الصحافة الإسرائيلية الملف اليومي صادر عن المكتب الصحفي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الجمعة 2/6/2023 العدد 718

قسم العناوين الجمعة 2/6/2023
صحيفة هآرتس:
- جيش الاحتلال وبقرار من المحكمة العليا أخلى فلسطينيين من سكناهم في منطقة الخليل بحجة أن المنطقة للتدريبات العسكرية لكن سمح للمستوطنين بإقامة بؤر استيطانية ومزارع
- عموس هرئيل المحلل الاستراتيجي يكتب: عندما تكون إيران قوية تبدي الولايات المتحدة استعدادا لتجديد المفاوضات لصفقة النووي
- إصابة طفل فلسطيني بجروح خطيرة جدا من رصاص جنود الاحتلال وإصابة والده بجروح خطيرة
- بايدن يقع أرضا خلال مراسم عسكرية
- قتل شاب من أم الفحم واعتقال أربعة مشبوهين
معاريف:
-إسرائيل ضد وكالة الطاقة النووية: خضعت لإيران وأغلقت ملف التحقيق ضد منشآت نووية
-وزير الأمن جالانت يهدد إيران: قد نضطر لواجبنا الدفاع عن إسرائيل
-تقرير وكالة الطاقة النووية: إيران تملك 14 كيلوغراما من اليورانيوم المخصب تكفي لإنتاج 3 قنابل نووية
- استطلاع للرأي يشير إلى مواصلة هبوط الائتلاف الحكومي: 52 مقعدا لائتلاف نتنياهو والمعارضة 68 مقعدا
حزب المعسكر الرسمي بقيادة جانتس الحزب الأكبر وسيحصل على 29 مقعدا والليكود برئاسة نتنياهو 26 مقعدا فقط، وحزب يش عتيد 18، وشاس 9، ويهدوت هتوراة 7، والجبهة والعربية للتغيير 6، والصهيونية الدينية 6، وإسرائيل بيتنا 6، والقائمة العربية الموحدة 5، وحزب بن غفير 4، وميرتس 4، وحزب العمل لا يجتاز نسبة الحسم، لكن إذا خاض الانتخابات مع ميرتس ستحصل القائمة على 8 مقاعد على حساب يش عتيد
- من المفضل لرئاسة الحكومة: جانتس 43% ونتنياهو 39%
- الشاهدة ضد نتنياهو في ملفات الفساد هداس كلاين: محامي نتنياهو يهددني بالمحكمة
يديعوت أحرنوت:
-العنف القاتل في المجتمع العربي في ملحق خاص: الدولة تخضع للإجرام
-ثمن فقدان السيادة يعرفها جيدا أبناء عائلات الضحايا ورؤساء السلطات العربية يعربون عن خوفهم من عائلات الإجرام
- بن غفير.. مجرد كلام ومنذ استلم وزارة الأمن الداخلي ارتفع عدد القتلى بشكل كبير
-عميل الموساد الذي قتل في غرق القارب في إيطاليا كان بمهمة أمنية ولقي مصرعه وهو ينقذ عملاء آخرين
- نتنياهو: إسرائيل ستفعل كل ما بوسعها لمنع إيران من إنتاج السلاح النووي
الصحافة الاسرائيل– الملف اليومي افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات |
هآرتس 2/6/2023
الضفة الغربية قنبلة موقوتة!
بقلم: عاموس هرئيل
رأى تقرير إسرائيلي، نشر الجمعة، أن الضفة الغربية عبارة عن قنبلة موقوتة، لا زالت تشكل الخطر الأكبر بالنسبة للمنظومة الأمنية الإسرائيلية.
ووفقًا للتقرير التحليلي للمراسل والمحلل العسكري لصحيفة هآرتس العبرية، عاموس هرئيل، فإن جميع الاتجاهات الإشكالية في الضفة الغربية مستمرة وبقوة، وتتمثل في ضعف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وفقدان السلطة السيطرة على الضفة، والزيادة الكبيرة في عدد عمليات إطلاق النار ضد الإسرائيليين، والزيادة الملحوظة في مدى تورط عناصر في الأجهزة الأمنية الفلسطينية في تلك الهجمات وبالأكثر في المشاركة بالاشتباكات المسلحة ضد الجيش الإسرائيلي خلال عملياته بمدن الضفة.
واعتبر أن عملية إطلاق النار قرب مستوطنة حرميش في طولكرم، بأنها تشهد على اتساع نطاق نشاط المجموعات المسلحة، مبينًا أن الطرق الاستيطانية هي نقطة ضعف رئيسية بالنسبة للمنظومة الدفاعية الإسرائيلية في الضفة الغربية.
ولفت إلى أن هناك جهد كبير في نابلس يتجلى في محاولات تطوير المزيد من العبوات الناسفة الفتاكة، وتم استخدامها مؤخرًا أكثر من مرة بشكل واضح، لافتًا إلى أن هناك جهود تبذل أيضًا لتطوير محلي الصنع للصواريخ وقذائف الهاون في الضفة، ويستند جزء من النشاط إلى تهريب الأسلحة والمواد المتفجرة من الأردن.
وبين أن حركة حماس منخرطة بشكل كبير في كل هذا النشاط وتشجعه بقصد تحقيق هدف مزدوج، يتمثل في إلحاق الأذى بإسرائيل، وتحدي موقف السلطة الفلسطينية.
وقال هرئيل: "في حال تنحى عباس عن السلطة أو توفي قريبًاـ، فإن هذه الجهود ستزداد أكثر، مع اعتقاد حماس أنها ستكون قادرة على السيطرة على الجيوب المستقلة في جميع أنحاء الضفة".
وتساءل هرئيل، فيما إذا كانت إسرائيل ستعيد النظر في سياساتها تجاه حركة حماس، في ظل هذه التطورات التي تظهر بالضفة.
وأشار إلى أن حركة حماس في قطاع غزة، راضية عن الوضع العام خاصة وأن آخر عمليتين للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة كانت موجهة ضد الجهاد الإسلامي، ولم يجلب ثمنًا منها، رغم أنها خلف الكواليس في آخر جولة قدمت مساعدة محدودة بإطلاق صواريخ مضادة للطائرات.
وبين أنه بموافقة إسرائيلية، لا زالت تعبر كميات كبيرة من البضائع من مصر إلى قطاع غزة كل يوم عبر معبر رفح، لافتًا إلى أن السيطرة المصرية غير محكمة، ومن المحتمل أن تكون بعض المواد التي تدخل ذات استخدام مزدوج، ويمكن استخدامها في مراكمة القوة العسكرية لحماس.
وأشار إلى استمرار دخول نحو 17 ألف عامل من قطاع غزة، مشيرًا إلى أن حماس تأمل في أن ترفع الحكومة اليمينية بقيادة بنيامين نتنياهو العدد قريبًا إلى 20 ألف.
واعتبر هرئيل في تقريره التحليلي، أن هذا بمثابة "مجرد عبث اقتصادي".
وعلق رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق غادي آيزنكوت، وعضو الكنيست حاليًا عن "المعسكر الوطني"، بالقول: "إن الضفة الغربية هي قنبلة موقوتة .. عهد عباس يقترب من الانتهاء، والدعم لحماس يزداد قوة كما هو واضح جدًا في انتصارات الحركة مؤخرًا في انتخابات جامعات الضفة".
واعتبر آيزنكوت أن السياسة الإسرائيلية الحالية التي تعمد لإضعاف السلطة وتسمح لحماس بالنمو، هي "حماقة سياسية واستراتيجية تعبر عن انجرار الحكومة وراء مواقف بتسلئيل سموتريتش".
وتشير الصحيفة إلى سياسات سموتريتش التي تمثل في نقل المدرسة الدينية منذ أيام في بؤرة حومش من أطرافها إلى عمقها، بعد أن أجبر وزير الجيش الإسرائيلي يؤاف غالانت على اتخاذ القرار بشكل قانوني، إلى جانب حملة أنصاره ضد قائد الجيش بالضفة يهودا فوكس بسبب أوامر الاعتقال الإداري بحق بعضهم.
وترى الصحيفة، أن سموتريتش يعتبر منصبه كوزير المالية، أنه ثاني اهتماماته، وأن تركيزه على منصبه كوزير في وزارة الجيش والذي يسمح له بالضغط على تلك القوات للتعامل معه، مستغلاً منصبه الأول لتحقيق أهدافه الاستيطانية من خلال المال الذي يتحكم به.
--------------------------------------------
هآرتس 2/6/2023
مستقبل اسرائيل على مدى 20 - 30 سنة القادمة هي كارثية.....
الروح الصهيونية، ترد بالاحـتجاج على خرق العقد السري
بقلم: يغتال عيلام
حول اسباب انهيار الامبراطورية الرومانية القديمة تم اجراء نقاش نشط بين المؤرخين. المؤرخ البريطاني ادوارد غيفون في كتابه المشهور بعنوان "هبوط وانهيار الامبراطورية الرومانية" قال إن السبب الاساسي هو تبني الديانة المسيحية التي حلت محل الروح المدنية التي كانت مصدر القوة للجمهورية الرومانية. انهيار الامبراطورية كان في الحقيقة مرتبط بانهيار الروح المدنية الرومانية، الفريدة في نوعها، لكن هذا كان عملية بطيئة ومستمرة، وليس بسبب نزوة قيصرية.
تبني الدين المسيحى وتحويله الى دين الدولة كان فقط جزء من جهود يائسة لايجاد بديل للروح المدنية التي تآكلت وتلاشت تحت وطأة الحروب الكثيرة التي شاركت فيها روما، ونتيجة فساد الاخلاق الذي ازدهر في ثقافة الامبراطورية الجديدة وحل محل الثقافة الجمهورية الرومانية الاصلية.
في اسرائيل نحن نشاهد الآن عملية مختلفة، لكنها ليست معاكسة: ارتفاع ونمو الروح المدنية التي تجد التعبير الواضح لها في الاحتجاج والمعارضة الحازمة لمحاولة الانقلاب النظامي وسرقة الخزينة العامة من قبل الحكومة الغبية التي تسمى "حكومة اليمين الخالص".
حسب جميع التنبؤات الاقتصادية والديمغرافية فان صورة مستقبل إسرائيل على مدى 20 - 30 سنة القادمة هي كارثية. الطبقة الوسطى المنتجة لا يمكنها أن تتحمل العبء الاقتصادي والامني لصيانة الدولة. الوضع البائس في القدس، التي تقلص فيها الجمهور العلماني الى 20 في المئة فقط، يمثل الآن المستقبل لما سيحدث في كل الدولة.
ولكن العامل الذي لم يتم أخذه في الحسبان في التنبؤات الكئيبة هو العامل المدني، الذي "فجأة" استيقظ لوقف الخطوات التدميرية للحكومة، التي في فترة قصيرة منذ الانتخابات فقدت ثقة معظم الجمهور. هذا الاستيقاظ لم يتم توقعه من قبل أي مراقب. وبنظرة الى الوراء هو علامة فارقة لها مغزى كبير، يمكن أن تغير فهم الواقع في اسرائيل وصورة مستقبلها.
في دولة اسرائيل نما جيل تشكل على يد الواقع الرسمي، وليس على يد الايديولوجيا القومية، اليهودية، الصهيونية أو الدينية. هذا واقع الدولة ومواطنيها. الدولة هي دولة كل مواطنيها وليست لأى جهة خارجها. الدولة ملزمة بتحقيق الحقوق والحرية لمواطنيها، من اجل ضمان وجودهم وتطوير رفاههم. المواطنون ملزمون بالسماح للدولة بتطبيق التزاماتها. هذا هو جوهر الروح المدنية. المواطنون لا يمكنهم تحقيق حقوقهم وحريتهم التي لا توجد في اطار الدولة. الربط بين المواطنين والدولة هو ربط مشروط، وهو دائري. الدولة لا يمكنها العيش بدون مواطنيها، والمواطنون لا يمكنهم العيش كمواطنين بدون الدولة.
