الصحافة الإسرائيلية الملف اليومي صادر عن المكتب الصحفي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الخميس 21/9/2023 العدد 810

الصحافة الاسرائيل– الملف اليومي افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات |
يديعوت 21/9/2023
أميركا، إسرائيل، والسعودية سيخرجون رابحبن من الصفقة.. ولكن
بقلم: ناحوم برنياع
الصفقة السعودية لها ثلاثة شركاء، الواثق بينهم في مكانته هو ابن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة. يصعب على بايدن إقناع ناخبيه أنه في هذا السن قادر على أن يعطي أميركا أربع سنوات رئاسة بنشاط. تحتدم المشكلة بسبب الضعف الجماهيري لنائبه هارس، التي يفترض أن تخلفه. في الحزب الديمقراطي يتمنى الكثيرون تطوراً في اللحظة الأخيرة يتيح انتخاب ثنائي مرشحين آخر في مؤتمر الحزب. بايدن بحاجة ماسة الى انجاز يبث في ترشيحه حياة جديدة: بايدن ضد الزمن.
الشريك الثاني، نتنياهو، حيث يقف على رأس ائتلاف توجد له اغلبية لكن لا توجد له دولة. النسغ الذي يبقي ائتلافه موحدا مصنوع من مواد يصعب على نصف الإسرائيليين على الأقل قبولها. الـ12 نائبا من الائتلاف الذين وقعوا، هذا الأسبوع، على عريضة من اجل قاتل الرضيع من دوما، هم مثال فقط، وضخ الملايين اليومي للحريديين هو مثال آخر، وكذلك خطابات التحريض الحماسية لـ إمسلم في الكنيست.
محمد بن سلمان، الشريك الثالث، يستمتع في هذه اللحظة بكل العوالم: الصين، الخصم الأكبر لاميركا، تغازله وتزيد بذلك مساومته في واشنطن، وكذلك روسيا، الخصم الثاني، تتعاون معه في تقليص انتاج النفط ورفع سعره، في ظل استياء البيت الأبيض. الرجل الذي كان منبوذا وملعونا في واشنطن الديمقراطية هو الآن موضع تطلع إدارة بايدن، الجائزة الكبرى.
وهاكم شركا آخر: لاجل إقرار حلف دفاعي كما يطلب السعوديون، بل اضافة تخصيب اليورانيوم اليه، يحتاج بايدن الى أن يقنع 67 سناتورا، ثلثا مجلس الشيوخ، للتصويت له. حتى لو اقنع الخمسين ديمقراطياً كلهم، وهو موضوع صعب بسبب معارضتهم للحاكم السعودي، فانه يحتاج الى 16 سناتورا جمهوريا على الأقل. في أميركا المستقطبة، في سنة الانتخابات، مع ترامب الذي يعربد من الجهة الأخرى، فان احتمال حدوث هذا طفيف. وعليه فهو يحتاج لإسرائيل، لمجموعة ضغطها، ولنفوذ نتنياهو على الجمهوريين في مجلس الشيوخ. لكن دخول إسرائيل الى الصورة يخلق معادلة جديدة. لن يؤيد الجناح اليساري في الحزب الديمقراطي الاتفاق الثلاثي اذا لم يكن فيه تناولا ذات مغزى للقضية الفلسطينية. من الصعب عليهم ذلك مع محمد بن سلمان، ومن الصعب عليهم ذلك مع بيبي، ومن الصعب عليهم ذلك مع حلف دفاع يعرض جنود أميركيين للخطر.
في الاتصالات التي كانت للبيت الأبيض مع الأمير السعودي أوضح: يمكنني أن انتظر الإدارة التالية لكني أفضل عقد الاتفاق مع الديمقراطيين، قبل الانتخابات لانه في الإدارة الجمهورية كل الديمقراطيين في مجلس الشيوخ سيقفون ضدي، ولن تكون هناك الأغلبية الخاصة لإقرار الاتفاق.
معقد؟ هنا يدخل الى الصورة ابو مازن. عندما دفعت إدارة ترامب قدما باتفاقات إبراهيم عمل أبو مازن ضد الاتفاقات وفشل. الحكام في الدول السُنية، وجمهورهم أيضا، تعبوا من الرفض الفلسطيني. منذئذ تعلم الدرس – بدلا من أن يشرع في حملة دعاية ضد السعوديين بعث بوفد الى الرياض. ما الذي طلبه الوفد؟ قبل كل شيء المال للسلطة، الكثير من المال. أعرب السعوديون عن استعدادهم للعطاء، فلا ينقصهم المال هذه الأيام، لكنهم قالوا انهم لا يسارعون. لنرّ أولا ما يحصل في واشنطن.
اذا صدقنا ما تدعيه مصادر في واشنطن وفي رام الله أيضا، فان كل ما يطلبه الفلسطينيون في هذه اللحظة من حكومة إسرائيل هو أن تنفذ ما وعدت به في اللقاءات في العقبة وفي شرم الشيخ. بكلمات أخرى ان تعطي ما سبق أن تعهدت باعطائه. العائق هو وزير المالية و"المناطق"، سموتريتش، الذي يستخف بما وعدهم به رئيس هيئة الامن القومي، تساحي هنغبي، باسم نتنياهو، وما وعدهم به الاميركيون. النتيجة، صحيح حتى هذه اللحظة، مذهلة. مطالب الإدارة الاميركية من إسرائيل في الموضوع الفلسطيني أبعد أثرا من مطالب السلطة الفلسطينية. تقف أميركا ليس بين الفلسطينيين وإسرائيل، بل على يسار الفلسطينيين. في ثلاثين سنة مفاوضات في المسألة الفلسطينية لا أتذكر ظاهرة كهذه.
ستسألون، لماذا، هل بايدن، الصهيوني الأخير في البيت الأبيض الذي وقع فجأة في عشق الفلسطينيين؟ تماما لا. لكن بدون تنازل ملموس من نتنياهو في المسألة الفلسطينية لا تكون له طريق ليضمن بان كل ممثلي الجناح اليساري في الحزب الديمقراطي سيصوتون مع الاتفاق.
