الدم يلوّح بيد طفل في غزة.. نداء أخير من بين الركام إلى ضمير العالم

من وسط ركام حي اليرموك بمدينة غزة، خرجت صرخة بلا صوت، يحملها طفل مضرّج بالدماء، يلوّح للعالم بيده الصغيرة كمن يطلب النجاة أو يستجدي الرحمة، بعدما فقد والده وخمساً من شقيقاته في مجزرة دامية ارتكبها جيش الاحتلال فجر الخميس.

الطفل الناجي، من عائلة فرج، ظهر في مشهد مؤلم وثّقته الكاميرات، يصرخ بفزع وهو ينزف، فيما والدته تصارع الموت في أحد المستشفيات، بينما تناثرت أشلاء شقيقته بفعل الانفجار إلى سطح مبنى مجاور، جرّاء غارة إسرائيلية استهدفت بناية “الصديق” وسط حي اليرموك.

استُشهد في المجزرة أكثر من 15 مدنيًا، معظمهم من عائلتي فرج وشحتو، بينهم عدد من الأطفال الذين تحوّلت أجسادهم إلى أشلاء بفعل القصف الوحشي.

صورة الطفل المُدمّى اجتاحت مواقع التواصل، واعتُبرت رمزًا لصراخ غزة في وجه العالم الصامت. وكتب أحد المعلقين: “الطفل لا يلوّح لأمه بل للكاميرا… وكأنه يطلب منّا أن نكتب وجعه”. فيما قال آخر: “مشهد الطفل هذا طار فوق كرامتنا الغائبة، فضح صمتنا، وعرّى عجزنا”.

وزارة الصحة في غزة أعلنت اليوم عن استشهاد 61 فلسطينيًا في غارات الاحتلال منذ ساعات الفجر، بينهم 46 في مدينة غزة وشمال القطاع، ليرتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر إلى 51,355 شهيدًا، وأكثر من 117,000 مصاب، غالبيتهم أطفال ونساء.

ورغم كل هذا، يواصل جيش الاحتلال ارتكاب جرائمه بدعم أمريكي، وصمت دولي، وتخاذل عربي مريب، فيما تنزف غزة جراحها للعالم، على أمل أن يفيق الضمير الإنساني من سباته.

#غزة_الآن | #أطفال_تحت_القصف | #صرخة_من_اليرموك | #مجزرة_الاحتلال

 

disqus comments here