساوق مع ذلك. يجب علينا الأمل بأن الحكومة التي تدرك أن التصفية المركزة لقاض في المحكمة العليا، ورئيس جهاز الشباك ورئيس الاركان، وحتى منظمات صغيرة مثل مكتب المحامين أو جمعيات حقوق انسان – لا يمكن لها وحدها أن توفر البضاعة.

 

 

دروس الحرب يجب أن تكون ماثلة أمام انظارها. تصفية يحيى السنوار ومحمد ضيف واسماعيل هنية وحسن نصر الله لم تبدد المعارضة ولم تجلب السلام المأمول. مثلما في غزة فان الرؤية المناسبة والناجعة فيما يتعلق بدولة اسرائيل العميقة تقتضي أن نعتبر كل مواطني الدولة تهديد وجودي، بالضبط مثلما أن كل مواطني غزة تم اعتبارهم مخربين ومؤيدين لحماس ونازيين. الوقت ينفد. بعد لحظة سيتم اغلاق شوارع رئيسية وستنزل العاب نارية على منزل رئيس الحكومة، الرعاع سيحبس زوجته في صالون التجميل. ها نحن على باب  حرب اهلية.

 

 

صحيح أن حكومة اسرائيل توجد في ضائقة كبيرة، لأنه حتى تركيا لا يمكنها أن تشكل بالنسبة لها نموذج للتقليد. في الدولة الشقيقة التي اعتقل فيها في السابق 2000 متظاهر، وجهاز القضاء اصبح جزء من الذراع التنفيذية للرئيس، ووسائل الاعلام، بما في ذلك الشبكات الاجتماعية، تم تقييدها بقيود فولاذية، إلا أن المواطنين ما زالوا يملأون الشوارع.

 

 

حكومة اسرائيل يجب عليها اختراع نموذج ناجع اكثر من نموذج هنغاريا أو الهند، ويمكن ايجاده حقا قريب جدا منا. حماس علمتنا في الاسبوع الماضي كيف تعمل بشكل صحيح ضد المدنيين الذين سئموا من الدمار والقتل ونقص المياه والغذاء والدواء وتجرأوا على اتهام حكومتهم بالمسؤولية عن ذلك. عدد من عمليات الاعدام والشارع هدأ. حماس، التي ليست مثل حكومة اسرائيل، تعرف جيدا أنه في زمن الحرب ضد عدو متوحش لا يمكن، محظور وبحق، السماح بظهور جبهة في الداخل. في غزة لا توجد دولة عميقة لأن نظام الحكم يفعل كل ما يشاء: السيطرة على المواطنين، بدون محكمة عليا وبدون “بتسيلم”، كما قال اسحق رابين. رابين ليس بنيامين نتنياهو.

 

 

النظرية الخاطئة التي حتى الآن رفضت رؤية في كل مواطني الدولة دولة عميقة هي الفشل الاساسي لهذه الحكومة، والنتيجة تظهر للعيان. الظلم الكبير الذي فيه رئيس الحكومة الذي يتولى منصبه يمثل للمحاكمة، والآن ايضا يتم التحقيق معه في قضية هامشية، ولا نقول سياسية، أي مفتعلة، هو مثال مقلق على قوة العدو. الدولة العميقة تسمح لنفسها الانشغال بذلك في زمن الحرب. واذا تم ذكر المخطوفين فيجب فحص من يخدمون بالضبط هم وابناء عائلاتهم. بالتأكيد ليسوا هم الاشخاص الذين يشغلون المظاهرات، والذين بفضلهم تطورت الدولة العميقة لملايين المواطنين.

الدولة العميقة لا تريد وبحق تحرير المخطوفين لأنه بدونهم لن يبقى أي شيء ليوحدها. وسترون ايضا ابناء عائلات المخطوفين الذين تخريبهم ليس له حدود. لقد وصلوا الى البيت الابيض حتى، وقاموا بالالتقاء مع دونالد ترامب، وهم يجندون وسائل الاعلام الدولية والآن يتجرأون على التحدث عن تمرد ضريبي ويهددون بالحرب الاهلية. هم ليسوا اخوة، ومشكوك في أنهم مواطنون، لأنه بدون الاخلاص للزعيم لا توجد مواطنة. هذه الحكومة يجب عليها الاستيقاظ بسرعة، لأن هذه حرب وجودية، والتي فيها فقط طرف واحد يمكن أن ينتصر، إما هي أو المواطنين.