عند قيام الدولة كانت الروح المهيمنة في التجمع اليهودي هي روح الصهيونية وليس الروح المدنية. ولولا ذلك لما كان يمكن في ذلك الوقت التنازل بهذه السهولة عن العوامل الاساسية فصل الدين عن الدولة ووضع دستور. فقط في ظل غياب الوعي المدني، القوي والمتجذر، كان يمكن الانتقال الى جدول الاعمال بدون احتجاج عام على اخفاقات اساسية جدا. الروح المدنية تبلورت ببطء خلال السنين، وذلك ليس بفضل جهاز التعليم الرسمي بل بفضل الواقع الرسمي، الذي تأثيره كان أكبر من أي ايديولوجيا - قومية، يهودية أو صهيونية. كلمة " صهيونية" اصبحت شعار فارغ مقارنة مع كلمة "مدنية". معظم الذين يستخدمون الآن كلمة "صهيونية" بنية صادقة فانهم يقصدون بشكل عام المواطنة الجيدة. هذا يتبين على الفور عندما يطلب منهم تفسير ما هي الصهيونية بالنسبة لهم. الفرق الحاسم بين الامرين هو أنه بفضل التوراة الصهيونية فان الانذال يتطاولون ويتم ارتكاب اعمال حقيرة لا تسمح بها الروح المدنية.
بسبب أنه في اساس الروح المدنية يوجد مبدأ كرامة الانسان وحقوقه وحريته فان هذه الروح لا تحتاج الى تعليم خاص أو الى ثقافة. الصعوبة في تبلور الروح المدنية في اسرائيل نبعت أولا وقبل كل شيء من انحياز التصور القومي، اليهودي والصهيوني، الذي فيه استثمر جل الجهود التعليمية. ولكن الآن عندما وصل الى النضوج فانه يرد بحساسية على خرق قواعد اللعب، العقد السري بين الدولة ومواطنيها. حساسية تصل الى مستوى ردود فعل معاكسة أو غريزة طبيعية، التي تنبض في كل مجتمع سليم وفي كل نظام ديمقراطي.
هذا هو معنى الاستيقاظ الكبير الذي تملك مئات آلاف المواطنين الذين يخرجون الى الشوارع في كل اسبوع احتجاجا، ليس فقط ضد الانقلاب التشريعي الذي يصل الى حدود الانقلاب النظامي غير الديمقراطي الذي تقوم به الحكومة، بل ايضا ضد التخلي عن مستقبل دولة اسرائيل مع تسليمها لجهات غير رسمية، حتى ضد الدولة، مثل الصهيونية الدينية والحريديين.
المفاجأة التي رافقت هذا الاستيقاظ، لا سيما استيقاظ الشباب، تذكر بالمفاجأة التي رافقت في حينه ظهور جيل البلماخ والدور الحاسم الذي لعبه في نضال الاستيطان اليهودي في طريقه الى الدولة، سواء ضد العرب أو ضد حكومة الانتداب. بالنسبة لآباء الصهيونية كان يبدو في حينه أن الامر يتعلق بجيل يتجاهل الصهيونية. وقد اتضح الآن فجأة أن الواقع القطري في البلاد أنبت جيل من "مواليد البلاد"، الذين علاقتهم مع البلاد هي علاقة عفوية (غريزية)، قوية وطبيعية، دون الحاجة الى دعاية الصهيونية. يجب عدم المبالغة في اهمية حركة الاحتجاج الكبيرة. فهي تنطوي على وعد يتجاوز بشكل كبير مجرد مظاهر الاحتجاج. وربما سيسجل في التاريخ ايضا كبداية لحركة تصحيح كبيرة.
--------------------------------------------
هآرتس 2/6/2023
جباية رسوم من العائلات حسب حجم النفايات التي تلقيها
الـ OECD : إسرائيل فاشلة في حماية البيئة والازمة السياسية تفاقم الوضع
بقلم: تسفرير رينات
منظمة الـ OECD قالت في تقرير نشر أمس بأن اداء إسرائيل في مجالات رئيسية في حماية البيئة وتحقيق اهداف المناخ، متدنية مقارنة مع معظم الاعضاء في المنظمة. محررو التقرير انتقدوا،، ضمن امور اخرى، الفشل فى مجال معالجة النفايات، وغياب نظام ضرائب مناسب على مواد الوقود الملوثة وعلى عدم تحقيق الاهداف التي وضعت لاستخدام الطاقة المتجددة. واشاروا ايضا الى أن عدم الاستقرار السياسي طوال سنوات زاد من شدة المشكلات البيئية في اسرائيل، لأنه يصعب على تطبيق سياسات بيئية.
المنظمة توصي الحكومة بالقيام بخطوات تشريعية وضريبية، منها وضع قانون مناخ له اهداف ملزمة وجباية الضرائب من البيوت حسب كمية النفايات التي يتم رميها منها. الى جانب الانتقاد في التقرير فان ال OECD تثنى على اسرائيل بسبب استخدامها الفعال لمياه المجاري التي يتم تكريرها لري الزراعة.
هذه هي المرة الثانية التي تفحص فيها OECD الأداء البيئي لاسرائيل منذ انضمامها للمنظمة في 2011. هذا الفحص تم في دول كثيرة. وقد شمل تحليل جوانب في سياسة البيئة ومجالات رئيسية فيها مثل النفايات والمياه والطاقة والحفاظ على الطبيعة.
التقرير لا يتناول جوانب اشكالية بيئية في الضفة الغربية، التي تؤثر على اسرائيل وبالعكس. رئيسة ادارة البيئة في الـ OECD، جو تندل، قالت في ردها على سؤال حول الامر " أنا لا أنوي التطرق لهذه القضية السياسية. فقط أنا اقول أنه بالنسبة لنا فان المشكلات البيئية لا توجد لها حدود، ويجب فى كل الاحوال ايجاد التعاون". محررو التقرير انتقدوا تعامل اسرائيل مع ازمة المناخ واشاروا الى أنها بعيدة عن تحقيق اهداف المناخ التي وضعتها لنفسها، على رأسها تقليص بـ 85 في المئة من انبعاث غازات الاختباس الحراري حتى العام 2050.
المنظمة ايضا انتقدت النقص فى تطبيق استخدام الطاقة المتجددة. من بين دول ال OECD، كتب في التقرير أن اسرائيل هي الثانية من الآخر في نسبة استخدام الموارد المتجددة لانتاج الطاقة. في العقد الاخير زادت الحكومة الدعم لمواد وقود ملوثة منها الغاز والسولار. وحجم الدعم السنوي بلغ 3 مليارات شيكل في السنوات الاخيرة. ورغم ذلك فان محاولة وضع ضريبة على الكربون، التي يمكن أن تزيد النجاعة وتقلص استخدام مواد الوقود الملوثة، لم تنجح في الدفع لاستخدامه حتى الآن.
توصية الخبراء في المنظمة هي وضع قانون مناخ له اهداف ملزمة، وهي خطوة تحاول أن تخرجها الى حيز التنفيذ وزيرة جودة البيئة عيديت سلمان. ففى المؤتمر الصحفى الذي عقدته بعد نشر التقرير قالت الوزيرة إن القانون سيتم تقديمه للمصادقة عليه الى حين عقد مؤتمر المناخ" في دبي في نهاية السنة. توصيات اخرى هي الغاء الدعم، منها الدعم المقدم الشركات الغاز، وفرض ضريبة على الكربون تعكس مستوى التلوث النسبي لكل نوع من الوقود. وتوصية اخرى اساسية هي توسيع استخدام الطاقة المتجددة. هذا من خلال تخفيف اجراءات تخصيص الاراضي والمصادقة على اقامة المنشآت، وعن طريق رفع العوائق التي تعيق دمج الطاقة المتجددة في شركة الكهرباء.
رئيسة ادارة البيئة في OECD اضافت اثناء عرض التقرير أن "المواصلات هي مصدر 24 في المئة من انبعاث غازات الاحتباس الحراري في اسرائيل. وسبب ذلك هو الاعتماد هنا على السيارات الخاصة. وحسب قولها "التخطيط لا يأخذ في الحسبان بدرجة كافية تطوير المواصلات العامة".
حماية الطبيعة
التقرير اشار ايضا الى أن اسرائيل تقدمت في توسيع المناطق ذات المكانة المحمية مثل المحميات الطبيعية، والحدائق العامة والغابات. هذه الاراضي تحتل الآن ربع مساحة الدولة، وهي نسبة مرتفعة مقارنة مع دول اخرى. ولكن بسبب وتيرة التطور والبناء الكبير وازدياد عدد السكان فان هناك خطر يهدد المناطق المفتوحة التي لا تتمتع بمكانة محمية. هناك منظومات كثيرة حساسة للمناخ، التي تقريبا لا تحظى بالحماية، وعدد انواع الثدييات المعرضة لخطر الانقراض في اسرائيل هو الاعلى مقارنة مع دول المنظمة الاخرى. لا توجد للحكومة سياسة شاملة تدمج بين الحفاظ على التنوع الحيوي في سياسة وزاراتها وبين التخطيط الوطني. ايضا مطلوب زيادة الحماية لمناطق البحر في اسرائيل، التي 4 في المئة منها اليوم فقط مشمولة داخل محميات.
انفاذ بيئي للقانون
منظومة التنظيم البيئي في دولة اسرائيل مجزأة وقديمة بدرجة ما، كتب في التقرير منظومة المصادقة البيئية تتكون من قوانين محددة لموضوع معين وهي معقدة وغير واضحة. توصية من توصيات التقرير هي تبني مشروع قانون لزيادة نجاعة اجراءات الترخيص البيئي التي تقلص عدد الرخص المطلوبة للدفع قدما بمشاريع.
الى جانب ذلك هناك مشاريع لها امكانية بيئية كامنة لا تحصل على التقدير البيئي في اطار مسوحات التأثير على البيئة. لا يوجد اليوم استخدام للمسوحات الاستراتيجية التي تفحص تأثير السياسة والخطط القطرية على البيئة - اداة في السياسة مقبولة على دول العالم. قدرة انفاذ القانون في اسرائيل تحسنت بشكل قليل في العقد الأخير، لكنها بعيدة عن أن تكون كافية عملية الرقابة تجري بالاساس حسب الشكاوى أو المناسبات، وليس بشكل مبادر اليها المعلومات التي يتم جمعها هي جزئية، وهكذا ايضا حجم جباية الغرامات.
معالجة النفايات
كمية انتاج النفايات للفرد في السنة في اسرائيل هي 691 كغم، وهي كمية عالية جدا. سياسة المعالجة لا توجد لها بنية تشريعية مناسبة أو تعريفات أو لوائح واضحة. النتيجة هي أن 80 في المئة من النفايات في اسرائيل تذهب الى اماكن دفن، وتقريبا لم يحدث أي تحسين منذ طرح تقرير الأداء البيئي السابق. المحفزات الاقتصادية التي استخدمت لم تظهر نجاعتها حتى الآن. التكلفة المتدنية للدفن مقابل طرق معالجة مثل اعادة التدوير أو استخراج الطاقة من حرق النفايات، تشجع على استمرار عملية الدفن.
لذلك فان التقرير يقترح أن تطبق ايضا آلية المدفوعات عن نفايات العائلة حسب حجم النفايات التي ترميها في حاويات القمامة، آلية "ادفع بقدر ما ترمي". هذه الآلية ستزيد تكلفة جمع النفايات، وستحول التقليل واعادة التدوير الى امور اکثر جدوى. ضمن أمور اخرى، يجب العودة الى تشجيع فصل النفايات العضوية (بالاساس بقايا الطعام عن طريق جمعها بشكل منفصل في البيوت. وايضا تشجيع استخدامها لانتاج الطاقة أو الكومبوست.
