الصحافة الإسرائيلية الملف اليومي صادر عن المكتب الصحفي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الاربعاء 27/9/2023 العدد 815

  الصحافة الاسرائيل– الملف اليومي

افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

 

إسرائيل اليوم 27/9/2023  

نؤدي التحية لافتداء الاسرى

بقلم: ایال زیسر

لقد كانت حرب يوم الغفران لحظة تأسيسية فى تاريخ وحدة جمع المعلومات المركزية في سلاح الاستخبارات، والتي تعرف اليوم بالوحدة 8200.

كانت هذه لحظتها الكبرى، لان اناسها جلبوا وفرة من الانباء عن استعدادات العدو للحرب، والتي هتفت جميعها بصوت عال لتقول ان الحرب على الأبواب.

لكن هذه كانت أيضا ساعتها الصعبة. إذ انها رغم إحساس البطن لدى اناسها بان وجهة العدو نحو الحرب، فانهم لم ينجحوا في أن يقتحموا اسوار انغلاق الحس التي أحاط بها أنفسهم رئيس شعبة الاستخبارات ومساعديه ولم ينجحوا في اقناعهم بان المفهوم الذي تبنوه انهار، الذي كان يقول ان ليس وجهة السوريين والمصريين نحو الحرب.

مثل أمور أخرى، فان الوحدة أيضا دفعت ثمن القصور والاخفاق السلاح الاستخبارات، وتنطبق الأمور على نحو خاص على يوئيل بن فورات، قائدها في اثناء الحرب.

يوئيل، الناجي الوحيد من كل عائلته من الكارثة ، رمم حياته في دولة إسرائيل المتجددة، لكنه يشعر الان بان كل ما بناه وحققه على مدى السنين انهار. وهو لم يتحرر منذئذ من إحساس الذنب فى أن صرخاته صرخات الوحدة كلها لم تسمع ولم تصل الى قادة الجيش والدولة.

لكن في اعقاب الحرب انطلقت الوحدة الى طريق جديد وحولت الفشل الى قصة نجاح لا مثيل لها. من هوة تشرين الأول 1973 ، والتي فيها أيضا صنعت الوحدة فيها العجائب ارتفعت الى الاعالي وأصبحت وحدة جمع المعلومات الأفضل في العالم.

لكن قصة استخبارات الاخطار الذي لم يصل الى غايته هي فقط جزء من قصة الوحدة في الحرب وقسم فقط من ارثها الذي نقلته الى الأجيال التالية.

الى جانب الأسطورة الكبيرة ، البطولية والمأساوية على حد سواء، رويت أيضا اسطورة أخرى، مضنية وتلقي ظلا ثقيلا سمعها كل جندي لدى وصوله الى الوحدة. قصة سقوط قاعدة الوحدة في جبل الشيخ وقصة سقوط رجالها في الاسر السوري.

كانت هذه قصة بطولة وقصة صمود وحفاظ على الطابع الإنساني في ظروف متعذرة. لكنها أيضا كانت قصة ضرر جسيم وقع بالاستخبارات وبالجيش الإسرائيلي، سببه سقوط جبل الشيخ وسقوط رجاله في الاسر السوري. ثمن هذه الأسطورة دفعها افتداء الاسرى الذين عادوا الى إسرائيل في حزيران 1974 . بعد ثمانية أشهر من الاسر السوري، ممن شعروا بان الوحدة التي بعثت بهم الى استحكام جبل الشيخ في تشرين الأول 1973 تدير لهم ظهر المجن.

الان في السنة الخمسين للحرب إياها، قرر قائد الوحدة بانه حان الوقت لاغلاق الدائرة وترك هذه القصة الأليمة ليس فقط كبادرة طيبة نبيلة لافتداء الاسرى بل انطلاقا من نظرة ناضجة ومتوازنة لا تتاح الا من مسافة سنين، الى ما حدث حقا فى جبل الشيخ وفي الاسر السوري.

قبل بضعة أسابيع جرى في الوحدة احتفال مؤثر منحت فيه جوائز قائد الوحدة للمشاريع المتميزة وخارقة الطريق التي جعلت وحدة 8200 وحدة جمع المعلومات الأفضل في العالم. وقد دعي الى الاحتفال الاسرى الذين اهتدوا من الاسر السوري في تشرين الأول 1973، مثابة ربط بين الماضي والحاضر، يضاف اليهم جنود وقادة الوحدة اليوم لنسج قصة كاملة هي قصة الوحدة مثلما هو صحيح وجدير روايتها. سبق توزيع الجوائز احتفال تقدير مؤثر على شرف افتداء الاسرى، احتفال عناق حار وحميم واستعداد للاستماع والاحتواء. لم يكن هذا حدثا بسيطا - وبالتأكيد ليس لمن توقفت حياتهم عندما نشبت الحرب والذين يحتمل الا يكونوا انتعشوا منها ابدا.

لم يكن هذا احتفال ربت على الاكتاف، إذ طافت فيه ذكريات أليمة، قاسية ومشاعر غضب على ما كان قبل الحرب على ما حصل في الاسر السوري وعلى ما حصل بعد العودة الى الديار الى واقع إسرائيلي غريب ومغترب. لكنهم كلهم كرجل واحد امتثلوا للقاء، يؤدون التحية لوحدة تؤدي التحية لهم وتقدرهم، حتى بتأخير لسنين وتبادل الحديث لتحل المصالحة مع الضغينة لمن اعيد له الاعتبار.

الدائرة أغلقت ، الظلم اصلح والان يمكن للوحدة ان تواصل الى الامام نحو إنجازات جديدة في خدمة الشعب والدولة.

---------------------------------------------

 

 

 

 

 

 

 

هآرتس 27/9/2023

الإسرائيلي يستجم في الرياض والفلسطيني ينتزع من أرضه.. هل يحقق نتنياهو “إرثه الأخلاقي”؟

بقلم: تسفي برئيل

رياح التطبيع مع السعودية لم تحدث بعد سحب مطر، لكن التأثر هائل وبحق. فاتفاق سلام مع كل دولة عربية، فما بالك مع قوة عظمى عربية، هو إنجاز سياسي واستراتيجي هائل. لكن يخيل أن تيجاناً كثيرة عقدت على رأس هذا التطبيع، ومشكوك فيه أن يتمكن من حملها جميعها.

“ثورة تاريخية، بطاقة دخول إلى ناد معتبر في العالم العربي والحصري، إعطاء شرعية واعتراف غير مسبوق من العالم العربي في حق وجود دولة إسرائيل”، والذروة “نهاية النزاع الإسرائيلي- العربي”، كل هذه ليست أكثر من شعارات تسويق. فالاتفاق مع السعودية لن يبدأ التاريخ من لحظته، بل يأتي في نهايته؛ فمن دون اتفاقات السلام الخارقة للطريق مع مصر والأردن، وحتى دون اتفاق أوسلو الذي ينازع الحياة، ما كانت السعودية لتتقدم بمبادرة السلام العربية في 2002، أو موضوع التطبيع مع إسرائيل، بعد نحو عشرين سنة من ذلك. السعودية لا تصنع التاريخ، بل تكسب في أعقابه.

مرغوب فيه أيضاً ألا نقع في الأوهام. فلن ينجح أي اتفاق في إقامة سلام شامل مع “العالم العربي” أو الإسلامي، وحتى الاتفاق مع السعودية لا يضمن تحقيق هذا الحلم. ولا يمكن لأي اتفاق أن يلغي الصراع التاريخي، القومي والأخلاقي، الذي سيتواصل مع الفلسطينيين حتى بعد أن يستجم آلاف السياح الإسرائيليين في الرياض.

عملياً، يبدو أن مساعي نتنياهو لعرض الاتفاق كدليل مطلق للشرعية العربية التي تحظى بها إسرائيل، تمثل ذروة جديدة لانعدام ثقة الدولة في وجودها. من المؤكد أن من تتمنى إسرائيل أن تتلقى منه هذا الاعتراف هو زعيم تم قتل الصحافي خاشقجي في حكمه، وهو أيضاً وحده من يتحكم بجهاز القضاء في دولته. بدون لجنة تعيين قضاة، وبدون برلمان وصحافة حرة… هي دولة تجسد حلم نتنياهو وسمحا روتمان وياريف لفين. باختصار، دولة شقيقة. وفي تفكير آخر، لعل السعودية هي المخولة لأن تعطي إسرائيل نتنياهو الشرعية لوجودها.

من الشائق أن نرى كيف يذوب محبو الأخلاق والعدالة الإسرائيليون في ضوء المسرحية السعودية ويرون فيها فرصة لإصلاح جرائم دولتهم. هم يعترفون بأن الفلسطينيين لن يحصلوا على شيء، وإن كان، فالمهم أن يبقى لنتنياهو إرث، وأن تقبل إسرائيل كعضو مرغوب فيه في النادي الإقليمي للدول غير الأخلاقية. لليسار، خاصة ذاك الذي يرى نفسه كطاهر ونقي، لم تكن في أي مرة مشكلة في تربيع دوائره.

لكن، كما هو معروف، أسنان الجواد الذي يعطى هدية لا تخضع للفحص، حتى لو تأتي الهدية مع شارة ثمن استراتيجية ربما تصبح تهديداً وجودياً – على ألا تطلب وقف الاستيطان. كما أن إسرائيل ليست مطالبة بأن تكون ولية أكثر من البابا الأمريكي أو الأوروبي اللذين يريان في السعودية وبسلسلة دول غير ديمقراطية حلفاء استراتيجيين. ليس غنياً عن البيان القول إن الرئيس الأمريكي نفسه تعهد في حملته الانتخابية بأن يجعل السعودية “دولة منبوذة” ورفض اللقاء مع محمد بن سلمان إلى أن اضطر إلى خدماته.