-------------------------------------------

 

معاريف 2/4/2025

 

 

حكومة قطر غيت

 

 

بقلم: افرايم غانور

 

من لم يفهم، لم يستوعب بعد كيف وصلنا الى كارثة 7 أكتوبر، حصل على الأجوبة، الحقائق في اليومين الأخيرين – في اعقاب التطورات الدراماتيكية في قضية قطر غيت. حقائق، أوضحت بشكل جلي كيف تدار هذه الحكومة منذ يومها الأول – واساسا بعد أن سمعنا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الشريط الهاذي الذي نشره مساء أول أمس، بعد أن قدم افادته لمحققيه.

“دُهشت. هذا يعني أني فهمت انه يوجد هنا تحقيق جنائي، لكني لم اعرف الى أي حد، قال. “هم يحتجزون كرهائن يونتان اوريخ وايلي فيلدشتاين، ينغصون لهما حياتهما على لا شيء على الاطلاق. هذا صيد سياسي”.

هكذا عقب رئيس وزراء في دولة إسرائيل، الذي رجال مكتبه القريبين من طاولته، الشركاء في اسرار  الدولة الأكثر كتمانا، مشبوهون بالاتصال مع عميل اجنبي، تلقي رشوة وسوء ائتمان في اثناء الحرب.

في كل دولة سوية العقل، طبيعية، يقف على رأسها رئيس وزراء مصلحة الدولة ومواطنيها امام ناظريه، يرون رئيس الوزراء ينقض بغضب على الشباك وعلى الشرطة ويسأل: “اين كنتم حتى اليوم؟! كيف لم تعتقلوا؟! كيف لم تحققوا وهكذا سمحتم لهذه القضية أن تتطور؟! أنا مذهول. عاملون في مكتبي، في مكانة حساسة بقدر كبير، مشبوهون بعلاقات مع قطر بتلقي أموال رشوة؟! لا يصدق الى أين تدهورنا!”. أين هذا وأين نتنياهو. بدلا من هذا حصلنا من رئيس الوزراء على درس آخر في السلوك الحقير الفاشل والمقلق جدا. يدور الحديث عن قرار تعيين اللواء احتياط ايلي شاربيت رئيسا للشباك، والطريقة التي اختارها لتعيينه – وعندها لتنحيته.

مشكوك ان يكون منظف أواني في مطعم عمالي في منطقة صناعية هامشية كان يجتاز اجراء قبول وتنحية بهذا القدر من الإهانة، الاحتقار والبؤس مثلما اجتاز شاربيت. وهنا يدور الحديث عن احد المناصب الأكثر حساسية وامنية في الدولة. مشوق ان نعرف ماذا يقولون ويفكرون به عنا في هذه الساعات في طهران، في انقرة، في بيروت وفي موسكو.

ان هذا السلوك الفاشل والحقير يعكس طريق وسلوك الحكومة. مكتب رئيس الوزراء في واقع الامر يمثل وجه الدولة. وجه بشع ومشوه ينبغي أن يقلق كل من يعيش في هذه الدولة.

هذا هو مكتب رئيس الوزراء الذي يحسم ويقرر مصيرنا. هذا هو مكتب رئيس الوزراء الذي يقرر ويحدد اذا ما ومتى يرسل افضل أبنائنا للخدمة القتالية ويقرر مصير مخطوفينا.

واذا كانت قرارات رئيس الوزراء تتخذ كما اتخذ قراره بتعيين وتنحية رئيس الشباك التالي، فالويل لنا والويل لنا.