العائلة المتوسطة في اسرائيل ترمي كل سنة بقايا طعام بقيمة 3600 شيكل. وزارة جودة البيئة حاولت في السابق الدفع قدما بسياسة فصل النفايات العضوية، لكن هذه الخطوة لم تنجح. ايضا وضع معالجة مخلفات البناء بائس بشكل خاص. فجزء كبير منها ما زال يتم رميه في الطبيعة. ومن بين كل ما يصل الى اعادة التدوير، فقط 22 في المئة يتم تسويقه مرة اخرى لاستخدامه ثانية في البنى التحتية وفي فرع البناء ما يتبقى يضطرون الى نقله للدفن. هذا مقابل 89 في المئة مقارنة مع دول الاتحاد الاوروبي. مخلفات البناء وحرق النفايات تؤثر بالاساس على المجموعات السكانية الاكثر ضعفا من ناحية اقتصادية، من بينها القرى العربية في الشمال والقرى البدوية في النقب. التقرير اشار ايضا الى أن هذه المشكلات تنبع ايضا من ضعف السلطات العربية، التي لا يوجد في يدها المداخيل والبنى التحتية المهنية المطلوبة للتعامل مع المكاره البيئية.
الضرر اكبر من الفائدة
بسبب الطابع المركزي الذي تدير به الحكومة سياسة البيئة في اسرائیل فان اساس المسؤولية عن الوضع ملقى على الحكومات التي تولت منذ المسح الاول للوضع البيئي الذي اجرته الـ OECD قبل 12 سنة. وزير المالية ووزير الداخلية لم يدركا معنى ازمة المناخ واهمية المناطق المفتوحة ولم يعملا على تقليص استخدام الوقود المتحجر (الغاز النفط والفحم). ايضا لم يعملا على تعزيز حماية المناطق المفتوحة بواسطة كثافة السكان وتعزيز التشريع ووضع معايير في هيئات حماية البيئة ايضا وزراء حماية البيئة يتحملون المسؤولية، واحيانا حتى عندما عملوا بنوايا حسنة. المثال الابرز هو الوزير جلعاد اردان الذي دفع قدما بشكل متسرع مشروع فصل النفايات، وبهذا تسبب بضرر اكبر من الفائدة. فوق كل ذلك، المسؤولية ملقاة على من كان رئيس الحكومة في كل هذه السنين باستثناء السنة الماضية، أي بنيامين نتنياهو المحامية تامي غانوت، نائبة المدير العام لجمعية "انسان، طبيعة وقانون" قالت في اعقاب نشر التقرير بأن "اسرائيل" بنظرة خاطفة في المرآة رأت أنها ليست فيا دولة عظمى تكنولوجية، بل دولة من العالم الثالث، تنفي قضية المناخ وتستنفد مواردها وتضر بصحة سكانها، لا سيما الاكثر فقرا. يمكن الأمل بأن هذه ستكون دعوة تحذير للحكومة ووزيرة جودة البيئة، التي جزء كبير من نتائج التقرير المخجلة تنبع من الفشل في مجالات تقع تحت المسؤولية المباشرة للوزارة، مثل موضوع النفايات. نحن نتوقع من الوزيرة أن تناضل من اجل أن تكون البيئة على رأس سلم أولويات الحكومة. جميع الدلائل المشجعة التي تمت الاشارة اليها في التقرير مثل فرض الضريبة على المواد احادية الاستخدام وقانون "هواء نقي"، فان الحكومة الحالية قامت بالغاء أو الاضرار بها. التقرير اوصى بشكل صريح بسن قانون مناخ مع اهداف ملزمة لتقليص انبعاث الغازات، وأن يتم استخدام الطاقة المتجددة ولكن في وزارة المالية وفي وزارة الطاقة
لا يريدون أن تكون هناك أهداف في القانون.
--------------------------------------------
معاريف 2/6/2023
هل تقوم إسرائيل بحملات واسعة في الضفة لجمع السلاح؟
بقلم: تل ليف رام
تجسد العملية القاسية، هذا الأسبوع، قرب مستوطنة حرمش، والتي قتل فيها مئير تماري، بنار أطلقها "مخربون" من سيارة مارة نحو سيارته في مفترق الدخول الى المستوطنة، الى جانب عمليات أخرى وقعت، مؤخراً، أن الوضع الأمني الخطير في "يهودا"، "السامرة"، وغور الأردن ليس موجة "إرهاب" عابرة؛ ففي السنة الأخيرة فقط قتل 20 إسرائيلياً.
كلما استمر هذا الميل في الفترة القادمة ايضاً يستعدون في جهاز الأمن لإمكانية ارتفاع درجة كبيرة جدا في حجم ونطاق الحملات المخطط لها. كبار الميدان وكمية المصابين في الجانب الإسرائيلي هما على ما يبدو ما سيقرر ترتيب الأمور. المواقع المحتملة للحملات يمكن أن تكون قصبة نابلس او مخيم جنين اللذين رغم انتشار "الإرهاب" الى جهات أخرى في "المناطق" لا يزالان يعملان محرك نمو مركزياً لـ "الإرهاب". يحتمل ان تكون الحملة المتوقعة بالتوازي في عدة مراكز لـ "الإرهاب".
ظاهراً، في كل هذه الأماكن يعمل الجيش منذ اليوم، على نحو شبه اعتيادي تقريبا، في مستويات لم يسبق أن عمل فيها في الماضي. لكن في حالة اتخاذ قرار تنفيذ مخططات لحملات اكبر، يحتمل ان تكون هذه حملة تستغرق بضعة ايام وتضم كميات كبيرة جدا من القوات التي ستعمل، فضلا عن المعارك مع مسلحين واعتقالات، على مصادرة الوسائل القتالية واكتشاف مختبرات المتفجرات. في اللغة العسكرية تسمى هذه "تنظيف مخيم اللاجئين".
للجهد المستقبلي "لتنظيف" نابلس أو مخيمات اللاجئين يوجد معنى يكمن في امكانية أن يكون من شأن حملات بهذا الحجم ان تؤدي الى تصعيد سريع في قطاع غزة ايضا، والى تسخين امني آخر في ساحات اخرى في الضفة، والى مواصلة تآكل مكانة السلطة الفلسطينية التي يصعب عليها منذ الآن أداء مهامها بشكل ناجع، ولا سيما في منطقة شمال "السامرة".
وُضعت خطط من هذا النوع، لحملات كبرى، في الماضي أيضاً في ذروة موجة "الإرهاب"، السنة الماضية، بما في ذلك تحت سلطة الحكومة السابقة، خاصة في ضوء العمليات التي مصدرها مخيم اللاجئين في جنين. اليوم أيضاً، في الحكومة الحالية، لا يزال هذا ليس الخيار الأول. من الواضح أن حملات من هذا النوع تأتي مع شارة ثمن ستدفعه إسرائيل من خلال المصابين، ومن خلال النقد الدولي، وبصرف مقدرات جهاز الأمن التي هو معني باستثمارها تجاه ايران في مسألة النووي وفي تموضعها في المنطقة وفي الاستعدادات اللازمة لمواجهة عنيفة قد تنشأ ايضا مع "حزب الله" في الساحة الشمالية.
في الحكومة الحالية أيضاً تفضل إسرائيل الا تغرق في مواجهة مع منظمات "الإرهاب" الفلسطينية ستمس بذلك بالجهود في ساحات أخرى. لكن الإحساس اليوم هو أن مثل هذه الإمكانية تقترب، وتصبح ملموسة اكثر مما في الماضي. ففضلا عن اعتبارات براغماتية تتعلق بالكلفة – المنفعة وهل حملة بحجم رأيناه في آخر مرة في بداية سنوات الالفين ستؤدي بالفعل الى تحسين الوضع الامني او من شأنها أن تدهوره، وهل يمكن أن نتجاهل شدة الضغوط السياسية التي على حكومة اليمين – اليمين. تلك التي هاجمت الحكومة السابقة على سياستها الواهنة زعماً بأنها أدت الى ضحايا والآن هي التي تتحمل المسؤولية، بينما ميول "الارهاب" ليس فقط لا تذوي بل تتعاظم وتتسع الى مناطق اخرى في "يهودا" و"السامرة".
موقف نجم في "القول الاسبوعي" يحتله النائب افيحاي بورون من "الليكود"، الذي بعد العملية وجه اصبع اتهام نحو الجيش. فقد قال ان "على الجيش ان يعود ليتعامل مع السلطة الفلسطينية ككيان معادٍ ويحمي الإسرائيليين في المناطق. لا ينبغي للجيش أن يبحث عن الهدوء المصطنع بل أن يبحث بين نوايا العدو الفلسطيني".
مع أن النائب بورون انتقد بقدر ما الحكومة ايضا، لكن من ناحيته، في نوع من المنطق المتغير، الجيش هو المسؤول عن الوضع الامني الصعب، بينما في فترة الحكومة السابقة انتقد الائتلاف الحالي الحكومة بشدة كمن لا تسمح للجيش بالانتصار. أما الآن، بعد أن تغير الحكم، ولا يبدو الهدوء الامني في "المناطق"، فان المذنب المركزي هو الجيش والهدوء المصطنع. نوع من الأسلوب الذي يسعى دوما لان يلقي بالمسؤولية على احد ما وليس عن ذاك الذي يمسك بالسلطة.
يجدر بالذكر أنه في الفترة الأخيرة نفذ الجيش عدة حملات لوائية. في مخيم عقبة جبر المجاور لأريحا، دخل الجيش في وضح النهار مع قوات غفيرة فيما لم يكن الهدف فقط اعتقال مطلوبين بل أيضا الكشف والمصادرة لوسائل قتالية، ومختبرات تفجير، وبنى تحتية "إرهابية" أخرى. استمرت هذه الحملات زمنا اطول وكان النشاط علنياً وليس مستعرباً. فضلا عن الاهداف نفسها، من ناحية إسرائيل كان هذا اطلاقاً لرسالة للسلطة الفلسطينية ولمنظمات "الارهاب" بان امكانية العودة الى حملات اكبر ضد "اعشاش الارهاب" توجد الآن على الطاولة اكثر من أي وقت مضى.
شكلت هذه الحملات نوعاً من الإعداد والتدريب لأعمال محتملة اكبر في المستقبل. ففي مخيم اللاجئين في جنين مثلا كانت مقاومة "المخربين" اصغر مما قدروا، ما يوفر إحساساً بالأمن لدى أصحاب القرار بأنه سيكون ممكناً أيضا القيام بحملات اكثر تعقيداً وأوسع نطاقاً، مع مقاومة اقل وإصابات اقل بين المقاتلين عندنا، بل ربما في الجانب الفلسطيني.
لا يزال الجيش، كما اسلفنا، يحدد مخيم اللاجئين في جنين والقصبة في نابلس بؤرتي "الإرهاب" المركزيتين، لكن يمكن أن نرى ميول "الإرهاب" تنتشر الى مناطق أخرى. وهي تسجل يقظة في مخيمات لاجئين اكثر هدوءاً مثل عقبة جبر ونور شمس المجاور لطولكرم والذي منه أغلب الظن خرج "المخربون"، الذين نفذوا العملية في حرمش، وقد فعلوا هذا بعد ساعات قليلة من انتهاء نشاط للجيش في المكان. في السنة والنصف الاخيرتين يعمل الجيش اكثر في تلك المخيمات، ما يزيد احياناً الدافع في اوساط "المخربين" لتنفيذ العمليات.