الفارق أن الولايات المتحدة أو الدول الأوروبية لا تعتمد على هذه العلاقات كدليل على حقها في الوجود، وعلى عدالة طريقها أو أخلاقياتها أو كخطوة تستقطع الاحتلال. وهكذا، ينبغي لإسرائيل أن ترى اتفاق التطبيع مع السعودية، لا كميتة سماء لزعيم فاسد يلوح به وكأن المحكمة برأت ساحته، ولا كنصر للروح الصهيونية على الوطنية الفلسطينية، وبالتأكيد ليس كمادة تنظيف لتطهير جرائم الحرب.

---------------------------------------------

إسرائيل اليوم 27/9/2023

هكذا أصبحت رام الله العائق الوحيد أمام نتنياهو وصفقته مع السعوديين

بقلم: شيريت افيتان كوهين

إذا ما نجحت الخطوة التاريخية للاتفاق مع السعودية، كما هي في فكر رئيس الوزراء نتنياهو، ووجد الفلسطينيون أنفسهم دون ظهر من العالم العربي ضد إسرائيل، فسيضطرون إلى التخلي عن كل تطلعاتهم السابقة والتحرك نحو السلام مع إسرائيل.

“سلام كهذا سيساهم كثيراً لإنهاء النزاع الإسرائيلي – العربي، وسيحقق سلاماً حقيقياً بين إسرائيل والفلسطينيين. هذا أمر في متناول اليد”، قال نتنياهو للرئيس الأمريكي جو بايدن. وحسب رجاله، فإن السلام مع العالم العربي سيدخل التطلعات الفلسطينية في التوازن وسيسمح بمحادثات حقيقية على سلام لا يعرض أمن إسرائيل للخطر.

غير أن نتنياهو مطالب في المرحلة الانتقالية بأن يدرج في الاتفاق بخطوات ترضي الفلسطينيين. شريكاه في الحكومة، سموتريتش وبن غفير، وحتى رفاقه في الحزب، خرجوا عن أطوارهم بعد دقائق من خطابه في الأمم المتحدة كي يذكروه بأن ليس لديه مجال مناورة واسع لمثل هذه البادرات الطيبة. فقد أطلق بن غفير بياناً قبل بضع دقائق من السبت كي يوضح بأن ليس لنتنياهو حكومة إذا ما توجه إلى خطوات تتضمن تنازلات إقليمية. أما سموتريتش فقد فعل هذا حتى قبل أن يقلع نتنياهو إلى الولايات المتحدة، وبعد ذلك في بيان عن حزبه تضمن التزاماً من طرفهما لمواصلة الاستيطان في كل البلاد.

 مسألة القدر والمضمون مسألة حرجة. سموتريتش لن يعارض بادرات طيبة اقتصادية من أنواع مختلفة تجاه السلطة (خطوات منعها حتى الآن)، لكن خطوات كتجميد البناء أو الانطواء، ليست على جدول الأعمال، وليس مع الـ 64 مقعداً الحالية التي تتشكل منها الحكومة. فهل البادرات الطيبة الاقتصادية والرمزية مثل التعهد في الدخول إلى مسيرة سلام، ستكفي خطة نتنياهو ذات المرحلتين- السعودية أولاً والفلسطينيون بعد ذلك؟ بايدن ابن سلمان هما اللذان سيحسمان.

إذا كانت المطالب من إسرائيل أعلى مما يمكنها أن تسمح به لنفسها في هذه المسألة، وبخاصة في ضوء الواقع الأمني والسياسي الحالي، فسيتعين على نتنياهو أن يختار بين إمكانيتين مع فرص نجاح متدنية: تفكيك حكومة في صالح ائتلاف لحظي مع غانتس من أجل استكمال الخطوة (إذا ما وافق على الدخول إلى الحكومة – الأمر الذي ليس على جدول الأعمال في هذه المرحلة)، أو تأجيل الاتفاق إلى ما بعد الانتخابات للرئاسة في الولايات المتحدة مع التوقع في أن يحل في البيت الأبيض رئيس مع توقعات أدنى من إسرائيل بالنسبة للفلسطينيين.

على أي حال، سيحاول نتنياهو بكل قوته في هذه المرحلة أن يبيع للفلسطينيين بادرات طيبة لا تعرض حكومته للخطر وأن يصلي لتكون كافية.

---------------------------------------------

هآرتس 27/9/2023

خلافات بين رؤساء المعارضة وقادة الاحتجاج.. هل يبرز في إسرائيل معسكر ثالث؟

بقلم: رفيت هيخت

لا خلاف بأن تحويل الاحتجاج إلى المشاركين في الصلاة وتوثيق الشجار بين العلمانيين والمتدينين، يخدم في المقام الأول رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. الصراع بين مفهوم “يهودي” و”يساري” هو الصنبور الذي يستمد منه نتنياهو سلطته. لم يبدأ هذا بالهمس السيئ في أذن الحاخام إسحق كدوري، وهو لم ينته أيضاً برده السيئ على المواجهات في عيد يوم الغفران.

في الحملة الانتخابية الأخيرة، قال عضو رفيع في مركز الليكود: “نقلنا شعور أننا نحارب على صورة الدولة اليهودية التي تتعرض للخطر، إلى الميدان. وسواء كان هذا صحيحاً أم لا، ماذا يهم ذلك، “لكنه كان مجدياً” (كما نذكر، الحديث يدور عن حكومة يترأسها شخص يعتمر القبعة). هذا هو العنصر الذي يريده نتنياهو وجهاز التحريض المتوحش؛ أن يعرض كل معارض له على أنه “يسار”، وبعد ذلك وصفه بأنه “عدو لليهودية”. هو الآن بحاجة إلى هذه الأدوات أكثر من أي وقت مضى ليعيد الساخطين على حكومة الفظائع التي شكلها، الذين ما زالوا يتبنون مشاعر تقليدية. إن تحويل الاحتجاج إلى الزقاق الخطير لمسألة طابع اليهودية وتصويره زوراً على أنه اعتداء على قيم اليهودية يخدم نتنياهو؛ لأن ذلك يثير الخلافات بين أجنحة الاحتجاج وممثلي المعارضة.

فاجأ أحد رؤساء المعارضة الآخر غداة يوم الأحداث، ورئيس المعسكر الرسمي غانتس فاجأ عدداً من أعضاء القائمة برد قاطع نسبياً ضد تحريض شديد من “الرأس اليهودي”، وهي المنظمة التبشيرية التي نظمت الصلاة في ميدان ديزنغوف. زميله في القائمة جدعون ساعر، فاجأ رئيس المعارضة يئير لبيد، عندما هاجمه بشدة ووضعه في نفس الصف مع نتنياهو وبن غفير كمثيرين للفتنة.

“لقد تفاجأنا، هذا لا يناسب جدعون”، قال من هم في محيط لبيد عقب هجوم ساعر. “لن نهاجم من يشاركنا في النضال. لبيد يعتبر نفسه زعيم المعسكر الليبرالي. وفي كل مرة يكون فيها اعتداء صارخ على الليبراليين، كما حدث في عيد يوم الغفران، سنقف ونقول رأينا، حتى لو لم يكن ذلك مجدياً سياسياً”. في وقت لاحق، في نهاية اليوم، نشر لبيد منشوراً تصالحياً جداً تناول الاهتمام بالآخر، وتحفظ من تفجير الصلاة. هذا التغيير يصف التغيير في اتجاه المعسكر بنزاهة.

عضو الكنيست حيلي تروفر (المعسكر الرسمي)، الذي أغضبته أحداث يوم الغفران كتب منشوراً طويلاً، عارض فيه سلوك “رأس يهودي”، وسلوك المتظاهرين في ميدان ديزنغوف. تروفر الذي هوجم أيضاً على خلفية مبادرة “عريشة السلام”، التي يختلف معها من بين آخرين عضو الكنيست ميخائيل فالدايغر (حزب الكهانيين)، يثبت نفسه ويرتاح بشجاعة على خلفية المناخ الحالي وفي هذه الأجواء المعتدلة. “أؤيد الحوار مع الجميع تقريباً، لكني ما كنت لأعقد عريشة سلام مع كل واحد منهم، فالدايغر واوفير سوفير هما عضوان معتدلان نسبياً في حزب “الصهيونية الدينية”. محظور إعطاء مفعول للحجة التي تطرح تجاهنا وكأننا مستعدون للتحدث مع أبو مازن وليس مع اليمين”.

كما يتحدث تروفر عن الخط الذي يتخذه الاحتجاج مؤخراً، والذي كما يقول، يبعد الجمهور التقليدي الذي اجتاز الخطوط الآن، خصوصاً عقب حدث غالنت. “كل الأشخاص الذين نجحنا في جلبهم بعد خمس حملات انتخابات، يتراجعون إلى الوراء”، كتب يقول. “أشعر أنني جزء من الأغلبية. صحيح أنها صاخبة أقل، لكنها قائمة تماماً. الأغلبية تريد يهودية – ديمقراطية. الأغلبية لا تريد أن يُقوَّض كيانها، لا من هنا ولا من هناك”.