مؤخرا دهشنا وغضبنا حين اكتشفنا ان إسرائيليين غير قليلين تعاونوا مع اعدائنا الإيرانيين لقاء طمع المال. فمسوا بذلك بامن الدولة. من الصعب أن نجد فرقا بين أفعال أولئك الإسرائيليين وبين ما ينسب لايلي فيلدشتاين ويونتان اوريخ، اللذين حسب الشبهات تلقيا مالا من قطر، دولة على حد علمي لا تزال ليست من محبي صهيون وتعرف كدولة عدو.

حكومة استبعدت وتستبعد رئيس الأركان، رئيس الشباك، المستشارة القانونية، رئيس المحكمة العليا، جهاز القضاء والنيابة العامة، وتقريبا كل القيادة الأمنية في العشرين سنة الأخيرة، تستبعد كل من ليس مواليا لطريقها ومواقفها. هي تختار مرشحيها للمناصب الرسمية، قبل كل شيء، وفقا لولائهم للزعيم. لرئيس الوزراء وليس للدولة وللعالم.

هذه لم تعد حكومة، هذه طغيان باسمها. تدير الدولة وفقا لفكر بعيد سنوات ضوء عن الحلم الصهيوني ووثيقة الاستقلال.

كل هذه الحقائق يوجد فيها ما يشرح كيف وصلنا الى كارثة 7 أكتوبر. كيف تحت وبرعاية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، نما الى جانبنا وحش حماس، حين ضخ المال القطري الى حماس في غزة مثلما ضخ الى عاملي مكتبه.

-------------------------------------------

 

هآرتس 2/4/2025

 

في الحكومة يحاولون تقزيم قضية قطر

 

 

بقلم: رفيت هيخت

 

رؤوبين ريفلين كتب في سيرته الذاتية بأنه رغم معارضته الكبيرة للخطوات التي قادها اسحق رابين في فترة اوسلو، إلا أنه شعر بالقشعريرة من االاستعداد منفلت العقال لرئيس الليكود الجديد “نسبيا” بنيامين نتنياهو لنزع الشرعية العنيف لليسار. في عهد نتنياهو تحولت شتيمة “يساريون خائنون” الى مقولة مشروعة. منظمات حقوق الانسان تم اضطهادها، ومصادر تمويلها تمت مهاجمتها بتحريض مسموم ومشاريع قوانين مكارثية، واعضاؤها اصبحوا منبوذين واتهموا بأنهم باعوا ارواحهم للشيطان.

في انتخابات 2015 اجتاز نتنياهو حد آخر، وفي حملته الانتخابية ظهرت سيارات داعش في اراضي اسرائيل حيث يقودها مخربون يبحثون عن فريسة. عندما سأل المخربون في الفيلم عن الطريق الى القدس تلقوا توجيه من كلمات “الى اليسار”.

التاريخ المثير للقشعريرة لا يقتصر على السخرية. نتنياهو جسد حملاته – لكن بشكل معكوس. في ولايته قام مخربون يركبون سيارات “تيوتا” بذبح مواطنين اسرائيليين بدون ازعاج، واغتصابهم وقتلهم. الآن يبدو أن مكتبه غارق في علاقات مخادعة مع دولة معادية تمول حماس. اذا كانت العلاقات حتى 7 اكتوبر مع قتل محتملة بفضل عقيدة “هكذا تفعل كل الدول”، التي يرفعها نتنياهو من اجل شرعنة كل فساد وعمل يخالف القانون، فان هذه النشاطات بعد المذبحة هي عمل لا يقل صدمة عن ذلك. حتى قبل الدخول الى المسألة الجنائية فان الافلاس القيمي الذي يعرضه مكتب رئيس الحكومة مخالف للوطنية والتضامن مع المواطنين الاسرائيليين الذين اصيبوا بصدمة 7 اكتوبر.

في الحكومة يحاولون تقزيم القضية. مفهوم “نتن ولكنه حلال” يتكرر في جميع المحادثات، وهناك ايضا محاولة متكررة لتسليط الضوء على تفاهة الشكوك الجنائية النسبية كما هي معروفة حتى الآن على الاقل. بعض اعضاء الائتلاف تحدثوا عن “السلوك الغبي” للمكتب، الذي اكسبه عدد لا بأس به من الاعداء في الليكود. الوثائق ايضا، ووظيفة فيلدشتاين والاعلان الوهمي عن تعيين رئيس الشباك والتراجع عنه. ما هذا السؤال؟ ما الذي تفعلونه؟ قال مسؤول كبير في الليكود. “الله يحب نتنياهو كثيرا الى درجة أنه الآن سيتأكد اخيرا من أن يغير له مكتبه”، قال وزير في الحزب بمزاح.

