الخريج "حسام جربوع".. يدير مصنع لصناعة "بلاط انتر لوك" في رفح

وجد نفسه في وضع جديد بعد بتر أحد أطرافه، ولكنه يمتلك أحلاماً في الحياة يسعى لتحقيقها بكلّ قوة، فالإرادة الحقيقية دفعته نحو تحقيق هدفه، ليصل إلى النتائج التي ترضيه في النهاية.
حسام عبد الرحيم جربوع 29 عاماً، من مدينة رفح جنوب قطاع غزة، خريج إدارة صحية من جامعة القدس المفتوحة وخريج من كلية مجتمع غزة تخصص سكرتارية دولية، ويعمل في صناعة بلاط "انتر لوك".
بدأ حسام عمله في هذه المهنة قبل بتر قدمه برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في المسيرات شرق رفح بتاريخ 6/8/2018م، حيثّ استخدم أدوات بسيطة لإنجاز مهمته من خلال قوالب تم صناعتها يدوياً ليتم انشاء الأشكال للبلاط من خلالها.
وقال الجريح جربوع ، إنّني "بدأت مشروع البلاط الخرساني، يدوياً ولا يوجد جهاز الكتروني للعمل عليه مثل "الرجاج الذي يستخدم في رج القوالب، ويساعد على تمسك الكتلة الاسمنتية"، وقمنا بهذا العمل باليد.
وأكد، أنّ "الأجهزة الخارجية مكلفة جداً، لذلك قمنا بتطوير الفكرة، وصنعت جهاز بدائي ليتم "رج" القوالب حتى تظهر بشكلها الصحيح".
وأوضح، بعد إصابتي توقفت عن العمل لفترة، ولكن لم أنحني فقررت العودة للعمل، حتى لو كنت بقدم واحدة لكن لن أيأس، لأنّ طفلتي وزوجتي بحاجة لعملي هذا.
ونوه، قررت التغلب على الإعاقة، لأنني أعلم أن الشغل صعب حتى على السليميين، ولكن ارادتي أقوى من بتر قدمي لأكون عنوان للناس والخريجين الذين لا يعملون.
صعوبات تخطاها بالحلم والطموح
وحول الصعوبات التي واجهها الشاب الغزي الجريح، قال: إنّني واجهت صعوبات كثيرة خلال عملي منها "غياب شريكي في العمل وهو نوح جربوع بسبب ظروف الحياة وتبرعه لابنته المريضة بالكلى، بالإضافة إلى فقداني لجهاز رج البلاط، والقوالب والأشكال التي نستخدمها في صناعته".
وأكمل، انقطاع التيار الكهربائي سبب أولي في الصعوبات التي أواجهها بعملي، لأن الخلاط الذي يخلط المادة لا يعمل الا بالكهرباء
وبشأن اكتسابه لهذه المهنة أضاف الشاب الغزي، أنه "بحث ع ن طريق الانترنت وسأل عن هذه المهنة وتعلمها بنفسه دون اكتسابها عن أي أحد، ورغم وجوده في غزة إلا أنه كل شخص لديه سر مهنة، فجربت عشرات المرات وخسرت كثيراً حتى وصلت إلى هذه المرحلة والنتيجة، وهو بطريقة الثلاثي أبعاد.
وتحدث : أود أن أكون عنوان للأشخاص ذوي الاعاقة والشباب الخريجين، بحياة مفعمة بالأمل، لذلك حاولت ابتكار هذه الفكرة في اطار عمل البلاط.
وشدد، أطمح أن يكبر هذا المشروع وأفتح مصنع كبير، ليتم تشغيل خريجين فيه، لأنني أشعر بهم، بسبب ارتفاع نسبة البطالة، وأعداد الخريجين الكبير في قطاع غزة، والوضع والظروف الاقتصادية الصعبة".
رسائل ومطالب..
وقدم الخريج الجريح رسالته قال فيها: أوجه رسالتي للأشخاص ذوي الاعاقة والخريجين، أن يحاولوا تحقيق حلمهم وأهدافهم بأقل الإمكانيات، وألا يكتفوا أو يعتمدوا على جمعيات أو مؤسسات.
كما طالب، من الجهات المعنية الدعم للأشخاص ذوي الاعاقة في غزة، عن طريق المشاريع ليستفيدوا منها وخاصة العاطلين عن العمل.
اذن.. نسقط لكي ننهض، ونهزم في المعارك لنحرر نصراً أروع، تماماً كما ننام لكي نصحو أكثر قوةً ونشاطاً، فلن يصل أحداً إلى حديقة النجاح دون أن يمر بمحطات التعب والفشل واليأس، وصاحب الإرادة القوية لا يطيل الوقوف في هذه المحطات.