بعد أن بات متان كهانا يصف رؤساء الاحتجاج بـ “حارقي المحاصيل”، نضيف سياسيين آخرين من المعارضة يتجرآن على انتقاد الاحتجاج أو أجزاء منه على رؤوس الأشهاد. تحفظهم على ما يفسرونه أنه تصعيد في طرق عمل المحتجين ليس أمراً جديداً؛ وقد عبروا عنه بأشكال مختلفة منذ عهد الحوار في مقر الرئيس. أما الآن فقد نضجت اللحظة ليتخذوا موقفاً أكثر حزماً. فهم يشخصون المطلب المكبوت القائم لدى الجمهور الذي شارك حتى الآن مشاركة ضيقة جداً في الأحداث، هذا إذا كان شارك أساساً.

يقف الاحتجاج الآن أمام اختبار الخلاف الجدي الأول فيه. ولكن قد يولد هذا الاختبار في نهايته معسكراً ثالثاً يستمد أناسه وقوته من الطرفين. وستقام أعمدة هذا المعسكر على جمهور ينفر من الحكومة ويعارض متطرفيها منفلتي العقال، لكنه في المقابل، يطور اغتراباً وغرابة تجاه الاحتجاج الذي لا يتماثل معه سواء لأسباب الهوية أم لأسباب جوهرية.

هذه الحركة كفيلة من جهة أن تبث إحساساً متجدداً في قيم الرسمية لتحل محل الاستنزاف الشديد من مظاهر التطرف الذي جاءت به هذه الحكومة. كما أنها كفيلة بالقدر ذاته أن تعقّد لجة النزاعات الإسرائيلية.

--------------------------------------------

هآرتس 27/9/2023

ما دور إسرائيل في نزوح الأرمن عن إقليم ناغورني قرة باغ؟

بقلم: أسرة التحرير

السكان الأرمن الذين فروا بجموعهم من الإقليم، يتذكرون تاريخ الحرب والمذبحة الهائلة لجموعهم في السنوات الأولى ما بعد تفكك الاتحاد السوفياتي، لكنهم يتذكرون أيضاً تاريخ قتل الشعب الذي ارتكبته الإمبراطورية العثمانية بحق أبناء شعبهم. وعن حق، لا يثقون برحمة قوات الأمن الأذربيجانية، التي لم تتردد في السنوات الأخيرة في مهاجمة أهداف مدنية ومدنيين أرمن وارتكاب جرائم حرب في ناغورني قرة باغ.

من العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، ساعدت دولة إسرائيل أذربيجان في جرائم الحرب وفي هزيمة الأرمن في قرة باغ. لإسرائيل علاقات استراتيجية مع الأذربيجانيين، بما فيها صفقات سلاح بقيمة مليارات الدولارات، وذلك على خلفية حربهم ضد إيران ولأن قسماً مهماً من النفط الذي تستخدمه يشترى من أذربيجان.

ومع الإبقاء على السرية في العلاقات الأمنية بين الدولتين، تفتخر أذربيجان بامتلاكها سلاحاً إسرائيلياً متطوراً وصواريخ ومسيرات هجومية، وكشفت النقاب عن وجود مصنع على أرضها لإنتاج محلي للمسيرات الانتحارية من طراز إسرائيلي. كما عادت ونشرت أفلاماً رسمية بدت فيها قواتها تستخدم السلاح الإسرائيلي.

قبل نصف سنة، كشفت “هآرتس” النقاب (6 آذار) بأنه 92 رحلة شحن جوية أذربيجانية هبطت في مطار قاعدة عوفدا (الوحيد المسموح منه تصدير المواد المتفجرة) في السنوات السبع الأخيرة، ووثقت مسيرة إسرائيلية انتحارية تهاجم موقعاً مضاداً للطائرات على الأرض الأرمنية نفسها (“هآرتس” 15/3/2021). كما كشف النقاب عن أن صحافيين ونشطاء معارضة أذربيجانيين كانوا أهدافاً لملاحقة منظومة بيغاسوس (“هآرتس” 25/5).

لم تكتف إسرائيل في كل هذه السنوات بمساعدة أذربيجان في السلاح، فقد ساعدتها أيضاً في تشويه التاريخ. فقد اعترفت وزارة الخارجية ضمن إجراءات قضائية في العام 2020 بأن رفض إسرائيل الاعتراف بكارثة الأرمن – التي لا تعدو كونها “مأساة” على حد تعريفها – ينبع أيضاً من علاقاتها مع الحكومة في باكو. إلى جانب ذلك، ساعدت إسرائيل حملة أذربيجان لاعتراف دولي بـ “قتل الشعب” في خوجالي الذي يزعم بأنه قام به الأذربيجانيون بحق الأرمن. صحيح أن هناك عدة روايات عما حصل في المعركة في خوجالي في أيام الحرب الأولى على قرة باغ في 1992 لكن الأسرة الدولية تتفق في أمر واحد بهذا الشأن: لم يكن هناك قتل شعب وفقاً للتعريف الدارج.

ليس هذا هو التطهير العرقي الأول الذي تظهر فيه بصمات إسرائيل؛ فالروهينجا في بورما، والمسلمون في الحرب البوسنية، مثالان من أمثلة كثيرة. فقد كان يفترض بإسرائيل أن تعرف من تاريخ الشعب اليهودي بأنه عندما يدمج سلاح مكثف مع تشويه للتاريخ، فكلاهما يخلقان وصفة للمصيبة.

---------------------------------------------

يديعوت أحرونوت 27/9/2023

بعد “صلاة الاستفزاز”: تل أبيب.. من مركز للعلمانية إلى نواة توراتية

بقلم: شيلي يحيموفيتش

لم تكن أي قدسية في قلوب من نظموا وأداروا الصلاة المنفصلة في ميدان “ديزنغوف”؛ لا الرغبة في الاجتماع حول الألم وتركيز الروح وإجراء الحساب، ولا تعذيب نفوسهم مثلما يفعل اليهود الحريديم والتقليديون، ولا طلب المغفرة بسبب خطاياهم. لم يكن هذا فعلاً دينياً، ولم تكن صلاة. بل هي مظاهرة واستفزاز. كانت نوعاً لقوة من يمين مسيحاني متطرف، ومحاولة احتلال أخرى على طريقة “شبر إثر شبر”، لحيز مادي ونفسي ليبرالي.

كلمة “صلاة” ليست مطهراً مطلقاً لتسويغ كل مفسدة. وعندما تصبح أداة تهكمية يمكنك في إطارها أن تخرق القانون وتفرض إرادتك بالقوة، فلا تتباكى ولا تدعي الضحية، لأن من ستأتي لتهدده سيقاتل في سبيل روحه وفي سبيل قيمه.

صعب وليس لطيفاً، أن نرى مصلين (معظمهم ببراءة وعن حق جاؤوا للصلاة) يتفرقون رغم أنوفهم. لكن الالتئام في جوقة تنديد ضد من لم يسمحوا بصلاة منفصلة، هو عمى عن المضمون. إن الصراع ضد توسيع الفصل بين النساء والرجال في الحيز العام بل وفي مجال هو قلب ورمز الليبرالية والحرية، ليس ملاحظة هامشية. كما أنه ليس صراعاً ضد الدين، هذا جزء من صراع أيديولوجي وتاريخي متواصل ضد قمع النساء. كما أنه صراع على احترام قرارات السلطة القضائية، وصراع مرير وبطولي على قيم ديمقراطية أساسية.

من لم يسمحوا بمظاهرة الفصل وباحتقار المحكمة لم يحتقروا قدسية اليوم ولو للحظة واحدة. لم يسافروا في يوم الغفران ولم يأكلوا في يوم الصيام. ليس لهذا الجمهور مصلحة في التظاهر في رفع الصوت وفي الإغاظة أو في التحدي في يوم الغفران. احترام اليوم المقدس ومضامينه، بطبيعية وبلا إكراه، هو من المزايا البارزة ليوم الغفران في تل أبيب. علمانيون كثيرون يصومون. بعضهم يرى أنه اليوم الوحيد في السنة الذي يذهبون فيه إلى الكنيس. كثيرون يتنزهون سيراً على الاقدام مع العائلة والأصدقاء، ويستخدمون الدراجات الهوائية، ويزو أحدهم الآخر دون تبليغ مسبق. الأجواء نقية وصافية، والهدوء يسود المكان حيث يسمع تغريد العصافير، ويجري الحديث ناعماً وبصوت خفيض. الهدوء الخارجي النادر يخلق أيضاً هدوء داخلياً وحساباً للنفس. كل هذا خرق بقدم فظة.

ليس مفاجئاً أن المنظمة التبشيرية “رأس يهودي”، هي التي خربت هذا اليوم الخاص، وثمة منظمة أخرى معها تؤمن بالتفوق اليهودي هي منظمة “الصلاة”، التي صرح مؤسسها إسرائيل زعيرا، بأن منظمته تعنى بنشر الدين، وأنه فخور بذلك. في موقع المنظمة، بلغة زائفة تستهدف أن تكون فخ عسل لتل أبيبيين أغبياء وفارغين في نظرهم يسمون أنفسهم “مركز الوعي الذاتي في قلب تل أبيب، الذي يمنح مضموناً وإلهاماً وتجربة نفسية”. أما عملياً فيدور الحديث عن جزء من مشروع لإقامة أنوية توراتية يمينية في قلب المدينة التي هي رمز الليبرالية والحرية. محاولة محسوبة لفرض جدول أعمال مناهض للإنسان، عنصري ومبعد للنساء.

زعيرا، بصفته المؤسس والمدير العام لشركة عقارية، مسؤول عن دعاية عرضت الشرقيين بشكل هازئ ومهين، ووعدت المشترين لسكن في محيط يهودي أشكنازي. وكان الحاخام المحرض يغئال لفنشتاين الذي أجرى “ورشة” بروح مذهبه “مركز الوعي الذاتي”، هو الآخر حل ضيف شرف. ليس مفاجئاً أن هذه العصبة تنخرط جيداً في روح العصر في ظل هذه الأجواء المتزمتة والمسيحانية والعنصرية التي تدور فيها حياتنا.