ظاهرا، كل شيء يجتمع معا، الى بشرى إيجابية قد تجرف، في يوم طيب، من خلفها كل شيء، بما في ذلك قوانين الانقلاب النظامي وكذا المعارضة لها. ستحصل إسرائيل على تطبيع مع اهم الدول العربية اليوم، معقل الاقتصاد، مكان الدين، ولعل هذا ليس نهاية النزاع لكنه بداية النهاية. نتنياهو سيعود الى الاجماع، في إسرائيل وفي العالم، والسعوديون سيحصلون على معاهدة دفاع، وتخصيب، وتأهيل أخلاقي، ومكانة صدارة في العالم العربي السُني، والاميركيون سيحصلون على انجاز تاريخي وتعزيز لمكانتهم في المنطقة حيال ايران، الصين، وروسيا.
المشكلة هي ان الجميع يكذبون، ونتنياهو أكثر من الجميع. الى أن يشرحوا لنا الاثمان التي ينطوي عليها الاتفاق لن نعرف الحقيقة. لقد سبق لأمور كهذه أن حصلت.
---------------------------------------------
معاريف 21/9/2023
ساعة التصعيد في غزة تتحرك إلى الأمام
بقلم: تل ليف رام
يعبر اليوم الأخير في الساحة الفلسطينية المتوترة، بشكل رمزي، أنه حتى عندما تسعى إسرائيل لتعنى بالمواضيع الاستراتيجية المهمة مثل ايران والسعودية، والساحة الفلسطينية، فإن للفلسطينيين خطتهم الخاصة، حيث يتواصل التصعيد الأمني بشكل متدرج لكن ثابت حتى عندما لا تنتهي العمليات المخططة او المنفذة بقتلى إسرائيليين؛ مرات عديدة بسبب معلومات مسبقة من "الشاباك"، ومرات أخرى بسبب الحظ او المستوى المهني الضعيف لقسم من "المخربين"، الذين يخرجون لتنفيذ العملية. كل هذا لا يغير الصورة العامة: الساحة الفلسطينية والتصعيد المتواصل سيواصلان تصدر جدول الاعمال الأمني لإسرائيل في الأشهر القريبة القادمة.
قُتل ما لا يقل عن ستة فلسطينيين، الثلاثاء الماضي، في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي، وفي كل الحالات، كما يقولون في الجيش، هؤلاء ليسوا مواطنين أبرياء، بل "مخربون" كانوا مشاركين في أعمال عدائية ضد قوات الجيش وحرس الحدود: قُتل أربعة مسلحين في مخيم جنين في تبادل لإطلاق النار، وقتيل آخر القى عبوة ناسفة نحو قوات "اليمم" الخاصة التي عملت في مخيم عقبة جبر، وفلسطيني آخر قتل في اعمال الاخلال العنيفة بالنظام على الجدار في قطاع غزة.
في مخيم جنين كانت هذه حملة الاعتقالات الثالثة، التي لم تنته باعتقال المطلوبين، منذ حملة "بيت وحديقة" كما توقعنا، هكذا أيضا يشخصون في الجيش الإسرائيلي بان منظمات "الإرهاب" في مخيمات اللاجئين تعمل على ترميم قدراتها، في ظل استخلاص الدروس من الحملة.
فضلا عن اعمال اعتقال المطلوبين، فان هدفا مهماً آخر لجهاز الامن هو العثور على مختبرات المواد المتفجرة، ومخازن السلاح وقطع سلسلة المحاولات لانتاج الصواريخ محلية الصنع واجراء التجارب عليها في ظل النشر في الشبكات الاجتماعية مثلما حصل سبع مرات على الأقل في السنة الأخيرة.
المتغير الأكبر في الأسابيع الأخيرة هو قطاع غزة. في الجانب المليء من الكأس لا يمكن تجاهل انه حتى بعد ستة قتلى فلسطينيين، لم تطلق من قطاع غزة ولو مفرقعة واحدة.
يثبت هذا المعطى مرة أخرى مستوى التحكم شبه التام لـ "حماس" بالميدان، فيما توجه التصعيد النسبي في الوضع في هذه المرحلة الى منطقة الجدار.
توضح إسرائيل، من جهتها، بأن محاولة "حماس" إعادة غزة الى معادلة الضغط على إسرائيل يوجد لها ثمن. مثلاً ألا يدخل آلاف العمال من غزة الى إسرائيل. يدور الحديث عن حدث ذي مغزى للاقتصاد الغزي المنهار.
اعمال الاخلال العنيفة بالنظام على الجدار بحجوم كبيرة أو صغيرة، مثلما هو الآن، كانت دوما بالنسبة لـ "حماس" طريقة لتنفيس الضغط في القطاع او كأداة لممارسة الضغط لتحسين الوضع الاقتصادي. في إسرائيل يعتقدون اليوم أيضا بان "حماس" ليست معنية بجر قطاع غزة الى المواجهة، لكن الأيام الأخيرة اذا ما استمر الميل ذاته، ستشهد على ان تصعيدا أخطر قد يتطور بسرعة، في وضع تغلي فيه الساحة الفلسطينية على أي حال.
قد لا تكون "حماس" معنية بمواجهة الآن، لكن تهريبات "مواد التخريب"، الذي أُحبطت وكشفت، مؤخراً، في كرم أبو سالم وميناء اسدود هي على ما يبدو طرف صورة أوسع فقط تتوجه فيها "حماس"، التي يصعب عليها جدا تهريب مواد التفجير والأسلحة عبر الحدود مع مصر في سيناء، او من البحر، الى طرق اكثر ذكاء في إخفاء مواد التخريب التي تلزمها لصناعة الصواريخ والعبوات الناسفة.
في السطر الأخير، في قطاع غزة، ساعة التصعيد المعروفة تتحرك دقة واحدة صغيرة الى اليمين. هذه لا تزال خطوة صغيرة، و"حماس" تتحكم بشكل كامل بمستوى اللهيب. لكن التجربة المتراكمة في قطاع غزة تفيد بانه عندما تبدأ حركة الساعة نحو التصعيد، فان الحالات التي يتحرك فيها العقرب الى الوراء قليلة جداً.
---------------------------------------------
هآرتس 21/9/2023
بايدن يضع نتنياهو في اختبارات لا يمكنه اجتيازها
بقلم: الون بنكاس
يضحك بنيامين نتنياهو فرحاً. فقد تحسنت مكانته لدى الرئيس الأميركي. الامور على ما يرام. من يعارضونه وحركة الاحتجاج غاضبون: "لماذا قام بايدن بدعوته؟". هو وهم مخطئون. فمن اجل عقد لقاء يجب على نتنياهو تلبية طلبات ومعايير هو لا يريدها ولا يمكنه تلبيتها.
