الصحافة الإسرائيلية الملف اليومي صادر عن المكتب الصحفي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الاربعاء 20/9/2023 العدد 809

  الصحافة الاسرائيل– الملف اليومي

افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

 

يديعوت احرونوت 20/9/2023  

حين ينضم رئيس الوزراء الى الهوامش المتطرفة

بقلم: بن - درور يميني

الجدال الجماهيري ينزل عن الخطوط يحتمل أن تكون هذه طبيعة كلجدال قاسم وحاد فهو يرفع النبرات. ويحتاج الى اقوال متطرفة تمس بالجدية وبالموضوعية لاجل الحصول على العناوين للحظات يخيل أنه لا يوجد 70 في المئة يريدون اصلاحا بالتوافق فاغلبية الأصوات في الخطاب العام تأتي من الهوامش وكلما كانت تسمع أكثر - هكذا تتطرف أكثر.

الموضوع هو أنه مع كل الرغبة في تجاهل هذه الأصوات، فان هذه لم تعد في هوامش الهوامش ويبدو أيضا انها ليست فقط الهوامش. فبدء من اسحق فيندروس الذي يعتقد ان جماعة المثليين أسوأ من داعش او تالي غوتليف التي تعتقد أن الشباك يخدم المخربين، او اهود أولمرت، الذي "دعا الولايات المتحدة لتنفيذ إعادة تقويم للعلاقات مع إسرائيل مع كل ما ينطوي عليه هذا من معنى" او رسالة "الادباء" للرئيس الأمريكي كي يمتنع عن اللقاء مع نتنياهو. في كل لحظة تتعاظم فيها الرغبة في وضع هذه الأصوات جانبا، تأتي ضربة أخرى تكون أكثر اذهالا من سابقتها. 14 نائبا من الائتلاف، بمن فيهم أربعة من الليكود، وقعوا على كتاب من اجل تحسين شروط اعتقال القاتل عميرام بن اوليئيل. يتبين أن الحديث يدور عن عصبة من مؤيدي حقوق الانسان. هم يعملون، حسب الرسالة، على شرف مجتمع ديمقراطي واخلاقي لدولة إسرائيل". رائع من جانبهم وهم يطالبون بالحفاظ على حقوق الانسان الذي يلزم جهاز الامن العام". واو. مذهل. ايمن عودة ما كان ليصيغ هذا على نحو أفضل. فهو الآخر حساس جدا لحقوق الانسان القتلة شريطة ان يكون ضحاياهم يهودا.

 ولا، لا يمكن التجاهل لان رئيس الوزراء يفترض أن يميز نفسه عن المحرضين. لكنه بجلاله وبذاته ، يقف في رأس النازلين عن الخطوط. فقبل لحظة من صعوده الى الطائرة التي اقلته الى اللقاءات في الولايات المتحدة اتهم المتظاهرين بأنهم يرتبطون بايران وبـ م.ت.ف. هذا مشوق ، لانه هو نفسه، كرئيس المعارضة، نشر شريطا مسجلا بالانجليزية - نعم بالانجليزية - ادعى فيه بان حكومة بينيت - لبيد تبادر الى تشريع سيصفي الديمقراطية واساسا منذ تشكيل الائتلاف برئاسته لم تكن إبادة قيمة ذاتية بهذا القدر فهذا هو الائتلاف الذي سیمس تشريعه بالحصانة التي توجد اليوم للمقاتلين، وبينهم الطيارون، من لوائح اتهام في محاكم دولية وهذا هو الائتلاف الذي تحدث عاليا عن الحكومة ومكافحة الإرهاب - وفشله في المجالين يصبح مخيفا. وهذا هو الائتلاف الذي قوانينه، التي توجد اليوم في البسطامة، يفترض أن تمنح المتملصين من الخدمة حقوق الجنود بل ويثبت بالقانون الاعفاء من التجنيد بل والشحن بالوقود لمن يتملصون من تعلم المواضيع الأساسية ومن سوق العمل.

نتنياهو قال ان هذه مصيبة. اما الان فهو مقاول التنفيذ لديهم. كما يدور الحديث عن إبادة قيمة أخلاقية. هذا هو الائتلاف الذي يسحق وثيقة الاستقلال، وهذا هو الائتلاف الذي يسحق الفكرة التأسيسية لدولة يهودية وديمقراطية. هذا وذاك. حتى الان كان هؤلاء أساسا مناهضين للصهيونية هم الذين تبنوا هذا الخليط . اما الان فهذا هو الائتلاف نفسه الذي يفعل ذلك.

يشهد الله على اني مع اصلاح بتوافق واسع وليس في قطرة استخفاف بادعاءات الجدية، ويوجد كهؤلاء لدى منتقدي الفاعلية القضائية. فقد طرحت هذه الادعاءات بنفسي بل عندما لا تكون الهوامش بل رئيس الوزراء بجلاله وبذاته، يمنح تسويغا للكهانية، فلا يجب أن يتفاجأ عندما تكون الحكومة التي أقامها هي الهدية الأفضل التي تلقاها كارهو اسرائيل منذ الازل. فلا حاجة لضربة من الخارج فليس أعضاء اليمين المتطرف هم الذين يعملون منذ سنين كمقاولي تنفيذ الرؤيا "الدولة الواحدة" لكارهي إسرائيل. الان هذه هي الحكومة نفسها اكثر بكثير من سابقاتها. فكيف يتجرأ نتنياهو على أن ينزل باللائمة على من يحاولون وقف هذا الدمار وحتى التعديل الذي نشره محرج قليلا. لم اقصد انهم يرتبطون بمؤيدي ايران و م.ت.ف ادعى نتنياهو، قصدت فقط انهم سيتظاهرون بالتوازي مع مؤيدي BDS. عندما سيخطب نتنياهو في الأمم المتحدة، ان يلتقي بايدن هناك سيكون مزيد لا يحصى من المتظاهرين والمظاهرات. وحتى مؤيدي نتنياهو سيكونون هناك هم أيضا سيتظاهرون الى جانب متظاهري BDS. فهل لانه سيكون آخرون محظور التظاهر؟ أهو جدي؟

في الأسبوعين الأخيرين كنت في الولايات المتحدة. التقيت يهودا اعرفهم من سنين كعاطفين على إسرائيل. صهاينة عظيمون هم يكافحون ضد كارهي إسرائيل من اليمين المتطرف واليسار المتطرف في الاكاديميا وفي وسائل الاعلام. في هذه الأيام يشدون شعرهم. وهم يتساءلون عجبا كيف تتولى في إسرائيل حكومة ترتكب تقريبا كل خطأ ممكن كي تخدم مؤيدي BDS بقواي الهزيلة قلت المرة تلو الأخرى ان إسرائيل هي ديمقراطية لامعة الاحتجاج فقط هو دليل آخر. ولأنه لا يفكر احد في إسرائيل في أن يدير الظهر للولايات المتحدة وبالتأكيد للجالية اليهودية بسبب إدارة إشكالية، فنحن نتوقع من قادة الجالية اليهودية ان يؤيدوا إسرائيل دون صلة بحكومة إسرائيل. فلما كانت العلاقة هي بين الشعوب، وفي إسرائيل توجد اغلبية واضحة ومتماسكة تؤيد إسرائيل يهودية وديمقراطية، وليس إسرائيل حريدية وقومية. لكن هذا ليس بسيطا. الان انت هناك، يا سيد نتنياهو ليس كل شيء ضائعا. لا يزال يمكنك ان تقلص الاضرار. فهل انت قادر؟

---------------------------------------------

هآرتس 20/9/2023  

باراك وشارون دفنا اتفاق أوسلو

بقلم: ليف غرينبرغ

أثار نشر محاضر جلسة الحكومة، التي تمت فيها المصادقة على اتفاق أوسلو، نقاشات تركزت بالأساس على مواضيع معينة مثل هل الاتفاق نجح أم فشل، وما هي في الحقيقة نوايا وأهداف الإسرائيليين الذين قاموا بوضعه، وهل كانوا يطمحون حقا إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة. هذه النقاشات مهمة الآن أكثر من أي وقت، لأن من اطلقوا قبل ثلاثين سنة شعارات مثل "مجرمو أوسلو للمحاكمة" و"لا تعطوهم البنادق"، يجلسون، الآن، على سدة الحكم ويهاجمون رؤساء جهاز الأمن، الذين يواصلون التمسك باستراتيجية أوسلو - التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية، بما في ذلك تسليحها. النقاشات مهمة؛ لأن اتفاق أوسلو ما زال حيا وقائما في رام الله وفي غزة، وهو يزعج تطبيق "خطة الحسم" من مدرسة بتسلئيل سموتريتش، وتطبيق نوايا التطهير العرقي للكهانيين.

هناك ثلاث نخب شكلت اتفاق أوسلو، العسكرية والاقتصادية والسياسية. في العام 1994 تم التوقيع على "اتفاق باريس"، الذي يدافع عن مصالح النخبة الاقتصادية في إسرائيل عن طريق فرض الجمارك المرتفعة ومنع الاستيراد الرخيص وتحويل الاقتصاد الفلسطيني إلى سوق أسيرة. أيضا يخلق الاتفاق اعتماد رؤساء السلطة الفلسطينية، سواء في رام الله أو في قطاع غزة، على إسرائيل. تقوم اتفاقات أوسلو أيضا على صورة التنسيق الأمني بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، الذي في إطاره يتم تقاسم السيطرة على "المناطق" المقسمة إلى مناطق "أ" الحضرية، التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية، والى مناطق "ب"، التي فيها الجيش الإسرائيلي مسؤول عن الأمن والسلطة مسؤولة عن السيطرة المدنية، ومناطق "ج" التي تقع تحت سيطرة إسرائيل الأمنية والمدنية. الفلسطينيون في مناطق "ب" يعانون من التنكيل والمذابح التي ينفذها المستوطنون الذين يعيشون في مناطق "ج". وحقيقة أن القرى الفلسطينية لا تحصل على الحماية تظهر بوضوح أن السلطة الفلسطينية ما زالت تحترم تقاسم الصلاحيات التي تم تحديدها في اتفاقات أوسلو، ولكن من غير الواضح كم من الوقت تستطيع الصمود بهذا الشكل.