لكن اضافة الى الانتقاد فان الجميع يحرصون على الاشارة الى أن الشبهات لم ولن تصل الى رئيس الحكومة. وحسب مصادر في محيط نتنياهو فانه خوفه الوحيد هو أن يونتان اوريخ، المقرب منه، سينهار وسيصبح شاهد دولة. ولكن في هذه المرحلة يبدو أن هذا السيناريو له احتمالية ضئيلة جدا.

على الرغم من اللامبالاة النسبية الواضحة للحكومة، والتمسك والتخندق في رواية ملاحقة سلطات القانون، يمكن التقدير بأن قضية “قطر غيت” هي على الأقل قشة مشتعلة حتى لو لم تكن القشة التي ستقصم ظهر البعير. هذه ضربة قاسية في بطن نتنياهو الرخوة. ليست شمبانيا أو عناوين في “واللاه”، بل علاقات لمقربيه مع دولة معادية مع اموال طائلة.

في الحقيقة الواقع في اسرائيل سبق واثبت بأنه يمكن أن يكون اسوأ من الكوابيس الشديدة جدا، ويبدو أن كل حدود سبق اجتيازها. الرسائل المؤقتة التي نشرتها لجنة التحقيق الرسمية حول قضية الغواصات، التي تشمل اتهامات قاسية جدا ضد نتنياهو، مرت في اوساط الجمهور بدون رد مهم. وحقيقة أن نتنياهو اجتاز سياسيا مذبحة 7 اكتوبر هي دليل غير معقول على أن العالم، على الاقل في اسرائيل 2025، هو ارض مشاع مطلق.

لكن العلاقات المشكوك فيها مع قطر تتراكم وتصبح كومة ثقيلة، وحتى ثقيلة جدا، من الشك والتفسيرات. على الاقل من شأن هذه الحزمة أن تواجه شعور الاشمئزاز لدى الكثيرين الذين تركوا نتنياهو بعد المذبحة وأن تدفعهم خطوة اخرى نحو الخارج. حكم البلطجة لنتنياهو غير جدير وغير مناسب. فات الأوان، سينتهي هذا الامر.

-------------------------------------------

 

يديعوت احرونوت 2/4/2025

 

 

شيء ليس موضوعيا في اعتبارات رئيس الوزراء

 

 

بقلم: افي يسخاروف

 

فجر أمس نجح الجيش الإسرائيلي والشباك في احباط احدى أكبر العمليات التي خطط لها في السنوات الأخيرة ضد أهداف إسرائيلية. وتضمن الإحباط هجوما من سلاح الجو على شقة كان فيها حسن علي محمود بدير، نشيط في وحدة 3900 للمنظمة ولقوة القدس الإيرانية. يدور الحديث عن نشيط مركزي وكبير كان جزءً من شبكة إرهاب ضمت أيضا شبكة من نشطاء حماس في ظل تعاون استثنائي بين منظمة الإرهاب الشيعية وتلك السورية. وكانت نية تلك الشبكة تنفيذ عملية في المدى الزمني الفوري ضد هدف إسرائيلي في الخارج، ولو كانت هذه العملية خرجت الى حيز التنفيذ لمعقول الافتراض بان مئات الإسرائيليين كانوا سيقتلون.

المعلومات لاغتيال بدير في ضاحية بيروت، وفرها الشباك، الموساد وأمان ومن أدار العملية كان مندوبو سلاح الجو والشباك. وكانت الإصابة دقيقة وبالفعل تم الاغتيال. بدأت العملية الإسرائيلية تتدحرج قبل وقت طويل من التنفيذ – من قاد جمع المعلومات كانت دائرة خاصة أقيمت في السنوات الأخيرة في الشباك هدفها ضرب البنى التحتية الخارجية لحماس التي كان يترأسها حتى وقت أخير مضى صالح العاروري. اما اليوم فتعمل بنية حماس في الخارج من أماكن مثل تركيا لكنها تحاول اطلاق اذرعها الى أماكن أخرى في أوروبا.

