الهلال الأحمر يتهم جيش الاحتلال بالكذب وتبرير جريمة اعدام المسعفين

رام الله: استنكر الهلال الأحمر الفلسطيني يوم الأحد ما وصفه بـ"الكذب الفاضح" في تقرير جيش الاحتلال الإسرائيلي بشأن مقتل 15 مسعفًا في قصف إسرائيلي قُرب رفح جنوب قطاع غزة خلال مارس الماضي.
وقالت نبال فرسخ، المتحدثة باسم الهلال الأحمر في تصريحات من رام الله: "ما دام الكذب سيد الموقف في التقرير فهو باطل وغير مقبول"، مؤكدة أن التقرير يبرر القتل، ويحاول التنصل من المسؤولية بإلقائها على "خطأ شخصي ميداني"، وهو ما يناقض الوقائع.
وجاء هذا الرد بعد أن نشر جيش الاحتلال ملخص تحقيق داخلي حول الحادثة، أقر فيه بوجود "إخفاقات مهنية متعددة" و"مخالفات للأوامر"، مشيرًا إلى أنه سيعزل نائب قائد كتيبة الاستطلاع في وحدة "غولاني" بسبب مسؤوليته عن الحادث.
وأضافت فرسخ، بأن محاولة إسرائيل تحميل الخطأ لأفراد في الميدان لا تلغي الحقيقة، مشددة على أن المسعفين كانوا يرتدون زيهم الرسمي، ويتنقلون في سيارات إسعاف واضحة الشعارات، وبأنوار مضاءة.
وفي المقابل، زعم جيش العدو، أن مركبات الإغاثة اقتربت بطريقة "مريبة" من موقع عسكري ليلاً دون علامات أو أنوار، مدعيًا أن بين القتلى عناصر من حماس والجهاد الإسلامي، لكن الهلال الأحمر نشر تسجيلاً مصورًا من هاتف أحد الضحايا، يُظهر بوضوح وجود المسعفين في زيهم المعروف داخل سيارات إسعاف وشاحنات إطفاء، ويظهر لحظة استهدافهم بالنيران الإسرائيلية بالرغم من وضوح هويتهم.
كما روى المسعف الناجي الوحيد، منذر عابد، أن الجنود الإسرائيليين أطلقوا النار عمدًا على مركبات الطوارئ، مشيرًا إلى أن الحادثة وقعت في وضح النهار، وبطريقة لا تحتمل اللبس.
تجدر الإشارة إلى أن جثامين الضحايا عُثر عليها مدفونة في قبر جماعي بعد أسبوع من القصف، في واحدة من أبشع المجازر التي طالت الطواقم الإغاثية منذ بداية الحرب على قطاع غزة.
نيويورك تايمز
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقطع فيديو يظهر مقتل عمال إغاثة في غزة تحت وابل من النيران، وأضواء سيارات الإسعاف مضاءة، في دحض للرواية الإسرائيلية.
ويظهر تسجيل فيديو، عثر عليه على هاتف أحد المسعفين الذين عثر عليهم مع 14 عامل إغاثة آخرين في مقبرة جماعية بمدينة رفح بغزة أواخر مارس، أن سيارات الإسعاف وشاحنة الإطفاء التي كانوا يستقلونها كانت تحمل علامات واضحة، وكانت أضواء الطوارئ مضاءة عندما أطلقت القوات الإسرائيلية وابلا من النيران عليها.