بعد 265 يوما، تسعة اشهر تقريبا، التقى الرئيس الأميركي، جو بايدن، مع نتنياهو في نيويورك، صباح أول من أمس. لقاء تمت المصادقة عليه وتقرر في اللحظة الاخيرة، رغم أنه تم الحديث عن احتمالية عقد اللقاء قبل بضعة اسابيع، ليس في واشنطن بل في الجمعية العمومية، من خلال إعداد بايدن لزيارة الرئيس الاوكراني، فلودمير زيلينسكي، للبيت الابيض وقبل الزيارة المتوقعة لرئيس الحكومة العراقية، محمد السوداني. وللمفارقة، اثنت الولايات المتحدة، أول من أمس، على السوداني بسبب الالتزام بـ "تقوية جهاز القضاء في العراق".
هذا ليس اللقاء الذي يريده بايدن، حيث يعلن بأنه "الرئيس الصهيوني الاول". فقد تجاهل نتنياهو ووجه الانتقاد اليه وقال بشكل علني بأنه لا يريد، لكن الظروف السياسية والجغرافية هي التي حسمت الامر وفرضت الزيارة. لا يعتبر نتنياهو حليفاً للولايات المتحدة، لكن اسرائيل نعم، واسرائيل يحبها بايدن.
في الخمسين سنة الاخيرة تحولت زيارة رؤساء الحكومة الاسرائيلية في واشنطن، على الفور بعد تولي المنصب، الى رحلة تتويج غير رسمية. اكتفى رؤساء حكومة سابقون بصور متواضعة عكست عمق العلاقات ونوعها وايضا اهمية اللقاء، لكن في حالة نتنياهو اصبح هذا احتفالاً عكس، حسب رأيه، قدرته السياسية وكونه لاعباً مهماً في الساحة الأميركية. في هذه المرة كان هذا الامر قصة مختلفة كليا. فنيويورك ليست البيت الابيض، ولا يوجد تبادل للشعارات حول "الحلف الذي لا ينفصم" أو "الالتزام الأميركي"، وبالتأكيد ليس "القيم المشتركة"، بل تقديم ردود جدية وملموسة كان يجب على نتنياهو تقديمها، سواء حول الانقلاب النظامي أو ما يسمى "الصفقة السعودية".
على مدى سنوات قام نتنياهو بتصنيف زيارته في الامم المتحدة كأحد الاعياد المهمة. وقد أضيف للشهر الاول في السنة العبرية، كما يتضح، "خطاب رئيس الحكومة"، وهو الحدث المضخم وعديم التوازن والذي تم وضعه في التقويم السنوي بشكل وباسلوب لا يوجدان في أي دولة. فمن في بريطانيا يهمه خطاب رئيس الحكومة، ريشي سوناك؟ كم من الأميركيين يتأثرون بخطاب للرئيس بايدن في اجتماع عادي وروتيني؟ قلائل جدا. منح نتنياهو اهمية للجمعية العمومية للامم المتحدة، وشعر بالراحة في تأطير "كل العالم ضدنا وأنا فقط استطيع الدفاع عن اسرائيل"، وعشق الاعجاب الاسرائيلي والدعاية لـ "خطابه المهم" الذي تم دائما بثه. الخطاب كعمل سياسي، والخطيب كبديل للسياسة. خلال السنين كان هناك خطباء جيدون وكان هناك خطباء متوسطون، وكان خطباء ليست لهم أهمية، وكانت هناك خطابات شعارات، وتهديدات وتخويف مع رسم بياني وكاريكاتور. ليس في هذه السنة.
في هذه السنة، بعد تسعة اشهر على محاولة الانقلاب النظامي والمظاهرات الضخمة في كل اسبوع والاقتصاد المأزوم والتخلي عن الجيش الاسرائيلي والدولة الممزقة في كل جوانبها، فان الخطاب يقع في أجندة مختلفة كليا. وبدلا منه وقفت مسألة اجراء لقاء مع الرئيس الأميركي في مركز الزيارة في الامم المتحدة. بالنسبة لبايدن يوجد لهذا اللقاء ثلاثة أهداف. الاول، سياسي أميركي، سياسي اسرائيلي، وجيوسياسي حول الفكرة الغامضة ذاتها التي تسمى "الصفقة الثلاثية" بين الولايات المتحدة والسعودية واسرائيل. من ناحية سياسية أميركية داخلية لا توجد لهذا اللقاء أي اهمية.
75 في المئة من يهود أميركا سيصوتون لبايدن أو أي ديمقراطي آخر في تشرين الثاني 2024، بعد سنة وشهرين. ولكن استمرار رفضه بخصوص الجمعية العمومية للامم المتحدة كان سيعتبر اهانة كبيرة جدا. على المستوى السياسي الاسرائيلي كان من المهم لبايدن توضيح تحفظه على الانقلاب النظامي غير الديمقراطي لنتنياهو. ولكن من المشكوك فيه اذا كان شخص له تجربة مثل بايدن قد وقع في خداع نتنياهو المتوقع، الذي قال بأنه عمل على الدفع قدما بمصالحة وتفاهمات.
هو لا، لكن بايدن ووزير خارجيته، انتوني بلينكن، ومستشار الامن القومي، جايك ساليبان، يعرفون ذلك جيدا. أهمية وعود نتنياهو والتلاعب الذي يقوم به بالحقائق يعرفونها بشكل جيد. وهذا يوصلنا الى البعد الجيوسياسي والى "الصفقة السعودية". عمليا، يدور الحديث عن مفاوضات وفحص امكانية عقد صفقة ثنائية بين الولايات المتحدة والسعودية. قامت اسرائيل بادخال الأميركيين الى محاولة جعل نتنياهو يفحص اجراء تغييرات في تركيبة الائتلاف في اسرائيل. ربما أن الأميركيين ليسوا ساذجين، لكن بالتأكيد هذه ليست المرة الاولى منذ ولايته الاولى في الاعوام 1996 – 1999 التي يخطئون فيها فهم نتنياهو. وما يعرضونه عليه لا يمكنه القيام به. ثانياً، مطالبة السعودية بحلف دفاع ملزم فيه بند تلقائي للدفاع المتبادل الذي يشبه "البند 5" في حلف "الناتو"، وكذلك المطالبة بمشروع نووي، سيجد بايدن صعوبة في تمرير ذلك في مجلس الشيوخ، الذي تختلف فيه الآراء حول الاهمية الاستراتيجية أو مستوى صلاحية صفقة معينة مع محمد بن سلمان، الذي يدير حسب احد السيناريوهات "سياسة خارجية تتوجه الى دول كثيرة، منها الصين وروسيا، ويحاول الخروج من مجال نفوذ الولايات المتحدة".