تواصل اتفاقات أوسلو كونها مبنى سيطرة كولونيالية يعكس أهداف رؤساء جهاز الأمن والنخبة الاقتصادية. ولكن كان لاتفاقات أوسلو أيضا منطق سياسي، استهدف الدفع قدما بالحوار مع القيادة الفلسطينية وبناء الشراكة، التي تضمن إنهاء سيطرة إسرائيل في المستقبل. سمي هذا "عملية سلمية"، والتي ماتت حقا. اتفاقات أوسلو لم يتم القضاء عليها على يد يغئال عمير أو يد بنيامين نتنياهو، الذي وقف على رأس المحرضين ضدها، بالعكس. فمن أجل أن ينتخب رئيسا للحكومة قام نتنياهو بتغيير موقفه، وتبنى اتفاق الانسحاب من الخليل ووقع على اتفاق مع ياسر عرفات، "اتفاق واي"، الذي رسم استمرارية العملية عن طريق ثلاثة انسحابات (نبضات) أخرى.

من قام بخرق الاتفاق ووقف الحوار وإلغاء المفهوم الإجرائي الذي كان في أساس اتفاق أوسلو هو إيهود باراك. منذ العام 1993، عندما كان رئيس الأركان، رفض الحوار والتعاون مع الفلسطينيين ووصف اتفاق أوسلو بأنه جبن سويسري مليء بالثقوب. وحسب تقديري فإن اسحق رابين عرف أن باراك سيخرب الاتفاق إذا علم به مسبقا، لذلك فقد قام بإبعاده عن المفاوضات. في اللحظة التي انتخب فيها رئيسا للحكومة خرق باراك "اتفاق واي" واعلن بأنه لن تكون هناك أي انسحابات وأنه سيتفاوض حول الحل النهائي. خلال سنة تجنب تشكيل طاقم للمفاوضات. وفي تموز 2000 فرض على ياسر عرفات "مؤتمر الحسم" في كامب ديفيد، دون الإعداد المسبق، وفي الوقت الذي لم يكن لديه فيه حكومة وحذره جهاز الأمن من الفشل. خطط باراك لخطواته التي هدفت إلى تحطيم الثقة باحتمالية عقد السلام والى إنهاء البعد العملياتي لـ"أوسلو" وكأنه يقوم بتفكيك ساعة سويسرية. عملية الخداع الجماهيرية التي قام بها بالكامل وصفتها في كتابي بعنوان "سلام متخيل – حوار حرب، فشل الزعامة والسياسة الديمقراطية في إسرائيل" (إصدار ريسلينغ 2007).

ضد الرؤية السياسية التي تؤيد عملية ديناميكية لتغيير المواقف، ولحوار وبناء شراكة سياسية مع القيادة الفلسطينية، التي عبر عنها رابين في جلسة الحكومة الأولى التي ناقشت اتفاق أوسلو، والتي استمر في الدفاع عنها إلى أن قتل، قام باراك بتطوير استراتيجية سيطرة قسرية أحادية الجانب بدون حوار. ولكن في البداية كانت ثمة حاجة إلى إقناع "معسكر السلام" بأنه لا توجد عملية. بعد انتهاء مؤتمر كامب ديفيد، الذي تم التخطيط له ليكون احتفالا انتقاليا قبل حفل تمزيق الأقنعة، أعلن بأنه قام "بقلب كل حجر" من اجل التوصل إلى الاتفاق، وأنه "لا يوجد شريك"، ورفض اقتراح التوقيع على اتفاق مؤقت آخر ومواصلة المفاوضات.

في ختام خطابه، اعلن بأنه، الآن، يستطيع "النظر في عيون كل أم عبرية"، بالإشارة إلى حركة "الأمهات الأربع" والحاجة إلى أن يبدؤوا هنا بالاستعداد لسيناريو التضحية بالأبناء. من هنا يتبين أن باراك عرف أنه بعد تفجير "العملية" ستأتي انتفاضة فلسطينية، وهذا ما حدث، حيث جاءت وتسببت بمئات القتلى في الأشهر الأولى وقضت بالكامل على الثقة بالفلسطينيين وبالعملية السلمية. فقط عندما تبين أن باراك يقود معسكر السلام إلى هزيمة صارخة في الانتخابات فقد سمح لطاقم المفاوضات بالذهاب إلى طابا. ولكن عندما كان الطاقم على بعد خطوة عن الاتفاق قام باستدعائه للعودة إلى القدس بسبب تنفيذ عملية "إرهابية".

بعد اربع سنوات على الانتفاضة وخمسة آلاف قتيل فلسطيني وإسرائيلي، اكمل رئيس الحكومة، ارئيل شارون، استراتيجية باراك أحادية الجانب عن طريق الانسحاب من قطاع غزة، عملية عسكرية للسيطرة من الخارج، وبذلك دعم مقاومة "حماس" العنيفة والسيطرة على القطاع، كما حذر رئيس الأركان، موشيه يعلون، ورئيس "الشاباك"، آفي ديختر. باراك وشارون هما من حفرا قبر اتفاق أوسلو. وقد ركزا على القضاء على الشريك السياسي، وبذلك قاما بتشكيل اتفاقات أوسلو على صورة سيطرة كولونيالية، "فرق تسد"، التي تستمر حتى الآن.

كما قلنا فإن مناقشة اتفاقات أوسلو ونوايا صائغيها ونتائجها هي مهمة الآن؛ لأن القوى التي عارضتها قبل ثلاثين سنة تقود الآن الحكومة من اجل حل السلطة الفلسطينية ومواجهة عنيفة. بالتأكيد تخوف رؤساء الأمن مبرر، في الحاضر وفي السابق، من فقدان السيطرة. لذلك، يقود ضباط وجنود الاحتياط الاحتجاج إلى جانب النخبة الاقتصادية التي شكلت اتفاقات أوسلو. ولكن المقاربة المحافظة المعنية بالحفاظ على بنية السيطرة لـ"أوسلو" لا تكفي إذا تنازلت عن المنطق السياسي الذي بحسبه الاتفاق هو عملية استهدفت إحداث تغيير حقيقي. لن ينجح الاحتجاج في وقف الائتلاف المسيحاني طالما أنه لا يوجد لديه أي بديل سياسي عن خطة الحسم لسموتريتش، وطالما أنه لا يوجد على يمينه قيادة سياسية تعتبر الفلسطينيين شركاء في السلام وليس عملاء للحفاظ على أمن المستوطنين. هذه القيادة يجب أن تطرح على المجتمع الإسرائيلي رؤية من العدل والمساواة، وليس فقط للفلسطينيين، بل أيضا للقبائل التي يتشكل منها حلم يمكن أن يتغلب على الشرخ الآخذ في التعمق في سلطة حكومة عنصرية، التي تزيد التحريض والكراهية. هذه المهمة غير سهلة، لكنها ممكنة إذا أخذنا في الحسبان الطاقة الكبيرة التي تم الكشف عنها في الاحتجاج والكوارث التي تجرنا إليها الحكومة وحجم المعارضة التي تثيرها، الآن، والتي يمكن أن تثيرها في المستقبل أيضا.

---------------------------------------------

معهد القدس للإستراتيجيا والأمن 20/9/2023  

تآكل الردع الإسرائيلي: نحو "تصعيد تدريجي" يقلب المعادلة ضد "حزب الله"

بقلم: عومر دوستري

على الرغم من الموافقة على قرار مجلس الأمن تمديد عمل قوات اليونيفيل في لبنان، فإنه ليس لإسرائيل سوى الاعتماد على نفسها. جاءت الموافقة على خلفية توترات متواصلة في الشمال بين إسرائيل و"حزب الله"، وعلى ما يبدو، نتيجة للتآكل المستمر في الردع الإسرائيلي. إسرائيل ليست معنية بأي تصعيد للوضع في الشمال، لكن يتعين عليها تعزيز ردعها ضد "حزب الله". ويجب عليها الانتقال من سياسة الاحتواء في لبنان إلى تصعيد تدريجي ومضبوط. ومع ذلك، يجب الأخذ في الحسبان احتمال التدهور إلى جولة قتال، أو حتى إلى حرب واسعة النطاق ضد "حزب الله".

الموافقة على قرار مجلس الأمن، الصادر في 31 آب 2023، والذي يمدّد عمل قوات اليونيفيل في لبنان، جرى تسويقها كإنجاز سياسي دبلوماسي إسرائيلي، وذلك بعد قيام مجلس الأمن بإضافة بند على الاتفاق، يمنح قوات حفظ السلام في لبنان حرية الحركة والقيام بدوريات في الجنوب اللبناني كله، وليس فقط في منطقة الحدود، وبالتالي العمل "بشكل مستقل". أي أن في استطاعة قوات اليونيفيل القيام بدوريات فجائية في الجنوب اللبناني كله، بعكس ما كان عليه الوضع قبل القرار الحالي.

مع ذلك، من المهم التخفيف من حماسة الجانب الإسرائيلي. أولاً، لأن القرار يتطرّق بصورة عامة إلى أن على القوات الدولية التنسيق مع الجيش اللبناني (على الرغم من أن القرار يسمح لها بالقيام بدوريات بصورة مستقلة)، وهو ما يعطي ذريعة ضعيفة للجيش اللبناني و"حزب الله" لإحباط دوريات اليونيفيل.

وبغض النظر عن السفسطة في لغة القرار، من الصعب الافتراض أن قوات الأمم المتحدة ستعمل بعكس إرادة "حزب الله". ولا يمكننا أن ننتظر من قوات حفظ السلام القيام بما يجب أن تقوم به إسرائيل في الجنوب اللبناني. لقد ثبت في الماضي، أكثر من مرة، أنه في اللحظة الحاسمة، لا تقوم قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام بوظيفتها. وعلى الرغم من أن من صلاحيات اليونيفيل منع تهريب السلاح من سورية إلى لبنان، فإنه منذ تشكيل القوة لم تسجَّل حادثة إحباط واحدة لتهريب السلاح. تعمل قوات اليونيفيل في الجنوب اللبناني منذ سنة 1978، وعلى الرغم من ذلك، فإن وجودها لم يمنع "حزب الله" من تعظيم قوته العسكرية ومراكمة أكثر من 200 ألف صاروخ. لذلك، ليس لإسرائيل سوى الاعتماد على نفسها. ومن المهم التشديد على أن قوات الأمم المتحدة لم تنجح في منع نشاط معادٍ لإسرائيل في أي ساحة.

