الغارديان: أكثر من ثلثي المواقع الأثرية في غزة تضررت بفعل العدوان الإسرائيلي

كشف تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية أن حرب الإبادة الإسرائيلية أدت إلى تدمير وتخريب أكثر من ثلثي المواقع التراثية والثقافية والأثرية في قطاع غزة، وفقًا لخبراء فلسطينيين وعلماء آثار بريطانيين.
وسلط التقرير الضوء على الدمار الذي لحق بـقصر الباشا، أحد أهم المعالم الأثرية في غزة، والذي كان يعود تاريخه إلى 800 عام. القصر الذي احتضن نابليون بونابرت في إحدى لياليه خلال حكمه، لم يتبقَّ منه سوى أجزاء من الجدران وأقواس متضررة بعد القصف الإسرائيلي.
استهداف متعمد للتراث الثقافي
ووفقًا للصحيفة، فإن قوات الاحتلال استهدفت بشكل مباشر الحمام التركي الأثري “حمام السمارة”، الذي دُمِّر بالكامل، تاركًا صاحبه سليم الوزير (74 عامًا) في صدمة بعد أن فقد إرثًا عائليًا وتاريخيًا يعود إلى قرون.
وأكد التقرير أن العدوان الإسرائيلي لم يقتصر على المنازل والبنية التحتية، بل طال أيضًا المسجد العمري الكبير، أقدم وأكبر مسجد في غزة، والذي تعرض لانهيار جزئي في مئذنته وسقوط أجزاء كبيرة من سقفه.
تكلفة إعادة الإعمار تتجاوز 330 مليون دولار
وفقًا لتقديرات خبراء فلسطينيين، فإن حماية المواقع الأثرية المتضررة في غزة من مزيد من الدمار ستتطلب نحو 33 مليون دولار وستستغرق 18 شهرًا، في حال استمرار وقف إطلاق النار. أما إعادة الإعمار الكامل فقد تصل تكلفته إلى 330 مليون دولار وتتطلب قرابة 8 سنوات.
تجاهل للموروث الثقافي في خطط إعادة الإعمار
أشارت الغارديان إلى أن خطط إعادة الإعمار الدولية، بما فيها المقترح الأميركي الذي قدمه دونالد ترامب، لم تركز على حماية التراث الثقافي، بل تحدثت عن تحويل غزة إلى “ريفييرا الشرق الأوسط” عبر بناء مشاريع سياحية ضخمة. في المقابل، يطالب الفلسطينيون بإعادة بناء معالمهم الأثرية كما كانت للحفاظ على هويتهم التاريخية.
ورغم الدمار الهائل، يؤكد سكان غزة عزمهم على إعادة ترميم معالمهم التراثية، حيث يقول طارق هنية (60 عامًا)، المرشد السياحي في المسجد العمري: “الحرب أخذت منا الكثير، لكننا سنعيد بناء هذا المسجد، بنفس الحجارة والتصميم، ليعود كما كان تمامًا.”