في الاسبوعين الاخيرين اعتقل في قيادة المنطقة الوسطى اكثر من مئة مطلوب بسبب المشاركة في "الإرهاب"، ونفذت ثلاث حملات لوائية في مخيمات اللاجئين. مهما يكن من أمر، فانه عندما لا تخبو ميول "الإرهاب" مثلما في الأشهر الأخيرة بل وتتعاظم، فان إمكانية أن تقرر إسرائيل ارتفاع درجة في طبيعة النشاط العملياتي في المنطقة، بما في ذلك حملات كبيرة في مخيمات اللاجئين، تصبح ملموسة اكثر بكثير. علامة استفهام كبرى بقيت في الهواء في المداولات التي تجرى في داخل جهاز الأمن. هل أيضاً في حال انتهت الحملات بإنجازات عملياتية تكتيكية جيدة ستؤدي الى تغيير على الأرض؟ في هذه المرحلة من الصعب أن نرى أفقاً سياسياً بين إسرائيل والسلطة، ومن المشكوك فيه ان يكون الردع وحده، مهما كان قويا تجاه منظمات "إرهاب"، سيؤدي الى تغيير في الميول السلبية الناشئة.
---------------------------------------------
إسرائيل اليوم 2/6/2023
انتصار إسرائيل السريع في جبهتين، مثلما في العام 1967، غير قابل للتكرار
بقلم: غرشون كوهكن
تحت رشقات الصواريخ من قطاع غزة، كتب مسؤول امني كبير سابق، مؤخراً: "ماذا حصل لنا؟ إسرائيل الفتية، التي لم يكتمل 20 سنة، هزمت ثلاثة جيوش نظامية في ستة أيام...". وأضاف رئيس الوزراء الأسبق، ايهود اولمرت، حين سأل كيف تعطّل "منظمة إرهاب وهمية" إسرائيل على مدى نحو أسبوع.
غير أن منظمة "الجهاد" الفلسطينية، التي أطلقت في بضعة أيام من القتال اكثر من ألف صاروخ، ليست منظمة وهمية – مثلما يطلق الحوثيون في اليمن صواريخ جوالة بعيدة المدى أيضاً، بالتأكيد ليسوا منظمة وهمية. وينبع التساؤل عن قدرة منظمات "متطرفة" تشكيل تهديد استراتيجي بقدر كبير من تجاهل التغيير الشامل الذي طرأ على ظاهرة الحرب في العقود الأخيرة.
لقد كانت حرب "الأيام الستة" عملياً الصدام العسكري الأخير على أنماط الحرب العالمية الثانية. فقد عمل الجيش في حينه أمام جيوش نظامية تقليدية، ومنحه القتال المؤلل بمناطق الصحراء او في المنطقة المفتوحة لهضبة الجولان، وكذا في "يهودا" و"السامرة"، تفوقاً بارزاً.
في الصدام بين جنود وأدوات قتالية مؤللة في ميدان قتال عسكري نظيف من دور المدنيين تفوقت وحدات الجيش الإسرائيلي على وحدات العدو باستنفاد إمكانيات القتال الحديثة. منذئذ اجتازت الجيوش العربية تحولاً واسع النطاق – بدايته في حرب "يوم الغفران"، بتوجيه من الرئيس المصري، أنور السادات، والتي في إطارها تكيفت طريقة عمل الجيش وأجهزة القوة العربية مع القيود والمزايا الثقافية للمقاتل العربي. في اواخر القرن العشرين، بخاصة بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان، كانت لـ "حزب الله" مساهمة مهمة في قفزة الدرجة الفكرية في استعداده للقتال ضد الجيش الإسرائيلي. فالابداعية التي صمم فيها منطق عمله بالذات انطلاقا من المعرفة لمجالات دونيته هي قدوة التكيف التنظيمي، التكتيكي والمنظوماتي.
منذ نهاية حرب لبنان الثانية، في آب 2006 تطور مفهوم هذا العمل في لبنان، وتبنته مع التكييفات الواجبة في قطاع غزة "حماس" و"الجهاد الإسلامي".
والى ذلك، فإن أساس القتال نقل من المجال المفتوح الى المجال المبني. لواء دبابات كان يضم ليس اكثر من 450 رجل دبابة، وسيطر على المنطقة الصحراوية المفتوحة في مساحة واسعة، مطالب من الآن فصاعدا ان يتكيف مع ساحة القتال في المجال المبني. وبالاساس مطلوب فريق قتالي متداخل - مشاة، هندسة ومدرعات – فيما أن كتيبة مشاة تعد اكثر من 400 مقاتل يمكنها عمليا ان "تبتلع" في نطاق واسع واحد. وهكذا عمليا تعاظمت قدرة استنفاد القوة لدى الجيش الإسرائيلي.
انتقل العدو العربي من تحريك عسكري رسمي الى تحريك دافعه قوة الإيمان والتضحية الدينية. بعد هزيمة حزيران 1967، ادعى الشيخ يوسف القرضاوي بأن فقدان الإيمان هو السبب لهزيمة المقاتلين المسلمين. وشرح بان "العودة الى الإيمان ورفع علم الجهاد حيويان في كل معركة، ولكنهما حيويان على نحو خاص في الصراع ضد الصهيونية العالمية".
مع نهاية حرب لبنان الثانية قال نصرالله: في كل المواجهات التي شارك فيها مقاتلون حتى الآن قاتلوا حتى الرجل الأخير وحتى الرصاصة الأخيرة. المواجهات التي تجري في هذه اللحظة فاجأت الإسرائيليين من ناحية العنصر الإنساني للمقاومة. وتفيد التجربة حتى اليوم وتثبت بأنهم يقاتلون أناساً ذوي إيمان، إرادة، بطولة، مثابرة، واستعداد للتضحية ("المنار"، 3/8/2006).
في الجيش وفي المجتمع الإسرائيلي بالمقابل انحرف مفهوم القتال من التشديد القيمي والجسارة والتضحية الى نيل استنفاد التفوق التكنولوجي بشكل يعفي المقاتلين من ضرورة التضحية. في منظمات القوة الإسلامية جرت مسيرة معاكسة بتعظيم قوة الإيمان والتضحية.
يدور الحديث عن انعطافة عظيمة المعنى في تقدير موازين القوى: دافع القتال المتوسط الذي ميز جنود العدو في حرب الأيام الستة لا يشبه دافع القتال للأعداء الإسلاميين الجدد الذين يصلون الى المعركة مفعمين بالإيمان.
الى جانب الثناء على إنجازات تكتيكية للجيش و"الشاباك" الإسرائيليين طرح الادعاء بأنه في هذه المرة أيضا في حملة "درع ورمح" لم يكن لدى حكومة إسرائيل استراتيجية بعيدة المدى. غير أنه حتى لو لم يعلن عنها علنا عملت حكومة نتنياهو انطلاقاً من استراتيجية واضحة: "تعزيز الفصل بين مناطق الضفة وبين قطاع غزة، انطلاقا من السعي لتثبيت وتطوير السيطرة الإسرائيلية الحيوية في المناطق ج، في الضفة وفي غور الأردن.
السؤال حول ما الذي تغير منذ انتصار الجيش الإسرائيلي في حزيران 1967 يؤدي مباشرة الى لباب الخلاف الإسرائيلي في مسألة استمرار السيطرة في المجالات الحيوية في "المناطق"، التي احتلت في تلك الحرب. فتأييد معظم كبار رجالات أجهزة الأمن لفكرة الدولتين، مطالبتهم بـ "الانتصار" ومزيد من الانسحابات، أقيم ولا يزال يقام على فرضية أنه حتى في الانسحاب الى خطوط 67، والذي يوصون به مع تعديلات طفيفة، ستتمكن دولة إسرائيل من مواصلة الدفاع بنجاعة عن سيادتها وعن أمن سكانها بقواها الذاتية، رغم التنازل عن مجالات العمق الاستراتيجي.
هكذا وصف مثلا اللواء احتياط عمرام متسناع: "كنت ملازما شابا في المدرعات. عندما خرجنا الى المعارك في سيناء لم نعتقد أنه لا يمكن الدفاع عن الدولة. وبالفعل في غضون ستة ايام حقق الجيش الإسرائيلي اكبر إنجازاته واثبت أنه يمكن أيضا الدفاع عن الوطن انطلاقا من خطوط 1967" ("هآرتس" 30/5/2011).
نظرة موضوعية الى التحديات العملياتية الجديدة يمكنها أن تدلنا على كم هو الانتصار السريع في صيغة حرب "الايام الستة" في ساحتين بالتوازي غير قابل للتكرار. فشروط التفوق التي حققها الجيش الإسرائيلي في حزيران 1967 تعود للقرن الماضي، ومنذ حرب "يوم الغفران" تضعضعت. اولئك الذين يعدون بالانتصار مثلما كان في حينه، دون تعلق بمجال قابل للدفاع، يعانون عمليا تقديرا زائدا لقوة الجيش الإسرائيلي وتقديرا ناقصا لقدرات العدو.
لقد نجحت جولة القتال الأخيرة في الإبقاء على الفصل بين الساحات. ومع ذلك يمكنها أن تدل على إمكانية التهديد الكامنة في وحدة الساحات لقتال كامل بالتوازي. في هذا الواقع، في ضوء الاحتمال الكامن في تهديدات "حزب الله" و"حماس" على الجبهة الداخلية الإسرائيلية وغيرها من التهديدات لا يمكن لدولة إسرائيل أن تتعرض لتهديدات السلاح الصاروخي من مناطق الضفة أيضاً. في هذا الجانب فان حفظ تفوق الدفاع يكمن في استمرار السيطرة الإسرائيلية في المجالات الحيوية في الضفة وفي غور الأردن ضروري اكثر من اي وقت مضى.
---------------------------------------------
هآرتس 2/6/2023
هكذا هُزِمت إسرائيل في العام 1967
بقلم: عكيفا الدار
يوم الإثنين، 5 حزيران، يقوم الشعبان بإحياء يوم النكسة: سيحزن الشعب الفلسطيني على الـ 56 سنة من الإهانة تحت الاحتلال الإسرائيلي، وسيسجل الشعب الإسرائيلي – اليهودي سنة أخرى من السقوط في هاوية الفصل العنصري والاستبداد والعزلة. جميل ما قاله بيروس، ملك ابيروس، حول الانتصار العسكري في حرب "الأيام الستة": "انتصار آخر كهذا ونكون انتهينا".
حوّل الإنجاز الباهر في ساحة الحرب إسرائيل الى الدولة الكولونيالية الوحيدة في العالم الغربي. ولشديد الكارثة فان الضوء الوحيد في نهاية نفق الاحتلال هو ضوء مصابيح الشاحنة التي تنقل كرفاناً آخر الى بؤرة استيطانية أقامها مشاغبو التلال.
بارك صديقي، جدعون ليفي، هذا الاسبوع، موت حل الدولتين، ووضع المجتمع الإسرائيلي أمام الاختيار بين الابرتهايد و"نكبة 2" وبين دولة ثنائية القومية ذات حقوق متساوية. بالنسبة لي هذا اختيار بين مرض السل ومرض الكوليرا. على قباحة نظام الأبرتهايد الذي تفرضه إسرائيل في "المناطق" ليست هناك حاجة الى إطالة الكلام. في المقابل، يشبه جمع اليهود والفلسطينيين تحت سيادة مشتركة فرض السلام على زوجين كبيرين في السن، منذ زواجهما لم يتوقفا عن التشاجر. بدلاً من الانفصال بالحسنى هما يحولان حياتهما الى جهنم.
لم يمت حل الدولتين. هو مخدر. زعماء إسرائيل، من اليمين المتطرف وحتى اليسار الثرثار، قاموا بادخاله الى حالة التخدير والتنويم. لحسن الحظ أن زعماء الدول العربية يرفضون فصله عن أجهزة التنفس. مؤخرا أرسلوا لإسرائيل تذكيراً بأن الشريك ما زال على قيد الحياة. ظهرت البشرى في البيان الختامي في مؤتمر القمة الذي عقد في جدة.
