بطائراتها المُسيّرة.. "إسرائيل" تلعب بالنار ويد المقاومة على الزناد

لا يزال جيش الاحتلال وقادته يحاولون استعادة ما تبقّى من ماء وجههم أمام جمهورهم الداخلي بعد أن أحرجتهم المقاومة الفلسطينية إحراجًا غير متوقعٍ ومسبوق خلال العدوان الأخير على قطاع غزة.
ورغم انقشاع غبار العدوان بشكله الظاهري على القطاع فإن محاولات "إسرائيل" الخبيثة للنيل من المقاومة ورجالها ومقدراتها، لم تتوقف للحظة منذ انتهاء العدوان، عدا عما سبقه من سنوات طويلة من المحاولات.
وما الهدوء الظاهر أمام العالم وكاميرات الإعلام إلا لعب على وتر كسب الوقت وسط حرب أدمغة لا تتوقف رحاها دقيقة واحدة.
استعراض للقوة
تدرك "إسرائيل" أن أي تحرش جادّ بالمقاومة الفلسطينية أو قطاع غزة أو القدس قد يعيد إشعال فتيل النار من جديد، وهو ما لا تريده في الوقت الحالي، وفق ما قاله محللون ومراقبون
وأكد هؤلاء أنّ "إسرائيل" تريد استعراض القوة لمحاولة إيقاع الخوف والذعر في نفوس أبناء الشعب الفلسطيني.
ولجأت قوات الاحتلال -الليلة الماضية- إلى إطلاق سرب كبير من طائرات الاستطلاع الذكية من نوع "كواد كابتر"، والتي تقوم بمهمات متعددة أبرزها التجسس، والتصوير والتسجيل، وإطلاق النار، عدا عن إمكانية تنفيذها عمليات انتحارية في أماكن دقيقة وحساسة.
وأثار هذا السرب الذعر والقلق في نفوس المواطنين إلا أنّ المقاومة كانت على درجة كبيرة من اليقظة والانتباه لخطط الاحتلال ومحاولاته البائسة.
فبمجرد دخول تلك الطائرات المسيرة أجواء القطاع من النواحي الشرقية والشمالية، بادرت المقاومة باستهدافها بإطلاق النار المباشر بالذخيرة الحية حتى عادت تلك الطائرات أدرجها في حين تمكنت من إسقاط عدد منها.
السرب الأكثر كثافة
وتستخدم قوات الاحتلال طائرات كواد كابتر دائمًا في قطاع غزة، ولكنها المرة الأولى التي تستخدمها بكثافة وتعدّد هذه المرة، تحاول قوات الاحتلال من خلاله الوصول لأسباب استهداف استخبارية.
ووصف المحلل السياسي ناجي الظاظا، ما حصل بأنّه محاولة من الاحتلال لاستعراض القوة على إثر الهزيمة الكبيرة التي ألحقتها به المقاومة الفلسطينية في عدوانه الأخير على القطاع.
وأشار الظاظا إلى أنّ السبب الأساسي لهذا التحرك بهذه الكثافة استخباريّ، مبيناً أنّ ما قامت به المقاومة يتناسب مع تقدير الموقف الأمني.
ووفقاً لمصادر في المقاومة الفلسطينية ؛ فإنّ تلك الطائرات استباحت أجواء القطاع على ارتفاعات عليا قبل اكتشاف أمرها عقب نزولها إلى ارتفاعات منخفضة في أحياء متفرقة حتى كانت هدفاً مباشراً للمقاومة.
ووثق نشطاء فلسطينيون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة لعدد من الطائرات لحظة استهدافها بالذخيرة الحية، سُمع دويها في أرجاء متفرقة من القطاع.
عدم استقرار
المحلل السياسي والمختص في الشؤون العسكرية، رامي أبو زبيدة، أكّد أنّ الأجواء غير المستقرة تنذر بتطور الأمور وزيادة فتيل التوتر، مبيناً أنّ الأمر مردّه الوقف المتبادل غير المشروط لـ"إطلاق النار".
وأوضح أبو زبيدة أنّ عدم الاستقرار من شأنه أن يتطور إلى ما هو أسوأ من ذلك ما لم يلتزم الاحتلال بمتطلبات التهدئة، وخاصة في سياق ما يعيشه من حالة عدم استقرار سياسي وسط الخلاف الواسع بين أقطاب صنع القرار في الكيان.
وبيّن المتابع للشؤون العسكرية أنّ عدم الاستقرار لدى الاحتلال يترتب عليه بلا شك إجراءات ميدانية غير مستقرة على الأرض، محاولاً العبث في الساحة الفلسطينية الداخلي وإرباكها.
وقد لا يكون بالاستهداف المباشر، بل خلق حالة من الخوف والذعر لدى المواطن الفلسطيني وإرسال إشارات أن المعركة لا تزال مستمرة.
واستدرك: "ولكن، من الواضح أن المقاومة منذ انتهاء المعركة لم ترفع يدها عن الزناد وتراقب الساحة عبر الإجراءات الميدانية، وهو ما لاحظناه بسرعة التعامل الميداني".