لقد فوجئوا برد الفعل واكتشفوا بأن شيئاً ما تغير في التل أبيبيين الذين يحتقرونهم ويحتقرون قيمهم. شيء ما انكسر. انتهى الاحتواء والاعتذار الدائم والخوف من أن يصفوهم بمقتلعي إسرائيل، وبالخونة، واليساريين، وغير اليهود. من دافعوا عن قيمهم في يوم الغفران، جاؤوا ليضعوا الحدود. الشرطة والبلدية على حد سواء، صمتوا في ضوء احتقار قرار المحكمة، وخلفوا فراغاً. وهم دخلوا إليه لانعدام البديل.

---------------------------------------------

 

 

هآرتس 27/9/2023

من الرابع الأكثر اهتماماً بتوقيع الصفقة مع بن سلمان؟

بقلم: ألون بنكاس

“يريد الرئيس الأمريكي جو بايدن صفقة سعودية، لأنه بحاجة إلى إنجاز على صعيد السياسة الخارجية كجزء من محاولة كبح نفوذ الصين في الشرق الأوسط، وهو موضوع يهمه بشكل خاص قبل الانتخابات في 2024″، في هذه الأقوال أربعة افتراضات أساسية خاطئة لا صلة لها بالواقع وبالتفكير السياسي لدى البيت الأبيض وحوله في الوقت الحالي.

معظم هذه الافتراضات الأساسية ازدهرت بحماسة محمومة في إسرائيل- ليس في الولايات المتحدة- بتشجيع من إحاطات أشخاص لهم مصالح في الإدارة الأمريكية، لكن الانشغال بهذا الموضوع تحول إلى هواية في واشنطن. فقد حول نتنياهو ومعارضوه “الصفقة السعودية” إلى حقيقة واقعة، كل لاعتباراته. ومن المؤسف أن بايدن لم يسمع عن ذلك.

بايدن يريد هذه الصفقة بكل جدية

إلامَ استندت وسائل الإعلام الإسرائيلية بقولها إن بايدن “يريد ذلك بكل جدية”؟ أقال ذلك؟ لا، لم يقله حتى في خطابه في الأمم المتحدة، أنسب منبر له. بايدن لا “يريد الصفقة” مع السعودية، وهي الدولة التي اعتبرها “منبوذة” عندما تسلم منصبه، ورفضت طلبات الولايات المتحدة لزيادة إنتاج النفط على خلفية نقصه في أوروبا عقب فرض العقوبات على تصدير النفط من روسيا. ولم تكن السعودية تستطيع توفير النقص في الفترة الزمنية القصيرة، وقد داس بايدن على كرامته وسافر إلى جدة قبل سنة، وصافح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي أقسم بايدن بأنه سيحوله إلى شخص منبوذ، ولم يحصل في المقابل على أي شيء من الدولة التي عاشت على الحراب الأمريكية منذ عقود.

من يريد مثل هذه الصفقة هي شركات إنتاج السلاح الكبرى، مثل “لوكهيد مارتن”، التي تنتج طائرات “اف35” ومنظومة الصواريخ التكتيكية “إي تي ك سي إم اس”. وهو السلاح الذي تريده السعودية شراءه مقابل مبلغ 30 مليار دولار تقريباً. القوة السياسية وقوة المساومة لمنتجات السلاح في واشنطن كبيرة، ولكن مشكوك فيه أن تعطي هذه الإدارة لشركات الدفاع تحديد ما إذا كان لصفقة ذات أهمية جيوسياسية أن تخرج إلى حيز التنفيذ. تجدر الإشارة إلى أن الإدارة الأمريكية ترى في “الصفقة السعودية” صفقة ثنائية، أمريكية – سعودية. أدخلت إسرائيل شريكة صغيرة في إطار رغبة أمريكا في تحسين العلاقات مقابل تغيير سياسة حكومة نتنياهو – بن غفير – سموتريتش في “المناطق” (الضفة الغربية).

من يريد “هذه الصفقة بإلحاح” أيضاً هو نتنياهو: فهو يغير ولو بثمن بخس، جدول الأعمال ويواصل الانقلاب النظامي ويثبت للتاريخ الادعاء القديم بأنه يمكن صنع السلام مع كل العالم العربي بدون أي تكلفة في الموضوع الفلسطيني، وبدون أي تنازل عن أراض للفلسطينيين.

بايدن بحاجة إلى إنجاز في السياسة الخارجية

يدور الحديث عن مقولة أخرى باطلة. الإنجاز الكبير في سياسة بايدن الخارجية يبدأ وينتهي في روسيا: التصميم والحزم لفترة طويلة أمام موسكو منذ غزو أوكرانيا في شباط 2022 وإعادة تعريف هوية الناتو الذاتية وتعزيز وتوسيع الحلف وبث قوة ووحدة للحلف مع تزويد السلاح والمساعدة الكثيفة لأوكرانيا بحجم يفوق الأربعين مليار دولار. هذا نجاح كبير لمفاهيم السياسة الخارجية. حقيقة أن الصين لم تقف بشكل جدي إلى جانب روسيا، تشكل إنجازاً آخر في السياق الواسع استراتيجية شاملة للولايات المتحدة، التي تعتبر الصين عدوة عالمية تبني منظومة تحالفات مع اليابان وكوريا الجنوبية في شمال شرق آسيا، وتحالفات في المحيط الهندي – الهادئ وفي بحر الصين الجنوبي، بعيداً عن الشرق الأوسط.

السنوات التي كلت وأسست شخصية بايدن، هي سنوات الحرب الباردة. وبوتين، الذي اعتبره بايدن مركز المحور المستبد والمناهض لأمريكا في العالم، قام مجدداً بتأطير علاقات روسيا بعد ثلاثين سنة حاولت فيها الولايات المتحدة جذبها وإغراءها للاندماج في المنظومة الدولية. وهزيمة بوتين في سياق أوكرانيا والأوهام التي عول عليها بهز النظام العالمي وإعادة مكانة روسيا كمكانة الاتحاد السوفييتي (أو أبعد من ذلك، إلى عهد بطرس الأكبر)، ليست فقط إنجازاً لبايدن، بل هي إرثه بدرجة كبيرة، على الأقل في هذه المرحلة. الادعاء بأنه “يريد جداً” اتفاقاً أو صفقة مع السعودية لأن هذا سيعتبر “إنجازاً لامعاً”، ادعاء لا يستند إلى شيء.

الاتفاق استهدف كبح الصين

دخول الصين إلى الشرق الأوسط، سواء كجزء من مبادرة الرئيس شي جين بينغ “الحزام والطريق”، أو استفزاز واشنطن بشكل واضح، ينبع من رؤية المجموع الصفري للصين الذي تراه بكين في علاقاتها مع الولايات المتحدة. عملياً، هي لا تستطيع أن تحل محل الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، سواء في الوجود العسكري أو من ناحية الروافع السياسية. ثانياً، لا يوجد أي شخص في واشنطن يفكر للحظة بأن محمد بن سلمان سيقطع علاقته مع الصين حتى في سياق اتفاق دفاع مشترك مع الولايات المتحدة. للسعودية سياسة خارجية تبلغ 360 درجة، أي مع الجميع. هي لم تعد وحيدة في مجال النفوذ الأمريكي، والولايات المتحدة أيضاً لا تعتبر ذلك كارثة كبيرة. فائدة السعودية كحليف هي أمر مشكوك فيه.

الصفقة مهمة لبايدن قبيل الانتخابات

الحديث يدور عن هراءات. الأمريكيون لا يصوتون وفقاً للسياسة الخارجية. 75 في المئة من اليهود في أمريكا (الذين تعد أهميتهم الانتخابية متدنية) سيصوتون لبايدن دون صلة بالصفقة مع السعودية أو إسرائيل. وإذا حدث ذلك عندما يحين الوقت، وعلى فرض أنه سيتم التوصل إلى اتفاق بناء على رأي بايدن، فسيتعين عليه تقديم الاتفاق للحصول على موافقة مجلس الشيوخ، وسيحتاج هناك إلى ثلثي الأصوات، أي 67 عضواً في مجلس الشيوخ. للديمقراطيين 51 عضواً، من بينهم 10 – 15 قد يعارضون الاتفاق. أي أن بايدن سيحتاج إلى أكثر من 30 عضواً في الحزب الجمهوري لتمرير الاتفاق. لماذا سيساعدونه؟ ستقولون “نتنياهو سيحضرهم له”. هذه أيضاً هراءات. مكانته بعيدة عما يتخيله، فهو لن يستطيع توفير مثل هذه البضاعة. “لكن”، ستقولون، “نتنياهو وبن سلمان يأملان فوز ترامب”. هل هذا صحيح؟ من قال إن ترامب سيفوز؟ من يراهن على أن يكون نتنياهو رئيس الحكومة في كانون الثاني 2025 عند تأدية الرئيس القادم لليمين؟ وأن مجلس الشيوخ في 2025 سيصادق على الصفقة؟

في ظروف محببة فإن “صفقة ثلاثية”، أمريكية – سعودية – إسرائيلية، قد تخرج إلى حيز التنفيذ، لكن بايدن لا يدفع نحو تحققها، ولديه شكوك حول إمكانية تحققها. في هذه المرحلة صادق على استمرار الحوار وفحص قدرة الطرفين على تحقيقها، ليس أكثر من ذلك. عملياً، المعادلة التي يعرضها نتنياهو، السلام مع السعودية مقابل الديمقراطية وبدون تكلفة في الموضوع الفلسطيني، ليست غريبة عنه. هكذا أيضاً طلبات السعودية المبالغ فيها من قبل الولايات المتحدة مقابل الاعتراف بإسرائيل.

