الاحتلال يُحكم السيطرة على نصف غزة: تدمير ممنهج ودفع نحو التهجير القسري

كشفت مجلة التايم البريطانية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي وسّع بشكل غير مسبوق سيطرته على قطاع غزة، ليُهيمن على أكثر من 50% من مساحته، عبر تدمير واسع للمنازل والأراضي الزراعية والبنية التحتية، ضمن خطة تهدف إلى حشر الفلسطينيين في مناطق صغيرة مكتظة، ودفعهم قسرًا نحو النزوح.

وبحسب التقرير، فإن المنطقة العازلة التي أقامها جيش الاحتلال على طول الحدود تضاعفت مساحتها في الأسابيع الأخيرة، وشملت مناطق زراعية وسكنية كانت تشكل رئة غزة الزراعية. وأُجبر مئات الآلاف من السكان على مغادرة منازلهم، في وقت حولت فيه جرافات الاحتلال الأحياء والمصانع إلى أنقاض.

ونقل التقرير عن خمسة جنود إسرائيليين أن عمليات الهدم نُفذت بشكل ممنهج، بأوامر عليا تقضي بتدمير كل ما يمكن أن يعود الفلسطينيون لاستخدامه لاحقًا. وقال أحدهم: “لن يكون لديهم ما يُعيدون به أرواحهم، ولن يعودوا أبدًا”.

وأظهرت صور الأقمار الصناعية اتساع رقعة الدمار، في حين أكدت منظمة “كسر الصمت” أن الاحتلال يحوّل المنطقة الحدودية إلى أرض قاحلة، تمهيدًا لفرض سيطرة دائمة عليها. وتشير التقديرات إلى أن الاحتلال يخطط لإقامة ممر جديد يعزل مدينة رفح، ما يُكمل عملية التقطيع الجغرافي للقطاع.

منظمات حقوقية وصفت ما يجري بأنه “تطهير عرقي” و”جريمة ضد الإنسانية”، خاصة في ظل منع السكان من العودة إلى مناطقهم الأصلية، واستمرار إطلاق النار على كل من يقترب من حدود المناطق التي باتت تُعرف بـ”مناطق القتل”.

disqus comments here