جاءت الموافقة على تمديد عمل قوات اليونيفيل على خلفية توترات متواصلة في الشمال بين "حزب الله" وإسرائيل. في 13 آذار فجّر "مخرّب" لبناني (على ما يبدو، أرسله "حزب الله"، أو جاء بتوجيهات منه) عبوة ناسفة من نوع كاليمغور (المعروفة لدى "حزب الله") بالقرب من تقاطُع مجدو، ما أدى إلى إصابة مواطن إسرائيلي إصابات بليغة. في 6 نيسان أطلق نشطاء "حماس" 35 صاروخاً على الجليل الغربي، وصواريخ على المطلة، على ما يبدو، بموافقة "حزب الله"، وبغض نظر منه. حتى لو لم يكن التنظيم "الإرهابي" الشيعي هو الذي بادر إلى العملية ودفع بها قدماً، يمكن الافتراض أنه كان على عِلم بها بسبب سيطرته الحصرية على الجنوب اللبناني.

في 6 تموز أُطلق صاروخ مضاد للدروع في اتجاه إسرائيل، وردّ الجيش الإسرائيلي بقصف مدفعي استهدف منطقة إطلاق الصاروخ. في 21 حزيران نصب "حزب الله" خيمتين يتواجد فيهما نشطاء مسلحون على أرض "خاضعة للسيادة الإسرائيلية". كما حاول نشطاء من "حزب الله" تخريب السياج الحدودي، فأبعدهم الجيش الإسرائيلي، الأمر الذي أدى إلى جرح 3 عناصر من الحزب. في ذلك اليوم هاجم نشطاء "حزب الله" كاميرات مراقبة بالقرب من بوابة فاطمة القريبة من المطلة، وسرقوا كاميرا أُخرى. يضاف إلى ذلك عشرات الاحتكاكات والحوادث لاجتياز "مزارعين" و"لاجئين" الخط الأزرق.

يبدو أن زيادة جرأة "حزب الله" مصدرها التآكل المستمر في الردع الإسرائيلي. أولاً، وقّعت إسرائيل اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان في 27 تشرين الأول 2022، على خلفية تهديد "حزب الله" بالتحرك عسكرياً ضد إسرائيل إذا بدأت باستخراج الغاز من حقل "كاريش" من دون توقيع الاتفاق مع لبنان. في غضون ذلك، أرسل "حزب الله" 3 مسيّرات نحو منصة الغاز الإسرائيلية في 2 تموز2022.

الموافقة على الاتفاق بينما كان "حزب الله" يهدد كانت خطأ. تهديدات "حزب الله" وتحرُّكه عزّزا قوة الحزب في الساحة الداخلية اللبنانية حتى وسط معارضيه. وادّعوا في لبنان أن "المقاومة" كان لها "وزن" في كل ما له علاقة بموافقة إسرائيل على الاتفاق. توقيع إسرائيل الاتفاق خلق مظهر خنوع إسرائيلي وخوفاً من تهديدات "حزب الله". أكثر من ذلك، برّرت الحكومة الإسرائيلية التوقيع بأنه محاولة لمنع نشوب حرب مع "حزب الله".

بالإضافة إلى هذا، لم ترد إسرائيل على معظم الاستفزازات التي قام بها "حزب الله" في السنة الماضية، بما فيها نصب الخيمة الموجودة على أراضٍ "خاضعة للسيادة الإسرائيلية" (حتى كتابة هذه السطور). سياسة الاحتواء الإسرائيلية أضعفت الردع في مواجهة "حزب الله"، وزادت في درجة جرأته.

حالياً، ليس من مصلحة إسرائيل تصعيد الوضع في الشمال وخوض حرب ضد "حزب الله" في لبنان. إذ تواجه إسرائيل تحديات سياسية وأمنية أكبر في هذا الوقت، مثل معالجة التصدعات والانقسامات في المجتمع الإسرائيلي (بما في ذلك الجيش)، والمساعي للدفع قدماً بالتطبيع مع السعودية، وتعميق وتوسيع اتفاقات أبراهام، وطبعاً، مواجهة التهديد الإيراني، بما في ذلك التوصل إلى اتفاق نووي سرّي بين الولايات المتحدة وإيران.

في المقابل، يتعين على إسرائيل تقوية الردع ضد "حزب الله". لذا، عليها الانتقال من سياسة الاحتواء في لبنان إلى نهج يعتمد على تصعيد تدريجي ومضبوط. في المرحلة الأولى، يجب العثور على خيار أقل من حرب، مثل "المعركة بين الحروب" التي تقوم بها إسرائيل في سورية، وفي أماكن أُخرى من الشرق الأوسط. النشاط العسكري الإسرائيلي في لبنان يجب أن يُنفَّذ بالتدريج، وينتقل من هدف "قيمته ضئيلة" إلى هدف "أكثر قيمة"، مع المحافظة على أكبر قدر من الغموض.

احتمالات ردّ عنيف من "حزب الله" على عملية سرية يتقلص إذا كانت العملية ضد أهداف هامشية. وبهذه الطريقة، يمكن "تعويد" "حزب الله" على معادلة جديدة، ودفعه إلى ضبط نفسه. إن فرض المعادلة الجديدة على "حزب الله" ستُزعزع، بالتدريج، قدرات الحزب الشيعي وتقوّي الردع الإسرائيلي.

يمكن الافتراض أن "حزب الله" ليس معنياً بحرب ضد إسرائيل في هذا الوقت لأسباب عديدة. فهو يريد التركيز حالياً على الساحة الداخلية بسبب الأزمة السياسية والاقتصادية الحادة في لبنان. ويبذل الحزب الشيعي جهوداً كثيرة لإيصال مرشح يتعاطف مع الحزب وتؤيده إيران إلى رئاسة الجمهورية. وتتدخل في هذا الصراع دول عالمية، مثل فرنسا والولايات المتحدة ودول كبرى إقليمية، مثل السعودية. ولا يريد "حزب الله" أن يبدو أنه يؤذي الجهود الرامية إلى التوصل إلى تسوية وطنية في لبنان.

علاوةً على ذلك، سوّق "حزب الله" لتوقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل كنجاح له من دون شنّ حرب. ومؤخراً، بدأت شركات الطاقة بالتنقيب عن الغاز في المياه الاقتصادية اللبنانية، ولا يريد الحزب أن يُتّهم بالمسّ بالاقتصاد، وباستقرار اللبنانيين، في هذه الفترة من الأزمة السياسية والاقتصادية الحادة التي يعانيها لبنان.

مع ذلك، فإن النهج المقترَح ينطوي على احتمالات تصعيد يجب أخذها في الاعتبار. ويتعين على إسرائيل الاستعداد مسبقاً لاحتمال نشوب جولة قصيرة من القتال ضد "حزب الله"، تدوم عدة أيام. إذا حدث ذلك، فيتعين على إسرائيل استغلال الفرصة كي تضرب القوة العسكرية لـ"حزب الله" بعنف. على سبيل المثال، مهاجمة مخازن صواريخ الحزب ومنشآته وقياداته وبنيته التحتية العسكرية، وخصوصاً في الجنوب اللبناني.

من دون الاستعداد للتصعيد، سيتواصل تآكل الردع الإسرائيلي. لذا، يتعين على إسرائيل الاستعداد لحرب واسعة النطاق ضد "حزب الله". ويجب أن تترافق الاستعدادات العسكرية مع تحسين القدرات الدفاعية في مواجهة الصواريخ من لبنان.

---------------------------------------------

نظرة عليا 20/9/2023

سوريا بعد عشر سنوات من الحرب: فوضى ومخدرات وجوع وهجمات إسرائيلية

بقلم: كرميت فلنسي

في 19 أيار ألقى بشار الأسد خطاباً على منصبة الجامعة العربية في القمة التي عقدت في السعودية، بعد عقد تقريباً تم فيه تجميد عضويتها عقب قمع الاحتجاج الشعبي في سوريا، الذي تطور إلى حرب دموية طويلة. ظهور الأسد في القمة العربية هو نتيجة تطبيع إقليمي يجري معه في السنتين الأخيرتين. عملية إعادة سوريا إلى حضن العالم العربي، التي تسارعت في نهاية العام 2021 عند استئناف العلاقات بين نظام الأسد والأردن وتعززت عقب الزلزال الذي ضرب الدولة في شباط 2023، في حينه قُدمت لسوريا مساعدات كبيرة من دول المنطقة، كانت ذروتها استئناف العلاقات بين سوريا والسعودية بعد شهر. عملية التطبيع تسترشد بصفقة عربية بقيادة الأردن تهدف إلى رسم الطريق لإنهاء الصراع في سوريا. نقاطها الأساسية الاعتراف بحكم الأسد وضخ الأموال من دول الخليج لإعادة إعمار سوريا المدمرة مقابل إعادة اللاجئين إلى سوريا، ووقف صناعة المخدرات التي يديرها الأسد والتي تغرق الشرق الأوسط بحبوب الكبتاغون وانسحاب القوات الأجنبية من الأراضي السورية.

مع ذلك، وبشكل غير مفاجئ لم يعبر النظام عن التزامه بتنفيذ أي شرط من الشروط التي طرحت. في هذه المرحلة، يحصل الأسد على الشرعية كهدية بدون مقابل. وفي المقابلة التي أجراها الأسد مؤخراً مع شبكة “سكاي نيوز” بالعربية، لم يوفر انتقاداً للدول العربية، وقال إن عودة سوريا إلى حضن العالم العربي رسمية بالأساس، بدون صلة جوهرية بين النظام ومعظم هذه الدول. لأنها ليست مؤسسة حقيقية، حسب أقواله الجامعة العربية. في المقابل، أشار الأسد بخصوص علاقاته مع روسيا وإيران، إلى أنها تثبت بأن النظام يعرف كيفية اختيار الأصدقاء جيداً.

في الوقت الذي تحظى فيه مكانة سوريا الإقليمية بالاهتمام المتجدد في أوساط الدول العربية وكأنها دولة ذات سيادة وقادرة على العمل، فإن فحص الوضع الداخلي فيها يكشف صورة قاتمة من استمرار الحكم المستبد الذي يتميز بضعف الأداء والقدرة الجزئية فقط على تقديم الخدمات في مجال السيطرة والأمن وفرض النظام.

