آلاف الأمريكيين يحيون ذكرى (11) سبتمبر

تجمع آلاف الأمريكيين يوم السبت، لإحياء الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر 2001، في المواقع التي تحطمت فيها 4 طائرات ركاب مختطفة، ما أسفر عن مقتل ألفين و977 شخصا.

وفي حي مانهاتن بمدينة نيويورك، تجمع حشد مهيب في الموقع الذي ضربت به طائرتان برجي مركز التجارة العالمي المكونين من 110 طوابق، في 11 سبتمبر.
وحضر مراسم الاحتفال الرئيس جو بايدن، والسيدة الأولى جيل بايدن، إلى جانب الرئيسين السابقين باراك أوباما، وبيل كلينتون وزوجتيهما، بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية.

ولم يتحدث أي منهم، إلا أنهم استمعوا لأسماء الضحايا الذين وقعوا في نيويورك البالغ عددهم ألفين و606 قتلى، في ذكرى أسوأ هجوم إرهابي تعرضت له الأراضي الأمريكية.

وقالت أنثولا كاتسيماتيداس، التي قتل شقيقها جون، بينما كان يعمل في الطابق 104 من البرج الشمالي لمركز التجارة العالمي، للحشود "كان أخي الأكبر محبا للحياة، كما أحب أن يضحك الناس"، بحسب مراسلة الأناضول.

وتابعت: "عقب الهجمات استقبلنا كمية غير متوقعة من اللطف والعطاء المتدفق، إلى كل واحد منا (أهالي الضحايا)، من الأصدقاء والغرباء والعائلة، وبدت وكأن الدولة بكاملها احتوتنا بذراعيها، وقد منحني ذلك ما يكفي من القوة للاستيقاظ في اليوم التالي، والأيام التي بعدها".

وفي الوقت نفسه، كان هناك حشد آخر أمام مبنى وزارة الدفاع "البنتاغون" في واشنطن، حيث دمرت الطائرة الثالثة الواجهة الغربية لمبنى الوزارة في 11 سبتمبر.

وبلهجة جدية وغاضبة، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأمريكية مارك ميلي، للحشود إن ضحايا الهجمات هم "الأبرياء الذين وقعوا في مرمى نيران الإرهاب"، وفق مراسلة الأناضول.

وأضاف: "تتكشف أيديولوجية الكراهية على هذه الأرض بالذات.. في ثوانٍ، قُتل 184 رجلاً وامرأة وطفلا".

وفي مدينة "شانكسفيل" التابعة لولاية "بنسلفانيا"، حيث تمكن ركاب الرحلة 93 من مواجهة الخاطفين، وإسقاط الطائرة في حقل قبل أن تصل إلى هدفها المفترض في مبنى الكابيتول (مقر مجلسي النواب والشيوخ) في واشنطن، ألقى الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش، واحدة من أكثر الخطب التي لا تنسى.
وقال بوش "هنا أصبح الركاب الذين اختارهم القدر هم المنقذين"، بحسب مراسلة الأناضول.

واستطرد "عدد لا يحصى من الناس على قيد الحياة اليوم مدينون بدين هائل لهؤلاء الـ40 راكبا وطاقم الطائرة، فقد علمنا أن الشجاعة موجودة بشكل أكبر مما كنا نتخيل، وظهرت بروعة مفاجئة في مواجهة الموت".

وأشار بوش خلال خطابه إلى ديانة الخاطفين، قائلا "رأيت الأمريكيين يرفضون التعصب، ويحتضنون أتباع الدين الإسلامي.. هذه هي الأمة التي أعرفها".
وفي "شانكسفيل" أيضا، تحدثت نائبة الرئيس كامالا هاريس، وانضم إليها لاحقا الرئيس بايدن، الذي حضر أيضا النصب التذكاري في "البنتاغون".

وفي 11 سبتمبر 2001، قامت مجموعات صغيرة من الخاطفين بالاستيلاء على أربع طائرات ركاب أقلعت من نيويورك وبوسطن وواشنطن إلى سان فرانسيسكو ولوس أنجلوس، واستخدمتها لضرب مبان بارزة في نيويورك وواشنطن.

وضربت طائرتان برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك، بينما دمرت الطائرة الثالثة الواجهة الغربية لمبنى وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في واشنطن.
أما الطائرة الرابعة، فتحطمت في حقل في ولاية بنسلفانيا. ويُعتقد بأن الخاطفين كانوا يعتزمون استخدامها في مهاجمة مبنى الكابيتول (مقر مجلسي النواب والشيوخ) في واشنطن العاصمة.

وفي سياق متصل، اعترفت كامالا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي جو بايدن بتعرض المسلمين في الولايات المتحدة للاستهداف والعنف والتمييز منذ هجمات الـ11 من سبتمبر 2001.

وبحسب "إن بي سي نيوز" الأمريكية، قالت كامالا هاريس خلال إحياء ذكرى الهجمات إن الأمريكيين المسلمين تعرضوا للاستهداف والعنف والتمييز والممارسات العنصرية عقب أحداث الـ11 من سبتمبر 2001.
وزعمت هاريس أن المواطنين الأمريكيين وقفوا إلى جانب إخوانهم المسلمين الذين تعرضوا للعنف في ذلك الوقت، مشيرة إلى أن الإنسانية هي ما يجمع الولايات المتحدة.

وأضافت أن أحداث 11 سبتمبر تذكر الجميع بأن التنوع الموجود في أمريكا هو مصدر قوتها.

وأشارت إلى أن هجوم 11 سبتمبر يذكّر الجميع بأن الوحدة تعتبر أمرا حتميا للازدهار وتعزيز الموقف الأمني للولايات المتحدة في العالم، مؤكدة أن استخدام أسلوب الرعب يعتبر أمرا خاطئا.

disqus comments here