صادق زعماء 22 دولة هناك مجددا على التمسك بمبادرة السلام العربية من العام 2002. وأكد البيان على مركزية القضية الفلسطينية بالنسبة لجميع الأمة العربية، وعلى الحق في اقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية (هناك موافقة مبدئية على تبادل الأراضي). تقترح المبادرة ايضاً حلا متفقاً عليه لقضية اللاجئين. وكل ذلك في سياق انهاء النزاع والتطبيع مع إسرائيل.
نشرت هذه الرسالة التصالحية بعد بضعة ايام على "مسيرة الاعلام" المخجلة في الحي الاسلامي في القدس الشرقية، التي تمت تغطيتها بتوسع في وسائل الاعلام في العالم العربي. ولم يردع المشاركين في القمة العربية قتل الاطفال في غزة وقوانين الضم والتصريحات الاستفزازية لسياسيين كبار مثل نفي وجود الشعب الفلسطيني من قبل سموتريتش. لقد قلنا لكم بأنه لا يمكن الاعتماد على العرب. هم يرفضون أن يسمعوا كلمة "لا"، ويزعجون السياسيين لدينا بتقوية "الجهاد الإسلامي" وتمهيد طريق "حماس" الى الضفة الغربية. الهرب من البشرى الايجابية التي تنطوي عليها المبادرة العربية ذكرتني بأقوال آبا ايبان بعد قتل رابين وعودة اليمين برئاسة بنيامين نتنياهو الى الحكم: "دائما يقتبسون مقولتي بأن العرب لا يفوتون أي فرصة لتفويت الفرصة"، قال إيبان وأضاف: "الآن يمكن قول ذلك عنا".
هكذا، بدلا من الترحيب بالمشاركين في القمة وشكر المستضيفين السعوديين، فان رئيس الحكومة نتنياهو يفضل نشر الشائعات عن تقارب بين القدس والرياض. من ينفذ كلامه، مستشار الامن القومي تساحي هنغبي، أوضح، هذا الاسبوع، في "صوت الجيش" بأن اتفاق السلام مع السعودية يتعلق بثمن ستكون الولايات المتحدة مستعدة لدفع مقابله (الموافقة على صفقة سلاح وضوء اخضر لاقامة مفاعل نووي في السعودية). لم يقل أي كلمة عن ربط العلاقات بالدفع قدما باتفاق مع الفلسطينيين. "نحن لا علاقة لنا"، أعلن المستشار.
في مقال شامل سيتم نشره، الشهر الحالي في مجلة "الفضاء العام" (جامعة تل أبيب)، يؤكد البروفيسور دانييل بار – طل والبروفيسور اسحق شنل على أن الطموح لتوسيع الحدود كوسيلة للنجاة من الشعور بالتهديد والحصار كان مكبوتاً في الروح الصهيونية لسنوات كثيرة قبل حرب "الأيام الستة". في نشوة أواخر الحرب قال وزير الدفاع، موشيه ديان، بأن "شرم الشيخ بدون سلام افضل من سلام بدون شرم الشيخ". حرب "يوم الغفران" فتحت أعين ديان. أيد العسكري المحبوب مناحيم بيغن على طول الطريق من أجل الانسحاب من سيناء مقابل السلام مع مصر. أين يوجد الآن زعيم يؤيد الانسحاب من ارئيل مقابل السلام مع جميع الدول العربية؟ في الاراضي التي تقع خلف الخط الأخضر نبت عرق من السادة القبيحين، خيوطه وصلت الى الكنيست وانتشرت حول طاولة الحكومة. إضافة الى ذلك بدأت إسرائيل في استغلال الموارد الطبيعية وصادرتها من السكان الأصليين. مثال على ذلك هو إبعاد الفلسطينيين عن المحاجر في الضفة الغربية ونقل ملكيتها لجهات إسرائيلية. هكذا نشأت مصلحة لجهات اقتصادية في استمرار الاحتلال، ومثلما يحدث في مناطق مواجهة أخرى في العالم فان المحتل والواقع تحت الاحتلال يسجنان في دائرة العنف، لأن عنف أي طرف منهما يجر الى عنف الطرف الآخر. وطرق عمل غير ديمقراطية، تمارس في "المناطق" المحتلة تتسرب الى مناطق من قاموا بالاحتلال. إضافة الى ذلك أدى تجاهل وخرق القانون الدولي الى تشويه قوانين الدولة وملاءمتها مع أغراض الاحتلال حتى داخل الخط الأخضر.
أثبتت اتفاقات إبراهيم بأن الاحتلال لا يعتبر عقبة أمام السلام الاقليمي. ولكن رفض السعودية الانضمام لدائرة السلام مع إسرائيل يقلص بشكل واضح أهمية هذه الاتفاقات. أثبت مؤتمر القمة العربية مركزية السعودية في العالم العربي والاسلامي. اضافة الى ذلك، في السنة القادمة ستكون السعودية هي رئيسة الجامعة العربية، الامر الذي سيقوي اكثر صلاحياتها.
لا تزعج مبادرة السلام العربية (التي ترتكز بالاساس على المبادرة السعودية) طهران في التقارب مع الدولة السنية المهمة. لماذا على ايران أن تلعب دور الولد السيئ؟ منذ عشرين سنة، لم تكلف فيها حكومات إسرائيل (بما في ذلك حكومة التغيير) نفسها عناء التطرق الى خطة الزعماء العرب، ولا يوجد أي خطر بالتحديد من أن تقوم حكومة نتنياهو – بن غفير بالتطرق اليها. من المضمون لإيران أنه طالما أن إسرائيل تسيطر على ملايين العرب فان مظالم الاحتلال ستستمر، وستحتل الخطوات الانتحارية لـ "الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط" مكان المشروع النووي الإيراني على جدول الأعمال الدولي.
إن تفويت حل التقسيم المقترح في مبادرة السلام العربية يذكر برفض التقسيم من قبل العرب والفلسطينيين في 1947. في حينه طالب الفلسطينيون بكامل الأرض، ورفضوا الاعتراف بالدولة اليهودية. الآن إسرائيل تطالب بـ "ارض إسرائيل الكاملة" وترفض الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
تمسك إسرائيل بـ "المناطق"، التي احتلتها في 1967، يمكن أن يكون كارثياً أكثر من النكبة. سيثبت التاريخ أن رفض العرب خطة التقسيم لم يكن عبثاً: اذا لم يتم فطام إسرائيل عن الثمل بالقوة، واستمرت في التدهور نحو منزلق المسيحانية، فان النكسة الإسرائيلية ستؤدي الى نهايتها كدولة يهودية وديمقراطية، وستضع حجر الزاوية لدولة عربية على أنقاض حلم الصهيونية.
---------------------------------------------
هآرتس 2/6/2023
إيران في موقع قوة والولايات المتحدة مستعدة لتجديد الاتفاق النووي
بقلم: عاموس هرئيلِ
بعد سنة تقريباً من الهدنة، بدأت الولايات المتحدة مرة أخرى تفحص إمكانية استئناف المفاوضات حول العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران. خطوات إيران في السنة الماضية، مثل بيع أضخم المسيرات الهجومية لروسيا لحربها مع أوكرانيا واستمرار تخصيب اليورانيوم والقمع المتوحش لأعمال الشغب حول الحجاب في إيران، كل ذلك جعل واشنطن تتوقف عن المحادثات لفترة طويلة. ولكن مؤخراً يبدو أن الإدارة الأمريكية تأمل بأن يكون بالإمكان إقناع النظام في إيران على بلورة صفقة جديدة، ربما في إطار اتفاق مؤقت محدود (وقف تخصيب اليورانيوم مقابل تحرير أموال إيران المجمدة)، الأمر الذي يسمى “القليل مقابل القليل”.
نشر براك ربيد، أول أمس، في موقع “واللاه” أن بيرت ماكغيرك، المسؤول عن ملف الشرق الأوسط في البيت الأبيض، زار مؤخراً سلطنة عمان لتحريك عملية دبلوماسية جديدة مع إيران. استهدفت المحادثات فحص إذا كان إيران ستوافق على فرض القيود على المشروع النووي ووقف التصعيد في المنطقة.
طرحت الولايات المتحدة اقتراحات للعودة إلى الاتفاق، الذي انسحبت منه إدارة ترامب في 2018 في فترة قريبة من تولي الرئيس بايدن لمنصبه في 2021. في حينه ماطلت إيران، ولم تثمر المحادثات.
الآن يبدو أن واشنطن تأمل فتح نافذة فرص جديدة، لكنها تفترض أن هذا الأمر لن يتم إلا في إطار خطوات محدودة، تشمل تسهيلات في العقوبات. ما زالت التصريحات الأمريكية الرسمية حذرة ومتملصة. ففي مؤتمر للبيت الأبيض قبل بضعة أيام، قيل إن الرئيس الأمريكي يؤمن بأفضلية الحل الدبلوماسي “لكن إيران لا تجري المفاوضات بنية حسنة”.
إذا تم استئناف المحادثات، ستأتي إيران من موقع قوة نسبية. فهي لم تدفع أي ثمن مقابل المساعدة التي قدمتها للهجوم الروسي أو القتل والتعذيب والاعتقالات للمتظاهرين ضد الحجاب في إيران. ربما العكس: التحالف المتوطد مع موسكو حسن مكانة طهران الاستراتيجية في الشرق الأوسط. وفي المقابل، تعززت علاقتها مع الصين وحدث دفء جديد في علاقاتها مع الدول العربية السنية، على رأسها السعودية ومصر.
خلال هذا الوقت، واصلت إيران التقدم في تخصيب اليورانيوم حتى النقطة التي أصبح فيها، حسب تقديرات المخابرات الأمريكية، يمكنها الآن إنتاج كمية كافية لإنتاج قنبلة نووية واحدة في 12 يوماً منذ اتخاذ القرار (عملية ملاءمة القنبلة مع رأس نووي متفجر تستغرق سنتين حسب الاستخبارات الإسرائيلية).
مجلة “إيكونومست” اعتبرت إيران في هذا الأسبوع “دولة عتبة نووية”، وقالت إنه سيمكنها خلال نصف سنة إنتاج كمية يورانيوم مخصبة تكفي لسبع قنابل. أول أمس، سجلت طهران إنجازاً آخر عندما قررت الوكالة الدولية للطاقة النووية إغلاق اثنين من ملفات التحقيق حول منشأة نووية مشتبه فيها، التي كشفها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في خطابه في الأمم المتحدة، حول العثور على جزيئات يورانيوم مخصبة بمستوى 83.7 في المئة في منشأة بردو. نشرت وزارة الخارجية الإسرائيلية أمس بيان إدانة استثنائياً ومتشدداً لقرار الوكالة.
رغم أن نتنياهو ينفي هذه النتيجة بشدة، إلا أنه فشل في خطته لوقف المشروع النووي الإيراني عن طريق إقناع ترامب بالانسحاب من الاتفاق. الآن إذا عاد بايدن إلى التفاهمات مع الإيرانيين فقد يكون فشلاً آخر لسياسة نتنياهو، الذي يستبعد العودة إلى الاتفاق النووي الأصلي، ويشاركه في ذلك نفتالي بينيت ويئير لبيد وبني غانتس.