عشر سنوات من حرب أهلية وقمع عسكري عنيف أدت إلى جعل سوريا دولة فاشلة ومتفككة مع عدم وجود رغبة في إعادة الإعمار أو تحسين الوضع من قبل رئيسها. في الحقيقة، منذ الخطاب الاحتفالي الذي ألقاه الأسد على منصة الجامعة العربية، ووضع سوريا الاقتصادي والأمني بقي في حالة تدهور.

دولة جائعة – انخفضت الليرة السورية في آب إلى الحضيض، وسعرها الآن 15 ألف ليرة للدولار (47 ليرة قبل الحرب)، ارتفاع يبلغ 70 في المئة على أسعار السلع الأساسية، والبنى التحتية لا تعمل، وبات الجمهور في احتجاج ضد النظام مؤخراً. بدأت المظاهرات بعد فترة قصيرة على قرار الرئيس مضاعفة الأجور ومخصصات التقاعد لموظفي القطاع العام، في حين أن معظم الشعب يعاني الفقر والجوع. بدأت الاحتجاجات في أوساط الدروز في جنوب سوريا، وهي المنطقة التي يحكمها النظام، وامتدت إلى مناطق أخرى تحت سيطرة المعارضة. طالب المتظاهرون بتحسين الوضع الاقتصادي واستئناف دعم الخبز والوقود وتزويد الكهرباء بشكل منتظم، ولكن سرعان ما توسعت الطلبات الاقتصادية إلى طلبات سياسية، التي في أساسها دعوة لإسقاط النظام وإطلاق سراح سجناء وإقصاء وجود إيران وروسيا عن الدولة. الاحتجاجات لا تشكل تهديداً حقيقياً للنظام في هذه المرحلة، لكن هناك إمكانية كامنة لتصعيدها وتوسيعها عقب وضع بائس للمواطنين.

مخدرات الأسد – الأزمة الاقتصادية في سوريا والعقوبات الدولية التي فرضت عليها زادت من ظاهرة إنتاج المخدرات والاتجار بها، لا سيما حبوب الكبتاغون، برعاية النظام ووحدات في الجيش، التي تحقق أرباحاً ضخمة من هذه الصناعة. حبوب الكبتاغون تغرق الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة، بالأساس الأردن والسعودية ودول خليجية أخرى. يقدر الخبراء بأنه تم ضبط حبوب كبتاغون منذ نيسان الماضي بمبلغ مليار دولار تقريباً في المنطقة. وبالتالي، فإن التطلع إلى توقف الأسد عن نشر المخدرات، الظاهرة التي هو المسؤول عنها، كان من بين الدوافع لاستئناف العلاقات مع نظامه.

الأردن القلق جداً من انتشار المخدرات فيه، تبنى سياسة مزدوجة أمام النظام السوري؛ فمن ناحية، يزيد معه التعاون الاستخباري والعملياتي لمكافحة الظاهرة. في المقابل، على أساس الفهم الذكي بأن النظام لا ينوي وبحق وقف إنتاج المخدرات والاتجار بها، يتخذ الأردن خطوات عنيفة واستثنائية، من بينها هجمات جوية على مختبرات المخدرات، وآخرها كان في بداية أيلول الحالي، وتصفية تاجر مخدرات في جنوب سوريا في أيار، واعتراض حوامات تحمل المخدرات والسلاح إلى أراضي المملكة. لا تقتصر المخدرات السورية على منطقة الشرق الأوسط. فقد نشر في ألمانيا مؤخراً بأنه تم الكشف عن مختبر سوري للمخدرات وعن حبوب كبتاغون بمبلغ 20 مليون دولار. وثمة تقدير بأن حجم اختراق المخدرات لأوروبا قد يزداد عقب رغبة سوريا في جني الأرباح.

موجات عنف وإرهاب – إن تصفيات داخلية ومواجهات عنيفة بين مجموعات مختلفة في سوريا تعد ظاهرة روتينية في الدولة. تبين في الأشهر الأخيرة أنها وصلت إلى رقم قياسي جديد. بقيت منطقة تسود فيها الفوضى جنوبي الدولة، وتشهد مواجهات بين قوات النظام ومعارضيه. وفي الشمال الغربي، كثفت قوات النظام والقوات الروسية الهجمات ضد تنظيمات المعارضة وقامت بالقصف العشوائي، بما في ذلك هجوم على سوق الخضراوات في إدلب في 25 حزيران الماضي، الذي تسبب بعشرات المصابين و13 قتيلاً. في المنطقة نفسها، قام تنظيم للجهاد باسم “أنصار التوحيد” الموالي للقاعدة، لأول مرة منذ سنوات، بتفجير نفق تحت موقع عسكري سوريا، الذي تسبب بقتيل في صفوف الجيش.

أما شرقي الدولة، في منطقة دمشق، فينفذ تنظيم”الدولة” الإرهابي مؤخراً عدة عمليات دموية لم يشاهد مثلها منذ 2018 وتسببت بخسائر كثيرة لقوات الجيش السوري. البارز منها في بداية آب، كمين أطلقت منه النار على حافلة لقوات الجيش في منطقة دير الزور تسبب بقتل 30 شخصاً. في بداية أيلول، ازدادت عمليات إطلاق النار بين مليشيات قبلية ومقاتلين أكراد على خلفية الصراع على السيطرة في دير الزور. هذا التطور إذا ازداد، قد يقوض استقرار التحالف بين الأكراد (برئاسة منظمة القوات السورية الديمقراطية اس.دي.اف) وبين القبائل العربية التي تحارب “الدولة” برعاية أمريكا. كل ذلك يدل على سيطرة ضعيفة للأسد في الدولة، بما في ذلك المناطق التي تحت سيطرته، وتظهر فجوة بين مكانته الإقليمية وضعفه في الداخل.

ازدياد التوتر والمواجهات العسكرية لا يقتصر فقط على القوات المحلية في سوريا، بل ينزلق أيضاً إلى العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة التي تعمل في المنطقة: الأمريكيون يشتكون من مضايقات الطائرات الروسية التي تخرق الفضاء الجوي الذي تعمل فيه قواتها في إطار محاربة داعش. في نهاية تموز، تسببت طائرة حربية روسيا بالضرر لطائرة مسيرة أمريكية في سماء سوريا عندما كانت في مهمة تتعلق بمحاربة تنظيم إرهابي. حسب الولايات المتحدة، كان هذا جزءاً من مؤامرة مشتركة بين موسكو وطهران لإضعاف القوات وجعلها تنسحب من سوريا.

السلاح الإيراني والهجمات الإسرائيلية – وضع الفوضى هذا يسمح لإيران وأذرعها بالعمل بشكل حر تقريباً في سوريا، وتعميق سيطرتها على الجيش الذي ترتبط إعادة بنائه وأدائه بمساعدات طهران. وتركيز روسيا على الحرب في أوكرانيا يسهل على إيران توسيع نشاطاتها وتعميق تعاونها النظامي والعسكري مع النظام. المعهد الأمريكي لأبحاث الحرب (انستيتيو اوف وور) أشار في التقرير الذي نشره في حزيران 2023 إلى أن “فيلق القدس” التابع لحرس الثورة، و”حزب الله”، أقاما قيادات وقواعد عسكرية أخرى في شرق الدولة، منها مخازن سلاح ومعسكر للتدريب ومبان سكنية. هذا في إطار جهود إيران لحماية خطوط المواصلات في أرجاء الدولة، بما في ذلك إلى هضبة الجولان ولبنان.

أمام جهود التمركز واستمرار نقل السلاح من إيران، تستمر إسرائيل في المعركة بين الحربين، وتعزز هجماتها في سوريا، مع التأكيد على أهداف للنظام، التي هي على الأغلب متماهية مع نشاطات إيران. التنظيم السوري لحقوق الإنسان نشر في آب تقريراً بحسبه هاجمت إسرائيل الأراضي السورية 26 مرة منذ بداية السنة الحالية. في الهجوم الذي نفذ في 28 آب في مطار حلب الدولي، تم تدمير قافلة عسكرية إيرانية شملت معدات حساسة (ربما مثل المرتبطة بالدفاع الجوي)، وكما حدث في المرات السابقة، ففي هذه المرة أيضاً تم إغلاق المطار، قبل أن يعود للعمل بعد بضعة أيام. في 13 أيلول حدثت هجمات غربي سوريا، في المطار العسكري “الشعيرات”، وقبل ذلك في طرطوس، كما يبدو ضد مواقع دفاع جوي.

على خلفية التطبيع الإقليمي مع الأسد وفي الوقت الذي تتفشى فيه الفوضى في الداخل، وتصمم سوريا وإيران على الحفاظ على سيطرتهما في الدولة، فإنه يجدر بالدول العربية طرح طلبات متشددة أكثر أمام الأسد، وأن تربط تعميق التطبيع مع سوريا وتقديم المساعدات المالية لها مع اتخاذ خطوات ملموسة من قبل النظام. ويجب أن يكون وقف صناعة حبوب الكبتاغون ومحاربة داعش وزيادة الحوكمة في الجنوب وفي المناطق التي تقع تحت سيطرة النظام وتقليص الحضور الإيراني في الأراضي السورية. بخصوص إسرائيل، فإن المكانة الإقليمية المتعززة للأسد وثقته المتزايدة بنفسه ربما تقلصان استعداده لاستيعاب الهجمات الإسرائيلية وتدفعانه إلى الرد. أيضاً الهجمات الإسرائيلية خلال عشر سنوات، لم توقف جهود الإعداد العسكري لإيران وأذرعها في سوريا. من هنا، المطلوب إلى جانب تحسين وتحديث المعركة العسكرية للجيش الإسرائيلي في سوريا، أن توسع إسرائيل سياستها بخصوص هذه الدولة أيضاً إلى المعركة الدبلوماسية، وأن تعمق الحوار والتعاون مع الدول العربية التي تتقاسم معها المصالح المشتركة بالنسبة لها. إن دمج الجهود العسكرية والدبلوماسية قد تحسن الرد على التحديات الأمنية التي تواجهها إسرائيل في هذه الساحة.