هنا دخل العنصر الفلسطيني. فبالنسبة لنتنياهو لا يوجد أي سبب لوقف البناء في المستوطنات أو تجنب اضعاف السلطة الفلسطينية أو الامتناع عن ضم فعلي لـ "المناطق". وبالنسبة للسعودية فان ضخ الاموال وتعهد اسرائيل بالامتناع عن الضم الرسمي ربما ستكون كافية. ولكن بالنسبة لبايدن وكثيرين في مجلس الشيوخ فان الجهة التي يجب عليها المصادقة على اتفاق دفاعي مع السعودية، له اهمية من المشكوك فيها بالنسبة للولايات المتحدة، فان القضية الفلسطينية والسياسة العملية لـ "دولة واحدة" لحكومة اليمين المتطرفة هي بالتأكيد اشكالية.
حتى لو عرض نتنياهو اللقاء والبيان عن لقاء آخر كانجاز سياسي لامع، وهذا ما سيفعله بالضبط، فان هذا خطأ نظري. وضع بايدن نتنياهو على المحك من اجل اختباره في موضوع الاعتراض على تشريع قوانين غير ديمقراطية، واختبار جديته فيما يتعلق بالفلسطينيين. لا يريد نتنياهو ولا يمكنه اجتياز هذه الاختبارات.
---------------------------------------------
هآرتس 21/9/2023
بايدن يحاول دفع نتنياهو لتشكيل ائتلاف بديل
بقلم: عاموس هرئيل
أخيراً حظيَ رئيس الحكومة بالاجتماع الذي كان ينتظره منذ 9 أشهر. فأول من أمس، التقى رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، الرئيس الأميركي، جو بايدن. صحيح أن اللقاء جرى في فندق في نيويورك، وليس في البيت الأبيض في واشنطن، لكن أحياناً يضطر المرء إلى الاكتفاء بما يستطيع الحصول عليه في لحظة معينة. أمام الكاميرات، قام بايدن ونتنياهو بتسويق علاقاتهما المستمرة منذ وقت طويل وصداقتهما القديمة. وفي الغرفة المغلقة، يمكن الافتراض أنهما انشغلا بالموضوع عينه.
كان المطلوب من الرئيس الأميركي المناورة بحذر بين ثلاث قنوات مختلفة مرتبطة ببعضها بشدة: مسعى كبح البرنامج النووي الإيراني، ومحاولة التوصل إلى اتفاق تطبيع بين إسرائيل والسعودية، والمطالبة السعودية بتحقيق تقدُّم ملموس بين إسرائيل والفلسطينيين كشرط للاتفاق بين المملكة وإسرائيل. في الخلفية، كان يحوم موضوع آخر، حرص بايدن على ذِكره في مستهل المؤتمر الصحافي، والذي من أجله احتشد مئات المتظاهرين الإسرائيليين واليهود خارج الفندق الذي عُقد فيه الاجتماع، وهو إصرار نتنياهو على الاستمرار في الدفع بقوانين الانقلاب الدستوري التي يتحفظ عليها الرئيس الأميركي بشدة.
يأمل بايدن بتحقيق خرق في القناة الأكثر أهمية بالنسبة إليه، وهي القناة السعودية. نتنياهو أيضاً يشاركه هذا الأمل، ويؤمن بأن الاتفاق سيساعده على خفض ألسنة اللهب في الساحة الداخلية.
وعلى الرغم من تحذيراته الدائمة من تساهُل الغرب إزاء موضوع المفاوضات مع إيران، فإن نتنياهو لجم انتقاداته للإدارة في هذا الشأن، كما يبدو، من أجل التركيز على السعودية. والأمر الأكثر إثارةً للقلق هو أن الإدارة الأميركية تعتمد على رئيس الحكومة للحصول على تأييد الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب للخطوات التي ستشملها الصفقة. والمقصود تزويد السعوديين بمنظومات سلاح متقدم، وانضمام المملكة إلى حلف دفاعي شبيه بـ "الناتو"، بالإضافة إلى خطوة هي موضوع خلاف شديد، ألا وهي موافقة أميركا على إنشاء برنامج نووي مدني على الأراضي السعودية. يشعر العديد من الخبراء الأمنيين في إسرائيل بالقلق إزاء إمكانية أن يصبح للسعوديين سيطرة كاملة على دائرة إنتاج الوقود على أراضيهم، ويأمل الأميركيون بتهدئة هذه المخاوف بوساطة تعهدات بفرض رقابة خارجية.
يشعر نتنياهو بالقلق بشأن مسألة أُخرى. فالاستجابة للمطلب السعودي بتقديم مبادرات إلى الفلسطينيين، يمكن أن تؤدي إلى انهيار حكومته. ومنذ الآن، يلمّح الجناح اليميني المتشدد في حكومته، برئاسة الوزيرين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، إلى أنه ينوي إفشال مثل هذه الخطوة. وانضم إليهما، أول من أمس، 12 عضواً من "الليكود"، أرسلوا رسالة إلى نتنياهو، يطالبونه فيها بعدم ربط التطبيع بأي تنازُل للفلسطينيين.
لكن هنا تكمن فرصة أيضاً، على الأقل وفقاً للأميركيين. يبدو أنهم يأملون في واشنطن بأن تدفع الأزمة مع المتطرفين في الحكومة نتنياهو إلى تشكيل ائتلاف حكومي بديل مع بني غانتس والمعسكر الرسمي، الأمر الذي يجمّد أيضاً تشريعات الانقلاب بصورة عميقة. غانتس في هذه الأثناء لا يزال متحفظاً. وحالياً، من الصعب رؤية كيف سيجري الجمع بين كل هذه الأمور معاً، وفي التوقيت الذي يتلاءم مع خطط نتنياهو. وحتى بعد الكلام الذي قاله بايدن في المؤتمر الصحافي مع نتنياهو، لم يتضح بدقة كيف كانت اللهجة التي انتهجها الرئيس في المنتدى المغلق، وما إذا كان ينوي الاستمرار في الضغط على رئيس الحكومة لوقف التشريعات.
