مسؤل جزائري: هكذا قامت الدولة الفلسطينية في الجزائر

كشف المسؤول الجزائري، محمد الطاهر عبد السلام عن جذور تعاون الجزائر مع القضية الفلسطينية من خلال إسهاماتها في دعم القضية الفلسطينية منذ 1948، بتقديمها السلاح إياها كان الجزائريون يجمعون السلاح لنصرتها.
وقال العقيد خلال استضافته في حصة “الحوار مباشر” لإحياء ذكرى قيام الدولة الفلسطينية بالجزائر المصادفة ليوم 15 نوفمبر والحديث عنها، أن الجزائر قدمت دعما كبيرا للمقاومة الفلسطينية تمثل في 4 طائرات محملة بالعتاد و الأسلحة.
وقال: “زودت الجزائر حكومة و شعبا المقاومة الفلسطينة عبر عصور النكسة العربية بالأسلحة اللازمة التي اندلعت بها الثورة الفلسطينية في أول جانفي 1965، واستمر الدعم لها بكل الأشكال”.
وأوضح كيف ساهمت الدبلوماسية الجزائرية في ردع الخلافات بين الفلسطينين، و بيّن يقول أن الدعم الجزائري تمثل في الدور الذي قامت به على مدى حوالي أربع سنوات، منذ 1983 إلى 1987 بإصلاح ذات البين بين الفصائل الفلسطينية على إثر الانشقاق الخطير الذي شهدته منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح، والذي وصل إلى حد إنشاء تنظيم بديل يسمى جبهة الإنقاذ الفلسطيني بدعم من سوريا، وهو ما رفضته الجزائر جملة وتفصيلا، واعتبرته ضربا للمكاسب التي حققتها الثورة الفلسطينية، وظلت تواصل مساعيها الحميدة إلى أن تكللت باحتضانها الدورة ال 18 للمجلس الوطني الفلسطيني تحت شعار “دورة المصالحة الوطنية”، ما بين 20 إلى 25 أفريل 1987 ، حيث أسست نتائجها لمرحلة جديدة من النضال وأعادت منظمة التحرير الفلسطينية قوية سواء على المستوى الفلسطيني أو العربي.
وفي الوقت ذاته يضيف ضيف الحوار: ” بذلت الدبلوماسية الجزائرية جهودا شاقة ومضنية لا تقل تعقيدا اتجاه وقف الحرب المدمرة التي شنت على المخيمات الفلسطينية في لبنان -85 – 1987- ، سواء في بيروت أو في جنوب لبنان، ورفضت كل الذرائع والحجج المقدمة لتبرير الحرب وقامت بمساعي عديدة ذات أبعاد معقدة”.
وأوضح أن المبادرات العديدة التي قدمتها الجزائر تستند إلى ضرورة حماية الثورة الفلسطينية وتعزيز العلاقات النضالية الفلسطينية.
وقال: “احتضنت اجتماعات المجالس الوطنية الفلسطينية عندما ضاق عليها الأمر، ومنها دورة المجلس التي أعلن خلالها عن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة يوم 15 نوفمبر 1988 والتي اعترفت بها الجزائر في حينه، وقبلها احتضان القمة العربية الاستثنائية في شهر جوان من السنة ذاتها بدعوة من الجزائر لدعم الانتفاضة الفلسطينية”.
وواصل مبينا دعم الجزائر للقضية الفلسطينية في كامل مسيرتها التي تظهر من خلال أدوارها الحاسمة، حيث تجلت في أول قمة عربية حضرتها الجزائر عام 1964، إذ دعت إلى ضرورة تمكين الشعب الفلسطيني من إنشاء كيان وجبهة تحرير وطنية، وهو ما تمت الموافقة عليه بإنشاء منظمة التحرير الفلسطينية.
وقال: ” إن دعم الجزائر للقضية الفلسطينية ارتبط بمواقفها الثابتة، كما أن فكرة جبهة تحرير فلسطين فكرة جزائرية مائة في المائة”.
الجزائر فتحت مكتبا لفلسطين بعد أشهر قليلة من استرجاع استقلالها:
وأوضح المناضل أن الجزائر كانت قد افتتحت مكتبا لفلسطين عام 1963 بعد أشهر قليلة من استرجاع استقلالها، باعتباره المكتب الأول من نوعه في العالم كله، و قال بأنه كان نافذة مهمة ومنطلقا للتعريف بالقضية الفلسطينية بدعم تام من الجزائر، حيث أنه قبل المؤتمر خلال الحركة الفلسطينية قامت الجزائر باستضافة مؤتمر المصالحة الفلسطينية، وحضروا له من كل حدب وصوب.
