معارضةٌ أمريكيّةٌ إسرائيليّةٌ لتزويد السعودية بالأسلحة الكاسِرة للتوازن ومحطة نوويّة مدنيّة خشية تحوّلها لعسكريّةٍ.. الموساد يُحيّي القادة العرب الشُجعان

التطبيع بين كيان الاحتلال وبين المملكة العربيّة السعوديّة ما زال بعيدًا جدًا، والضغوط التي مارستها الإدارة الأمريكيّة بقيادة الرئيس جو بايدن لم تتمر حتى اللحظة، هذا ما أقرّت به محافل سياسيّة رفيعة ومطلعة جدًا في تل أبيب، لافتةً في ذات الوقت إلى أنّ الشروط التي وضعتها السعوديّة للتطبيع تمنع إحداث اختراقٍ والتمهيد لاتفاقٍ مع إسرائيل.
وشدّدّت المصادر عينها، وفق ما أكّدته اليوم الخميس صحيفة (هآرتس) العبريّة، على أنّ المطلب السعوديّ الذيْ يُعيق التقدّم يتعلّق بانضمام المملكة إلى ما يًسّمى بـ “النادي النوويّ الدوليّ” وإقامة محطّة نوويّة مدنية في الرياض، وهو الأمر الذي ترفضه كلٌّ من الولايات المُتحدّة وإسرائيل بسبب خشيتهما العميقة من تداعياته.
عُلاوةً على ما جاء أعلاه، أوضحت ذات المصادر أنّه حتى إقامة علاقات لبناء الثقة بين الرياض وتل أبيب كالسماح للحجاج من الداخل الفلسطينيّ بالوصول إلى مكّة مباشرة بات بعيد المنال بسبب الخلافات بين الطرفيْن.
ونقلت الصحيفة عن مصدرٍ سياسيٍّ إسرائيليٍّ رفيعٍ لم تُسّمه قوله إنّ عدم التقدّم في المفاوضات بين الأمريكيين والسعوديين نابع من مطلبيْن سعودييْن، الأول إخراج صفقة أسلحة كبيرة إلى حيّز التنفيذ، كانت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، قد وقعتها مع المملكة، والثاني إقامة محطة نوويّة مدنيّة في السعوديّة، لافتًا إلى أنّ إسرائيل تُعارِضهما لأنّ الأسلحة من شأنها تغيير ميزان القوى بالشرق الأوسط، أمّا الثاني، المحطة النوويّة، فقال المسؤول الإسرائيليّ إنّ بلاده تخشى من تحوّل المحطة من مدنيّةٍ إلى عسكريّةٍ، الأمر الذي سيضع حدًا للتفوّق النوويّ المنسوب للدولة العبريّة، على حدّ تعبيره.
إلى ذلك، وفي حديثٍ للقناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ، قال رئيس وزراء الاحتلال الأسبق، إيهود أولمرت، إنّ موافقة إسرائيل على الشروط السعوديّة سيكون بمثابة خطأ إستراتيجيٍّ وتاريخيٍّ، لافتًا في ذات الوقت إلى أنّ السماح للعربية السعوديّة بامتلاك النوويّ سيكون بمثابة فتح الطريق أمام دولٍ عربيّةٍ وإسلاميّةٍ للسير في هذا الدرب، مثل مصر وتركيّا، ولذا، أضاف أولمرت يتحتّم على الحكومة الإسرائيليّة رفض الشروط السعوديّة كي لا تفتح الباب على مصراعيه أمام سابقةٍ خطيرةٍ، طبقًا لأقواله.
في سياقٍ متصّلٍ، زعم رئيس جهاز الموساد الإسرائيليّ السابق، يوسي كوهين، خلال مشاركته في مؤتمر معهد أبحاث الأمن القومي (INSS) التابع لجامعة تل أبيب، زعم أنّ “التطبيع مع السعودية ممكن بالتأكيد”، وقال “أنا أعتمد على معرفة شخصية بهذا الخصوص، إنْ تمت إدارة الاتصالات بصورة صحيحة، مع ضمانات للولايات المتحدة، بعد تصريحات معينة بخصوص الفلسطينيين، لكن ليس حتمًا سياسة عملية، وهذا ممكن”.
وأضاف كوهين أنّ “ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، شاب نعرف ماضيه وما قام به، ونرى أنه يقود إلى أمر آخر، هو لا يتجاهل الولايات المتحدة، لكن يوجد لديه بدائل – لا تريدون أنْ تبيعونني طائرات أف 35؟ أنا لست أرملاً سعوديًا”.
وتابع قائلاً “هو يقوم بتمرير رسائل أنه يوجد لديه بدائل، ولديه أصدقاؤه”، وأردف “لقد رأينا في الاستخبارات سابقًا على طول الطريق الاتصالات التي أجريت بين السعودية ودول العالم.. لم أر هذه الاتصالات علنية في الماضي، على سبيل المثال مع الصين”.
وأوضح كوهين في حديثه أنّه “على إسرائيل أنْ تحاول بأن تكون بمكان السعوديين، والفهم أنه إذا كان يوجد لديهم علاقات، فهذا لا يشير إلى أي شيء عن علاقات بين السعودية وإسرائيل”.
وخلُص إلى القول إنّه “يوجد بالشرق الأوسط عهد جديد من القادة الشجعان مثل محمد بن زايد، الملك المغربي، ملك البحرين، يمكن أنْ نخلق معهم شيئًا كبيرًا وهامًا أكثر”.