--------------------------------------------

 

 

 

 

إسرائيل اليوم 20/9/2023

كيف سيجيب نتنياهو عن أسئلة بايدن على ورقة اليمين؟

بقلم: أبراهام بن تسفي

الزيارة الرسمية الأولى التي أجراها رئيس وزراء إسرائيلي في البيت الأبيض جرت ببهاء وفخر عظيمين في كانون الثاني 1964. نشأت في أثنائها ظروف محبة وتقدير متبادل بين الرئيس ليندون جونسون وضيفه رئيس وزراء إسرائيل ليفي أشكول. بعد أربع سنوات من ذلك، في كانون الثاني 1968، اتخذ جونسون خطوة أعظم؛ فإضافة إلى الحديث الذي أجراه مع أشكول في المكتب البيضاوي، دعاه ليحل ضيفاً عليه في مزرعته في تكساس. بالمقابل، في أثناء السنوات الباردة في علاقات واشنطن مع “القدس”، اضطر رئيس الوزراء بن غوريون للاكتفاء بلقاءات مجاملة غير رسمية مع الرئيسين تومان وآيزنهاور، والتي جرت بشكل عام في مدخل فندق في نيويورك، بعيداً عن مركز الاهتمام الجماهيري والإعلامي.

منذ أن تحطم الجليد في عهد جونسون، أصبحت زيارات رؤساء وزراء إسرائيل إلى البيت الأبيض عرفاً متجذراً بشكل عام. وها هو، الآن بالذات، عندما فتحت نافذة فرص للشريكين ظاهراً كي يعملا معاً من أجل تحقيق رؤية التطبيع المنشودة بين إسرائيل والسعودية كخشبة قفز لتغيير صورة وطبيعة المنطقة الشرق أوسطية كلها، يتكرر اللحن مرة أخرى. إذ نشهد مرة أخرى عودة في نفق الزمن مباشرة إلى الأيام البعيدة التي لم توفر في الإدارات الأمريكية أي جهد كي تخفي اللقاءات بين المسؤولين وتنزع عنها كل مظاهر الرسمية.

وبالفعل، سينعقد لقاء الرئيس بايدن ورئيس الوزراء نتنياهو هذا الصباح (بتوقيت نيويورك) في فندق إنتركونتيننتال (وليس حتى في فندق وولدورف استوريا في المدينة الذي كان موقع المحادثات المفضل لرؤساء الولايات المتحدة في السنوات الأولى من قيام الدولة). وذلك دون أي ذرة طقوس واحتفالات، ميزت القسم الأكبر من رحلات قادة الدولة إلى العاصمة الأمريكية، وفي هامش هوامش انعقاد الجمعية العمومية للأمم المتحدة.

سبب ذلك واضح: رغم أن الرجلين تواقان لتقدم سريع في الساحة الإسرائيلية – السعودية يخدم المصالح السياسية والحزبية لكليهما، تفصل بينهما رواسب الضغينة والخلافات بالصلة بعناصر التسوية التي بين “القدس” والرياض، ومشكوك أن يكون ممكناً رأب الصدوع وبلورة صيغة متفق عليها في دفعة واحدة.

وهكذا، رغم أن بايدن ونتنياهو على حد سواء يصلان إلى فندق انتركونتيننتال وهما مرضوضان ومتعثران من ناحية مكانتهما في جبهة البيت، فليس واضحاً إذا كان تطلعهما الخروج من القمة مع صورة نصر، تشكل محفزاً ورافعة حيوية لهما في الطريق إلى تحسين مكانتهما في البيت قابلاً للتحقق أم هو مجرد حلم بعيد.

 

إلى أين سيناور نتنياهو؟

بالنسبة لنتنياهو، فإنه يواصل كونه حبيساً بين رغبته الشديدة في توسيع اتفاقات إبراهيم والدفع قدماً بتسوية تطبيع مع السعودية (تساعده في الجهود لصد التهديد الإيراني وفي الوقت نفسه تهدئة الساحة الداخلية المعتملة وترميم مكانته في البيت) وبين جملة الاضطرارات والقيود الائتلافية التي تجعل اختراق هذا المسار صعباً جداً. إذ لا ينبغي أن ننسى بأن الرحلة إلى الرياض ستمر في واشنطن ورام الله أيضاً، دون أي مسلك التفافي، وتقصير للطريق أو رحلة مباشرة.

بشكل محدد، لتحقيق رؤية التسوية، فنتنياهو مطالب ليس فقط بالموافقة على تنازلات وحلول وسط في المستوى الفلسطيني، بل أيضاً لإرضاء السيد الأمريكي في كل ما يتعلق ببنية وإرث “العلاقات الخاصة”. بكلمات أخرى، عليه أن يتعهد بألا يخرج بعد اليوم عن الشخصية المتجذرة لهذا الإرث التي في حبلها السري وعد لا لبس فيه بالحفاظ على الطبيعة والصورة القضائية والدستورية القائمة بالديمقراطية الإسرائيلية بكل مداميكها وعناصرها.

هذه إذن هي خلاصة فهم الصلة التي بين أطر السياسة التي أصبحت رافعة ملموسة وصلبة في أيدي “كل رجال الرئيس”، والتي فيها ما يقلص هوامش المناورة لدى رئيس الوزراء.

من ناحية واشنطن، المحبطة من الوعود الإسرائيلية التي لم تتحقق، إلى التزام صريح من جانب نتنياهو لتجميد التشريع، وفي الوقت نفسه الموافقة على خطوات بناء ثقة مع السلطة الفلسطينية، لن توافق الإدارة على الاستثمار في مقدرات باهظة الثمن لتحقيق الخيار السعودي. إلى أي مدى يتحمس الرئيس الأمريكي، المتدهور في الاستطلاعات، كي يصبح مهندس تسوية إقليمية؟ وبينما تقف سنة الانتخابات على الأبواب (وأمام تحد محتدم من جهة دونالد ترامب) بقي بايدن مصمماً على الحصول على مقابل إسرائيلي حقيقي (وليس فقط لفظياً كما في السابق) كشرط مسبق ضروري لمنح أولوية لهذا الهدف مع كل ما ينطوي عليه ذلك من معنى (بما في ذلك استعداد الإدارة لإثباته السعودية كحافز للتقديم نحو التسوية مع إسرائيل). هذا، في عصر مليء بالتحديات، مثل الحاجة إلى مساعدة مكثفة لأوكرانيا، واضطرار خوض الحرب الباردة مع روسيا والصين.

معضلة مليئة بالمصاعب

لكن نتنياهو يرى أن هذا الفهم الرابط بين الأمور يطرح معضلة محملة بالمصاعب سيصعب حتى على أمثاله حلها. فكل تنازل إسرائيلي (باستثناء بادرة طيبة رمزية) في الساحة الفلسطينية (ولا نتحدث عن عمل الرئيس لتحقيق حل الدولتين، كما قال أمس في الجمعية العمومية للأمم المتحدة) ربما يثير عليه حراس السور والبرج من مصنع سموتريتش وبن غفير، بينما الإعلان عن تجميد (الإصلاح) من شأنه أن يثير هياج في أوساط قسم من المعسكر الحريدي على الأقل، ناهيك عن الرد الاستفزازي من جانب مهندس التشريع، وزير العدل يريف لفين، وكتلة مؤيديه في الليكود.

في هذا الوضع ما كان لأعظم الزعماء أن يتحرر بعصا سحرية من الحبال التي تلتف عليه، إلا إذا وجدت الصيغة السحرية التي تسمح للزعيمين بالإعلان عن “إنجازات” أو عن “تقدم مبارك”، ويبدو أنه حديث يدور عن لقاء مشحون مصيره معروف مسبقاً.

---------------------------------------------

يديعوت أحرونوت 20/9/2023

متهم يخطب في “قاعة فارغة” ووزراء عرّتهم 20 ثانية.. لهذا ركب نتنياهو سيارة تسلا

بقلم: تسيبي شميلوفتس

حتى بالمقياس الإسرائيلي المعروف في ما يتعلق بالخروج عن التوازن، فإن الموقف الذي يحظى به خطاب رئيس الوزراء في الأمم المتحدة في كل سنة هو شيء ما خاص؛ بث مباشر وقت الذروة الإعلامية وتحليل كل حركة تصفيق. عملياً، يدور الحديث، مثلما هو الحال دوماً تقريباً، عن خطابات أمام قاعة شبه فارغة تخلق اهتماماً إعلامياً أمريكياً قليلاً جداً، وعن تصفيق يسمع في أجهزة التلفزيون البيتية كما يأتي من مدرج مباريات المنتخب الذي يأتي من بضع عشرات من أعضاء البعثة الإسرائيلية.

نتنياهو، يقال في صالح كفاءات العلاقات العامة وإنكليزيته الطلقة، نجح تقريباً في كل سنة ظهر فيها في الأمم المتحدة من جعل هذا الحدث الثانوي شبه صخرة وجودنا. ولكن ليس هذه السنة؛ فهو حتى لم يحاول هذه السنة. لقد وصل نتنياهو إلى الولايات المتحدة الإثنين، حين كانت الجمعية العمومية لا تزال في ذروتها، لكنه يأخذ وقته. فلا مزيد من الصراعات لإدراج الخطاب في الثامنة مساء بالتوقيت الإسرائيلي، بل مجرد خطاب ظهر يوم جمعة قبل يوم الغفران، بعد أن يغادر قلة من الزعماء الكبار الذين وصلوا إلى الجمعية هذه السنة.

لعله فهمٌ متأخر بعض الشيء يجعل هذا العرض السنوي زائداً، لكن المعقول أكثر الافتراض بأنه فضل البقاء أكبر قدر ممكن من الوقت في فقاعته المريحة لرحلته الغالية إلى الولايات المتحدة. رحلات جوية لطيفة، لقاءات في الفنادق، صور مبتسمة مع بضعة زعماء هامين، خطاب أمام هيئة عامة شبه فارغة وأقل ما يكون من لقاءات وجهاً لوجه مع المظاهرات الإسرائيلية من جهة، وبرودة عالمية من جهة أخرى.

فلو كان الخطاب في الأمم المتحدة يهم نتنياهو هذه السنة مثلما في الماضي، لما بدأ الأسبوع برحلة حتى الشاطئ الغربي ليجلس في سيارة تسلا ويجري حديثاً ودياً مع ناشر اللاسامية الأهم في العالم اليوم.

