هذا ما يُرعب إسرائيل في الضفة الغربية؟ وبهذه الطريقة “الذكية” نجحت المقاومة في قلب المعادلة.. تطورات تُقلق جيش الاحتلال والشوارع بات فخاخ والحاويات الخطر الأكبر.. الذاكرة السوداء تعود للإسرائيليين مجددًا..
Thu 25 May 2023

يعلم الجيش الإسرائيلي جيدًا أن مدن الضفة الغربية المحتلة بأزقتها وشوارعها الضيقة لم تعد “لقمة صائغة” وآمنة في حلقه كالسابق، بل أصبحت أكثر “عنادًا وضراوة” وتغيرت فيها الكثير من المعادلات الأمنية التي فرضت واقع جديد يشكل خطرًا على كل جندي أو مستوطن.
الجيش الإسرائيلي يحاول أن يُخفي ما يتعرض له بشكل يومي في الضفة خلال عمليات الاقتحام والاجتياح التي ينفذها إما لقتل المقاومين او تنفيذ عمليات الاعتقال، فالواقع بات قاسيًا وصعبًا وفق للكثير من التقارير التي نُشرت على الصحف والمواقع العبرية، خلال الأسابيع الأخيرة.
“العبوات الناسفة” باتت الهاجس الأكبر الذي يمثل رعبًا حقيقيًا لجيش الاحتلال الإسرائيلي، فالمشاهد التي نشرت مؤخرًا لتفجير العربات ومركبات إسرائيلية، من خلال تفجير العبوات التي تزرع بدقة من قبل المقاومين الفلسطينيين على جانبي الطرقات وداخل حاويات القمامة والأكياس البلاستيكية، خلقت المعادلة الجديدة وشكلت “نقلة” في أساليب المقاومة، خاصة أنها أعادت إلى الأذهان إدخال سلاح العبوات الناسفة و”التفجير عن بعد” إبان انتفاضة الأقصى، وهو السلاح الذي غاب طوال السنوات الماضية، لتحلَّ محله عمليات الدهس والطعن وإطلاق النار التي حملت طابعًا فرديًا في الغالب.
وفي التاسع من أيار/ مايو الحالي، انفجرت عبوات ناسفة بآليات عسكرية لجيش الاحتلال خلال اقتحامها مدينة نابلس.
فالمقاطع المصورة التي وثقت انفجار العبوات الناسفة تحت رتل من الآليات العسكرية لجيش الاحتلال أظهرت انفجاراً كبيراً، اعتبره مراقبون ومحللون تطوراً على وسائل مجموعات المقاومة الفلسطينية، التي تعمل لتطوير قدراتها وسط شراسة الحملات العسكرية شبه اليومية التي تلاحقها.
وسائل إعلام إسرائيلية أكدت أن ظاهرة العبوات الناسفة، في الضفة المحتلة، تقلق جيش الاحتلال الذي يخشى تطورها واستخدامها في عمليات أخرى في قلب المدن المحتلة.
-
الرعب القادم لإسرائيل
وقالت إذاعة “كان” العبرية، إن جيش الاحتلال رصد تزايداً في استخدام العبوات الناسفة من قبل مجموعات المقاومة الفلسطينية، خاصة في مناطق شمال الضفة المحتلة.
وذكرت أن إصابة جندي بجروح جراء انفجار عبوة ناسفة بقوة للجيش، خلال اقتحام نابلس، أشعل الإنذار لدى المؤسسة العسكرية والأمنية في دولة الاحتلال، من خطر العبوات القادم بقوة.
وأشارت الإذاعة إلى انفجار عبوة ناسفة في شقة سكنية، بعد محاصرتها، في المدينة بعد أسبوع من انفجار العبوات بالرتل العسكري، وقالت إن هذه العمليات تدفع المؤسسة العسكرية والأمنية في دولة الاحتلال إلى زيادة الرقابة على هذا التطور العملياتي في محاولة للحد من توسعه وانتشاره.
ولم تتوقف ظاهرة استخدام العبوات الناسفة، خلال المرحلة الحالية من المقاومة، على مناطق الضفة المحتلة ونفذ مقاومون عمليات تفجير عبوات ناسفة في القدس والداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، مثل عملية الأسير اسلام الفروخ، وتفجير العبوة الناسفة في “مجدو” شمال فلسطين المحتلة، وقبل أيام ادعى جيش الاحتلال أنه اعتقل خلية تابعة للجبهة الشعبية زرعت عبوات ناسفة في مستوطنة “بيتار عيليت”.
ويوم أمس، زعم جيش الاحتلال أن قواته فجرت منزلاً كان يستخدم لصناعة العبوات الناسفة في مخيم بلاطة شرق نابلس.
وقبل أيام أكدت “سرايا القدس- كتيبة جنين” أن مجاهديها تمكنوا من تفجير عدد من العبوات الناسفة بآليات جيش الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء الماضي، عقب اقتحام مخيم جنين شمال الضفة الغربية المحتلة.
وقالت كتيبة جنين في بلاغ عسكري: “مجاهدونا يفجرون عدد من العبوات الناسفة بآليات الاحتلال في محيط المخيم”،
وأشارت كتيبة جنين إلى أن مقاتليها استهدفوا قوات الاحتلال في محيط المخيم بصليات كثيفة ومتتالية من الرصاص.
وتعيد العبوات الناسفة ذكريات العمليات الاستشهادية والنوعية التي نفذتها المقاومة وعلى رأسها كتائب القسام، وأوقعت عشرات القتلى والجرحى، بعدما رسم المهندس الأول يحيى عياش بداية صناعة المتفجرات والأحزمة الناسفة التي شكلت فارق كبير في تاريخ المقاومة.
وبحسب المختص بالشأن الإسرائيلي عدنان أبو عامر، فانه لا غنى للمقاومة الفلسطينية عن هذا الأسلوب في سياق أي مقاومة فاعلة تستهدف تحقيق أثر واضح في صفوف الاحتلال، فآثارها ومفاعيلها القوية تجعل منها ازمة أساسية من لوازم المقاومة لا تستطيع تجاوزها بأي حال من الأحوال.
وتابع ” برعت المقاومة الفلسطينية باستخدام العبوات الناسفة في تنفيذ عملياتها العسكرية، فأغلب العمليات العسكرية تتضمن استخداماً لأسلوب العبوات الناسفة بشكل منفرد، أو تأخذ أجزاء ومركبات العملية، حيث شهدت انتفاضة الأقصى إنجازات مهمة في سياق المواجهة مع المحتل، أدت لإلحاق أفدح الخسائر بصفوف المحتلين.
-
المعادلات الجديدة