في نهاية المطاف، بايدن لا يثق بأن نتنياهو وبن سلمان سيوفران البضاعة؛ فالأول لا يستطيع ولا يريد تغيير السياسة في “المناطق” (الضفة الغربية)، لأن ائتلافه سيتفكك بذلك. والثاني لا يثقون به بأي شكل من الأشكال. وبالاعتماد على أشخاص تحدثوا مع بايدن قبل وبعد اللقاء مع نتنياهو في نيويورك، فإنه متشكك جداً بخصوص إمكانية حدوث الصفقة، لا سيما بخصوص تكلفتها وفائدتها للولايات المتحدة.

في هذه المرحلة، ليس للولايات المتحدة مصلحة حيوية أو ملحة لمثل هذه الصفقة. بالعكس، الثمن المطلوب أن تدفعه – حلف دفاع كامل مع السعودية- يشمل ما يشبه البند الخامس في حلف الناتو حول الدفاع الجماعي والمتبادل، والسماح للسعودية بتخصيب اليورانيوم في أراضيها لتشغيل مفاعل نووي مدني، خلافاً للسياسة الأمريكية بمنع انتشار السلاح النووي منذ السبعينيات. هذا الثمن يبدو باهظاً جداً لعدد من أعضاء الكونغرس.

---------------------------------------------

معاريف 27/9/2023

لا سلام إلا بعد انتصار إسرائيل

بقلم: د. مردخاي كيدار

من نظرة أولى يبدو العنوان "إسرائيل انتصرت في الغفران" مغلوطا، بل هاذٍ: فهل كان هذا نصرا؟ آلاف القتلى، آلاف الجرحى، وصدمة قومية وأنا اسمي هذا نصرا؟

الجواب هو نعم. لا أتجاهل بالطبع الخسائر الكثيرة والرهيبة في الحرب القاسية التي فوجئنا فيها حينما نشبت في ظهر يوم الغفران 1973، لكن في حساب عسكري بارد، عندما نقارن الوضع في بداية الحرب والوضع الذي كان في نهايتها لا مفر من الاستنتاج الواضح: كان هذا نصراً عظيماً، وثمنه كان عظيماً.

نشبت الحرب بشكل مفاجئ: في الجنوب اجتازت قوات مصرية قناة السويس بشكل غير متوقع على الإطلاق، واحتلت استحكامات خط المياه. في الشمال، اجتاحت قوات كوماندو سورية بالمروحيات استحكام جبل الشيخ، وتدفقت قوات مدرعة إلى داخل هضبة الجولان. تكبد سلاح الجو خسائر كثيرة بصواريخ سوفياتية مضادة للطائرات. أصيبت دولة إسرائيل بذهول المفاجأة، وفي قلوب القيادة السياسية كان ثمة إحساس بأن هذه نهاية الدولة. الوضع الأولي لإسرائيل في هذه الحرب كان في أسوأ حال.

غير أنه في أثناء الحرب، وبفضل التصميم المبارك لجنود وقادة، انقلبت الصورة رأسا على عقب: جُنّد الاحتياط، وسُلّحت الوحدات، وتدفقت إلى الجبهات، وردت الحرب بالحرب. في الجنوب، نجح الجيش الإسرائيلي في وقف التقدم المصري إلى داخل سيناء، وفرض حصارا على الجيش الثالث داخل سيناء وأخضعه، ومدّ جسر عجلات صافية على القناة، وضخ قوات مدرعات ومشاة إلى الضفة الغربية من قناة السويس. لولا التهديد السوفياتي باستخدام سلاح نووي لكان بوسع الجيش الإسرائيلي أن يتقدم بسرعة بدون مقاومة حتى القاهرة. أوقف التهديد السوفياتي الجيش الإسرائيلي عند الكيلو 101 من العاصمة المصرية.

في الجبهة السورية، نجح الجيش الإسرائيلي في إبادة وصد كل القوات السورية عن الجولان، وحرر جبل الشيخ، واحتل أراضي خلف الجولان على بوابة دمشق. أُصيب الجيش السوري بصدمة ولولا التهديد السوفياتي في هذه الجبهة أيضا كان يمكن للجيش الإسرائيلي أن يصل دمشق.

كان القتال ضروساً، ويشهد آلاف القتلى والجرحى في هذه الحرب القاسية على خطورة التحدي الذي وقفت أمامه دولة إسرائيل وقدرت عليه. بثمن عال وبألم شديد حولت إسرائيل وضع الهزيمة في المرحلة الأولى إلى وضع تُباد فيه جيوش العدو، وأراضي عدو أخرى تكون تحت سيطرة إسرائيلية.

من الناحية العسكرية البحتة وعندما نقارن وضع إسرائيل – جيشا وقيادة وشعبا – في بداية الحرب مع وضعها في نهاية الحرب، لا مناص من الاستنتاج بأن هذا كان نصرا عظيما، أعظم بكثير من النصر في حرب "الأيام الستة" في العام 1967 التي بدأت كحملة "موكيد" حيث أبيدت معظم طائرات أسلحة الجو المصري، الأردني والسوري، خلال ثلاث ساعاتها، ما سهل جدا طريق الجيش البري في سياق الحرب وأتاح له احتلال سيناء، "يهودا" و"السامرة"، وهضبة الجولان، في ستة أيام فقط.

كان النصر في حرب "يوم الغفران" العامل الأساس الذي دفع الرئيس المصري السادات للبحث عن سلام مع إسرائيل. فهم بأنه رغم حقيقة أن إسرائيل فوجئت وانه نجح في اجتياز القناة واحتلال استحكامات خط المياه في اليوم الأول، ورغم أن إسرائيل اضطرت لتواجه جبهتين عملتا بالتنسيق، نجحت إسرائيل في أن توقع هزيمة بالمصريين والسوريين على حد سواء وطردهم من المناطق التي احتلوها في بداية الحرب واحتلال أراض إضافية وراءها.

توصل الرئيس المصري إلى الاستنتاج بأن إسرائيل لا يمكن هزيمتها، وكل محاولات العرب لهزيمتها وتصفيتها، في الماضي وفي المستقبل، محكومة بالفشل. على أساس هذا الاستنتاج بدأ، بعد سنتين من الحرب، في سلسلة محادثات سرية مع إسرائيل، حيث أدت هذه المحادثات إلى مؤتمر السلام في العام 1978 ولاتفاقات السلام بعد سنة من ذلك.

ينطبق هذا الاستنتاج حتى اليوم. فقط نصر إسرائيل يمكنه أن يجلب السلام، لأنه في الشرق الأوسط يحصل على السلام فقط من يعد في نظر أعدائه من لا يمكن هزيمته.

---------------------------------------------

معاريف 27/9/2023

عقبات في طريق الاتفاق السعودي - الإسرائيلي

بقلم: ناحوم شيلو

يبدو أن تصريحات وليّ العهد السعودي، محمد بن سلمان، التي قال فيها، إن السعودية وإسرائيل تقتربان في كل يوم من اتفاق تطبيع، أكثر فأكثر، حوّلت مسألة تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل من قضية تكهنات إلى مسألة حقيقية وذات صلة. في هذه النقطة، من المفيد البحث في مصالح الطرفين في التوصل إلى اتفاق والعقبات التي ستواجهه.

عند عرض خريطة مصالح الأطراف، يتبين أن كل طرف في المثلث السعودي – الإسرائيلي - الأميركي لديه مصلحة واضحة في التوصل إلى اتفاق تطبيعي. السعودية مهتمة بالحصول على موافقة أميركية من أجل تطوير برنامج نووي على أراضيها، يقلص الفجوات بينها وبين إيران في هذا المجال، كما أنها مهتمة بالحصول على منظومات سلاح متطورة، وتطوير فروع في الاقتصاد، مثل الصناعة والهاي - تك، والسياحة التي تُعَد في أساس خطة "السعودية 2030" التي وضعها وليّ العهد.

إسرائيل مهتمة بالاتفاق بسبب الإمكانية الاقتصادية الهائلة التي ينطوي عليها (فتح أسواق جديدة وشراء مواد خام بأسعار زهيدة)، وأيضاً بسبب الفرصة الكبيرة في أن اتفاقاً من هذا النوع سيؤدي إلى توسيع دائرة السلام في المنطقة، ويقوّي مكانة إسرائيل الاستراتيجية في مواجهة إيران، ما سيشكل إنجازاً كبيراً، بالنسبة إلى نتنياهو، قد يخفف من الشعور السلبي لدى الجمهور، والناجم عن الانقسام بشأن الإصلاح القضائي. من جهة أُخرى، إدارة بايدن مهتمة جداً بالاتفاق من أجل الدفع قدماً بمصالح أميركية إقليمية ودولية، وأيضاً في ضوء الانتخابات الرئاسية القريبة.

لكن في مواجهة مصالح الأطراف هذه، هناك عدد غير قليل من العقبات والتحديات. مسألة الثمن الذي سيُطلب من إسرائيل دفعه هي عقبة، لكنها ليست مستحيلة الحلّ. صحيح أن وليّ العهد السعودي، الحاكم الفعلي، ملتزم بالقضية الفلسطينية، لكنه أقل التزاماً من والده الملك سلمان، ومن الملوك الذين سبقوه. من المحتمل ألّا يصرّ وليّ العهد على المطالبة بحلّ الحد الأقصى للمشكلة الفلسطينية الذي يشمل قيام دولة فلسطينية ضمن حدود سنة 1967، عاصمتها القدس الشرقية، وحلّ مشكلة اللاجئين، وسيكتفي بثمن إسرائيلي أقل، من نوع الامتناع من فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، والحد بصورة كبيرة من البناء في المستوطنات.