--------------------------------------------
هآرتس 21/9/2023
“النسوية الإسرائيلية” لبرنامج “60 دقيقة”: سنتوقف عن قتل الأطفال الفلسطينيين في ظل حكومتنا الحالية
بقلم: جدعون ليفي
هي الإسرائيلية الأجمل التي يمكن تخيلها. أرض إسرائيل الجميلة والجيدة اجتمعت في شخصية واحدة. لقد ترعرعت في “مكابيم” لأب طيار وأم عالمة نفس، وهي طيارة لطائرة مروحية حربية. تعلمت في جامعة أكسفورد، وهي مديرة في صندوق “فنتج”. ترأست الكلية التمهيدية العسكرية “بني تسيون” بعد الكارثة التي حدثت في “ناحل تسفيت”، وكانت مستشارة استراتيجية في “مكنزي”.
غير صهيونية، لكنها الأكثر صهينة. عمرها 36 سنة، متزوجة من امرأة وأم لبنت. إذا طلب أحد ما من الذكاء الاصطناعي صورة لإسرائيلية جميلة ونوعية، فسيحصل على شيرا ايتنغ. هي الآن الوجه الجميل للاحتجاج، جذبت الجماهير هي طيارة ومديرة أيضاً.
الجماهير إلى كابلان. “في اللحظة التي حاولوا أن يسرقوا منا القيم الأهم لنا، خرجنا لنحارب من أجل الحياة. عربتنا مليئة بقيم الحرية والمساواة في الحقوق”، قالت على صوت الهتافات. كم يحب هذا الجمهور أن يسمع أقوال جميلة كهذه عن نفسه، من محاربي الحرية والمساواة، بل من فم طيارة حربية.
في الأسبوع الماضي، تم الكشف عن كل هذا الجمال للعالم أيضاً. بقميص خاكي اللون شبه عسكري لـ “أخوة وأخوات في السلاح”، وهي جمعية تناضل من أجل الديمقراطية في إسرائيل. الرائد احتياط “ايتنغ” شرحت لليزلي ستوهل في برنامج “60 دقيقة” لماذا نقوم بكل هذا الاحتجاج: “إذا أردتم أن يتمكن الطيارون من الطيران، وقذف القنابل والصواريخ على البيوت، مع إدراكهم أنهم قد يقتلون الأطفال، فإنهم بحاجة إلى إيمان قوي جداً بالأشخاص الذين يتخذون هذه القرارات”، قالت بلغة إنجليزية طليقة وهي تحسب كلامها.
لم تكن لدينا لحظة نقية مثل هذه منذ فترة طويلة؛ جوهر اليسار الصهيوني كله بجملة واحدة. سنواصل قتل الأطفال، لكن تحت حكم رجالنا فقط. لن نستمر في قتل الأطفال إلا بأمر من مثل بني غانتس ويئير لبيد. هؤلاء هم الذين نؤمن بهم. وسيكون قتل الأطفال أخلاقياً وقيمياً تحتهم. قتل الأطفال في ظل بنيامين نتنياهو لا يخطر بالبال، فهو ضد عربتنا المليئة بالقيم. إذا أمر غانتس أو لبيد مرة أخرى بقتل الأطفال كما فعلا من قبل، عندها يمتثل الطيارون وسننسى رفضنا الشجاع والقيمي لذريعة المعقولية وكأنها لم تكن.
الرائد اتينغ سترتدي ملابس الطيران والخوذة وستصعد إلى طائرتها المروحية المتقدمة، التي يمكنها توجيه قذيفة نحو سرير في غرفة أطفال، ثم تقصف غزة أو رفح. هذه ليست صهيونية فقط، إنما هي النسوية الإسرائيلية. وفي القريب سيكون هذا أيضاً في دورية هيئة الأركان.
الأطفال القادمون ستقتلهم ايتنغ بدون قصد بالطبع؛ فهي طيارة ذات ضمير. بعضهم سيقتلون بالخطأ، وبعضهم لأنه لم يكن أمامها أي خيار. المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي سينشر فيلماً يظهر كيف امتنعت ايتنغ عن قصف بيت بسبب وجود أطفال فيه.
في نهاية الحرب القادمة، ستأتي الميجر ايتنغ مرة أخرى إلى ميدان المدينة وستلقي خطاباً حماسياً عن القيم والحرية والمساواة. ثم ستجري مقابلة مع ستوهل، التي تأثرت بالطيارة القيمية وذرفت الدموع، وستخبرها كم هو سهل قتل الأطفال في ظل حكومة وسط – يسار. عندما يأتي دور الطيارين للقصف، سيفعلون ذلك دون أن يرف لهم جفن، كما فعلوا في عملية “الرصاص المصبوب” حين قتلوا 344 طفلاً وفتى. وقتلوا 548 طفلاً في عملية “الجرف الصامد”، من بينهم 180 طفلاً ورضيعاً دون سن 5 سنوات.
من الذي قتل الـ 180 طفلة؟ ايتنغ وأصدقاؤها. فعلوا ذلك في “الجرف الصامد” في ظل حكومة نتنياهو، وموشيه يعلون، وغانتس. في “الرصاص المصبوب” فعلوا ذلك في ظل حكومة إيهود أولمرت، وإيهود باراك، وغابي أشكنازي. خمسة من العسكريين الستة الكبار في هاتين العمليتين، ومن الهجمات الأكثر وحشية التي نفذتها إسرائيل، هم الآن رؤساء الاحتجاج الديمقراطي لـ ايتنغ. بأمر منهم، فقط بأمر منهم، ستعود لقتل الأطفال. هذا ما قالته لمشاهدي “60 دقيقة”. كم هي جميلة إسرائيل!
---------------------------------------------
هآرتس 21/9/2023
استكمالاً للدور.. منظمات حماية الطبيعة تنظم مسارات خاصة بأسلوب “زعران الأبرتهايد”
بقلم: تسفرير رينات
سلطة الطبيعة والحدائق نشرت بتفاخر قبل شهر عن عملية لإنفاذ القانون في منطقة رام الله، التي قام فيها مراقبون مع قوة عسكرية فلسطينية باعتقال مشتبه فيه بالصيد بشكل غير قانوني لحيوانات برية. وتم العثور في بيت المشتبه فيه على غزالين صادهما واحتفظ بهما خلافاً للقانون. ولكن إضافة إلى نشاطات إنفاذ القانون المهمة هذه، يواصل الاحتلال الإسرائيلي خلف الخط الأخضر تدمير الطبيعة في كل مناسبة يخدم فيها هذا الأمر تعزيز الاستيطان، وتستخدم قوانين حماية الطبيعة وإنفاذها من لإقصاء الفلسطينيين عن الأراضي الزراعية.