يقضي إيلون ماسك أيامه مغرداً عن مؤامرة عالمية لتدمير الحضارة يقودها جورج سوروس، ويجري مداولات مع بعض من النازيين الجدد الأشهر في الولايات المتحدة، أعاد معظمهم إلى المنصة. لقاء مبيض مع رئيس وزراء إسرائيل هو ما يحتاجه، ونتنياهو منحه هذا مقابل لا شيء. على الأقل، لا شيء يساعد إسرائيل. هذا اللقاء لم يعطِ حتى الكثير لنتنياهو نفسه باستثناء فرصة لمحاولة إخراج نفسه من كل هذا الحدث الذي يحصل في البلاد دون أي صلة به، كما يتبين.

كل مداولات السنة الماضية حول مسألة “هل نتنياهو حاكم أم محكوم، جار أم مجرور” إهانة لرئيس الوزراء. فهو ليس محكوماً ولا مجروراً، وجدول زمنه الغريب هذا الأسبوع في الولايات المتحدة يوضح هذا جيداً. يعرف نتنياهو ويفهم أن هناك قلة من الأشخاص في نيويورك ربما يصبرون لسماع خطاب أمة التكنولوجيا وبندورة “الشيري”، وبالتأكيد ليس بعد أن رأت الولايات المتحدة يوم الأحد تقريراً استثنائياً في برنامج “ستون دقيقة” وصفت 20 ثانية منه حكومة إسرائيل على النحو التالي: “وزير الأمن القومي أدين عدة مرات، بما في ذلك تأييده للإرهاب ضد العرب؛ ووزير المالية يصف نفسه “فاشياً كارهاً للإنسان”، ونتنياهو نفسه في قلب ثلاث محاكمات بتهم الفساد”.

---------------------------------------------

معاريف 20/9/2023

يلتقيه بايدن فندقياً وماسك بلباس شعبي.. هكذا سيعود “الملك العبري” بالأتان

بقلم: أفرايم غانور

“يا للدولاب كيف يدور!”. نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، الذي احتفظ في جيبه ببطاقات الدخول إلى البيت الأبيض على مدى السنين ووزعها على زعماء غير قليلين في العالم ممن أرادوا الوصول إلى هناك، أصبح اليوم هو من يتوق الوصول إلى لقاء مع رئيس الولايات المتحدة في الغرفة البيضاوية.

سيضطر نتنياهو هذه المرة بالاكتفاء بلقاء، بل نصف لقاء، مع الرئيس جو بايدن في الفندق الذي ينزل فيه الرئيس في نيويورك. هذا لقاء يرمز إلى تخفيض جلي في قيمة مكانة نتنياهو وإلى تدهور في الموقف منه في هذه الأيام وذلك رغم أن الحديث يدور عن أحد الزعماء الأكثر قدماً ومعرفة في العالم.

الدرك الأسفل الجديد في مكانته يؤثر على سلوكه. وعندما يكون نتنياهو مضغوطاً، يكون عادة غير متوقع، يرتكب الكثير من الأخطاء ويتلفظ بالمكاره والترهات التي تنقلب عليه كسهم مرتد.

إن من حرض وشق وزرع الاستقطاب والكراهية في شعب إسرائيل على مدى السنين، ومن جعل من أولئك المقاتلين والطيارين يساريين خونة ورافضين، يشكو الآن ممن يكافحون في سبيل الديمقراطية في إسرائيل ووثيقة الاستقلال كأساس لوجودنا وسلوكنا في الدولة الديمقراطية واليهودية. نتنياهو المضغوط ينثر وقائع وتصريحات بعيدة عن الحقيقة والواقع. لقد جنى رئيس الوزراء بجدارة الحملة التي تخاض ضده وضد حكومته في الولايات المتحدة. من لا يجري المقابلات الصحافية منذ بداية ولايته بلغة شعبه بوسائل الإعلام في وطنه ويختار الحديث إلى وسائل الإعلام الأمريكية، لا يمكنه أن يشكو ممن يتظاهر ضده هناك، في الولايات المتحدة، ولا سيما حين يتذكرون التهجمات التي أطلقها في وسائل الإعلام الأمريكية ضد حكومة بينيت-لبيد حين كان في المعارضة. فقد قال إن “الحكومة الحالية تعتزم تمرير ثلاثة قوانين ستمس بمبادئ الحرية. هذه الحكومة تدفن مبادئ الديمقراطية. هذه قوانين تشطب الأساس الديمقراطي في صالح زيادة القوة لأحزاب معينة”.

وإذا لم يكن هذا بكاف، فهاكم مثالاً كلاسيكياً آخر لما قيل في مصادرنا: “الرافض بذاته مرفوض”. ففي بيان الليكود من مقاعد المعارضة، قيل إن “نفتالي بينيت ويئير لبيد يجعلان إسرائيل دكتاتورية ظلامية مع قوانين شخصية، موجهة لنتنياهو تشبه إملاءات في كوريا الشمالية وإيران. أما اليوم فالمسؤولون عن هذه الترهات يهاجمون ويشهرون بمن يكافحون من أجل منعهم من جعل دولة إسرائيل كوريا الشمالية وإيران. بخلاف قصة الملك شاؤول كما تقول في مصادرنا، الذي خرج للبحث عن الأتن فوجد مملكة، فها هو نتنياهو خرج إلى الولايات المتحدة ليبحث عن مملكة، فوجد الأتن.

لقد توقع ولا يزال يتوقع في هذه الساعات أن يستعيد لنفسه مكانته التي حظي بها في الولايات المتحدة والعالم. فليواصل الأمل، لأن الواقع مختلف تماماً. يبدأ هذا باللقاء مع إيلون ماسك، الذي كان نوعاً من الانبطاح أمام الطاغية. “أديسون عصرنا”، كما وصف نتنياهو “السيد تسلا”. غير أن ماسك لم يوفر البضاعة، ولم يتعهد بالاستثمار في إسرائيل كما توقع نتنياهو، بل أظهر استخفافاً ما برئيس الوزراء حين ظهر بلباس مهمل للقاء الرسمي معه.

نتنياهو، الذي يستطيب الاحتكاك بأصحاب المال، بقي مع ابتسامته فقط. صحيح أن الحديث جرى عن الذكاء الاصطناعي، لكن لم يكن لنتنياهو الكثير من الذكاء ليبقى بين ذراعي ماسك لالتقاط الصور.

في لقاء مرتقب اليوم مع بايدن، سيقف نتنياهو أمام أسئلة قاسية وليست بسيطة عن سلوك حكومته أمام الشرخ في إسرائيل وأمام رغبة أمريكية في الدفع قدماً بالمفاوضات مع السعوديين، والتي ستجبر حكومته على تقديم تنازلات عديدة للفلسطينيين. وذلك عندما يتبين بأن نتنياهو لم يجرِ أي نقاش أولي مع جهاز الأمن قبل سفره في مواضيع أمنية حساسة وهامة لمسيرة المفاوضات مع السعوديين.

نتنياهو، الذي يحب منصة الأمم المتحدة، ويمكنه استعراض قدراته الخطابية أمام العالم من خلالها، سيحاول بعد غد أن يجعل الخطاب في الجمعية العمومية درة التاج في رحلته.

السؤال هو: هل يتعاطى أحد ما مع أقواله بجدية، بعد أن عرف الجميع أن أقواله ينبغي أن تؤخذ بشكل محدود الضمان، ليس فقط بسبب إعلانات ويافطات المتظاهرين التي ترافق زيارته هناك.

الواضح أن نتنياهو بعد هذه الزيارة إلى الولايات المتحدة، يعود إلى الديار، إلى الاختبارات الحرجة للواقع والزعامة، والتي ستقرر مستقبل حكومته المتعثرة ومستقبله السياسي وربما أيضاً القانوني والشخصي.

الوضع الأمني، وغلاء المعيشة، والأمن الشخصي، وقانون تجنيد الحريديم، وقرارات محكمة العدل العليا، والتضخم المالي، والتدهور الاقتصادي… كلها تربض على عتبته وتنتظر ردوداً وأجوبة موضوعية وسريعة.

السؤال: هل باستطاعة نتنياهو اليوم التصدي لكل هذا؟

---------------------------------------------

هآرتس 20/9/2023

نتنياهو أمام سؤال الرئيس الأمريكي: ماذا ستقدم للفلسطينيين؟

بقلم: أمير تيفون

بعد تسعة أشهر على عودته إلى رئاسة الحكومة، سيلتقي نتنياهو اليوم للمرة الأولى منذ ولايته الحالية مع الرئيس الأمريكي جو بايدن. سيعقد اللقاء على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك، والمواضيع الأساسية التي يتوقع أن يناقشاها هي الاتصالات من أجل اتفاق أمريكي – سعودي – إسرائيلي، والتوتر في الساحة الفلسطينية، ومعارضة الإدارة الأمريكية للتشريع الذي تدفع به حكومة نتنياهو قدماً ضد الجهاز القضائي في إسرائيل. ثمة ساعة مخصصة للقاء بين الزعيمين تضمنها الجدول الزمني الذي نشره مكتب نتنياهو.

بايدن ونتنياهو يعرفان بعضهما منذ عشرات السنين. وفي السابق، اعتبر أحدهما الآخر في مناسبات مختلفة أصدقاء، لكن الرئيس وجه في الأشهر الأخيرة وفي عدة مناسبات انتقاداً شديداً لحكومة نتنياهو الحالية. واعتبر بايدن الحكومة أكثر الحكومات تطرفاً التي عمل أمامها في إسرائيل، ودعا نتنياهو لوقف قوانين الانقلاب النظام، وعدم المضي بتغييرات دستورية لا تحظى بدعم الجمهور. وقال في آذار بأن نتنياهو لن يدعى إلى البيت الأبيض في المدى القريب.

في تموز، تحدث الرئيسان هاتفياً، ثم أعلن مكتب نتنياهو بأن بايدن دعاه إلى الولايات المتحدة. جهات رفيعة في الحكومة قالت لاحقاً إن بايدن دعا نتنياهو إلى البيت الأبيض، ولكن الإدارة الأمريكية لم توافق إلا على عقد لقاء بينهما في الولايات المتحدة. وتردد البيت الأبيض هل يدعون نتنياهو لزيارة رسمية لواشنطن، وهي الخطوة التي تعكس العلاقات الوثيقة بين الدولتين، أم الاكتفاء بلقاء في الجمعية العمومية التي تعد أقل رمزية في مجال الدبلوماسية. وتقرر في نهاية المطاف اتخاذ هذا الخيار، على خلفية الخوف من مظاهرات واسعة لإسرائيليين ويهود أمريكيين، الذين يعارضون الانقلاب النظامي، خارج أبواب البيت الأبيض.