ما يظهر كتقدم في القناة الأمريكية – الإيرانية لا ينفصل عن الأمل بحدوث اختراقة في القناة الإسرائيلية – السعودية. منذ بضعة أشهر، تحاول إسرائيل والولايات المتحدة إحياء الاتصالات للتطبيع بين إسرائيل والسعودية. مؤخراً، تسمع أصوات من التفاؤل الحذر بخصوص احتمالية أن يتم إحراز اختراق. طلبات السعودية، كما تم عرضها هنا للمرة الأولى في كانون الأول الماضي، موجهة بالأساس للأمريكيين: مكانة تكون قريبة من مكانة الحليف مثل أعضاء الناتو، والتزود بسلاح أمريكي متقدم بعشرات مليارات الدولارات (حول جزء من هذا السلاح نثرت وعود في فترة ترامب لم يتم الوفاء بها)، والموافقة على إقامة مفاعل نووي مدني. وحول الموضوع الثالث، يبدو أن واشنطن بحاجة إلى إسرائيل. ليس بالصدفة أن بعض الرؤساء الأمريكيين السابقين خافوا من مساعدة السعودية في مشروع حساس جداً. أعلن ولي عهد السعودية، محمد بن سلمان، عن رغبته في فطم دولته من النفط حتى العام 2050. ولكن تصميمه على إقامة مفاعل نووي لأغراض سلمية يثير عدم الارتياح في الغرب، مع الأخذ في الحسبان طبيعة النظام والخوف حول استقراره. الإدارة الأمريكية، مثلما في الموضوع النووي، تبحث عن إنجاز دبلوماسي قبل الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني 2024. وهي ستجد صعوبة في تمرير مثل هذه الهدية للسعودية في الكونغرس. سيكون كافياً التذكير بأن بعض منفذي عمليات الحادي عشر من أيلول كانوا من أصل سعودي، من أجل تجنيد الحزب الجمهوري ضد الصفقة. يشكك المستوى السياسي في إسرائيل بأن نشأ توجه نتنياهو لدى تفكير رجال بايدن بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية يمكنه تحليل مثل هذه الخطوة لدى الجمهوريين. وتتذكر واشنطن أنه في فترة اتفاقات إبراهيم كان نتنياهو هو من أعطى إدارة ترامب الإشارة بأنه لن يعارض بيع طائرات “إف 35” للإمارات. السناتور الجمهوري المخضرم، ليندزي غراهام، المقرب من نتنياهو، زار الرياض والقدس، وهو يدفع قدماً بنشاط احتمالية التوصل إلى اتفاق. وكان ماك غيرك ومنسق شؤون الطاقة لدى بايدن، عاموس هوكشتاين، في هذه المحطات.
أكثر من بايدن، نتنياهو بحاجة إلى إنجاز مع السعودية؛ بسبب وضعه الخطير في الساحة الداخلية. ولكن التنازل للسعودية في موضوع المفاعل النووي ليس أمراً تافهاً. بعض خبراء الذرة في إسرائيل، من بينهم شخصيات رفيعة سابقة في جهاز الأمن، عبروا عن صدمتهم من الفكرة، ومن الخوف بأنه هكذا سيتم إعطاء الإشارة لسباق التسلح النووي الذي ستشارك فيه دول أخرى في المنطقة، فضلاً عن شرعية صفقة إيرانية – روسية لتوفير مفاعلات نووية لطهران. السؤال في نهاية المطاف هو: هل هذا هو البند الحاسم للتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل والسعودية. وهل سيقرر نتنياهو مساعدة بايدن على شرعنته بهدف التوصل إلى اتفاق؟
في الاتصالات مع السعودية، كما نشر هذا الأسبوع في “هآرتس” أمير تيفون ويونتان ليس، ما زالت هناك عقبات أخرى كثيرة. تفاخرت الحكومة مؤخراً بإنجاز محدود يلوح في الأفق – رحلات طيران مباشرة لعرب إسرائيل من إسرائيل إلى السعودية في إطار موسم الحج إلى مكة والمدينة في نهاية الشهر الحالي. ولكن هذا الأمر لم يتحقق حتى الآن، وازداد الإحباط عندما تبين أن الولايات المتحدة وإسرائيل اتفقتا على ذلك في نهاية فترة ولاية الحكومة السابقة.
هذه ليست مناورة
في الوقت الذي يبحث فيه الأمريكيون عن طريق للعودة إلى المفاوضات مع إيران، تقوم إسرائيل بنثر التهديدات. ففي الأسبوع الماضي، ارتفع التوتر على خلفية تصريحات شخصيات رفيعة في مؤتمر هرتسليا. هذا الأسبوع، أثارت الانتباه مناورة كبيرة لهيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي باسم “القبضة الساحقة”. على الهامش يبدو أن إجراءات اختيار الأسماء في الجيش تحتاج إلى إعادة النظر. مناورة هيئة الأركان العامة بدأت، بشكل استثنائي، بهجوم إسرائيلي على إيران. بعد ذلك تطور سيناريو “متعدد الساحات تقليدي”، أي سيناريو يستهدف فحص كيفية تعامل الجيش الإسرائيلي مع حرب تندلع في عدة جبهات في الوقت نفسه، وكيف سيوزع الموارد والقوات بينها وما الذي يريد تحقيقه.
في الخلفية، تخصص الحكومة بضعة مليارات من الشواكل للجيش من أجل تعزيز الاستعداد لهجوم مستقبلي على المنشآت النووية. واتخذت حكومة بينيت – لبيد في السابق خطوة مشابهة. قد تساعد المناورة الجيش على تحسين الخطة متعددة السنوات الجديدة، التي يتم التركيز فيها على تحسين قدرة الهجوم على دول بعيدة (عملياً إيران). يريد الجيش ملاءمة القدرة المطلوبة مع الخطط العملياتية في الجبهات المختلفة. في الأشهر القريبة القادمة، عند استكمال الخطة، سيتم عرضها على الكابنت.
للمرة الثانية في غضون شهر وللمرة الثامنة في غضون 14 شهراً، يزور البلاد الجنرال مايكل كوريلا، قائد قيادة المنطقة الوسطى في الجيش الأمريكي. كوريلا الذي جاء لمشاهدة المناورة التقى وزير الدفاع يوآف غالنت ورئيس الأركان هرتسي هليفي. ومثلما في زيارات سابقة لجهات رفيعة في الإدارة الأمريكية للبلاد، يأتي كوريلا باعتباره مربية الأطفال من أجل التأكد من أن إسرائيل راضية عن التعاون مع الأمريكيين وأنها لا تخطط لتحرك أحادي الجانب ومفاجئ في الساحة الإيرانية.
قال غالانت أمس في هذا السياق: “قد نحتاج إلى تنفيذ نصيبنا لحماية مستقبل الشعب اليهودي”.
تهديدات إسرائيل المستمرة لإيران ليست سيئة بالضرورة بالنسبة للولايات المتحدة، إذا أرادت وبحق استئناف المفاوضات. التهديد العسكري الحقيقي قد يساعد بدرجة معينة على حث الإيرانيين للتوصل إلى اتفاق. ولكن عملياً، رغم الإعداد المتزايد والواسع، تعرف طهران كيفية قراءة الصورة الإقليمية الآخذة في التشكل. العلاقة بين بايدن ونتنياهو متوترة على خلفية محاولة الأخير تمرير قوانين الانقلاب النظامي والتحالف غير المقدس الذي عقده مع أحزاب اليمين المتطرف. هو في هذه الأثناء، لم ينجح في الحصول على دعوة من البيت الأبيض، بعد مرور خمسة أشهر على تشكيل حكومته (هذا سيتغير إذا حدث تقدم في قناة السعودية). إن احتمالية مهاجمة إيران خلافاً لرأي الولايات المتحدة، لا سيما إذا تبلور اتفاق جديد بين أمريكا وإيران، ضعيفة. إسرائيل بحاجة ماسة إلى الأمريكيين من أجل تنفيذ هذا الهجوم، سواء عملياً أو سياسياً.
القنبلة الموقوتة ما زالت “تتكتك”
مثلما للإيرانيين أسباب، فلحماس أسباب جيدة كي تكون راضية عن وضعها في السنة الأخيرة. عملية “درع ورمح” التي شنها الجيش الإسرائيلي في القطاع الشهر الماضي، كانت الثانية التي توجه ضد “الجهاد الإسلامي”، في أقل من سنة. في الحالتين، لم تجب إسرائيل أي ثمن من حماس، رغم أن المنظمة اعطت من وراء الكواليس مساعدة معينة لـ”الجهاد” لإطلاق الصواريخ. بموافقة إسرائيل، تدخل إلى غزة كل يوم كمية كبيرة من البضائع من مصر من خلال معبر رفح. الرقابة المصرية غير تامة، ومن المرجح أن جزءاً من البضائع هو ثنائي الاستخدام، ويمكن استخدامه في بناء قوة حماس العسكرية.
على الفور، بعد وقف إطلاق النار، سمح لـ 17 عاملاً غزياً بالعودة إلى العمل في إسرائيل. يأمل قطاع غزة أن ترفع حكومة نتنياهو، اليمينية الخالصة، هذا العدد إلى 20 ألف عامل. مؤخراً، وصل إسرائيل طلب استثنائي من رجال أعمال من الخليل للسماح لهم بتشغيل عمال من القطاع، لأن معظم العمال ذوي المؤهلات المناسبة من الخليل يعملون الآن في إسرائيل.
حتى الآن، هذا بعيد عن أن يكون نموذجاً اقتصادياً؛ فالتوجهات الإشكالية في الضفة الغربية تستمر بكامل قوة، إلى جانب ضعف رئيس السلطة محمود عباس، وفقدان السيطرة على الضفة، وارتفاع واضح في عدد عمليات إطلاق النار على الإسرائيليين (في هذا الأسبوع قتل أحد سكان مستوطنة “حرميش”، مئير تماري)، وارتفاع حجم تورط أعضاء في الأجهزة الأمنية في الاحتكاكات العنيفة مع الجيش الإسرائيلي.
العملية قرب “حرميش” تدل على توسيع مناطق نشاطات المنظمات المحلية المسلحة، على شاكلة “عرين الأسود” في نابلس و”أبناء المخيم” في جنين، أيضاً إلى منطقة طولكرم. تعدّ الشوارع نقطة ضعف رئيسية في منظومة الدفاع الإسرائيلية في الضفة. في نابلس تتم ملاحظة جهود فلسطينية لتطوير العبوات الناسفة الأكثر فتكاً. في المرات الأخيرة التي قام فيها الجيش الإسرائيلي بتأمين دخول المصلين اليهود إلى قبر يوسف في نابلس، تم استخدام عبوات ناسفة جانبية ضد قوات الجيش، حتى الآن هي غير فعالة جداً. ثمة تقديرات حول جهود تُبذل لتطوير محلي لصواريخ وقذائف هاون من إنتاج محلي في الضفة. جزء من النشاطات يستند إلى تهريب السلاح والعبوات الناسفة من الأردن، كما كشف عند اعتقال عضو البرلمان الأردني على جسر اللنبي في نيسان الماضي.
حماس تشارك بشكل واضح في كل هذه النشاطات وتشجعها، بنية تحقيق هدف مزدوج، وهو المس بإسرائيل وتقويض مكانة السلطة الفلسطينية. وإذا قدم محمود عباس الاستقالة أو توفي في القريب، فستزداد هذه الجهود من خلال تفكير حماس أن بإمكانها السيطرة على جيوب مستقلة في أرجاء الضفة. هل ستشجع هذه التطورات على إعادة النظر في سياسة إسرائيل إزاء هذه المنظمة. مؤخراً، نشرت تقديرات بأن إسرائيل ستطلب من حماس توسيع وقف إطلاق النار من القطاع إلى الضفة والتعهد بعدم تنفيذ عمليات في مناطق السلطة.
رئيس الأركان السابق، عضو الكنيست غادي آيزنكوت (المعسكر الرسمي)، قال للصحيفة بأن “الضفة قنبلة موقوتة”. “عهد محمود عباس يقترب من النهاية، وتأييد حماس يزداد، كما تبين أيضاً في انتصارها الأخير في انتخابات اتحادات الطلاب في الجامعات في الضفة”، قال. “سياسة إسرائيل الحالية التي تضعف السلطة الفلسطينية بشكل متعمد وتمكن حماس من النمو، هي غباء استراتيجي وسياسي يعكس انجرار الحكومة خلف موقف بتسلئيل سموتريتش”.
