من يوم الأرض إلى "النكبة".. ذاكرة الأجيال تأبى النسيان!

يوميًّا، يروي لأبنائه حكايات سمعها من آبائه وأجداده عن أرض فلسطين وذكرياتهم هناك، وتحديدا في بلدة عين كارم غربي مدينة القدس المحتلة، ويرى في هذه القصص واجبًا وطنيًّا لا بد أن يتوارثه الأبناء جيلًا بعد جيل.
72 عاما بعيدا عن أرضه، يشتمّ الحاج "أبو علاء" (72 عامًا) عبق العودة عبر تاريخ مضى وحاضر مجهول، حيث وُلد عامَ النكبة بعد أشهر من هجرة والديه إلى الأردن، حيث تربى وترعرع في ربوع وطنه الثاني ونمّى حب العودة إلى أرضه في فلسطين.
"كنا زمان في يوم الأرض نحتفل به ونجدد العهد بالعودة والصمود من خلال إحياء هذه المناسبة بمظاهرات ومسيرات ممزوجة بأغاني الثورة التي كانت تشعرنا أننا على بعد خطوة من أرضنا الحبيبة، أما اليوم فقد التهى شبابنا بلقمة عيشهم في ظل هذه الظروف القاهرة".
كُلّ أمل الحاج أبو علاء، حسب ما روى، ألا ينسى أبناؤه وأحفاده حقهم في العودة إلى أراضيهم التي سرقت عَنوة، وأن يبذلوا جهدهم إلى جانب أبناء فلسطين في كل مكان من أجل تحقيق العودة قريبا، وأن تبقى هذه الذكرى حاضرة في نفوسهم.
الفلسطيني أحمد أبو عمرة، لاجئ لا يحمل الرقم الوطني، ويعاني مرارة اللجوء إلى يومنا هذا، إلا أنه متمسك بحق العودة، يقول: "بالنسبة لي يوم الأرض يوم لن ينسى".
وأضاف: "سنبقى نحيي يوم الأرض حتى تتحقق العودة لأراضينا المحتلة، وسنقاوم المحتل بكل ما نملك من علم ومقاومة حتى دحره من أرضنا، وتطهير فلسطين وعاصمتها القدس الشريف من دنس بني صهيون".
"دورنا لا يتمثل بالتمسك بحقنا في أرضنا وحسب؛ بل توريث هذا الحق لأبنائنا وأحفادنا، حتى تتحقق العودة إلى أرضنا بعزة وكرامة"، يقول أبو عمرة.
ما يحدث داخل الساحة الفلسطينية يؤثر كثيرًا على تحرك الشباب الفلسطيني في الخارج. يقول كاظم عايش، رئيس جمعية العودة واللاجئين: "منسوب اهتمام الشباب في الخارج يعتمد بشكل كبير على المواجهات في الداخل، ونرى هذا عندما تشتبك المقاومة بالمحتل".
وأضاف في حديث: "الأحداث في الداخل، تحفز الشباب الفلسطيني في الخارج للتمسك بشكل أكبر بحق العودة والانخراط في العمل الوطني وممارسة نشاطات لإحياء حق العودة في مناسبات وطنية منها يوم الأرض وغيرها".
يقول عايش: "الكبار يموتون والصغار لا ينسون، والكبار ورّثوا حق العودة وحب الأرض للصغار، وأنتم ترون أن الكبار الذين عاشوا في فلسطين قبل وقوع النكبة أصبح عددهم قليلا، إلا أن أحفادهم وأبناءهم ما يزالون على العهد باقين".
وعزا عايش انخفاض وتيرة التفاعل مع مثل هذه الأحداث المهمة في الخارج إلى "الظروف العالمية الناتجة من جائحة كورونا، إلى جانب العديد من المشاكل التي تواجه الشباب كالبطالة والفقر".
كما اتهم "الانقسام الفلسطيني بتثبيط عزائم الشباب، بالإضافة إلى الإحباط الناتج عن هرولة العديد من الدول العربية للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي".
وعلى غير العادة، مرت مناسبة يوم الأرض هذا العام كغيرها من المناسبات مرور الكرام، ولم تحظ بحقها من الاهتمام إلا من تحركات خجولة عبر الفضاء الإلكتروني.
يقول سلامة دعدس، رئيس مجلس معلمي وكالة الغوث السابق، وهو من سكان مخيم البقعة في العاصمة الأردنية عمان": غابت عنّا هذا العام النشاطات والفعاليات التي كانت تضجّ بها المخيمات الفلسطينية في الأردن بفعل الظروف الراهنة التي نتمنى أن تمرّ سريعًا.