تجدر الإشارة إلى أن الاتفاق مع إسرائيل ليس أمراً جديداً، في نظر الرأي العام السعودي. فمبادرة سلام الملك عبد الله (الذي كان آنذاك ولياً للعهد)، العائدة إلى سنة 2002، والتي وافقت عليها الجامعة العربية، حظيت بتعاطف كبير من الجمهور السعودي، واليوم، لا يُتوقع من هذا الجمهور، المشغول بمسائل داخلية وبالتهديد الإيراني، التعبير عن معارضة كبيرة للتطبيع مع إسرائيل، باستثناء أوساط دينية متشددة. والسؤال المطروح: هل من الممكن أن يلتقي الحد الأدنى الذي يطالب به السعوديون بالحد الأقصى الإسرائيلي المحتمل؟

العقبة الثانية هي مسألة النووي السعودي. تريد السعودية الحصول على موافقة أميركية لتخصيب اليورانيوم في أراضيها لأغراض مدنية. وهنا يُطرح السؤال: على أي أمور ستوافق إسرائيل، وماذا سيرِد في التفاصيل الصغيرة التي من المعروف أنها الأكثر أهمية؟ ففي نهاية المطاف، يمكن لبرنامج نووي مدني أن يتحول بسرعة إلى برنامج عسكري.

يجب القول هنا، إن كل هذا النقاش يمكن أن يكون أكاديمياً. ففي سيناريو اتخاذ إيران قرار "حرق الجسور" والمضيّ نحو القنبلة (إن لم يسبق لها أن فعلت ذلك في الظلام)، كل نقاش في "النووي السعودي المدني" يصبح لا حاجة إليه. فكما قال وليّ العهد أكثر من مرة، بما في ذلك تصريحاته هذا الأسبوع، ستسعى السعودية للحصول على سلاح نووي إذا امتلكت إيران سلاحاً من هذا النوع. إذا قررت السعودية سدّ الفجوة بينها وبين إيران في المجال النووي بسرعة، فإنها لن تطلب موافقة أميركية، بل ستستعين بأصدقائها: الصين وباكستان. وإذا دخلت السعودية في المسار النووي العسكري، فإن هذا الأمر يمكن أن يؤدي إلى سباق تسلُّح نووي إقليمي.

العقبة الثالثة هي مسألة استقرار النظام. شهدت السعودية في العقد الأخير تغييراً جذرياً في بنية السلطة. فقبل عقد من الزمن، كان يوجد في السعودية توازُن بين أجنحة العائلة المالكة، وكانت الإصلاحات تجري بحذر، مع تقديس أهمية "الاستقرار"، أما، اليوم، فوليّ العهد محمد بن سلمان هو الحاكم الأوحد فعلياً، ويقوم بإصلاحات اجتماعية – اقتصادية سريعة بالقضاء على معارضيه الفعليين أو المحتملين، ما يزيد في الحوافز للتآمر عليه. وكونه الحاكم الأوحد والمركزي، فإن إلحاق الأذى به قد يؤدي إلى انهيار النظام أو زعزعته بصورة كبيرة. علاوةً على ذلك، لا يزال وليّ العهد السعودي شاباً في الـ38 من العمر، لكن اثنين من إخوته غير الأشقاء، من والدة غير والدته، توفيا في عمر الشباب بذبحة قلبية: الأمير فهد بن سلمان توفي عن عمر 46 عاماً والأمير أحمد بن سلمان توفي في سن الـ44.

للمرة الأولى في تاريخ العلاقات الإسرائيلية - العربية، لا ترتبط متانة اتفاقات السلام أو التطبيع باستقرار الأنظمة العربية فقط، بل أيضاً تحوم حول استقرار النظام في إسرائيل علامات استفهام. فالأزمة السياسية - الاجتماعية العميقة بشأن مسألة الإصلاحات القضائية تنطوي على خطر مباشر للتدهور نحو أزمة دستورية، وعلى خطر يهدد الحصانة الاجتماعية والاقتصادية والعسكرية للدولة في المدَيين المتوسط والبعيد.

في إسرائيل، تحوّل الكلام عن "الحرب الأهلية" في الحديث العام من موضوع للبرامج الساخرة إلى خوف حقيقي، واستمرار الوضع المتزعزع يمكن أن يجعل الدولة أقل جاذبية في نظر شركاء محتملين، الذين سيسألون أنفسهم إذا ما كانوا سيوقّعون اتفاقاً مع دولة إقليمية عظمى، عسكرياً واقتصادياً، أو مع دولة تشهد عملية تفكُّك؟

الآن، يبدو أن الكرة بالأساس في يد الحكومة الإسرائيلية. فالحكومة، ورئيسها بصورة خاصة، سيضطران في وقت قريب جداً إلى اتخاذ قرارات استراتيجية في مسائل داخلية وخارجية، هي التي ستحدد إذا ما كانت ستنجح الاتصالات في التوصل إلى اتفاق تطبيع، أم ستفشل.

---------------------------------------------

نيوز 1 العبري 27/9/2023

بن سلمان اتخذ قراراً استراتيجياً بالتطبيع مع إسرائيل

بقلم: يوني بن مناحيم

تتحرك المملكة العربية السعودية ببطء نحو التوصل إلى اتفاق ثلاثي مع الولايات المتحدة وإسرائيل. وهي تتفهم الاعتراض الأميركي الإسرائيلي على أنها ستخصب اليورانيوم لإنتاج الأسلحة النووية، كجزء من الاتفاق، وتقول إنها ستوافق على زيادة الإشراف على أنشطتها في المنشآت النووية. ، فإن مثل هذه الخطوة قد تعزز استكمال المفاوضات والتعاون مع الولايات المتحدة في كل ما يتعلق بإنشاء منشأة لتخصيب اليورانيوم على أراضي المملكة العربية السعودية.

ويبدو أن ولي العهد محمد بن سلمان مهتم بالتحرك بسرعة نحو هذه الصفقة حتى في عهد إدارة بايدن، فبعد أن شجع الإمارات والبحرين في السابق على توقيع اتفاقيات تطبيع مع إسرائيل، فإنه ينوي هو نفسه إغلاق مثل هذه الصفقة لصالحها.

يقود الأمير محمد المملكة العربية السعودية لتصبح دولة رفاهية متطورة وناجحة في الشرق الأوسط والتي ستكون رمزًا للاستقرار وإلهامًا لدول أخرى في المنطقة، ولهذا السبب فهو يعمل بكل قوته على تعزيز رؤية 2030 التي وضعها لبلاده، ويعمل على تقليل الاحتكاك الإقليمي بين السعودية ودول أخرى في الشرق الأوسط إلى الحد الأدنى الممكن، ولهذا السبب تصالح مع مساعدة الصين لإيران وإيران. وجدد علاقاته الدبلوماسية معها بعد انقطاع دام سبع سنوات، إلا أنه يبدي الحذر ويعد الخيار بأن شهر العسل الجديد هذا لن يدوم طويلا ويبحث عن وسيلة لحماية بلاده في حال تحركت إيران إلى إنتاج الأسلحة النووية.

وفي الوقت نفسه، استضافت السعودية وفداً من المتمردين الحوثيين في الرياض، وتحاول التوصل إلى اتفاق معهم بشأن إنهاء الحرب، ويدرك ولي العهد السعودي أن نقطة ضعف السعودية هي حدودها الجنوبية مع اليمن وأن وأصبح المتمردون الحوثيون يشكلون خطراً عسكرياً على بلادهم بمساعدة إيران.

ويعتبر بن سلمان “أقوى رجل” في السعودية والمرشح الأبرز ليصبح الملك المقبل بدلا من والده المسن الملك سلمان بن عبد العزيز، وهو يحاول الآن تعزيز مكانته بشكل أكبر وترك وراءه كل الأمراء الذين ينافسونه، في معركة الخلافة، لذلك فهو يعزز العلاقات الاقتصادية مع الصين ومع روسيا ويطمح إلى تحالف دفاعي مع الولايات المتحدة يضمن، في رأيه، أمن المملكة في مواجهة الخطر الإيراني. تجنب أي احتكاك إقليمي، ولهذا السبب قام بتحسين العلاقات مع تركيا وعمل جاهداً على إعادة سوريا إلى حظيرة الجامعة العربية، وولي العهد السعودي مهتم جداً بالتطبيع مع إسرائيل رسمياً وإخراج العلاقات السرية معها الى العلن، حيث تعتبر إسرائيل قوة إقليمية قوية في نظره، ويعتقد أن توطيد العلاقة معها سيعزز السعودية بشكل كبير في جميع النواحي.

وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، فإن المطالب السعودية من إسرائيل كشرط للتطبيع لا تزال غير واضحة، وفي مقابلة أجراها بن سلمان مع شبكة فوكس نيوز الأمريكية الأسبوع الماضي، تحدث عن ضرورة حل المشكلة الفلسطينية لكنه امتنع عن التطرق إلى القضية الفلسطينية.

ومن ناحية أخرى، تحدث وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان صراحة، في الجمعية العامة للأمم المتحدة، عن ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة لحل المشكلة الفلسطينية.