مصادر في الإدارة الأمريكية قالت هذا الأسبوع للصحيفة بأن بايدن يتوقع أن يسأل نتنياهو أثناء اللقاء إذا أمكن لحكومته تنفيذ خطوات مهمة لصالح الفلسطينيين، كجزء من الاتصالات من أجل الاتفاق مع السعودية. هذا السؤال اكتسب أهمية عقب أقوال وزير خارجية السعودية أول أمس فيصل بن فرحان، في إطار لقاء نظمته المملكة والاتحاد الأوروبي لدعم حل الدولتين. وحسب أقوال بن فرحان، ما زالت الرياض ملتزمة بهذا الحل، وحان الوقت الآن لإعادة الثقة بصلاحيته. أقوال وزير الخارجية السعودي تتعارض مع خط حكومة نتنياهو التي تضم وزراء متطرفين يرفضون أي صلة بين القضية الفلسطينية والعلاقات مع السعودية.

في الخطاب الذي ألقاه أمس في الجمعية العمومية، ذكر بايدن التطبيع مع السعودية وقال إن هذا لن يأتي على حساب الاتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين والذي يرتكز على حل الدولتين. في الوقت نفسه، نشر موقع “ميدل ايست آي” بأن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان عبر هو أيضاً عن دعم التطبيع بين إسرائيل والسعودية. أمس، التقى أردوغان ونتنياهو في نيويورك، وكان اللقاء الأول بينهما، حيث تحدثا عبر الهاتف حتى الآن.

قضية أخرى معقدة يتوقع أن تطرح في اللقاء بين نتنياهو وبايدن، وهي مطالبة السعودية بمشروع نووي سلمي بما في ذلك تخصيب اليورانيوم. رئيس الموساد دافيد برنياع موجود في نيويورك مع رئيس الحكومة، ربما يشارك في جزء من اللقاء مع الرئيس. دعي برنياع في السابق إلى البيت الأبيض قبل نحو شهرين؛ لطرح موقف جهاز الأمن حول هذا الأمر. أمس، نشرت “نيويورك تايمز” بأن الإدارة الأمريكية تفحص إقامة تحالف دفاعي مع السعودية يشبه الحلف القائمة بينها وبين كوريا الجنوبية. ولكن سيئول، التي تعتبر من الشركاء المهمين جداً لأمريكا في آسيا، لم تحصل على مصادقة من أمريكا يوماً ما لتخصيب اليورانيوم على أراضيها، رغم أنها على حدود كوريا الشمالية التي تعتبر دولة مالكة للسلاح النووي.

خبراء كبار في مجال الذرة في إسرائيل وفي أمريكا، حذروا من أن مصادقة أمريكا على تخصيب اليورانيوم في السعودية ستؤدي بدول أخرى، منها كوريا الجنوبية، إلى وضع طلب مشابه أمام واشنطن.

التقى نتنياهو أمس أيضاً مع المستشار الألماني أولف شولتس، ومع الرئيس الأوكراني فلودمير زيلينسكي. وأثناء هذه اللقاءات، جرت مظاهرات في أماكن مختلفة في نيويورك ضد وجود رئيس الحكومة في المدينة، بما في ذلك أمام الفندق الذي يقيم فيه، وأمام مقرر الأمم المتحدة. يتوقع أن تستمر المظاهرات في الأيام القريبة القادمة، واليوم تم التخطيط لمظاهرة رئيسية أثناء لقائه مع بايدن. سيلقي نتنياهو خطاباً في الجمعية العمومية، الجمعة، وقد يعود إلى إسرائيل السبت.

---------------------------------------------

هآرتس 20/9/2023

ليس بايدن.. بل الجمهور في إسرائيل

بقلم: تسفي برئيل

عندما يلتقي رئيس الحكومة مع الرئيس الاميركي سيكون ذلك على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة وليس على المنصة الرئيسية في البيت الابيض. ومجرد عقد هذا اللقاء على الهوامش التي يلتقي فيها بشكل عام المخالفين للسير مع الشرطة هو دليل على البعد الكبير الذي نشأ بين الدولتين وبين الزعيمين. إن قوة المصافحة أو التربيت على الكتف والابتسام امام العدسات وحتى مضمون اقوال جو بايدن لمن يسمى الزعيم الاسرائيلي، كل ذلك سيغير الواقع الذي اصبحت فيه اسرائيل دولة هامشية على حافة الهاوية.

بايدن سيقف امام كذاب متهم بمخالفات جنائية ومحرض على انقلاب سيسحق كل "القيم المشتركة". وربما سيحاول انقاذ شيء ما، الذي من الواضح أنه لن يكون قابل للانقاذ طالما أن المشتبه فيه يقف على رأس الحكومة. ولكن العيون والآذان التي ستراقب باهتمام نتائج "امتحان بايدن" يمكنها الهدوء.

الرئيس الاميركي يعرف أنه ليس هو الجهة المخولة لتطهير القذارة واعطاء شهادة تأهيل لرئيس الحكومة وحكومته. بايدن الذي نقش على رايته النضال من اجل قيم الديمقراطية وحقوق الانسان ليس مصابا بالعمى كي يرى المظاهرات والاحتجاجات لمئات آلاف الاسرائيليين الذين يملأون شارع كابلان وشوارع نيويورك وعشرات الميادين ومفترقات الطرق الاخرى في اسرائيل. وهو يعرف أن شرعية هذه الحكومة غير مستمدة من شارع "اندبندس" في واشنطن أو من الغرفة البيضوية في البيت الابيض. ولكن في نفس الوقت هو يعرف جيدا الى أين تسير اسرائيل في دورته هذه، وهو يعرف أنه يمكنه فعل الكثير من اجل منع تدهورها نحو الهاوية.

 السؤال المطروح هو هل سيختفي وراء الستارة الممزقة التي تحمل شعار "الولايات المتحدة لا يمكنها التدخل في الشؤون الداخلية لدولة اسرائيل" المسلوب. أو أنه سيوضح بشدة أن هذه الشؤون الداخلية هي ايضا شؤون الولايات المتحدة وشؤونه شخصيا. حيث أنه كيف سيرد بايدن عندما سيسأل ذات يوم أين كان عندما تبخرت الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط. هل سيهز الكتف ويقول "لقد فعلت كل ما في استطاعتي، حيث إنني امتنعت تسعة اشهر عن اجراء لقاء مع نتنياهو. وعندما التقيت معه اخيرا كان هذا على الهوامش؟". هل هذا سيكون ارثه؟.

 لكن الاعتماد على الانتقاد الذاتي التاريخي الذي سيجريه بايدن لنفسه أو للجمهور الاميركي، سيطمس حقيقة أن الرئيس ليس هو الذي يقف امام الامتحان، وأن أي شيء سيقوله سيحدد نتائج النضال المصيري للجمهور في اسرائيل ولدولة اسرائيل. هنا، ليس في واشنطن أو في نيويورك، تطور التهديد الاكثر خطورة على الدولة في الـ75 سنة من تاريخها. وبعد أن ينهي جولة فساده في الولايات المتحدة سيعود نتنياهو الى اسرائيل كي يكمل حملة الارض المحروقة التي بدأها عند تشكيل حكومته.

مثلما في اوكرانيا وفي ايران أو في مصر فإن المساعدات العسكرية الاجنبية في الحقيقة أو فرض العقوبات هي وسائل مساعدة مهمة، يمكن أن تساعد في المعركة، لكن ليس الولايات المتحدة هي التي اسقطت نظام مبارك، وليست هي التي تحارب بدلا من الاوكرانيين ضد روسيا، وهنغاريا وبولندا ليست هي التي انقذتها من اذرع الانظمة الديكتاتورية فيها، ايضا العقوبات على ايران لم تعمل على انهيار النظام. في كل هذه الدول، والآن ايضا في اسرائيل، فقط من خلال استيقاظ الجمهور والاحتجاج والتمرد المحلي والاستعداد للتضحية تكمن الاحتمالية الوحيدة لوقف هستيريا النظام، واحتلال المجتمع من قبل الحكام وتحطيمه الى شظايا.

بايدن ليس هو المطلوب منه اعطاء الدعم والتأييد للاحتجاج الجماهيري في اسرائيل أو ايقاظ نتنياهو. المواطنون في اسرائيل هم الملزمون بانقاذ الدولة من الهوامش التي جر رئيس الحكومة الدولة اليها والاثبات في البداية لأنفسهم بأن اسرائيل ما تزال جديرة بأن تكون الحليفة الاهم للولايات المتحدة بشكل خاص وللغرب بشكل عام.

---------------------------------------------

معاريف 20/9/2023

الدبابة الإسرائيلية الجديدة

بقلم: تل ليف رام

كشف الجيش الإسرائيلي لأول مرة أمس النقاب عن دبابة المستقبل لديه – براك، دبابة المعركة الأولى لدى الجيش الإسرائيلي من الجيش الخامس التي طورتها وحدة السلاح في وزارة الدفاع بالتعاون مع الذراع البري وسلاح المدرعات.

تدخل في الدبابة أجهزة متطورة بما فيها الذكاء الاصطناعي. وقد تم استيعاب دبابات براك الأولى هذا الشهر في الكتيبة الهجومية 52 في لواء الأعقاب الحديدية 401 وستصبح دبابات المعركة الأساسية لسلاح المدرعات واسلحة الحسم في المناورات.

ستكون قدرات الكشف، التفعيل والمعالجة في دبابات براك ثورة في ميدان المعركة. وسيزود قائد الدبابة بخوذة قتالية كخوذة الطيارين والتي ستعرض امامه كل معطيات القتال ذات الصلة، في اطار ساحة المعركة. وسيتيح الجهاز تمشيطا بدرجة 360 عند إزاحة الرأس والعثور على الأهداف في الزمن الحقيقي بواسطة قدرات الذكاء الاصطناعي.