في السنوات الأخيرة، أقام مستوطنون على جرف جبل في شمال شرق “السامرة” بؤرة غير قانونية قرب منطقة مخصصة لتكون المحمية الطبيعية “أم زوكا”. بنى المستوطنون جداراً بدون إذن، ووسعوا نشاطاتهم داخل المنطقة المخصصة للمحمية. وقالت الإدارة المدنية إن الأمر يتعلق بنشاطات غير قانونية، ولكنها لم تفعل شيئاً.
قبل شهرين ونصف، نشرت محكمة الصلح في القدس قرار حكم في موضوع المحمية، الذي يدل على وضع مشوه للقانون والنظام الذي تطور خلف الخط الأخضر. تناول قرار الحكم الدعوى التي قدمها أحد مؤسسي البؤرة غير القانونية في “أم زوكا” وآخرون ضد أعضاء جمعية حقوق الإنسان “محاربون من أجل السلام” وضد الجمعية نفسها. وطلب المدعون أن يدفع أعضاء الجمعية الذين قطعوا الجدار غير القانوني تعويضاً عن الضرر الذي لحق بممتلكات المدعين.
المدعى عليهم، الذين مثلهم المحامي تمير بلينك، اعترفوا بحالة واحدة لقطع السور، وادعوا بأن قاعدة “الاختلاس التعسفي لا يترتب عليه حق تقديم دعوى” تسري على هذه العملية. وكتبت القاضية في قرار الحكم بعد التوصل إلى اتفاق بين الطرفين، بأنه يجب على أعضاء الجمعية دفع تعويض للمستوطنين بمبلغ 10 آلاف شيكل. وكتبت أيضاً أن المحكمة قد لا تناقش الدعوى التي ذريعتها مشوبة بعدم القانونية أو عدم الأخلاقية، ولكن ليس في هذه الحالة. ووفقاً لها، “الذريعة غير المشروعة تلغي الحق في تقديم دعوى قضائية عندما يتعلق الأمر بجهات إنفاذ القانون أو سلطات عامة عملت بإهمال أثناء تنفيذ نشاطات ضد البناء غير القانوني”. وأضافت بأن الموافقة على ادعاء المتهمين يعني “إعطاء الشرعية لأي شخص كي ينفذ القانون بنفسه، سواء لأسباب أيديولوجية أو لأسباب أخرى”. يمكن لمثل هذه الصلاحية أن تخلق الفوضى والعنف والإخلال بالنظام الاجتماعي.
يدور الحديث عن أقوال حادة وهامة. ولكن هناك فوضى يخلقها المستوطنون خلف الخط الأخضر. وهي فوضى توافق عليها السلطات بل وتشجعها. نتيجة الإجراء القانوني في هذه الحالة، هي أن السور الشائك غير القانوني بقي في مكانه. ومن حاول محاربة هذا الظلم بعد عدم فعل السلطات أي شيء، سيدفع التعويضات لزعران. حسب نشطاء حقوق الإنسان، فإن نشاطات المستوطنين بالتجدير في المنطقة اتسعت مؤخراً. وهدفها هو منع وصول أغنام الفلسطينيين إلى مناطق الرعي وفصلها عن مصادر المياه. هكذا لن تستطيع تجمعات الرعاة في شمال “السامرة” وغور الأردن مواصلة وجودها في المنطقة.
ثمة حادثة أخرى من الجدير ذكرها، وهي لمراقب في سلطة الطبيعة والحدائق، الذي يعيش في بؤرة غير قانونية قرب المنطقة المخصصة لمحمية طبيعية في جنوب جبل الخليل. لا توجد صلاحيات لإنفاذ القانون للمراقب في المناطق الواقعة خلف الخط الأخضر. ولكنه عاد واستخدم صلاحيته أيضاً قرب المنطقة التي يعيش فيها (خلف الخط الأخضر) وهو يعتقل الفلسطينيين بذريعة المس بالطبيعة. يدور الحديث أكثر من مرة عن سكان محليين، يحاول المستوطنون في المنطقة السيطرة على أراضيهم.
طُلب من الإدارة المدنية عدة مرات التعامل مع نشاطات هذا المراقب. كان رد الإدارة شبه الثابت، أن المراقب لا يجب أن يعمل في هذه المنطقة، لكن الجنود الذين كانوا في المنطقة ولاحظوا المخالفات التي قام بها الفلسطينيون في المحمية، طلبوا مساعدته. من يجب عليه الشعور بالحرج والخجل من هذا الوضع هو سلطة الطبيعة والحدائق. ولكنها تستمر في دعم ما يحدث على أرض الواقع.
المنظمات المدنية التي تعمل في حماية الطبيعة لا تتدخل في المظالم التي تحدث خلف الخط الأخضر، وحتى إنها تستمر في مساعدة ذلك بشكل غير مباشر. هيئة حماية الطبيعة لا تكتفي بالنشاطات التعليمية التي تقوم بها في المستوطنات، وممثلوها ينضمون إلى حفل السيطرة والاحتلال. فقبل بضعة أسابيع، نشرت مرشدة في هيئة حماية الطبيعة في موقع إخباري في الإنترنت مقالاً يتضمن توصيات بمسارات تنزه في “السامرة”. أحد المسارات التي أوصت بها المتنزهين هو مسار الوصول إلى الينابيع في المنطقة. أحد هذه الينابيع هو موقع سيطر عليه المستوطنون بعد طرد المزارعين الفلسطينيين، كما يفعلون في عشرات المواقع. هذا هو توزيع العمل للاحتلال: المستوطنون ينفذون نشاطات السيطرة على الأرض؛ والمنظمة الأكبر للحفاظ على الطبيعة في إسرائيل ترسل المتنزهين إلى هناك؛ بعد ذلك تدعي بأنها بريئة وأنها تعمل فقط بنشاطات تعليمية.
---------------------------------------------
هآرتس 21/9/2023
هكذا تجعل إسرائيل من قاتل عائلة دوابشة.. “ولياً مقدساً”
بقلم: أسرة التحرير
في تموز 2015 خرج عميرام بن أوليئيل إلى حملة ثأر بهدف قتل عرب بصفتهم هذه، فأحرق ثلاثة من أبناء عائلة دوابشة حتى الموت: الرضيع علي ابن السنة والنصف ووالديه، سعد وريهام. ألقى بن أوليئيل زجاجة حارقة على بيتهم في قرية دوما وأحرقهم حتى الموت. أخو علي، أحمد الذي كان في حينه ابن أربع سنوات، أصيب بحروق شديدة.