لشدة الحظ دحر هذا الحدث الى هوامش الاخبار في إسرائيل بسبب نجاح قوات الامن الإسرائيلية. وتركزت الاخبار على واقع هاذٍ ومتهالك مشكوك أن يكون ممكنا اختلاقه. وبالفعل صعب بعض الشيء التصديق بانه في الوقت الذي يقوم فيه رئيس الشباك رونين بار ورجاله، الى جانب مندوبي الجيش الإسرائيلي والموساد بالتركيز على احباط عمليات تفجير بحجم استثنائي، يكون رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو الذي قرر منذ وقت قصير مضى اقالة رونين بار يركز على نشر أشرطة كآخر التكتوكيين كي يدافع عن مستشاره يونتان اوريخ. وهذا هو رئيس الوزراء ذاته الذي في الساعة 6:53 من صباح أول امس أعلن عن تعيين رئيس شباك جديد ايلي شاربيت، قائد سلاح البحرية في الماضي. يمكن التقدير الى أنه سبق تعيين شاربيت كرئيس الشباك الجديد تحقيق ما، اعداد، فحص. كما أن مكتبه نشر بيانا احتفاليا ورسميا. وها هو، بعد انقضاء بضع ساعات فقط تبين أن الرجل ليس “ملائما”، او ليس “جديرا”. ولماذا؟ لا حاجة لان يكون المرء عبقريا عظيما كي يفهم بان نتنياهو على ما يبدو اصطدم بردود فعل شديدة من البيت – البيت السياسي، أي نواب من الليكود مثل سعده وغوتليف، وكذا من بيته الخاص.

لم تكن هنا اعتبارات موضوعية حقيقية، كانت هنا أساسا اعتبارات شخصية وسياسية. واجاد في صياغة هذا النائب موشيه سعده الذي دون أن يخجل شرح بان رئيس الشباك التالي يجب أن يأتي من الدوائر السياسية (اليمينية) الصحيحة. يسمع المرء ولا يصدق. وها هو، في زلة لسان واحدة يوضح سعده ماذا يريد نتنياهو وماذا يريد رجاله – شباك منضبط، موال للملك بيبي، لكن ليس للمملكة. موال لليكود بيبي وبقدر اقل لدولة إسرائيل. موال الا يحقق ويفحص نتنياهو، حتى لو كان هذا الأخير متورطا حتى الرقبة في قضية قطر غيت التي في كل دقيقة تمر تبدو أكثر فأكثر كخطر على دولة إسرائيل واساسها على مواطنيها. حسب الاشتباه، فان قطر – الدولة التي تمول منظمة الإرهاب المسؤولة عن المذبحة الأكبر التي ارتكبت باليهود منذ المحرقة – مولت أيضا الأشخاص الأقرب لنتنياهو كي يديروا حملة تأثير على المواطنين الإسرائيليين ويهود الولايات المتحدة.

في السطر الأخير، الاحداث التي وقعت يوم الاثنين في ساعات الصباح المبكرة وحتى الثلاثاء فجرا، تجسد كم هي محاولة رئيس الوزراء نتنياهو طرد رونين بار من منصبه يشكل خطرا حقيقيا على دولة إسرائيل. شيء ليس “موضوعيا” في مكتب نتنياهو. يعمل هناك خليط جم من الاعتبارات السياسية، المالية وكذا اعتبارات لدول اجنبية، بما فيها تلك التي تساعد حماس وباقي المنظمات الجهادية. القصة لم تعد من سيُعين كبديل لرئيس الشباك بل من هو الذي سيعينه – والذي هو ليس مؤهلا لعمل ذلك، ليس بسبب مسؤوليته المركزية عن احداث 7 أكتوبر وليس بسبب دوره في قضية قطر غيت الحالية. نتنياهو، الذي كان هو الذي اصر على مواصلة نقل المال القطري لحماس نقدا رغم أنه حذر في 2019 – 2020 من أن المال يصل الى الذراع العسكري للمنظمة (بما في ذلك محمد ضيف تحديدا)، يصر الان على الادعاء بان هذه فرية ضد “الرهائن”، اوريخ وفيلدشتاين. لفرحته اوريخ وفيلدشتاين لا يحتجزان في الانفاق في غزة، مثل 59 مخطوفا إسرائيليا، انفاق بنيت، ضمن أمور أخرى، بمعونة المال الذي صادق نتنياهو نفسه على إدخاله الى القطاع.