والى ذلك ستضاف موجهة الدبابة ومدفعية محسنة بقدرات مراقبة ليلية متطورة مع تقاطع صاف محسن. قدرات جديدة ستتيح لطاقم الدبابة قتالا في رفوف مغلقة بتحصين أجود على مدى كل القتال ضمن أمور أخرى بفضل جهاز دفاع متطور "سترة ريح" من انتاج رفائيل مهمتها التصدي للصواريخ المضادة للدبابات.

هذا وقال مدير عام وزارة الدفاع اللواء احتياط ايال زمير: "في العقود الأربعة الأخيرة شكلت دبابات المركب، العمود الفقري لسلاح المدرعات والقتال البري، واليوم ندخل في عصر جديد في ميدان القتال البري، عصر براك. دبابة براك هي آلة الحرب الأكثر تطورا من نوعها في العالم".

---------------------------------------------

هآرتس 20/9/2023

يا بايدن.. تحدث بقوة

بقلم: أسرة التحرير

سافر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الى زيارة في الولايات المتحدة، بينما على لسانه كلمات تحريض ضد حركة الاحتجاج. من اللحظة التي وطأت فيها قدمه الأرض الأميركية يوم الاثنين – لغرض "حديث" منبطح مع ايلون ماسك، أحد بؤر اللاسامية عظيمة النفوذ في العالم – اصطدم نتنياهو باحتجاج متظاهرين من أجل الديمقراطية. مع النشطاء يوجد إسرائيليون سابقون لكن أيضا العدد المتزايد من اليهود الأميركيين الذين يحطمون حظرا مقدسا على النقد العلني والصاخب ضد رئيس وزراء إسرائيلي يزور الولايات المتحدة.

هؤلاء وأولئك يفهمون جيدا بان نتنياهو وشركاءه المتطرفين في الائتلاف يريدون ان يقوضوا بكل القوة الديمقراطية الليبرالية الهشة وغير المتماسكة لدولة إسرائيل: اضعاف جهاز القضاء، تسميم الخطاب العام وتعميق ضم الضفة الغربية.

نتنياهو، كعادته سيحاول ممارسة ألاعيبه المعروفة على الرئيس الأميركي جو بايدن بالنسبة لمخططاته الهدامة المتعلقة بإسرائيل. قسم من الرسالة الكاذبة التي يبثها دون خجل للعالم هو أن الانقلاب النظامي يحظى بالشرعية بحكم "إرادة الشعب". غير أن معظم الإسرائيليين يعارضون التشريع الذي يحاول ائتلافه تمريره في الكنيست بقوة تعسفية مثلما هو أيضا القسم الأكبر من يهود الولايات المتحدة.

قبيل السباق للانتخابات الرئاسية في 2024 سيتعين على بايدن أن يفكر بخطواته في الواقع السياسي والانتخابي. ولكن لا ينبغي للأمر أن يمنعه من أن يصطدم بنتنياهو. محظور أن يخشى ردا مضادا من جمهور الناخبين اليهود في الولايات المتحدة او أن يقلق من أنه قد يكون يقدم ذخيرة لفظية لدونالد ترامب الذي قبل بضعة أيام فقط أهان بفظاظة يهود أميركا وليس للمرة الأولى.

إن علاقة بايدن الحميمة بإسرائيل تدحض الاتهام بانه يعمل بنية مبيتة. لكن محاولاته المعتدلة نسبيا لاقناع نتنياهو على هجر خطته المناهضة لليبرالية لم تنجح حتى الان؛ فقد شجعت نتنياهو فقط على التفكير في أن بوسعه أن يفعل كل ما يروق له دون أن يدفع ثمنا. محظور على بايدن ان يكتفي مرة أخرى باقوال فاترة يمكن لنتنياهو أن يشوهها لأغراض الدعاية. عليه ان يكون جليا وواضحا، على من، وفي الغرف المغلقة. عليه أن يستخدم الأدوات العديدة التي توجد بين يديه للضغط، الأدوات التي استخدمها رؤساء أميركيون في الماضي.

هذه لحظة مصيرية لإسرائيل ولعلاقاتها مع الولايات المتحدة. أن من يحمون الان الديمقراطية الليبرالية في الدولتين من هجمة الحكم المطلق واثقون من أن يتخذ بايدن موقفا مبدئيا واضحا وثابتا. يا بايدن تحدث بقوة.

---------------------------------------------

أخبار 12- 20/9/2023

الفلسطينيون شركاء في التطبيع ولكن ليس لهم حق الاعتراض

 

قال مسؤول سياسي، مساء اليوم الأربعاء، إن اللقاء بين الرئيس الأمريكي بايدن ورئيس حكومة العدو “بنيامين نتنياهو” تناول بشكل أساسي موضوع “السلام” وإمكانية التطبيع مع السعودية، وتطرق اللقاء الذي استمر نحو ساعة إلى موضوع التعديلات القضائية في الكيان ومحاولة منع إيران من امتلاك السلاح النووي.

وبحسب المسؤول السياسي، إن “اللقاء لم يدر حول ما إذا كان سيتم الترويج للتطبيع مع السعودية، بل كيفية التقدم فيه، وأضاف أن بايدن و “نتنياهو”، “تطرقا إلى التفاصيل” حول الموضوع وناقشا “الكثير من الإجراءات” للدفع به، هناك تطابق مطلق بين موقفي الكيان والولايات المتحدة بشأن موضوع الأسلحة النووية المدنية وتخصيبه على الأراضي السعودية، أما عن التنازلات التي ستتطلبها عملية التطبيع، فأجاب المسؤول السياسي، “ناقشنا كل القضايا”، كما أشار إلى أن الفلسطينيين يجب أن يكونوا جزءا من العملية ولكن ليس لهم حق الاعتراض.

أما بالنسبة للتعديلات القضائية والتظاهرات، أشار المصدر، إلى أن بايدن سأل عما حدث لكنه لم يعبر عن رأيه وأنها ليست القضية الأساسية، وقال “نتنياهو” لبايدن أن توجهه هو “التوصل إلى توافق مع أجزاء من المعارضة ومع الجمهور”.

وأشار المسؤول السياسي أيضا إلى لقاء “نتنياهو” مع الملياردير إيلون ماسك، وقال إنه “مستعد لتفقد الاستثمارات في الكيان”.

 ووفقا له، “هذه أخبار جيدة، ويفترض أن ماسك سيرسل قريبا مستشاريه إلى الكيان.

وفيما يتعلق باللقاء مع أردوغان، ذكر المسؤول أنه كان من المقرر إجراء زيارات متبادلة بين القادة في تركيا والكيان، وأن الموضوع الأساسي كان “متانة العلاقات بين البلدين ومسألة الطاقة، لأن هذا هو الشيء الرئيسي الذي يهم أردوغان، ووفقا له فإن “خط الأنابيب التركي هو شيء سندرسه”.

وتحدث المسؤول أيضًا عن اللقاء بين “نتنياهو” وزيلينسكي، وقال إنهما ناقشا “استمرار المساعدة في الدفاع المدني”، وأن كل الاعتبارات “الإسرائيلية” طرحت في اللقاء “دون مداهنة”، ووفقا له، فإن “حقيقة وجود الصدق تساعد كثيرا ولا نحاول تقديم وعود لا نستطيع الإيفاء بها”.

---------------------------------------------

“باراك”: “إسرائيل في طريقها إلى انتفاضات مدنية سلمية”

قال رئيس وزراء العدو الأسبق “إيهود باراك” في مقابلة مع شبكة CBS الأميركية أمس الثلاثاء، “إن الاحتجاج على الانقلاب القضائي في إسرائيل سيكلف الناس أرواحهم، حكومة نتنياهو غير شرعية، إنه يائس ومعزول وبعيد عن التركيز وغير متوازن”.

وقال باراك أن “الحكومة غير شرعية”، وأشار إلى أن أعضاءها “يحاولون تغيير النظام، الحكومة في إسرائيل محدودة ولا يمكنها الإضرار بحقوق الأقليات والمثليين والمتحولين جنسياً والنساء وهم يحاولون تغييرها”.

وأضاف: “لا يمكننا أن ندع ذلك يحدث، نحن في طريقنا إلى حرب أهلية غير عنيفة، سوف نمنع محاولتهم، وندافع عن إسرائيل كدولة ديمقراطية، وننتصر في هذه المعركة، قد يستغرق الأمر بعض الوقت، وستكون هناك صعوداَ وهبوطاَ، وسيفقد بعض الأشخاص حياتهم على طول الطريق، لكننا سنضع حدًا لذلك مهما كانت التكلفة”.

وأوضح: “خلافاً لكل التحذيرات، أنا متأكد من أنه لن تكون هناك حرب أهلية، نتنياهو ليس لديه جنود وليس لديه الرغبة أو القدرة على القيام بذلك، الانقلاب القضائي سيدمر الديمقراطية الإسرائيلية، لن نصبح دكتاتورية بحكم الأمر الواقع، ولن نسمح بحدوث ذلك، نحن نحمي الديمقراطية”.

“باراك” الذي أصبح في الأشهر الأخيرة أحد أقوى وأشد الأصوات الاحتجاجية ضد “انقلاب نتنياهو القضائي”، شارك الشهر الماضي مقطع فيديو زعم فيه أن “نتنياهو” “ينتحر ويأخذ البلاد معه”، وعلق “باراك “إلى جانب الفيديو قائلاً: “هل نتنياهو غير مؤهل عقلياً لإدارة دولة؟”.

كما قال “باراك” في المقابلة أن “نتنياهو عقد تحالفاً غير طاهر من أجل إنقاذ نفسه من المحاكمات الجنائية التي تجري ضده، لقد انضم إلى الأحزاب المتطرفة، إحداها عنصرية مسيانية تؤمن بالمسيح، واستعلاء العرق الأبيض”.

ثم قارن “باراك” “بن غفير” و”سموتريش” بمنظمة “الأولاد الفخورين”، وهي منظمة يمينية متطرفة وفاشية جديدة تم تعريفها على أنها منظمة إرهابية وأدين أعضاؤها بالاعتداء العنيف على “الكابيتول هيل”: “نتنياهو أخذ -الأولاد الفخورين- وحولهم إلى قادة، واحد وزير المالية والآخر وزير الأمن القومي”.

------------------انتهت النشرة------------------

disqus comments here