وواصل العقيد بيان الدور الحاسم للجزائر في دعم القضية الفلسطينية خلال القمة العربية السادسة التي احتضنتها في سبتمبر 1973 ، إذ تكلّلت بالموافقة على اعتبار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد، وقال خصصنا طائرة تحت تصرف عرفات في 1988 مكتوب عليها رئاسة الجمهورية.
و أوضح محمد الحاج الطاهر محاولة القيادة الفلسطينية الإستفادة من اندلاع الانتفاضة في أواخر 1987، بغية التوصل إلى حل سياسي قائم على دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، كما كشف عن استمرار الرفض الإسرائيلي والأمريكي للتفاوض مع منظمة التحرير، وقال: “إن موقف الشعب الجزائر من حزب الشعب وجمعية العلماء المسلمين بدأ منذ الأربعينيات بتكوين لجنة دعم للقضية الفلسطينية 1948 أثناء الاحتلال الفرنسي”.
هذه قصة مقولة “الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة”
وفي السياق ذاته أوضح العقيد أن وقفة الجزائريين شعبا ودولة مع فلسطين المغتصبة، معتبرا أن العبارة الشهيرة التي خرجت من الرئيس الراحل هواري بومدين ” الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة” وكذا عبارة الرئيس الراحل بن بلة “استقلال الجزائر ناقص حتى تستقل فلسطين” لدلالة قوية على موقف الجزائر الثابت والداعم لدولة فلسطين لحقها في تقرير مصيرها.
وكشف من سياق حديثه عن كيفية الإعلان عن قيام دولة فلسطين بالجزائر حيث سرد قائلا: ” حين إحتلال الكيان الصهيوني لغزة بعد أن تخلت عنها مصر، والضفة الغربية التي تخلت عنها الأردن، قال لي ياسر عرفات: أفكر بإقامة مجلس وطني للقضية الفلسطينية لكن لم أجد أين بالضبط، فقلت له وضعنا الاقتصادي هش خاصة بعد أحداث 05 أكتوبر المفتعلة، لكن لن تجد أحسن مكان مناسب لاحتواء القضية الفلسطينية مثل الجزائر، باعتبار دول المشرق العربي تعيش حالة عدم استقرار.”
وفي رد للمناضل الحاج محمد الطاهر عن سؤال كيفية استقبال المجتمع الدولي لقيام القضية الفلسطينية، قال: “بالنسبة لهم حين لا تكون حركة التحرر فإنهم يكونون في حالة تحفظ، إلا أن الدول التي تحمست ورحبت بالفكرة هي ليبيا واليمن، أما بالنسبة للمسؤولين بالجزائر فأثناء انعقاد المجلس في الجزائر خافوا من الكيان الصهويني إلا أنني طمأنتهم وقلت لهم لن تقترب اسرائيل من الجزائر لأنها ستدفع أكثر و أنا أعي ما أقول لكم”.
وعاد العقيد الحاج محمد الطاهر عبد السلام إلى ما قبل إعلان الدولة، حيث قال بأن في 1963 كان شباب فلسطين يتدرب في جبال مغنية، كأبو عمار وأبو جهاد الذين فجروا الثورة في بدايتها، وإن الجزائر فتحت مكتبا وعلى رأسه أبو جهاد، ومنذ ذاك الوقت والجزائر تدربهم حتى التسعينات، وقد مدت فلسطين بالسلاح حسب متطلباتهم، لكن أقول أن قضية فلسطين مرت بعدة نكسات ومؤامرات، ومعروف تاريخ ايلول الأسود حيث كانت معارك مع الجيش الأدرني”.
هذه قصة اغتيال القائد الفلسطيني أبو جهاد في تونس
وأضاف العقيد الحاج محمد الطاهر عبد السلام : “كان أبو جهاد هو المسؤول عن الجناح العملياتي العسكري في المقاومة ضد الكيان الصهيوني، إذ كانت تونس نظامها آنذاك مفتوح على الجميع، وكان هدف اسرائيل القضاء على هذا المسؤول عن الانتفاضة، لذلك وصلوا لتونس كونها دولة مفتوحة فيها اليهود والأوروبيين، فنجحت المخابرات الصهيونية للوصول إلى بيت أبو جهاد واغتالوه، ضف إلى أنه لم تكن لأبي جهاد حماية تونسية يقظة، لذلك تمت عملية اغتياله بسهولة”.