-------------------------------------------

 

 

 

هآرتس 2/4/2025

 

جندي خدم في الجيش:

 

 

هل كنا نحارب من أجل مصالح نتنياهو وائتلافه؟

 

 

بقلم: غيل شيلي

 

أكتب هذه الأقوال لكل من يعملون في الرياضيات. لماذا يحظر علينا الخضوع لحماس وإنهاء القتال في غزة، حتى لو كان المعنى الفوري لهذا القرار موت 24 مخطوفاً، الذين ما زالوا على قيد الحياة بعد الجحيم الذي لا يمكن تخيله لغزة حتى الآن. هؤلاء الاستراتيجيون المشهورون الذين يؤيدون سياسة الحكومة، يقولون إنه قد يموت المخطوفون، لكنها نقطة في بحر أمام كل الذين سيموتون في المستقبل على يد حماس.

أنا شخصياً اعتبر نفسي محظوظاً. كان ابني في حفلة “نوفا” في 7 أكتوبر. وحتى يجد ملجأ من الصواريخ، سافر بسرعة إلى “كيبوتس بئيري”، وهناك قاتل لساعات بمساعدة سلاح عثر عليه، وبعد أن اجتاز ذلك اليوم الفظيع، اجتاز أيضاً قتالاً لأشهر في غزة. ورغم أنني محظوظ، وأعرف أن ابني يمكنه مواجهة كل الفظائع التي عرفها – هو وبحق يواجه بشكل يثير التقدير بعد كل ما مر عليه – إلا أن خبر المعاناة التي مرت عليه والتي سيعانيها تتسبب لي بألم جسدي.

الآن حاولوا مقارنة ما يمر به أي أب أو ابن عائلة لشخص مخطوف لدى حماس في غزة. شخص يعرف أن ابنه في جحيم وعذاب وخطر موت يومي، تقريباً مدة سنة ونصف. تخيلوا الأب، الذي حسب ما يعرف، أن الحكومة توصلت إلى اتفاق لإنقاذ جميع المخطوفين، لكنها قررت بأن خطر الانسحاب من غزة في إطار المرحلة الثانية من الاتفاق أهم من حياة ابنه الموجود في الأسر الفظيع.

الحكومة في الحقيقة تقول لهؤلاء إنه قد يصاب المخطوفون أو قد يموتون في أسر حماس، لكنها مخاطرة نقبلها لأن لنا أموراً أهم من إنقاذهم. هل يمكنكم تخيل ما يمر على هؤلاء الأشخاص؟ لم أتحدث بعد عن معاناة المخطوفين أنفسهم كل يوم. إن من نجوا منهم وعادوا إلى البيت، يصفون هذه المعاناة أفضل من أي شخص آخر.

السؤال الفظيع الآن هو: هل تستطيعون مواصلة روتين حياتكم، في حين يدفع الكثيرون ثمناً باهظاً بسبب استمرار الحرب في غزة؟ آباء لمخطوفين، وأقارب آخرون، والمخطوفون أنفسهم، جميعهم يعانون؛ لأن الحكومة قررت بأن موتهم مخاطرة تقبلها. أشعر أن عالمي تدمر، لقد حاربت من أجل هذه الدولة، وأبنائي وجدوا أنفسهم يعرضون حياتهم للخطر من أجلها. والآن يأتون ويقولون لنا إن هناك أموراً أهم من مصير مواطني إسرائيل، وإنني أنا وأبنائي تجندنا للأماكن الأكثر قتالية في الجيش من أجل الدفاع عنهم وعن نمط الحياة هنا.