يخشى آيزنكوت من حملة الجمهور التي يقودها المستوطنون ضد قائد المنطقة الوسطى، يهودا فوكس، بسبب أوامر اعتقال إداري أصدرها ضد نشطاء من اليمين المتطرف في الضفة. “عليهم تأدية التحية له عدة مرات في اليوم. فالجهود التي يبذلها الجيش الإسرائيلي و”الشاباك” بقيادة فوكس في الضفة الغربية هي العائق الرئيسي أمام انتشار العنف. ولكن ربما هذا لن يكون كافياً على المدى البعيد”.
قوة سموتريتش السياسية تأكدت هذا الأسبوع في قضية نقل المدرسة الدينية من بؤرة “حومش” الاستيطانية، حيث نجح وزير المالية في فرض خطوة غير قانونية على غالنت والجيش – إقامة مبان على أراضي دولة بدون تسوية مكانة الموقع الجديد. دهشة أوساط الجيش وبعض وسائل الإعلام تدل على السذاجة في أفضل الحالات. هذا لا يعتبر خطأ، بل ميزة. فتسويق المستوطنات بكل وسيلة هو الهدف الذي من أجله انضم سموتريتش للحكومة.
وظيفة سموتريتش في وزارة المالية هي في المكان الثاني على سلم أولوياته، لكنها تسمح له بالضغط على الجيش من أجل التعاون معه إذا أرادت هيئة الأركان الحصول على الميزانية المطلوبة له لتنفيذ خططه. في الأسبوع الماضي، في نقاش جرى حول زيادة مخصصات التقاعد للضباط المتسرحين من الخدمة الدائمة، أبلغت الدولة المحكمة العليا بأنه تم التوصل إلى اتفاق للدفع قدماً بهذا الأمر. حدث هذا بعد سنوات وضعت فيها وزارة المالية عقبات أمام محاولة الجيش الإسرائيلي شرعنة هذه الزيادة. من المرجح أن ترتبط هذه التفاهمات بإظهار حسن النية من قبل الجيش حول القضايا القريبة من قبل الوزير، التي معظمها موجود في الضفة الغربية.
---------------------------------------------
إسرائيل اليوم 2/6/2023
هل تكفي زيارة هيرتسوغ لأذربيجان لكبح تطلعات طهران؟
بقلم: يوآف ليمور
مساء الثلاثاء سافرت لأتناول الطعام في باكو مع صديق محلي، رجل أعمال مطلع جداً على أعراف المنطقة. وسرعان ما وصل الحديث إلى إيران. هو يعرفها جيداً، يتكلم اللغة، يفهم العقلية. قال: “إيران مأساة سندفع كلنا الثمن عليها”.
طلبت تفسيراً. أجاب بأن معظم الجمهور الإيراني يكره الحكم. لا يؤيده سوى الفقراء الذين يجتازون غسيلاً للعقول. مثلما لدى “حزب الله” في لبنان أو لدى حماس في غزة. هم يسكنون في بلدات المحيط أساساً. أما في طهران كما ادعى فثمة أغلبية متماسكة ضد آية الله. “هذا حكم الخوف: خوف المواطنين منه وخوفه من المواطنين”.
المأساة الإيرانية الداخلية جزء من الصورة. القسم المقلق أكثر في نظره هو المأساة التي تتسبب بها إيران من حولها. للمنطقة وكذا لإسرائيل. “أنتم في مشكلة”، قال. “أنتم تفكرون تكتيكياً، عن غد صباحاً. أما الإيرانيون فيفكرون استراتيجياً، لعقود إلى الأمام. عليكم البدء بالتفكير مثلهم”.
روى عن أذربيجان، دولة معظم سكانها شيعة، لكنهم علمانيون. لقد حاول الإيرانيون تحقيق مواطئ قدم فيها وغرس “شيعيتهم” في سكانها. تماماً مثلما فعلوا في لبنان، ومثلما يحاولون في سوريا (في ظل التحويل الديني للسُنة في سوريا). أرادوا أن يقيموا مدارس ومساجد في أذربيجان. هذا لم يعجب الرئيس، إلهام علييف، الذي طلب منهم التوقف. سمع الإيرانيون وواصلوا طريقهم. أعاد إلياف الكرة، لكن الإيرانيين أصروا. إلياف مل، فقطع الموضوع بوحشية. “لو لم يتصرف هكذا، لتقدموا رويداً رويداً وهددوا حكمه في النهاية. أدرك أهمية إيقافهم وهم صغار”.
حلف استراتيجي
أذربيجان وإيران ترتبطان أحداهما بالأخرى: يعيش في إيران 25 – 30 مليون أذري (الأقلية الأكبر في الدولة)، ضعف فأكثر مما يعيش في أذربيجان نفسها. لكل منهم أقرباء عائلة في الجانب الآخر من الحدود. الطعام مشابه وكذا اللغة؛ فالأذرية تسمع كخليط من الفارسية والتركية. ولكن بين الدولتين القليل جداً من المحبة.
إيران، كما أسلفنا، تضرب عيوناً إمبريالية نحو جارتها، وأذربيجان لا تحب هذا. إيران قلقة من العلاقات الوثيقة بين أذربيجان وإسرائيل، وأساساً في الجانب العسكري – الاستخباري. وفي الماضي، طالبت أيضاً بالتوقف عنها، لكنها ووجهت برفض تام. العكس هو الصحيح: العلاقات بين أذربيجان وإسرائيل في ميل متزايد من التوثق، كما وجد تعبيره في القرار الأذري فتح سفارة في البلاد مؤخراً.
قفزة درجة مهمة في هذه العلاقات (وفي الابتعاد بين أذربيجان وإيران) كانت في حرب قرة باغ الثانية في 2020. إسرائيل أيدت أذربيجان ونالت جراء ذلك تقديراً هائلاً في الدولة. أما إيران فأيدت أرمينيا وخسرت ثلاث مرات: لأنها أيديت أعداء الأذريين، لأنها كذبت على أنها فعلت ذلك، ولأنها كانت في الجانب المهزوم. عقب ذلك – وكذا في ضوء جائحة كورونا التي نشبت في السنة إياها، وضربت إيران بشدة – أغلقت أذربيجان الحدود بين الدولتين. المرور مسموح اليوم تحت القيود وفقط لأصحاب التأشيرات.
بالنسبة لإسرائيل، تعد أذربيجان شريكاً استراتيجياً. سبب ذلك النفط: أذربيجان تورد نحو 70 في المئة من استهلاك النفط الإسرائيلي. السبب الثاني هو صفقات الأمن: الاحتياجات الأمنية لأذربيجان – التي تهددها إيران وأرمينيا، والتي تخشى أن تتحداها روسيا وتركيا – أدت بها إلى استثمار جزء مهم من المال الذي جمعته من احتياطات الطاقة التي لديها (النفط والغاز) في جيش متطور ونوعي. إسرائيل شريك أيديولوجي في ذلك، وقد باعتها في العقود الأخيرة جملة من الأسلحة الهجومية والدفاعية والتكنولوجية التي تمنحها تفوقاً نوعياً. السبب الثالث هو الرغبة المتبادلة في ترجمة العلاقات الحارة إلى مزيد من أشكال التعاون.
في أثناء زيارة الرئيس هرتسوغ هذا الأسبوع إلى أذربيجان، جرى الحديث عن مشاريع في مجالات الطاقة، والزراعة، والطيران، والسياحة وغيرها.
ولإسرائيل مصلحة أخرى في أذربيجان: في الماضي حاول الإيرانيون عدة مرات المس بإسرائيل على أراضي أذربيجان وأحبطوا. في وسائل الإعلام الدولية زعم أيضاً أن إسرائيل تستخدم الدولة كخشبة قفز لعمليات على أراضي إيران، وأكثر من ذلك – بأن هجوماً مستقبلياً على منشآت النووي سينطلق من أذربيجان أو يمر في أراضيها.
سُئل هرتسوغ عن المسألة الإيرانية من وسائل الإعلام أساساً. فقد طرح الموضوع بالطبع في محادثاته مع الرئيس إلياف ومع قيادة الحكم، لكن في الهوامش فقط. رئيس الدولة ليس هو الرجل الذي يدير الاستراتيجية تجاه إيران. وبالطبع ليس عملياتها. جهاز الأمن يعرف كيف يعمل مع المحليين بالنسبة للاستراتيجية – على إسرائيل أن تبلورها قبل كل شيء لنفسها قبل أن تصدرها إلى العالم.
هذه مسألة حرجة طرحت أيضاً في وجبة عشاء في باكو. الإيرانيون يندفعون إلى الأمام: في النووي، وفي تطوير قدرات صاروخية متطورة، في تصدير الثورة والإرهاب. أما إسرائيل في هذه الأثناء فتتلعثم، تنشغل بتشريع قضائي وجملة هزات أخرى تطرح على أساس أسبوعي في الكنيست وفي الحكومة وتمنعها من الاهتمام بالأمر الأساس. هذه مأساة: إذا لم تصحُ إسرائيل بسرعة وتقرر لنفسها سلم أولويات وسبل عمل وتنطلق إلى العمل فربما تستيقظ بعد فوات الأوان.
---------------------------------------------
هآرتس 2/6/2023
جنوب الخليل: إسرائيل و”الأبرتهايد بالأغنام”.. تصاريح رعي للمستوطنين وطرد للسكان الأصليين
بقلم: عميره هاس
الدولة تسمح لست مزارع أغنام إسرائيليين بالعمل في مسافر يطا، وهي منطقة في جنوب الضفة الغربية التي أعلن عنها كمنطقة تدريب، والتي صادق قضاة المحكمة العليا على طرد سكانها الفلسطينيين منها. في كل واحدة من هذه المزارع قطيع واحد على الأقل. وقد أقيمت قرب البؤر الاستيطانية غير القانونية “متسبيه يئير” و”آفي غيل” و”حفات معون”. متابعة السكان الفلسطينيين تدل على أن مزرعتين من هذه المزارع في المنطقة أقيمتا قبل قرار المحكمة العليا الذي أعطي في أيار 2022، وثلاثة منها على الأقل أقيمت بعد ذلك. في مكتب منسق أعمال الحكومة في “المناطق” [الضفة الغربية] قالوا بأن المزارع غير معروفة وإذا تم تشخيصها فسُتتخذ إجراءات ضدها حسب القانون. مع ذلك، علمت “هآرتس” أن الإدارة المدنية الخاضعة لمنسق أعمال الحكومة في “المناطق” سبق وأصدرت أوامر إنفاذ قانونية إدارية (أوامر وقف الأعمال وأوامر هدم) ضد المباني في المزارع. السلطات فككت في السابق إحدى هذه المزارع ولكنها عادت وبنيت.
قيل للصحيفة بأن مستوطنين وضباطاً أعطوا القطعان في المزارع تصاريح للرعي في مسافر يطا. ولكنهم لم يعرضوا عليه أي وثيقة تؤكد أقوالهم. في مكتب منسق أعمال الحكومة في “المناطق”، لم يردوا على سؤال هآرتس ما إذا خصصت لهذه المزارع أراضي رعي في منطقة التدريب؟
رغم إصدار أوامر وقف العمل وأوامر الهدم، فإن الفلسطينيين سكان هذه المنطقة، ونشطاء حقوق إنسان إسرائيليين يلاحظون نشاطات محمومة ومتواصلة حول المزارع – شاحنات تقوم بالإنزال، وخلاطة باطون صبت ساحة، وسيارات تدخل وتخرج من المزرعة، وتراكتورات صغيرة، وأشخاص يركبون على الخيول. الحظائر القديمة والجديدة التي تتراكم لديهم تظهر من بعيد. بعض المزارع تضم الجمال أيضاً. فلسطينيون من سكان المنطقة يتحدثون عن جنود شوهدوا أحياناً قرب الرعاة الإسرائيليين في منطقة التدريب ويرافقونهم.
