العدوان الأخير يتسبب بصدمات نفسية كارثية لأطفال غزة.. هكذا يمكن تجاوزها

انتهى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ولم تنتهِ آثاره الكارثية والنفسية على سكانه، مخلفًا حزمةٍ كبيرةٍ من الآثار النفسية والاجتماعية التي تضرب بالدرجة الأولى الأطفال الذين عاشوا جحيم الحرب والقصف وأصوات الصواريخ، بالإضافة إلى مشاهد الدماء والقتل والتدمير.
تجربة نزوح الأطفال مع عائلتهم ولجوئهم إلى مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" واحتمائهم بها، وما بين خسارة بيوتهم وهدمها، أو حزنهم الشديد على فقدان أحد من عوائلهم، أو من نجوا وبقوا الوحيدين تحت الأنقاض وهم على قيد الحياة، أو من فقد أحد أطرافه نتيجة الإصابة، كُلها مشاهد مؤلمة لا تفارقهم وتتداخل مع حياتهم اليومية.
دعم نفسي
الشاب أحمد جربوع من فريق ألوان الترفيهي، يشارك في مهرجانات ترفيهية ليحاول التفريغ عن الأطفال من خلال الرسم على وجوه الأطفال البريئة بالألوان، والدمى، ويساعدهم على تجاوز آثار العدوان الذي دام 11 إحدى عشر يومًا.
يقول جربوع : "، إنه يُحاول دعم الأطفال نفسيًا عن طريق الدمى والمهرجين، مشيرًا إلى أنه استطاع أن يدخل مخيمات قطاع غزة لدخول الفرحة على جميع الأطفال في القطاع.
ويُشير إلى أنّ صواريخ طائرات الاحتلال الإسرائيلي أرعبت الأطفال بشكل غير طبيعي، وهدمت المنازل والأبراج السكنية عليهم بطريقة مُباشرة.
ويؤكد بأنّه يحاول بقدر الإمكان الوصول لجميع الأطفال؛ للتخفيف عنهم ودعمهم لنسيان بعض ما عايشوه أثناء العدوان الأخير على قطاع غزة.
احتضان الأطفال
المُنشطة رغدة خلة تؤكد أنها استطاعت احتضان عائلة الشهيد حسام أبو هربيد، أثناء استشهاده في الحرب من باب تخفيف الفجعة التي تلقوها، مشيرًة إلى أن الشهيد من عائلتها.
وتضيف خلة: "حتى اللحظة أطفال الشهيد أبو هربيد، يتذكرون يوميًا والدهم ويسألون عنهُ، لافتًة إلى أنها تحاول بقدر المُستطاع تحسين معنوياتهم لتخطي هذه المرحلة الصعبة، وهو ما ساعدها كثيرًا على تقديم المساعدة النفسية والمعنوية لأطفاله.
وتُشير إلى أنه من واجبها كناشطة التخفيف ودعم الأطفال نفسيًا من خلال المهرجانات الترفيهية والمراكز، وبأي وسيلةً كانت.
مهرجان لتجاوز الصدمات
أبو جنين، من جمعية أرض السلام الخيرية، يقول إنه يقوم بترفيه الأطفال بعد الكابوس الذي شاهدوه الأطفال، في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
ويضيف أبو جنين : "قمنا بعمل مهرجان لـ 200 طفل، وهم من الذين هُدّمت بيوتهم ومن ذوي الشهداء والجرحى في الحرب الأخيرة، ليتجاوزوا ولو بجزء بسيط من الصدمات النفسية".
ويوضح أنّ نفسية الأطفال كانت في البداية سيئة جدًا، وقد واجهوا الكثير من المشاكل، حيث كانوا يجلسون وحيدين في الزوايا ولا يتفاعلون مع الأنشطة، وتدريجياً بدأوا يتغلبون على ذلك من خلال الاختلاط بزملائهم واللعب معهم.
وختم حديثه بالقول: "إنّ الأطفال عملياً بحاجة لشهر إلى ستة أشهر حتى يتجاوزوا أي صدمة يعيشونها، ويتم التغلب على هذه الصدمات من خلال البرامج الترفيهية الكاملة والموسيقى والمسرح".