الخطر الاستراتيجي الأكبر هو أنه لن يكون لنا “معاً” أخرى ذات يوم. لا أحد من أبناء عائلتي سيقاتل بعد الآن إلى جانب الذين يتخلون عن كل إنسان غير محظوظ ومخطوف حالياً في غزة. ولن يشعر بعد الآن بوحدة المصير مع هؤلاء الناس. ولن يشعر بعد الآن بأن البلاد تعود له – لأن الدولة وأنصار الحكومة الحالية قد أظهروا في الوقت الأكثر صعوبة بأن مصير المخطوفين وأبناء عائلاتهم ليسوا الأهم. ولكن ستكون هناك أخطار مستقبلية على إسرائيل.

-------------------------------------------

هآرتس 2/4/2025

 

هآرتس.. 5 أيام من جهنم: هذا ما فعلته إسرائيل بأفراد الطواقم الطبية في رفح

 

 

بقلم: أسرة التحرير

 

 أمور ظلامية وقعت الأسبوع الماضي في الطريق إلى تل السلطان في رفح. حسب المعلومات المتوفرة حتى الآن، استدعيت سيارة إسعاف للهلال الأحمر إلى المنطقة لإخلاء جرحى في هجوم من الجيش الإسرائيلي. طاقم سيارة الإسعاف الذي وصل إلى هناك، طلب المساعدة من طاقم إضافي. سيارة الإسعاف الثانية لم تصل إلى غايتها، ومثلها بضعة طواقم نجدة انطلقت في أعقابها.

على مدى خمسة أيام، لم تكن هناك معلومات حول ما حصل لمصيرهم. والأحد من هذا الأسبوع، سمح الجيش الإسرائيلي لطواقم إنقاذ من الأمم المتحدة والهلال الأحمر الوصول إلى هناك. ووجدوا هناك كومة رمل كبيرة وأجزاء من مركبات مسحوقة ومدمرة ظهرت من داخلها. وجد هناك خمس سيارات إسعاف، وسيارة إطفائية واحدة، ومركبة للأمم المتحدة. في زاوية أخرى حددها لهم مصدر في الجيش الإسرائيلي، حفروا ووجدوا 15 جثة لرجال طاقم: 8 عاملين من الهلال الأحمر الفلسطيني، و6 عاملين من الدفاع المدني، وعامل واحد من الأمم المتحدة.

ادعت مصادر فلسطينية بأن الجثث وجدت خارج المركبات، كان بعضها مقيدة الأيدي أو الأرجل، كما وجدت علامات إطلاق نار من مسافة قريبة. في إحدى الحالات على الأقل، أكد شخص كان في الميدان لـ “هآرتس” بأن الجثة كانت مكبلة الأقدام. وإذا لم يكن هذا بكاف، ففي الوقت الذين كانوا فيه في طريقهم، لاحظ عاملو الأمم المتحدة مئات الأشخاص يهربون من المنطقة تحت النار، وشهدوا بأنهم رأوا امرأة يطلقون النار تجاه رأسها من جهة الخلف، وثمة شاب حاول مساعدتها فأطلقوا النار عليه هو أيضاً.

أكد الجيش الإسرائيلي أمر إطلاق النار نحو المركبات، وادعوا بأنها كانت مشبوهة، وأنهم قتلوا ناشطاً معروفاً في الذراع العسكري لحماس وثمانية نشطاء من حماس أو “الجهاد الإسلامي”.

جواب الجيش الإسرائيلي غير مرض، ولا سيما على خلفية سياسة نار متساهلة يتبعها الجيش في غزة، وتجاهل للقانون الدولي في الميدان من قبل الضباط، بل وللقانون الإسرائيلي. 15 قتيلاً ينضمون إلى أكثر من 1000 من عاملي الصحة وطواقم الطوارئ ورجال الدفاع المدني الذين قتلوا منذ بداية الحرب.