ثلاث مزارع أقيمت شرق “متسبيه يئير” في المنطقة التي يسميها الفلسطينيون وادي الجت (وادي القط). المزرعة الأولى أقيمت قبل سنتين تقريباً، والثانية إلى الجنوب منها بقليل أقيمت نحو سنة واستولت على مغر للسكن استخدمها الفلسطينيون منذ عشرات السنين. أقيمت الثالثة قبل بضعة أسابيع، وهي أكثر عمقاً في منطقة التدريب، في منطقة يمكن فيها التمييز بوضوح الجدران الحجرية والمغر التي أعدها الفلسطينيون للسكن قبل سنين كثيرة. في آب 2022 نشر فيلم فيديو في اليوتيوب يظهر واقع الذين يعيشون في المزرعة الثانية التي أقيمت قبل سنة.
ثمة مزرعة رابعة أقيمت في شرق البؤرة الاستيطانية “آفي غيل” بعد فترة قصيرة على قرار المحكمة العليا، وهي تربي على الأقل قطيعاً واحداً. المزارع الأخرى بنيت في جبل شرقي البؤرة الاستيطانية “حفات معون”، في موقعها السابق الذي أخليت منه في العام 2004. تظهر في هذه المنطقة جمال يربيها الإسرائيليون.
لاحظ السكان والنشطاء أنه هذه المزارع تحوي شباباً متدينين، يبقون فيها ليلاً، وفي النهار يخرجون لرعي الأغنام. المستوطنون الأكبر سناً المعروفون في أوساط المستوطنين وسلطات الجيش ويعيشون في البؤر الاستيطانية الأقدم هم كما يبدو المسؤولون المباشرون عن تشغيل المزارع. نموذج العمل هذا معروف من مزارع أغنام وأبقار إسرائيلية أخرى أقيمت في الضفة: شخص بالغ ومسؤول أو عائلة تحصل على قطيع أغنام، ومجموعة من الشباب المتدينين الذين يعيشون في المزرعة يعملون فيها ويذهبون للرعب. ظاهرة مزارع الأغنام والأبقار الإسرائيلية اتسعت وترسخت بشكل خاص في العقد الأخير، ومنطقة جنوب جبل الخليل وحدها تضم الآن 23 مزرعة، ضمنها الست مزارع المذكورة.
مثلما يحدث في مناطق أخرى في الضفة، تدل الشهادات في مسافر يطا على أن الرعاة الإسرائيليين يدفعون ويبعدون الرعاة الفلسطينيين من سكان المنطقة بالتخويف والعنف عن مناطق الرعي التي استخدموها عشرات السنين، ويبعدونهم عن آبار المياه التي حفروها هم أنفسهم أو أجدادهم قبل فترة طويلة. حسب الشهادات التي وصلت للصحيفة، ومثل رعاة الأغنام الإسرائيليين الآخرين في الضفة، فالذين هم في مسافر يطا يرسلون قطعانهم إلى الحقول المزروعة بالشعير التابعة للفلسطينيين، وإلى حقول أشجارهم، ويتركون قطعانهم تقضي على المحاصيل. في عدد من هذه القسائم التي أرسلت إليها القطعان، أصدر الجيش في السابق أوامر منطقة عسكرية مغلقة تحظر دخول الإسرائيليين بسبب مواجهات اندلعت في أعقاب المس بالمحاصيل.
المحامي روني بلي من جمعية “حقوق المواطن”، وهي الجمعية مع المحامي شلومو ليكر، مثلت السكان الفلسطينيين منذ العام 1999، قال للصحيفة: “الوثائق التاريخية تدل منذ أربعين سنة على أن الإعلان عن منطقة تدريب استهدف طرد سكان المنطقة. وبعد قرار المحكمة يثقل الجيش يده ويحول حياة سكان القرى إلى حياة لا تطاق. مؤخراً، أقيمت في المنطقة بؤر استيطانية، وازداد عنف المستوطنين في المنطقة. وكما في مناطق أخرى في الضفة، فإن سكان مسافر يطا متروكون لمصيرهم، والجيش لا يفعل شيئاً للدفاع عن حياتهم وممتلكاتهم. الفرق بينهم وبين أماكن أخرى هو أن لا أحد يحاول إخفاء نية طردهم من المنطقة. وجميع الجهود التي تبذل في سبيل ذلك مباحة. يجب التذكير بأن طرد السكان المحميين محظور، ويمكن أن يشكل جريمة حرب، حتى عندما يتم القيام به عن طريق تحويل حياة السكان إلى حياة غير محتملة”.
في مسافر يطا الواقعة جنوب شرق مدينة يطا يوجد منذ القرن التاسع عشر قرى مغر لرعاة الأغنام الذين أقاموا في المنطقة مع القطعان في معظم أشهر السنة، وزرعوا فيها القمح والشعير والخضراوات من أجل الاستهلاك. وفي نهاية الربيع والصيف، ينتقل جزء منهم غرباً إلى منطقة قرى يطا ودورا والسموع. قرى المغر مثل قرى فلسطينية صغيرة أخرى في أرجاء البلاد، أقيمت في البداية كامتداد طبيعي ومعروف لقرى قائمة عندما زاد عدد سكانها أو عندما كانت حاجة لتوسيع منطقة الرعي أو من خلال البحث عن مصادر المياه. ومع مرور الوقت، ترسخت كبلدات ثابتة. العلاقات العائلية والاقتصادية والثقافية بين الجميع، تم الحفاظ عليها، حيث يتم تقديم خدمات الصحة والتعليم والتجارة في القرى الكبيرة أيضاً.
في قرية جنبا، بنيت أيضاً بيوت حجرية في بداية القرن العشرين، التي فجر الجيش معظمها في 1966. في بداية الثمانينيات، أعلن الجيش الإسرائيلي عن منطقة بمساحة 30 ألف دونم في مسافر يطا كمنطقة تدريب 918 في أعقاب توصية من أريئيل شارون لجهاز الأمن كي يفعل ذلك كوسيلة لوقف ترسخ وتمدد القرى الفلسطينية الموجودة في المنطقة. ورغم الإعلان، فإن السكان في الـ 12 قرية صغيرة واصلوا العيش فيها، في المغر وفي الخيام التي أقيمت مع مرور الوقت بجانبها. وعندما كان يجرى تدريبات بشكل عام كانت تجرى في منطقة محددة. مع ذلك، منعت السلطات الإسرائيلية الفلسطينيين من إقامة مبان ثابتة والارتباط بالبنى التحتية للمياه والكهرباء.
في 1999، في ذروة عملية أوسلو وفي وقت ولاية إيهود باراك كرئيس للحكومة ووزير للدفاع، طرد الجيش الإسرائيلي نحو 700 شخص من سكان القرى الصغيرة، وهدم بيوتهم وآبارهم. وعقب التماسات قدمها السكان للمحكمة العليا أصدرت المحكمة أمراً مؤقتاً وسمحت بعودتهم، لكن دون السماح لهم بإعادة إعمار المباني وآبار المياه التي هدمت، وأن يبنوا في مكانها أو يشقوا طرقاً تربط بينها. لذلك، فإن مباني كثيرة بنيت بدون خيار منذ ذلك الحين أو أعيد إعمارها بدون تراخيص اعتبرتها الإدارة المدنية مباني غير قانونية.
بعد مماطلة طويلة من جانب الدولة وعدة محاولات للجسر بين السكان والسلطات، صممت الدولة على أن ترى في السكان غزاة لمنطقة تدريب، وهم بدورهم واصلوا نضالهم القانوني ضد طردهم وهدم قراهم. في أيار 2022 رفض القضاة الالتماس ضد وجود منطقة تدريب، وأجبرت الملتمسين، وهم من الطبقة الفقيرة الفلسطينية، على دفع 40 ألف شيكل كنفقات للمحكمة. منذ صدور القرار، فإن إسرائيل في الحقيقة لم تطرد السكان الفلسطينيين، لكنها اتخذت خطوات تنغص حياتهم؛ من هدم مستعجل لمبان ومدرسة، ومصادرة السيارات، وزيادة الحواجز العسكرية، وتوقيف طويل لرعاة أغنام.
---------------------------------------------
هآرتس 2/6/2023
سياسة تجهيل
بقلم: أسرة التحرير
هاجم وزير التعليم يوآف كيش في بداية الاسبوع جامعات البحوث والهجوم يعد هدفا مفضل لكل مبتدئ نزاع للشعبوية وهي اصبحت مراكز هائجة للاحتجاج ضد الانقلاب النظامي. وهكذا يكون كيش انضم الى العصبة المهزوزة التي ترى في جهاز التعليم العالي عدوا تسعى حكومة بنيامين نتنياهو الى اخضاعه للنظام، مثل السلطات والهيئات المستقلة الاخرى. فحربه ضد القطاع الاكاديمي هي استمرار لدعمه لاضعاف التعليم الرسمي من خلال ضخ مليارات الشواكل الى مؤسسات التعليم الحريدية، دون تعليم في المواضيع الاساسية ودون أي رقابة. كسياسي التجهيل نجده مصمما على أن يفكك جهاز التعليم ويخرب مستقبل اسرائيل.
فجر مئات المتظاهرين يوم الاحد الماضي مؤتمرا في جامعة تل أبيب بمشاركة رئيس لجنة الدستور، النائب سمحا روتمن. احتج احتجاجا عادلا ضد أحد مهندسي الانقلاب النظامي اصبح على لسان كيش دليلا على "تكمم الافواه لمعسكر كامل يفكر بشكل مختلف عنكم"، كما كتب لرؤساء الجامعات. وهو السياسي من حزب الليكود بدراماتيكية مصطنعة "انا أتهم، بمسؤولية مباشرة عن الضرر الشديد لحرية التعبير في القطاع الاكاديمي"، وطالبهم بان "يصلحوا طريقهم".
لا ينبغي أن نخطئ في فهم الرسالة والاجندة اللتين يقودهما كيش والائتلاف الذي هو عضو كبير فيه الهجمة على الجامعات وهي من مصادر الفخر القليلة لاسرائيل ووفقه فعليها ان تمتنع عن كل نقد على الحكومة. الحرية الاكاديمية، بما في ذلك ايضا الاحتجاج ضد خطوات مناهضة للديمقراطية – ليست قيمة في نظرهم – فماذا يساوي القطاع الاكاديمي، فماذا يساوي القطاع الاكاديمي اذا لم يكن مواليا"؟ لمثل هذه المواقف تعبير ملموس: "نصيب جامعات البحث تآكل في ميزانية الدولة الاخيرة، وقبل نحو شهر حاول كيش (وفشل) ان يعين مسؤولا كبيرا في كلية خاصة في منصب نائب رئيس مجلس التعليم العالي، بدلا من ممثل الجامعات.
محظور أن نقطع بين الخطوات والتهديدات التي تستهدف ضمان قطاع اكاديمي خانغ، مثلما في هنغاريا وتركيا، عن حملة التدمير في التعليم الرسمي، من روضات الاطفال وحتى صفوف الثاني عشر، والتي ينشط فيها كيش. بدلا من زيادة ميزانيات التعليم الرسمي وتثبيت مكانته يؤيد كيش التمويل غير المسبوق لتخليد الجهل والجهالة في التعليم الحريدي. وهذا لدرجة أن بعضا من مؤسساته ستتمتع بميزانية اعلى من تلك التي تتلقاها المدارس الرسمية. بالتوازي مع السلب الحريدي تعمل جهات اخرى، مثل اوريت ستروك والانوية التوراتية وآفي ماعوز و"السلطة للهوية اليهودية"، مخططات التدخل في التعليم الرسمي، الذي ترك لمصيره.
حكومة نتنياهو خطيرة على اسرائيل. التفوق اليهودي والديني الذي تعمل عليه وجد تعبيره ليس فقط في عالم القضاء بل وايضا في المحاولة لاضعاف التعليم الرسمي وتفكيكه الى قبائل. الاعتراض على ذلك هو جزء لا يتجزأ من الصراع ضد الانقلاب النظامي.
------------------انتهت النشرة------------------