أدانت المحكمة المركزية بن أوليئيل بثلاث جرائم قتل، وجريمتي محاولة قتل، وجريمتي إحراق وجريمة التآمر على ارتكاب جريمة بدوافع عنصرية، وحكمت عليه بثلاث مؤبدات و20 سنة. قدم بن أوليئيل استئنافاً إلى المحكمة العليا، فردته المحكمة وقضت بأن “لا شك أنه نفذ الفعلة”.
لكن في المكان الذي يرى فيه الناس قاتلاً منكراً، ترى فيه النائبة ليمور سون هار ميلخ من “قوة يهودية” “ولياً مقدساً”. ادعت سون هار ميلخ أول أمس بأن إدانة بن أوليئيل بثلاث جرائم قتل كانت “عبثاً”، وشددت على أنها “تعرف أنه بريء”. هذه أقوال قالتها هار ميلخ في حدث لإطلاق حملة بتجنيد التبرعات لبن أوليئيل من “هيئة العدالة لعميرام”.
كما بادرت سون هار ميلخ إلى طلب بالتخفيف من شروط اعتقال بن أوليئيل وقع عليه 14 نائباً من الائتلاف، وأرسل الأسبوع الماضي إلى رئيس “الشاباك” رونين بار. والآن، حين خرج الجني من القمقم فإن محاولة التخفيف من شروط الاعتقال، تتبين مرحلة في خطة لإثبات براءة “الولي المقدس وتحريره، من الأفضل أن نتذكر أسماء منتخبي الجمهور الذين وقعوا على هذا الطلب. كل هذا لتعميق فهم في طبيعة المادة البشرية التي تتشكل منها الكنيست: عميت هليفي، نيسيم فاتوري، ايتي عطية، تالي غوتليف، كيتي شطريت، ارئيل كلنر، الياهو رفيفو، وافيحاي بورون من الليكود؛ وتسفيكا بوغل، اسحق رويزر وسون هار ميلخ من “قوة يهودية”؛ وإسحق فندروس من “يهدوت هتوراه”، وميخال فلديغر من “الصهيونية الدينية”، ويوسي طيب من “شاس”. كامل الكهانية.
الوزير موشيه أربيل من “شاس” تبين أنه صوت المنطق مرة أخرى. “تؤسفني هذه الأمور أسفاً عميقاً”، وأضاف بأنه “في دولة يهودية يكرر كل طفل من فجر صباه في هذه البلاد الكلمات العشر، ومن ضمنها الكلمة السادسة “لا تقتل” التي تحظر حظراً تاماً نزع حياة الآخر”.
يتبين بأنها كلمة يجب غرسها في أوساط جمهور متزايد في دولة إسرائيل من جديد. حتى أمس، تم التبرع لحساب تجنيد الجماهير من أجل بن أوليئيل بنحو مليون شيكل. آلاف الأشخاص، ممن هم مستعدون لدفع المال كي يحرروا قاتل رضيع من السجن.
---------------------------------------------
هآرتس 21/9/2023
علام استند نتنياهو في حديثه أمام بايدن عن “السلام مع الفلسطينيين”؟
بقلم: شيريت أفيتان كوهن
مؤشرات تطبيع: من الصعب التخمين أيهما بدا الأكثر تأثراً بالتقدم نحو اتفاق تطبيع مع السعودية: رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو، أم الرئيس الأمريكي بايدن.
السلام مع الفلسطينيين عرض من جهة نتنياهو أيضاً كضريبة كلامية رفعاً للعتب الأمريكي، وسمع مرة أخرى التزام الولايات المتحدة بالقيم الديمقراطية لإسرائيل. لم يُسجل أي توبيخ من الجانب الأمريكي، وكان العناق ودياً.
باستثناء حقيقة أن بايدن لم يستقبل نتنياهو في البيت الأبيض، فهذا اللقاء، أي بعد تسعة أشهر منذ إقامة الحكومة، قد يكون تجسداً لأحلام نتنياهو الذي يتذكر كيف تبدو اللقاءات لدى الإدارة الديمقراطية للرئيس الأسبق باراك أوباما.
ثلاثة شركاء في الاتفاق المنسوج: نتنياهو وإسرائيل، بايدن والولايات المتحدة، وبن سلمان والسعودية. مصالح الأمريكيين والسعوديين تفوق مصالح الإسرائيليين، رغم بشرى حقيقية تدق الأبواب في موضوع اندماج إسرائيل في الشرق الأوسط، فبايدن مصمم على صد حلف بين السعودية والصين وإيران، كما أنه بحاجة إلى إنجاز دولي هام في ضوء ضعفه في الاستطلاعات. يتطلع بن سلمان إلى إنجازين هامين لمستقبل دولته: حلف دفاع مع الولايات المتحدة على نمط الناتو، ونووي مدني على الأراضي السعودية.
نافذة الفرص حتى الربيع، وعليه فإن الضغط في الولايات المتحدة وفي السعودية يرتفع من أجل التوقيع قبل أن تملي الانتخابات في الولايات المتحدة جدول أعمال متعذراً لاتفاقات بين الحزبين. وللوصول إلى هناك، على الأطراف أن تتغلب على ثلاثة عوائق هامة: طلب السعودية للنووي مع قدرات تخصيب، وطلب لحلف دفاع لن تقره الولايات المتحدة إلا بالأغلبية اللازمة في مجلس الشيوخ، مع تأييد الجمهوريين، بينما تكون إسرائيل وسيطة حيوية في الوسط، أما العائق الثالث فهو إسرائيلي: بادرات طيبة للفلسطينيين.
موضوع النووي سيتطلب حلاً إبداعياً على نمط رقابة أمريكية وثيقة على الأراضي السعودية للتأكد من عدم استخدام السعوديين النووي لأغراض حربية. تجدر الإشارة إلى أن البديل أكثر تهديداً – نووي عديم الرقابة برعاية الصينيين التواقين لموطئ قدم في المنطقة. أما موضوع حلف الدفاع فسيعالج من خلال تجنيد نتنياهو كالضاغط رقم واحد للاتفاق مع الجمهوريين، بينما يكون المقابل السياسي هو اتفاقات تطبيع أخرى استمراراً لاتفاقات تضمن لإسرائيل اندماجاً في المجال.