حتى الآن، قتل في غزة أكثر من 50 ألف شخص حسب معطيات وزارة الصحة في قطاع غزة. اليوم، يمر شهر على قرار إسرائيل إغلاق كل المعابر إلى القطاع. منذ ذلك الحين، لم يدخل أي غذاء أو أي مساعدة. يحوم خطر الجوع والانهيار الإنساني مرة أخرى على مليونين من سكان قطاع غزة. على الجيش الإسرائيلي أن يعطي أجوبة واضحة حول ما حصل لسيارات الإسعاف ولرجال الطاقم. كما أن على رئيس الأركان والضباط الكبار ألا يمسوا بالأبرياء وبعاملي الصحة، وتقليص معاناة الأبرياء في القطاع.

رغم أن الحكومة معنية باستمرار هذه الحرب إلى الأبد، سيأتي يوم وتنتهي. وفي هذا اليوم، سيضطر الجيش الإسرائيلي والمجتمع الإسرائيلي للنظر في المرآة.

-------------------------------------------

 

معاريف 2/4/2025

 

استطلاع: اغلبية الأميركيين يعارضون نهج ترامب في النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني

 

 

بقلم: جود ترجين

 

استطلاع جديد لوكالة الأنباء "AP"، يظهر أن 54% من الأميركيين وبينهم 84% من الديمقراطيين، يعبرون عن معارضتهم للشكل الذي يعالج به الرئيس دونالد ترامب النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني. لكن المسألة لا تمس بصورته الجماهيرية، مثلما مست بسلفه جو بايدن. الاستطلاع الذي أجراه مركز البحوث AP -NORC، يشير الى أن نحو 80% من الجمهوريين يؤيدون نهج ترامب تجاه النزاع بينما 40% فقط من الديمقراطيين أكدوا معالجة بايدن لهذا الموضوع في حزيران (يونيو) الماضي. وكما يذكر في الأشهر الأخيرة يحذر ترامب حماس من أنه ستكون "الجحيم"، إذا لم يعد المخطوفون الإسرائيليون فورا وبالتوازي دفع إسرائيل لإنهاء الهجوم في غزة و"الانتهاء من هذا".

معطى مقلق يظهر من الاستطلاع هو أن 40% من الأميركيين فقط يعرفون إسرائيل بأنها "حليف قريب" من الولايات المتحدة و28% آخرون يصفون العلاقات بـ"ودية". كما يتبين من الاستطلاع أيضا أنه يوجد إجماع أوسع بين سكان الولايات المتحدة في أن على الإدارة أن تركز على المفاوضات لوقف النار في إسرائيل وأوكرانيا، وذلك مقارنة بالسنة الماضية.

نحو 60% من الأميركيين يعتقدون أن من المهم "بقدر كبير جدا" أو "بقدر كبير"، أن تدير الولايات المتحدة المفاوضات لوقف نار دائم بين روسيا وأوكرانيا – ارتفاع بنحو 50% عن الاستطلاع السابق في شباط (فبراير) 2024، مع ميل مشابه بالنسبة للنزاع بين إسرائيل والفلسطينيين.

أثناء الولاية الأولى لترامب لم نبدأ بشكل نشط أي حرب. يوجد فرق بارز بين تاريخه وولايته الأولى وبين رئاسة بايدين. أعتقد أن ترامب ببساطة يحاول إصلاح أمور سمح بايدن لها بالخروج عن السيطرة"، قال لوكالة الأنباء "باتريك فيجيل"، جمهوري ابن 60 من نيو مكسيكو صوت لترامب في انتخابات تشرين الثاني (نوفمبر) العام الماضي. لكن ليس كل ناخبي ترامب راضين عن نهج الرئيس الحالي. مايكل جونسون، مستقل ابن 36 عاما، من شمال كارولاينا صوت لترامب وقال: "إنه لا يستطيب معالجة ترامب للحرب في غزة والاجتياح الروسي لأوكرانيا". "فقد قال إنه سيوقف هذا لكنه ما يزال مستمرا". يوجد الكثير من الناس الذين يفقدون حياتهم هناك، أطفال صغار وغيرهم.

-----------------انتهت النشرة-----------------

disqus comments here