والسؤال الذي لم يتضح بشكل قاطع بعد هو ما إذا كانت السعودية ستصر على توجيه الاتهامات إسرائيل ستدفع ثمناً باهظاً في القضية الفلسطينية، مثل الاعتراف بالدولة الفلسطينية والقدس الشرقية عاصمة لها ونقل أراضي الضفة الغربية إلى السيادة الفلسطينية الكاملة كشرط للتطبيع، أو ستكتفي بمساعدات اقتصادية وإنسانية واسعة النطاق.

ويتجاهل ولي العهد السعودي الضغوط الإقليمية التي يمارسها “محور الشر” بقيادة إيران لتجنب التطبيع مع إسرائيل، وقد اتخذ قرارا استراتيجيا بالتطبيع مع إسرائيل وخاطر محسوبا. ويقدر بن سلمان أن السعودية قد تضعف في السنوات المقبلة، وأنها لن تكون قادرة بعد الآن على الاعتماد على قوة الأسلحة النفطية، في حين أن إيران، التي أصبحت بالفعل دولة عتبة نووية، يمكنها إنتاج أسلحة نووية في وقت قصير، ولذلك فهو يحاول إبرام صفقة مع إدارة بايدن وإسرائيل والاستفادة من الضعف السياسي للرئيس بايدن ورئيس الوزراء نتنياهو. إنه يريد ضمان استمرار وجود المملكة العربية السعودية كمملكة قوية وقائدة للعالم العربي والإسلامي.

ويطمح بن سلمان إلى جعل المملكة العربية السعودية لاعباً أكثر تأثيراً في الشرق الأوسط وتعزيز استقرارها الداخلي والإقليمي. ويحاول تقليل اعتماد السعودية على النفط كمصدر رئيسي للدخل وتنويع مصادر دخل السعودية وجعلها دولة جاذبة للسياحة الدينية وكذلك في مجالات الثقافة والرياضة. وكان الهدف من مقابلته باللغة الإنجليزية مع شبكة فوكس نيوز إظهار الوجه الجديد لجيل الشباب في السعودية وإقناع أعضاء الكونجرس بدعم الصفقة الثلاثية مع إدارة بايدن وإسرائيل.

---------------------------------------------

يديعوت أحرونوت 27/9/2023  

الترحيل بدأ وتم توثيقه لكنكم تتجاهلونه

بقلم: تامي يكيراه

قبل بضعة أيام، هاجم المستوطنون عائلة فلسطينية، ما أدى إلى إصابة طفل يبلغ من العمر 7 سنوات ورشوا والده بالغاز المسيل للدموع، وتم نقلهما بسيارة الإسعاف لتلقي العلاج الطبي في المستشفى، هل سمعتم عن ذلك في وسائل الإعلام؟

يومياً تتفاقم وتزداد اعتداءات المستوطنين التي تهدف إلى طرد الفلسطينيين، هذا يحدث كل يوم، صحيح أن جميع الحوادث لا تنتهي بإيذاء جسدي، لكن الأثر التراكمي لهذه الاعتداءات عندما يقف “الجيش” متفرجاً والشرطة لا تساعد، هو في الواقع ترحيل قسري، يأخذ كبار السن من الرجال والنساء والأطفال والرجال ممتلكاتهم وأغراضهم ويغادرون المنطقة التي عاشوا فيها منذ عقود، وفي “إسرائيل” لا نسمع شيئاً عن ذلك.

نشرت وكالة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة مؤخراً تقريراً يفيد أنه خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2023، تم تهجير 1105 فلسطينياً من منازلهم، غادرت أربع قرى أراضيها بالكامل، وفي ست بلدات وقرى أخرى غادر العديد من السكان منازلهم.

خلال هذه الفترة، وقع يومياً ما معدله ثلاث حوادث اعتداء من جانب المستوطنين ضد الفلسطينيين، وهو رقم قياسي منذ أن بدأ تسجيل هذه الاعتداءات قبل 17 عاماً، وهذا له اسم: ترحيل، وهذه جريمة حرب وفقاً للقانون الدولي.

كيف يمكن أن يحدث هذا على بعد مسافة قصيرة بالسيارة من بيوت معظمنا، مواطني البلد الذي يتم تنفيذ ذلك باسمه، ولا نعرف عنه شيئاً؟

أولاً وقبل كل شيء لأن وسائل الإعلام صامته، إذا لم يكن هذا حدثاً غير عادي، فلن نسمع عنه، لن يجروا مقابلات مع أفراد المجتمعات الفلسطينية التي هُجرت قسراً، ولن يعكسوا الشعور بالرعب، ولن يطالبوا الجيش والشرطة بإجابات، ومن المؤكد أنهم لن يرسلوا فريقاً لتوثيق هذا الواقع.

الإعلام يخون وظيفته، لكن من يريد معرفة ما يحدث على الأرض يمكنه متابعة الناشطين ومنظمات حقوق الإنسان الذين يحافظون على مناوبات الحضور للحماية ومرافقة الرعاة والتوثيق، على سبيل المثال منظمة (يتحدون الاحتلال)، ونشطاء غور الأردن، ثمرة القدس، والناشطون الذين يأتون إلى مسافر يطا، وتعايش، وعقيدة العدل، وييش دين، بتسيلم وغيرهم، فيما يلي بعض تسجيلاتهم وتقاريرهم الأخيرة، وليس من السهل أن تقرأ وتسمع وترى، لكن لا يجب أن تغمض عينيك:

10 آب، بالقرب من بني نعيم: مستوطنون مسلحون يمنعون الفلسطينيين (بيتسيلم).

16 آب جنوب بورين: مستوطنون أضرموا النار في الأشجار والأراضي منظمة ييش دين (هناك عدالة).

22 آب: المستوطنون يقتحمون ويهاجمون والجيش يقف متفرج (ننظر إلى الاحتلال في عينه).

27 أغسطس، ماداما: مستوطنون برفقة سيارة أمنية وجنود يخربون أشجار الزيتون ويرشقون الحجارة (يش دين).

29 أغسطس منطقة الخان الأحمر: رجل أمن مسلح من مستوطنة كفار أدوميم يقيد منطقة رعي الأغنام ويعتقل طفلا فلسطينيا يبلغ من العمر 6 سنوات (من تويتر إسرائيل فراي).

29 آب وادي السق: مستوطنون يقتحمون القرية ويخرجون الأطفال من المدارس ويحاولون سرقة الماعز (نتحدى الاحتلال).

30 آب أم رشاش: مستوطن يتحرش باهل القرية ويهدر المياه (يتحدون الاحتلال).

2 أيلول/ سبتمبر، قرية رازم جنوب جبل الخليل: مستوطنون يسلطون الليزر على اعين الفتيات الصغيرات (أوري جفعاتي).

4 أيلول/ سبتمبر، منطقة مستوطنة بيت إيل: أصيب طفل فلسطيني يبلغ من العمر 10 أعوام في وجهه بحجر ألقاه مستوطنون على سيارة العائلة (يتحدون الاحتلال).

5 أيلول عين سكوت شمال الأغوار: مستوطنون يهددون السكان المحليين بالهراوات (يتحدون الاحتلال).

7 أيلول، البؤرة الاستيطانية الجديدة قرب مستوطنة بكعوت: مستوطن يعتدي على مرافق يحرس راعي أغنام (نشطاء غور الأردن).

8 أيلول، مستوطنة تل الرميدة: مستوطنون يحرقون الأشجار (يتحدون الاحتلال).

9 أيلول/ سبتمبر شمال الأغوار قرب مستوطنة شدموت محولاه: مستوطنون يسرقون قطيعاً غنم لفلسطيني ويعتدون على الراعي ويجرحونه (منظمتي نشطاء غور الأردن ويتحدون الاحتلال).

14 أيلول عين رشاش: مستوطنون يضايقون راعياً فلسطينياً في المرعى ويشتتون القطيع (يتحدون الاحتلال).

16 أيلول/ سبتمبر عين رشاش: مستوطنون يصلون بمركبة رباعية الدفع للقيام بجولة اعتداءات (يتحدون الاحتلال).

17 أيلول/ سبتمبر، تل الرميدة، الخليل: مستوطنون يهاجمون فلسطينيين تحت حراسة الجيش (يتحدون الاحتلال).

20 سبتمبر، وادي السق: نشطاء يمينيون يعيقون جولة للدبلوماسيين، أحدهم يلوح بمسدس (بيتسلم).

20 أيلول/ سبتمبر مفرق حمدات: مستوطنون عند مدخل خيمة راعي أغنام فلسطيني (نشطاء غور الأردن).

22 أيلول/ سبتمبر، سوسيا في مسافر يطا: مستوطنون يعتدون على عائلة أثناء رعي الأغنام، مما يؤدي إلى إصابة طفل يبلغ من العمر 7 سنوات، ورش الغاز المسيل للدموع على والده (خارج القطيع – نشطاء متضامنون في مسافر يطا).

يتم تنفيذ هذا العنف باسمنا، مع غض الطرف، بدعم وأحياناً بدعم فعلي من “الجيش”، وبصمت إعلامي، سيأتي يوم وسينظر الإعلاميون إلى هذه الفترة بخجل كبير، وفي الوقت نفسه، يمكن للبقية المتابعة والحصول على المعلومات من مصادر أخرى ونشرها، ويمكنهم مطالبة وسائل الإعلام بالإبلاغ عن ذلك- في المحادثات، وفي الشبكات، وفي الرسائل الموجهة إلى النظام، وبالطبع – الانضمام إلى العمل على الأرض.