رغم أقوال نتنياهو الحماسية بعض الشيء عن “سلام مع الفلسطينيين”، فإن رئيس حكومة “اليمين بالكامل” يعرف بأن ليس لديه تفويض ائتلافي ولو لبادرة طيبة واحدة تجاه الفلسطينيين. فقد أوضح له شريكة رئيس “الصهيونية الدينية” سموتريتش، الأمور قبل إقلاعه. بن غفير يفعل هذا بشكل أكثر حزماً وعلانية، لكن الأهم من ذلك أن نتنياهو يعرف القيود الداخلية: أعضاء حزبه في الليكود لن يسمحوا له بتنفيذ خطوات سياسية هامة تجاه السلطة الفلسطينية.
يدا نتنياهو مكبلتان؛ إذ لا اتفاق مع السعودية بدون حكومة، هذا واضح للجميع. وتقدر إسرائيل بأن السعوديين سيطالبون ببادرات طيبة رمزية، بينما التخوف الحقيقي هو من خطوات تصر الإدارة الأمريكية على إدراجها في الاتفاق.
فهل سيكون الفلسطينيون عائقاً للتطبيع وللاتفاق السعودي الذي يتوق له بايدن وبن سلمان؟ في النهاية، سيكون هذا قراراً أمريكياً.
---------------------------------------------
اخبار 12- 21/9/2023
عباس يُبلغ بموافقته على تسوية مؤقتة مع الكيان في إطار اتفاق التطبيع
بقلم: يهود يعاري
أبلغ رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس السعودية اليوم الخميس، أنه مستعد للمضي قدمًا في تسوية مؤقتة مع الكيان في إطار اتفاق التطبيع، وأنه لن يصر في هذه المرحلة على الالتزام بدولة فلسطينية، ولكن فقط على بيان “إسرائيلي” يؤكد تمسكه برؤية الدولتين.
خلال المفاوضات التي أجراها وفد فلسطيني في الرياض، تم التوصل إلى تفاهم مع السعوديين على أنه خلال التسوية المؤقتة سيُطلب من الكيان نقل أجزاء من المناطق C، التي تشكل حوالي 60٪ من الضفة الغربية إلى وضع المناطق. أ ، تحت سيطرة السلطة الفلسطينية، كما طلب الفلسطينيون من السعوديين الإصرار على ذكر أن القدس الشرقية هي العاصمة المستقبلية للدولة الفلسطينية.
الموقف الفلسطيني الجديد تبلور بعد أن توصل عباس، إلى أنه ارتكب خطأً فادحُا عندما عارض “اتفاقيات إبراهام”، وأنه من الأفضل للفلسطينيين أن يبحثوا عن تنسيق المواقف مع محمد بن سلمان بدلا من المجازفة بمعارضته والوقوف ضده.
في الوقت نفسه، تتشكل قائمة المطالب التي نقلها السعوديون إلى الحكومة الأمريكية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وقد تكون “حقل ألغام” عندما تصل إلى طاولة حكومة العدو لمناقشتها، وجاءت التفاهمات بعد اللقاءات التي عقدها وفد السلطة الفلسطينية برئاسة حسين الشيخ في الرياض قبل نحو أسبوعين، ولم يتم طرح مطالب الفلسطينيين بشكل كامل قبل لقاء بايدن – “نتنياهو”، وهي تركز على خطوات دبلوماسية واقتصادية.
وتشمل المطالب السعودية من الولايات المتحدة فتح مكاتب لمنظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، وتنظيم رواتب الأسرى الأمنيين بحيث لا يتم اقتطاع أموال من السلطة الفلسطينية لهذا الغرض، ورفع صفة المراقب والانتقال إلى وضع العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وفتح قنصلية أمريكية في القدس الشرقية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الإجراءات الميدانية التي يطلبها السعوديون من الولايات المتحدة هي تجميد بناء المستوطنات الجديدة، والسماح للفلسطينيين بتنفيذ خطط بناء في المنطقة (ج)، وخطة لتعزيز الأجهزة الأمنية الفلسطينية.
ليس من الواضح الآن إذا كانت هذه هي كل الطلبات أم مجرد قائمة جزئية.
وفي المطالب كما قدمت، هناك عدد غير قليل من الألغام السياسية التي ستجعل من الصعب تمرير اتفاق مع السعودية في الائتلاف الحالي، ومن ناحية أخرى، توقف الفلسطينيون عن التمترس خلف موقفهم كرافضين، ويحاولون الآن الاستفادة بأكبر قدر من الإنجازات من الصفقة الثلاثية الأمريكية السعودية “الإسرائيلية”.
---------------------------------------------
“نتنياهو” يوعز بالتفاوض مع إدارة بايدن حول مطلب “النووي” السعودي
بقلم: إسرائيل اليوم
المشروع النووي المدني الذي تطالب به السعودية من الولايات المتحدة سيكون تحت الإشراف الأمريكي، والموافقة عليه قد تمهد الطريق لتطبيع بين الكيان والسعودية.
يعمل كيان العدو خلف الكواليس مع إدارة بايدن على إيجاد الخطوط العريضة التي تسمح بإقامة المشروع النووي المدني في السعودية، تحت إشراف أميركي، وبحسب تقرير نُشرَ في صحيفة وول ستريت جورنال، فإن كيان العدو، بقيادة “بنيامين نتنياهو”، يجري التعديلات المطلوبة مع إدارة بايدن من أجل الموافقة على طلب السعودية تطوير نووي مدني على أراضيها.
قد يمهد الاتفاق الثلاثي بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والكيان، الطريق للتطبيع الذي ناقشته الأطراف علناً لفترة طويلة، وذكرت وول ستريت جورنال، أيضًا، أنه وفقًا لمسؤولين في الكيان والولايات المتحدة، فإن “نتنياهو” أمر العميد “موشيه أدري”، رئيس هيئة الطاقة الذرية في الكيان وكبار المسؤولين في المنظومة الأمنية للعدو على إنشاء قناة تفاوض مع الأميركيين في محاولة لإيجاد الخط التوافقي المناسب الذي يمكن للكيان قبوله، الأمر الذي سيسمح للسعوديين بتطوير النووي تحت إشراف أمريكي.
------------------انتهت النشرة------------------