---------------------------------------------

معاريف 27/9/2023

هل نحن في الطريق إلى مواجهة حادة مع حماس؟

بقلم: تل ليف رام

لقد أصبح هذا بالفعل روتيناً يومياً، فمنذ ما يقرب من أسبوعين تجري تظاهرات عنيفة على السياج، ويتم إلقاء العبوات الناسفة، وهناك محاولات مستمرة لتخريب السياج الحدودي والعائق الأمامي الذي أكملت “إسرائيل” بنائه في السنوات الأخيرة، وفي الأيام الأخيرة، عاد إطلاق البالونات الحارقة من قطاع غزة والحرائق في حقول الكيبوتسات الواقعة على الحدود، بعد نحو 3 سنوات.

تشير المنظومة الأمنية إلى أن حماس هي المسؤولة عن التصعيد الأخير في الجنوب، وهي من يوجهه، لأنه لو أرادت لكان بإمكانها وقف مئات المتظاهرين الذين يقتربون يومياً من السياج ويتظاهرون هناك، وبناء على ذلك تعتقد المنظومة الأمنية أن حماس تقف وراء النشطاء الذين يطلقون البالونات الحارقة.

يعتقد المسؤولون الأمنيون الذين تحدثنا معهم في اليوم الماضي أن حقيقة عدم إطلاق أي صواريخ من القطاع، ولا حتى من قبل المنظمات الأخرى غير حماس بالرغم من استمرار التصعيد، تشير إلى تمتع حماس بمستوى عالٍ من السيطرة على المنطقة، حيث تحاول في هذا الوقت إبقاء التصعيد ضد “إسرائيل” في إطار التظاهرات العنيفة على السياج وإطلاق البالونات، وليس من خلال إطلاق الصواريخ على أساس الفهم بأن هذه خطوة يمكن أن تقود غزة إلى مواجهة أكثر خطورة مع “إسرائيل” وإلى هجمات “إسرائيلية” أكثر شدة ضد أهداف البنية التحتية في قطاع غزة.

في الوقت نفسه يضيف مصدر أمني أن حماس تختبر مدى صبر أو تحمل “إسرائيل” وتلعب بالنار، لأن الوضع في ظل الوضع المتوتر قد يخرج عن السيطرة في حادثة واحدة على السياج قد تؤدي لحدوث تصعيد أمني ​​بسرعة كبيرة.

أمس أيضاً، حدثت اضطرابات عنيفة في عدة مواقع على طول السياج، شملت حرق الإطارات وإلقاء عبوات ناسفة على السياج، وفي إحدى الحالات عبرت زجاجة حارقة ألقيت من غزة السياج وتسببت في نشوب حريق في نقطة عسكرية، بالإضافة إلى ذلك، ادعى الجانب الغزاوي أنه تم إطلاق نار على سيارة جيب تابعة لـ “الجيش الإسرائيلي” في بؤرة احتجاجات أمام حقول كيبوتس “ناحال عوز”.

تسببت البالونات الحارقة التي تم إطلاقها أمس، في حريق واحد على الأقل في منطقة المجلس الإقليمي “شعار هنيغف”، وفي محاولة لتحقيق الاستقرار وتهدئة الوضع قبل حدوث المزيد من التصعيد ويصبح من الصعب للغاية استعادة الاستقرار الأمني ​​النسبي الذي ساد المنطقة في الأشهر الأخيرة منذ العملية الأخيرة التي قام بها “الجيش الإسرائيلي” ضد الجهاد الإسلامي، أمس دخل مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط “تور فانسلاند” إلى قطاع غزة.

من وجهة نظر “إسرائيل”، طالما استمرت الأحداث العنيفة على السياج، فلن يتم إعادة إدخال آلاف العمال من غزة للعمل في الداخل، الذي توقف منذ عيد رأس السنة العبرية في ضوء التصعيد الأمني ​​المستمر ويكلف قطاع غزة ثمن اقتصادي باهظ، حيث يعد دخول أكثر من 18.000 عامل يومياً أحد أهم الركائز لمنع انهيار اقتصاد غزة الفاشل، في الأيام الأخيرة، حرص “الجيش الإسرائيلي” على شن هجمات كل يوم تقريباً رداً على التصعيد المستمر، حتى لو كانت هذه الهجمات هجمات رمزية إلى حد كبير في محاولة للإشارة إلى حماس، التي لا يبدو أنها مقتنعة حقاً في الوقت الحالي بالتحرك ووقف التصعيد الأخير.

التوترات الأمنية في غزة هي في الواقع العامل الذي تغيّر في صورة الوضع الأمني ​​خلال الأسبوعين الماضيين على خلفية التصعيد الأمني ​​المستمر على الساحة الفلسطينية، حيث وقعت أمس أيضاً عدد من الأحداث التي ورد فيها أنباء عن إطلاق مسلحين النار من مسافة بعيدة على مواقع “الجيش الإسرائيلي” دون أن ينجحوا فيها.

لا تزال “إسرائيل” تعتقد أن حماس غير مهتمة بالتصعيد والقتال ضد “الجيش الإسرائيلي” هذه الأيام، وبالتالي هي تحاول مرة أخرى حصر القتال في التظاهرات العنيفة وإطلاق البالونات الحارقة، لكن في الوقت نفسه، تقدر المنظومة الأمنية أنه كلما استمر هذا الوضع، زاد احتمال إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، وتتزايد فرص التصعيد مع وقوع أحداث غير عادية على السياج كل يوم.

---------------------------------------------

 

معهد السياسات والاستراتيجية في جامعة “رايخمان” 27/9/2023

السير نحو الضم الكامل.. لا توجد استراتيجية أمام الفلسطينيين

بقلم: اللواء احتياط عاموس جلعاد

على خلفية التصعيد والبالونات الحارقة التي تم إطلاقها على حدود غزة، قال رئيس معهد السياسات والاستراتيجية في جامعة “رايخمان” اللواء احتياط “عاموس جلعاد”، “إن حماس حتى بمعنى اسمها باللغة العربية تتبنى وتفعل شعار تدمير “إسرائيل”، هذه هي رؤيتها المستقبلية، ليس هناك تنازلات من ناحيتهم، وهذه فتوى دينية، طريقة القيام بذلك تختلف وفقا للظروف، اليوم، في الواقع، حماس تنضم بشكل متزايد إلى المحور الإيراني وأشك أنهم يتربصون لنا قبل “عيد العرش” حتى إذا حدث توتر في القدس أو في أي مكان آخر يمكنهم التحريض عليه، وهدفهم هو الاستيلاء على الضفة الغربية والقضاء على السلطة. بالطبع، هناك أيضًا لهذا اعتبارات اقتصادية، وهو جزء من استراتيجية شاملة لا يفهمها البعض منا أحيانًا”.

وأضاف: “إنهم مثل الإيرانيين، مثل حزب الله”، وأضاف: “من ناحية، صورتنا الرادعة محفوظة، وبالتالي لا أعتقد أنهم سيستفزوننا من الحدود اللبنانية لأن رد الجيش سيكون قويا، ومن ناحية أخرى، فإنهم يلاحظون ضعف لدينا ويحاولون اختراق النظام الفلسطيني لتقويض البنية التحتية الأمنية برمتها الموجودة بشكل رئيسي في الضفة الغربية، وهذا يتم التعبير عنه من ناحية من خلال إدخال عبوات ناسفة قوية يمكن أن تقتل عشرات “الإسرائيليين” دفعة واحدة، بما في ذلك الارتباط بمنظمات إجرامية، وفي غزة يقومون بإعداد البنية التحتية وكانت وستكون لديهم فرصة في “عيد العرش” ليتمكنوا من الاندماج في ذلك، هم يدركون أننا في عملية ضعف داخلي متزايد، وأن صورتنا الرادعة تتصدع ما لم يتم وقف هذه العملية وآمل أن يتم وقفها.

وردا على سؤال حول مدى استعداد كيان العدو لليوم التالي لأبو مازن، أجاب: “لا أعتقد أننا نستعد، الجيش، والشاباك، والشرطة، يقومون بعمل رائع، كل ما يسمى بـ موجة الهجمات عندما أقارنها قبل 20 عامًا، فإن هذا الشيء اليوم هو استراتيجية الجيش وهي ناجحة جدًا، وحتى العبوات التي ينجح النظام في إحباطها، فهذا أمر ذكي للغاية من جانب الإيرانيين، وربما كانت هذه هي الطريقة التي وجدوها لمهاجمتنا من خلال النظام الفلسطيني”.

وأوضح أن “الاستراتيجية السياسية الوحيدة التي ألاحظها الضفة الغربية هي استراتيجية الوزير “سموتريتش”، لقد سيطر على أجزاء من “الإدارة المدنية” المرتبطة باليهود، بشكل خفي نسبيا، على عكس “بن غفير”، فهو شخص حازم يعرف التفاصيل ويعمل وفقًا لذلك، فهو يريد هناك خلق وضع لا رجعة فيه، أعتقد أنه لا يوجد أي استعدادات إلا تصريحات لتعزيز الفلسطينيين. لا توجد استراتيجية، في الواقع، نحن نتجه نحو الضم الكامل”.

وأشار “جلعاد” أيضًا إلى الاتفاق مع المملكة العربية السعودية وقال: إن الاتفاق النووي وتخصيب اليورانيوم وإنشاء دورة وقود كاملة يرتبط فقط بالبنية التحتية، ولهذا السبب، كل المفاعلات التي تراها في الشرق الأوسط، هناك مفاعل كوري في أبو ظبي، وهناك مفاعل روسي، ومفاعل روسي في تركيا، وفي كل المفاعلات ليس لديهم عملية تخصيب، وإذا أصرت السعودية على عملية التخصيب، فهذا بالضبط له علاقة بإيران التي هي دولة عتبة اليوم.

------------------انتهت النشرة------------------

disqus comments here